مقالات وآراء

 بعد موافقته علي انشاء قاعدة روسية : البرهان في انتظار مدير المخابرات المصرية!!

بكري الصائغ
 
 ١- بعد زيار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للخرطوم في يوم  الخميس ٩/ فبراير ٢٠٢٣م والتي استمرت لمدة يومين ، جاءت بعدها الاخبار في يوم الاثنين ١٣/ فبراير – اي بعد يومين من انتهاء الزيارة- وافادت، ان صحيفة “تايمز” (The Times) البريطانية قالت أن المجلس العسكري السوداني وافق على خطط روسية لبناء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر الإستراتيجي من شأنها أن توسع نطاق نفوذ الكرملين وسط الحديث عن “حرب باردة جديدة” في أفريقيا. وذكرت في خبرها، الذي نقلته عن وكالة أسوشيتد برس، (Associated Press) أن الصفقة التي تمنح موسكو موطئ قدم بأحد أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم ظلت لسنوات قيد الإعداد. وأن المسؤولين الغربيين يخشون أن تساعد تلك القاعدة البحرية، وهي الأولى لروسيا في أفريقيا ، في إبراز قوتها في المحيط الهندي. وقالت تايمز إن الاتفاق مع الخرطوم يأتي بعد زيارة إلى موسكو العام الماضي قام بها الجنرال محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية ، مشيرة إلى أنه قال لدى عودته “إذا أراد أي بلد أن يفتح قاعدة وكان ذلك في مصلحتنا ولا يهدد أمننا القومي ، فليس لدينا مشكلة في التعامل مع أي كان، روسي أو غير ذلك”.- انتهي الاقتباس-
٢- في ظل هذه الزيارة جاء تقرير حديث عن هذه القاعدة الروسية وافاد :
 يمنح الاتفاق روسيا تصريحا لإنشاء قاعدة بحرية بقوة 300 جندي، وكذلك الإذن بالاحتفاظ بأربع سفن بحرية ، قد تشمل بعض السفن التي تعمل بالطاقة النووية ، في ميناء بورتسودان الاستراتيجي على البحر الأحمر. وستضمن القاعدة وجودا دائما للبحرية الروسية في البحر الأحمر والمحيط الهندي وتجنيب سفنها الحاجة إلى القيام برحلات طويلة للوصول إلى المنطقة ، وفقا لتصريحات فيكتور بونداريف قائد القوات الجوية الروسية السابق. في المقابل ، ستقوم روسيا بتزويد السودان بالأسلحة والمعدات العسكرية، ومن المقرر أن يستمر الاتفاق لمدة 25 عاما ، مع إمكانية التمديد التلقائي لـ10 سنوات إذا لم يعترض أي من الجانبين. -انتهي-
 ٣- عودة الي خبر قديم له علاقة بالمقال-
 المصدر- “العربي الجديد”- 06 مارس 2022م :- كشفت مصادر مصرية ، عن حالة من الاستياء والغضب داخل دوائر صناعة القرار المصرية المعنية بالملف السوداني ، بسبب ما اعتبرته تضليلاً مارسه نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي ، خلال زيارته الخاطفة للقاهرة نهاية الأسبوع الماضي ، ولقائه رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل. وبحسب المصادر ، فإن المسؤولين في مصر فوجئوا بحديث حميدتي عقب وصوله إلى الخرطوم قادماً من موسكو ، وإعلانه الترحيب بإقامة قاعدة عسكرية روسية على أراضي بلاده ، وهو الأمر الذي كانت القاهرة قد أبدت اعتراضاً عليه في وقت سابق للمسؤولين في السودان ، كونه يمثل تهديداً لأمن البحر الأحمر. وأوضحت المصادر ، في أحاديث خاصة لـ”العربي الجديد”، أن حميدتي لم يتطرق خلال زيارته السريعة للقاهرة إلى هذا الملف ، رغم أن هناك مستجدات طرأت عليه خلال زيارته إلى موسكو ، وتوصله لاتفاق مع الجانب الروسي ، بإحياء المشروع الذي كانت موسكو توصلت إليه في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير. وبحسب المصادر المصرية ، فإن القاهرة تعارض هذا الأمر ، رافضة إقامة أية قواعد أجنبية بالقرب من حدودها أو مناطق نفوذها ومصالحها. وكشفت ، في الوقت ذاته ، أن هذا الملف كان أحد أبرز ملفات الخلاف بين مصر والإمارات ، بعد لعب الأخيرة دوراً وسيطاً لدى السودان للتمهيد لتلك الخطوة. وأشارت إلى الأدوار التي لعبتها القاهرة ، خلال الأعوام الثلاثة الماضية ، لمنع إقامة قاعدة تركية في السودان ، سعت أنقرة لإقامتها عبر اتفاق مع البشير. وكشفت المصادر أن اتصالات رفيعة المستوى من الجانب المصري ، طالبت حميدتي والمسؤولين في السودان، بتوضيح للتصريحات الخاصة بملف القاعدة البحرية الروسية، مشددة على أن مشروعات كهذه يجب ألا تضر بمصالح دول الجوار. ووفقاً للمصادر المصرية ، فإن ما أثار مخاوف القاهرة ، هو شروع روسيا في الاتفاق مع السودان في الوقت الراهن ، في ظل وجود ما يشبه القاعدة العسكرية الروسية على الحدود الغربية لمصر ، وبالتحديد في المنطقة الشرقية في ليبيا ، حيث ترابط هناك بشكل غير رسمي عدد من المقاتلات التابعة لموسكو ، تحت حراسة وتأمين عناصر مرتزقة “فاغنر”. – انتهي-
٤- الان وبعد موافقة البرهان علي خطط روسية لبناء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر الإستراتيجي ، لا يبقي عليه (البرهان) الا انتظار مدير المخابرات المصرية اللواء/ عباس كامل، الذي حتمآ سيصل للخرطوم ولكن هذه المرة ليس لتلقينه ما يجب عمله تجاه الازمة في البلاد ، ولكن لتقديم اعتراض مصري علي إقامة أية قواعد أجنبية بالقرب من حدودها أو مناطق نفوذها ومصالحها .. هذا الاعتراض المصري قد يكون هذه المرة  شديد اللهجة مبطن بدبلوماسية وابتسامات ، وما ادراك ما دبلوماسية المصريين المبطنة بالابتسامات في الشان السوداني!! .
 ٥- (أ)- عودة الي حدث قديم:- في اليوم الاول من شهر نوفمبر عام٢٠٢١م ، ادلي القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بتصريح قال فيه أن الخرطوم لديها ملاحظات على الاتفاق مع روسيا لإنشاء قاعدة بحرية في ميناء بورتسودان على البحر الأحمر. وقال البرهان، في تصريحات لوكالة ”سبوتنيك“ الروسية ”لدينا اتفاق مع روسيا من ضمنه إنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان ونتحدث فيه باستمرار ولدينا بعض الملاحظات نحتاج إلى إزالتها قبل المضي في تنفيذه“.
(ب)-  بعد هذا التصريح  الذي اقلق الحكومة المصرية وقتها ، جاء اعتراض مصري سبق ان قدم بصورة رسمية للبرهان ، كان الاعتراض مبني بكل صراحة ووضوح علي ان خطورة وجود قاعدة روسية في السودان علي مقربة من حدوها، لا يقل باي حال من الاحوال عن خطورة سد “النهضة”.
 ٦- ولاننسي ايضآ ان السعودية هي الاخري عندها اعتراض شديد علي انشاء قاعدة روسية تكون في مواجهتها علي ساحل البحر الاحمر السوداني ، وسبق ان قامت الصحف السعودية بنشر الكثير من الاخبار والمقالات عن  القاعدة الروسية في السودان، واكدت هذه الصحف بعد زيارة “حميدتي” لموسكو ، ان الغرض الاساسي من تاسيس القاعدة الروسية تكمن في عمليات مراقبة جاسوسية دائمة علي ما يجري داخل المملكة ، وايضآ مراقبة حركة مرور السفن في البحر الاحمر.
 ٧- الغريب للامر لحد الدهشة، ان السودانيين اعترضوا بشدة مرارآ وتكرارآ علي فكرة دولة الامارات انشاء ميناء مدني لاعلاقة له بالعسكرية في منطقة (ابوعمامة) في شرق السودان … ولم يعلقوا سلبآ او ايجابآ علي انشاء قاعدة عسكرية روسية في ذات المنطقة علي الساحل الشرقي وعلي بعد خطوات من  ميناء (ابوعمامة)!! .
٨- (أ)- هناك صحفيين سودانيين اكدوا علي ان انشاء ميناء (ابو عمامة) قد بدأ بالفعل في التشييد وذلك بعد ان أصدر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ، قرارًا في يوم ٣١/ يناير ٢٠٢٢م قضي بتشكيل اللجنة الإشرافية العليا لتشغيل وتطوير ميناء أبوعمامة .
(ب)- واكدوا علي بدء تشييد القاعدة الروسية علي ساحل البحر الاحمر منذ  فترة طويلة.
(ج)-وان مجموعة “فاغنر” الروسية عندها قاعدة في دارفور لحماية الذهب المهرب.
٩- الاسئلة المطروحة اليوم بقوة في الساحة السياسية هي: (أ)- هل السودان في حاجة الي قاعدة حربية روسية؟!! .
 (ب)- بعد الموافقة علي تاسيس القاعدة هل اصبح السودان يدور في فلك روسيا مثل دولة روسيا البيضاء؟!! .
 (ج)- ما هي الفائدة الاقتصادية من وجود هذه القاعدة الحربية؟!! .
 (د)- هل وجود هذه القاعدة ستجلب مستقبلآ المشاكل مع امريكا والسعودية ومصر؟!! .
 (هـ)- هل ستكون هذه القاعدة مركز لتجمع جماعة “فاغنر” الروسية؟!! .
  (د)- واخيرآ ، لماذا وافق البرهان بسرعة علي تاسيس القاعدة الروسية بعد ان اكد من قبل في عام ٢٠٢١م علي ضرورة دراسة المشروع بدقة وانه لديه ملاحظات عليها؟!! .

‫5 تعليقات

  1. ما هر رأي كاتب المقال في الاحتجاج المصري الذي يتوقعه و هل هذا الاحتجاج مبرر؟

    و هل يشاور المصريون الاخرين في الامور السيادية ؟؟

  2. الاخ/ مناضل.
    تحياتي الطيبة.
    ١-
    سؤالك جميل ورائع… وردي عليه:
    اولآ: الحكومة المصرية لا تملك حق الاحتجاج علي موافقة البرهان انشاء قاعدة روسية علي الساحل الشرقي السوداني، لان السودان دولة ذات سيادة ومن حقها اتخاذ قرارات بما يخصها.
    ثانيآ: مصرفيها قاعدة جوية مصرية غربي القاهرة غالبا ما تستخدمها القوات الجوية الأمريكية لأغراض التزود بالوقود ومهام دعم الجسر الجوي، وتملك مصر العديد من الموانئ التي يمكن استخدامها لتحريك القطع البحرية الأمريكية وتغيير أماكنها أثناء سير أي عمليات عسكرية أمريكية بالمنطقة. تتلقى مصر 1,3 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية. وتتشارك الدولتان بتمارين عسكرية تتطلب دومًا إرسال قوات عسكرية أمريكية كبيرة إلى مصر.
    ثالثآ: الاحتجاج المصري الذي ربما يقدم للبرهان هو مجرد اجراء شكلي، لان الكلمة الاولي والاخيرة في موضوع التشييد متروك للحكومة القادمة بعد الانتخابات وهي صاحبة الكلمة الاولي والاخيرة في الموضوع.

  3. وما علاقة كاتب المقال بالموقف المصري ياهذا …! يبدو أن موافقت السجان البرهان مقابل مساعدات عسكريه منتهي الرعونه… نحن اصلا ناقصين عندنا ٨٠٠٠٠٠٠ قطعة سلاح عند المواطنين.

  4. جاء خبر نشر اليوم الاربعاء ١٥/ فبراير تحت عنوان: “وفد سوداني (عسكري- مدني) ينهي زيارة غير معلنة إلي إسرائيل”… والغريب في الامر ان الزيارة جاءت مطابقة لزيارة البرهان في نفس اليوم والساعة!!

  5. تحياتى استاذى الصايغ .. اعتقد ان التخوف المصرى من القاعدة الروسية لانها ستحجم دور القوات المصرية فى التنزه على شواطئ البحر الأحمر وستكون حائط السد الأول لأى هجمات مصرية محتملة على السودان او الشقيقة اثيوبيا .. فروسيا تمتلك أقوى رادارات العالم وأود اذكرك ان قصف مستودعات الشجرة وقصف السيارات فى بورتسودان وان الناس تحدثوا بأنها إسرائيلية واوكد لك بأنها مصرية فلايمكن للمقاتلات الاسرائيلية قطع هذه المسافة وحتى لو كان ذلك ممكنا فمن غير المعقول الا تلطقتها الرادارات المصرية .. المصريين يريدون ان تكون الهيمنة على البحر الأحمر لهم فقط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..