لمن رفعوا شعار: هي لله هي لله .. لا للسلطة ولا للجاه … نقول

م/محمد موسى ابراهيم

إن الإنقاذ وبعد أن حققت بنجاح بند التمكين إقتصادياً وسياسياً وذلك باستيلائها على كل مصادر الثروة بالبلاد, وتوظيفها لكل مُقَدّرات الدولة لصالحها وذلك بإعمال مشروع الخصخصة الشهير, وبسطوتها على كل الوظائف العامة والخاصة على حساب الشعب السوداني, لم تهنأ وتقبل بما ظفرت به. بل سكبت الزيت في النار, وأطلقت يدها للنعرات القبلية القميئة, وفرّقت الأمة السودانية الواحدة اللاحمة إلى أمم وأشلاء, وبعد كل هذا قامت بتفكيك المفكك وتمزيق الممزق وذلك بشرائها لمرتزقة ليقوموا مقامها في الحرب القذرة وتفريق الأخ عن أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه. إن الإنقاذ أيها الشاهد لم تقف عند هذا الحد, فقد شوّهت أخلاق الإنسان السوداني الأصيل وعملت فيه كل صنوف السوءات, فأفقدته مروءته وشهامته المعهود بهما, وأصبح إنسان اليوم ليس سوى مسخ, وكان سلاحها الوحيد هو صناعتها بإتقان لدولة البوليس, وبإطلاقها لأقزامها العاملة بإسم الأمن, وتدخلها السافر في خصوصيات الناس, والأنكى والأمر أن كان الدين هو مطيّتها وشعارها, فلعبت به كما يلعب الساحر بالبيضة والحجر, لقد أصبح الدين أداة قاسية مثل العصا يتم التلويح به في المنعطفات الحادة لتهدأة الشارع سواء بالقطع أو الجلد أو الرجم .

لقد تم بإسم الدين إبتداع قوانين جائرة جوفاء لا ساس لها ولا رأس, ليس لهذه القوانين منفعة أو أي مردود إيجابي للمواطن سوى أنها تُنَغّص عليه عيشه وتلهيه عن الإلتفات لمخالفات النظام من جهة, كما وأنها تخدم منسوبي النظام لتسهيل عملية النهب السافرة عياناً بياناً لأموال العباد والبلاد. وما قانون النظام العام المعمول به إلا سوطاً لاسع يقع على ظهر كل من تسوّل له نفسه, وما التهجّم على الفتيات والإعتداء عليهن من قبل منسوبي النظام العام إلا دليلا حيّاً. وللأسف الشديد يأتي تدخّل المسؤول الغير مسؤول بأن ينزع الجنسية عن الفتاة موضوع الضجة, ويصفها بكل صنوف السباب والتعيير, بل يلحق السباب بأهلها وذويها وبأن هؤلاء ليسوا سودانيين. الغريب أننا في بلد شارب الخمر فيه ليس سوداني, وبنات الليل فيه لسن بسودانيات, والشماسة سكان الأرصفة والمجارير ليسوا سودانيين. فقط السوداني في نظرهم من يمتطي الفارهة البرادوا ويمتلك المال. السوداني في نظرهم من تعلو جبهته علامة الصلاة, السوداني في نظرهم من ينتهي حسبه ونسبه بأحد أعمدة النظام. ودون ذلك يخوضوا مع الخائضين. إنها لذهنية ملائكية زائفة, واهِمٌ من يعتقد أن لها أرجل تقف عليه بين الناس في يومنا هذا. إن المشروع الحضاري الذي نسجه النظام وبثّه للعالمين ليس سوى وَهَمٌ غسلوا به أدمغة الشباب اليافع بدافع دمجهم في بوتقة المشروع الهندسي الاجتماعي الذي هدف له النظام لتغيير تركيبة المواطن السوداني, وليصبح الإنسان غير الإنسان. ونقول, مهما اجتهد دهاقنة الإنقاذ في صنعتهم هذه, فإنسانهم هذا ووجه الشبه بينه وبين الإنسان السوداني الحقيقي, كوجه الشبه بين القرد والإنسان.

إن أولى خطوات نظام الإنقاذ في تنفيذ مشروعها هذا كان بالتعليم, ووسمتها بـ(ثورة التعليم), إنها ثورة التجهيل وغسيل الأدمغة, فبعد أن فقدت الإنقاذ الأمل في إستدرار عطف وولاء الشعب السوداني, عمدت إلى البذور اليافعة حديثي العهد بالعمل المؤسسي فدفعت بهم إلى لُب العمل العام دفعاً, وزجّت بفاقدي التأهيل التربوي زجّاً, وحشرتهم بين ثنايا الخدمة المدنية حشراً حتى يكونوا ضمن فريق لا يمتون إليهم بصلة, شاغلين مناصب لا يحلمون بها فتداعى الهيكل الوظيفي للدولة. إن المبدأ المعمول عليه هو, أخطئ أخطئ حتى تصيب, وقد تعلم هؤلاء بأخطائهم في الغير, أطباء مهندسين وغير ذلك من التخصصات المهمة ذات الحوجة الماسة للمواطن. تعلموا في المواطن وعلى حساب المواطن بدون أن يحاسبهم أحد. إن عداء النظام السوداني للمواطن بهذه الصورة أمر يجعل المرء يجيل النظر في هذا الأمر, فمنذ قدوم الإنقاذ إلى سُدّة الحكم وعملية إحالة موظفي الخدمة المدنية إلى الصالح العام ليس سوى إنتقاماً للمواطن, كان أرحم منه الموت, وكما يقول المثل (قطع الرقاب ولا قطع الأرزاق) وجعلوا من الشعب أشباح لا تستطيع أن ترفع رأسها أمام شرطي يبتزهم, وترى المواطن في الشارع العام يستجدي الشرطي ويركع له ليدعه وشأنه . والشرطي لا يستنكف أمام العامة من المارة يقول لأحدهم (خارج نفسك) أي أدفع الفيهو النصيب.
نواصل

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وفقك الله ….. كل ماذكرت صحيح ….. نسأل الله الخلاص بأقل الخسائر ….. وأن يحفظ هذا البلد الذي أصبح مستقبله في كف عفريت متي ما قيل بسم الله قذف به ما معروف في بر والله بحر والله جنة والله نار … لقد فقدنا اجمل ما يميزنا كسودانيين … الشهامة والصدق والكرم والطهارة والأمانة … وصنا نتحسر على ماضينا البعيد والقريب … وأصبحنا نشك في صاحب الجلابية خاصة إن كانت له علامة صلاة … فقد شوهوا كل شئ …. ومعظم الجيل الجديد نشأ وترعرع في هذا المناخ السئ ….. فهل يا تري يمكن أن نعود إلى سابق عهدنا وأحسن …. أتمنى ذلك لكني أخشى الأسوأ خاصة وأن التجارب عودتنا أن نتحسر على ما مضى لذلك أخشى أن يكون البديل أسوأ …. رحماك يارب ولطفك.

  2. اب كرنك الظالم انت ما بشير انت ظالم , الكلاب طويلة الاعمار , سؤالي هل لما تتغطى و تكون مختلي بنفسل و داير تنوم هل ضميرك بخليك تنوم و أللا غاب الضمير و أكيد يا بتاع الأرامل ضميرك غائب نشكوك الى الله العادل انت و عصابتك اللهم صلت عليهم كلابك يا مغيث/ في الحديث من اراد ان يفرق جمعكم فاقتلوه انت فرقت بين الشعوب نسأل الله ان يرينا فيك عجائب قدرتهاللهم صلت علىالبشير جبروتك اللهم صلت جبروتك على من يحاول حذف هذه المشاركة و يحول دون وصولها للقراء
    اللهم يا مهلك فرعون أهلك البشير و كلابه الهم يا مذل الظالمين أذل البشير و اعوانه , اللهم صليت عليهم جنودا لم يرها احد يا الله اللهم عجل لنا عقابهم في الدنيا و الآخرة اللهم منذ الآن يا الله اللهم انا استعنا بك فأعنا عليهم

  3. عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم يارب خليهم يعلنوا هذه الزيادات لا نها هي التذكرة التي سوف يركبو بيها على التونسية او رحلة الخطوط الجوية اليابانية رقم 123
    الله يحفظ كا ما هو غير انقاذى واهلك ما دون ذلك

  4. والله الدين والاسلام عندكم تفصلوه زي ما عايزين انتو مفتكرين ولدنا بدون دبن والله شنو ياجماعه الاعمار بيد الله وتوبوا وابعدو عن الدين لانكم ما عارفين فيه اي شي

  5. والله انا بستغرب من الناس البتقول ثورة ثورة ثورة بس نفسي اعرف قصدهم أنهم ماشين منطقة الثوارت الفي ام درمان ولا حتا تانية ,,,,, الشعب السوداني اوعي من كدا بي كتييير وعشان تبطلوا كلام وهترشه في الفاضي زول يجاوب لي علي السؤال ده ومن بكره نرفع سلاح العصيان ضد الدولة

    (( ماذا استفادرت دول الثورات من الثورة ضد الحاكم ))

    الاوضاع في السودان والله والله والله لا تطاق والمتضرر الوحيد هو المواطن ذو الدخل المحدود والمتوسط وحتي المواطن ذو الدخل العالي بقي بعاني في ظل الظروف المعيشية الباهظة

    ولاكن يا اخواني واخواتي خلونا نفكر بي عقلانية عشان نقدر نقدم البلد لي قدام بدل ما نحن راجعين اصلا ودارين نرجعها زياده بي كلام الثوارت والشعارات الكاذبة

  6. المصيبة ,,, إنتوا عارفين كل هذه المآسى ,, ورغم ذلك صامتين صمت الحملان ,, والله إنتوا شعب لاخير فيكم ,,, إنظرورا إلى إخواننا المصريين ,, كشفوا هؤلاء الذين يتاجرون بالدين من أول سنه ,, وثاروا عليهم ,, واقتلعوهم إقتلاعا ,, هكذا يكون التغيير ,,يا أمه ضحكت من جهلها الامم

  7. الحمار البشير والحمار الخضر الله يورينا فيكم يوم حتي تتمنوا انكم لم تخلقوا ولم تولدوا انتو وكل المؤتمرجيه والحراميه والكيزان تجار الدين

  8. نعم انهم ظلمة وكل مساؤهم معرفة ولكن هل سنقتلعهم بالكلام البذي والنبذ الانقاذ عرف اتجاهها من البيان الاول وفعلت بالشعب السوداني مالم يتخيله اسوأ المتشائيمين فوق هذا وذاك استمر 24 سنة ليس لان الشعب السوداني جبان ويكفيك ال28 ضابط الذين قتلوا في وقفة العيد وغيرهم من الشهداء ولكن مصيبة الشعب السوداني في قيادة معارضته واذا لم تنقح صفوف المعارضة سوف تستمر الانقاذ برغم من انها كل يوم ترتكب جرائم في حق شعبنا الابي .

  9. كتبت في مكان آخر أن وصول الإسلام السياسي إلى السلطة سنيا كان أو شيعيا سيؤدي للابتعاد عن الدين لأن الناس سترى و تلمس و تعيش بؤس ما يحدث من فقر و أمراض و جلد و قهر ، إن الإسلام السياسي هو ترياق ضد الدين ،انشرت الواشنطن بوست دراسة أجراها معهد غالوب الدولي حول نسب الإلحاد في العالم ، صدرت تحت عنوان ? مؤشر عام حول الدين والإلحاد ? تمت الدراسة في عام 2012 واتخذت حيز مكاني شمل 40 دولة، إلا أن المفاجأة أن نسبة الملحدين في المملكة العربية السعودية ?أرض الرسالة المحمدية? تضاهي نظيرتها في بلد أوروبي متقدم مثل بلجيكا (المصدر http://www.an7a.com/108470 … و اقرأوا معي مقتطفات من هذا المقال عن إيران : (منذ الآن، على مؤرخي صعود وأفول الإسلام السياسي أن يتخذوا من إيران مختبراً لتحليل ورصد مصائر الإسلام السياسي الذي جعل من أساسيات مشروعه الديني- السياسي استئصال الحداثة الغربية من أرض الإسلام ليزرع على أنقاضها “الحداثة الإسلامية” بما هي “إعادة الخلافة والتطبيق الكامل للشريعة”.
    الثورة الإيرانية، كأول ثورة ظافرة في تاريخ الإسلام السياسي الحديث، نموذجية في محاربتها المدروسة للحداثة. فقد هيأت جميع التدابير واتخذت جميع الاحتياطات الضرورية لاجتثاث الحداثة الغربية بسد المنافذ التي يمكن أن تتسلل منها إلى وعي الإيرانيين وأسلوب حياتهم. بما أن المؤسسة المدرسية هي وسيلة أساسية لإعادة صياغة وعي الأجيال الجديدة، فقد بادرت القيادة الإسلامية إلى إغلاقها لمدة سنتين لأسلمة المناهج والكادر المدرسي لتأسيس الوعي الجمعي بالأحكام الشرعية والرؤية الإسلامية للعالم. طردت حوالي 40 ألف مدرس وجامعي من المشكوك في ولائهم للمشروع الإسلامي، أوقفت إرسال البعثات للجامعات الغربية ومنعت الطلبة من الالتحاق بها. و”حرصاً على الفضيلة”، ألغت الاختلاط بين الجنسين في المدارس والجامعات. كما شكلت ميليشيات رجالية ونسائية لفرض السلوك الإسلامي في الشارع، وحظرت السفور : يعاقب القانون الإسلامي من “تسيء ارتداء الحجاب” بـ 15 يوماً سجناً أو75 جلدة، وفرضت على النساء اللون الأسود كحداد دائم على الأئمة، وعلى غيبة الإمام الـ 12، ورجمت حوالي ألفي امرأة?
    بالمثل تمت أسلمة الإعلام، هذه الجامعة بلا جدران الضرورية لإعادة صياغة الشعور واللاشعور الجمعيين. منعت الصحافة الغربية وكذلك الدِش (الأطباق اللاقطة) لمنع مشاهدة الفضائيات العالمية، وحظرت استيراد الأفلام الأجنبية?.
    حقيقة واحدة فاتت قيادات الإسلام السياسي، سواء في السودان حيث يقضي القانون الإسلامي بالجلد على كل امرأة لا ترتدي الزي الإسلامي، أو في غزة حيث أصدرت الشهر الماضي قانوناً إسلامياً يعطي للشرطة ? دائماً حرصاً على الفضيلة ? الحق في “تفقد الأماكن الخاصة والعامة لمنع الاختلاط والسفور الفاضح” وعرض المناظر المثيرة للشهوات مثل العرائس البلاستيكية، وفرض الحجاب على المحاميات… أو في إيران، حيث كل تعبير حر عن غرائز الحياة يُعاقب بالسجن والجلد والرجم، هي حقيقة “روح الحقبة” التي تعلو ولا يُعلى عليها. الحداثة التي حاولوا سد منافذها بالحدود الشرعية الفتاكة، تسللت إليهم من حيث لا يحتسبون. الصحفية السودانية المهددة بـ 40 جلدة هي مصرّة على حضور المحكمة بالبنطلون الذي يجرمه القانون الإسلامي ودعت السودانيين إلى مشاهدة حفلة جلدها بعد صدور الحكم عليها… مطلبها الوحيد هو إلغاء هذا القانون الإسلامي. نقابة المحامين ولجنة حقوق الإنسان والإعلاميون والمثقفون في غزة أدانوا قانون حماس الاسلامي التفتيشي. أما في إيران فحدث عن مقاومة الشريعة ولا حرج. قبل منع الاختلاط في المدارس والجامعات كان الشباب المدرسي والجامعي لا يمارس الجنس إلا بعد 3 شهور من التعارف في المتوسط. أما بعد منع الاختلاط فأصبح يمارسه منذ اللقاء الأول. في عهد الشاه كان معدل البغاء في إيران أقل بكثير من المعدلات العالمية. أما بعد فرض الحدود الشرعية العتيقة فقد تحولت إيران، بشهادة صحافتها، إلى ماخور بلا جدران تُمارس فيه كل ألوان “الرذيلة” تحت سمع وبصر ميلشيات “الفضيلة”! يرفض سائقو التاكسي التوقف لنقل رجال الدين، ومنذ السنوات 1990 لم يعد اسما علي والحسين شائعين بين المواليد الجدد. فقد عُوضا باسمين وثنيين : داريوش [اسم لملوك الأسرة الإخمينية] وأراش [البطل الأسطوري الذي رسم حدود إيران بأربع حجرات رماها في الاتجاهات الأربعة]. محاربة لهذه العودة إلى الأسماء ما قبل الإسلامية، أصدرت الجمهورية الإسلامية قانوناً يمنع تسجيل الأسماء غير الإسلامية! تركت غالبية المؤمنين خاصة في المدن شعائر الإسلام. الجامع الذي كان يصلى فيه، في عهد الشاه، بين 3 و5 آلاف مصل لم يعد يصلي فيه إلا 15 صلاة الصبح و25 صلاة الظهر. ولأول مرة عرفت إيران ظاهرة الجوامع والمساجد الفارغة من المصلين. سنة 2000 كشف نائب رئيس بلدية طهران، حجة الإسلام علي زم، في تقرير البلدية السنوي أن 75% من الشعب و 86% من الطلبة تركوا الصلاة. رداً على هذا الترك الجماعي لـ”عماد الدين” رصدت الجمهورية الإسلامية شهر أكتوبر من كل عام للحث على الصلاة. في ختام ولايته، اعترف الرئيس خاتمي للسفير الألماني بأن نسبة من يصومون رمضان هي 2% فقط وكانت في عهد الشاه أكثر من 80%. في مارس الماضي، أجرت المستشرقة الفرنسية ، مارتين غوزلان، تحقيقاً عن الثورة الإسلامية نشرته الأسبوعية الفرنسية “ماريان” عنوانه الفرعي “30 عاماً من الثورة الإسلامية: 30% من الملحدين”! النسبة هائلة في مجتمع إسلامي شبه تقليدي خاصة، إذا علمنا أن 25% فقط من الأوربيين يقولون أنهم لا دين لهم و6% فقط يقولون أنهم “ملحدون مقتنعون”. ألا يحق لرئيس “اتحاد الملحدين بفرنسا” أن يصرخ مبتهجاً: “مرحباً بالثورة الإسلامية حتى في فرنسا” حيث نسبة الملحدين أقل بكثير منها في الجمهورية الإسلامية!
    فمن الذي هزم مشروع الإسلام السياسي؟ ليس قطعاً المخابرات البريطانية ولا المخابرات الأميركية بل هو “الجنرال” حداثة أبو السلاح الضارب، ثورة الاتصالات، التي قضت على قابلية المجتمعات المغلقة للحياة. الإسلام السياسي بمشروعه المضاد للحداثة، لا يملك مجتمعاً بديلاً لمجتمعه الإسلامي المغلق تعريفاً إلا إذا غير طبيعته… كما فعل حزب العدالة والتنمية التركي الذي لم يعد من الممكن سياسياً وسوسيولوجياً تصنيفه في الإسلام السياسي الذي تجاوزه بتحقيق 3 انتقالات حاسمة: انتقال من الشريعة إلى القانون الوضعي بإلغاء عقوبة الإعدام والزنا وإعطاء المسلم الحق في تغيير دينه؛ …
    ثورة الاتصالات تحمل لشباب ونساء مجتمعات الإسلام السياسي المغلقة تثقيفاً ذاتياً مضاداً للثقافة الشرعية المفروضة عليهم، وإعلاماً مضاداً للإعلام الإسلامي الرسمي الفاقد للمصداقية……
    رداً على مجتمع الإسلام السياسي الايراني المغلق الذي فرضته “حكومة الله” كما سماها الإمام خميني، ردت غالبية الإيرانيين بتحويل مساكنهم إلى مجتمعات مصغرة مفتوحة تباح فيها جميع محرمات المجتمع الإسلامي المغلق، من الكحول إلى الجنس مروراً بالرقص والموسيقي والأغاني والتبرج والأزياء والعادات الغربية التي تحرمها وتجرمها شريعة “حكومة الله”؛ وينزع النساء الحجاب والثياب السوداء التي أرغمن، تحت طائلة الجلد، على ارتدائها حداداًً على الأئمة … ويلبسن الألوان الباسمة…
    يسود اليوم في الجمهورية الإسلامية مناخ علماني لم تعرفه إيران قط في أوساط الطلبة والمثقفين والنساء والطبقات الشعبية الحضرية. في جنوب طهران الفقير يرفض الناس الاستماع إلى دعاة “مجاهدي خلق” المعارضة قائلين لهم : “أنتم أيضاً متدينون مثلهم”! طلبة مدرسة قم المتخصصة في تكوين الملالي، لا يرون مستقبلاُ للجمهورية الإسلامية خارج العلمانية! كيف نفهم هذه الظاهرة المحيرة : كلما كانت الحكومة إسلامية كلما قل اهتمام المسلمين بالإسلام، فيتركون شعائره ويستخفون بمحرماته ومقدساته. بل ويضعون ثوابته موضع تساؤل وشك؟
    وظيفة الدين الأساسية هي أن يكون ملاذاً عندما ينسد كل ملاذ دنيوي. تحت كل راشد طفل لابدٌ تحركه رغبات الطفولة اللاهبة في الأمن الذي يؤمنه أب حام عطوف. الرب هو الرمز لهذا الأب الذي يشكو إليه الابن ضُرّه كلما عدت عليه العوادي. في ظل “حكومة الله” يفقد الله قيمته كملاذ. والفقهاء الذين غادروا المساجد إلى الإدارات والوزارات يضيعون وظيفتهم الرمزية كملاذ وتتآكل شرعيتهم الدينية. سقوط هيبتهم الروحية ينعكس سلباً على الإسلام الذي ينطقون ويفتكون باسمه. 5 سنوات بعد الثورة الإسلامية، عاد الكاتب المصري المعروف عادل جندي إلى إيران. سأل صديقه الإيراني: كيف ترى الوضع اليوم في إيران؟ أجابه: “في عهد الشاه كنا نشكو الشاه إلى الله، والآن لا ندري لمن نشكو الله” في ظل حكومة الله ! لعل هذا ما وعاه أخيراً منير شفيق، سيد قطب الإسلام السياسي المعاصر، عندما نصح قادة الإسلام السياسي بالبقاء الدائم في المعارضة تجنباً لمخاطر تولي مقاليد الحكم، فقد عاين أن ظهور الحكومة الإسلامية يتزامن مع اختفاء الملاذ الديني وانفتاح باب الخروج من الدين على مصراعيه!

  10. بدون مجاملة
    بقلم : محمود معروف
    التعليم كالماء والهواء!!
    مازلنا نذكر مقولة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين رحمة الله عليه »التعليم كالماء والهواء«.
    كم مليوناً من أولادنا عبر السنين تركوا التعليم لعجز زويهم عن دفع مصروفاتهم وهى اعتقد ما بين ثلاثين وخمسين جنيهاً ومع هذا يعجز الآباء أو أولياء الأمور عن دفعها والنتيجة الطبيعية هى تسرب الأبناء من التعليم الى الشارع.
    وكم كان موقفاً نبيلاً ورائعاً لمجلس الوزراء ورئيس وزارته الدكتور حازم الببلاوى والدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم ان أصدرت الحكومة قراراً بإعفاء تلاميذ المدارس بمختلف مراحلها من دفع المصروفات أو أية نقود تحت أى مسمى مع تسليم التلاميذ كل الكتب المدرسية دون أية التزامات مالية.
    سيدخل الدكتور أبو النصر التاريخ من أوسع أبوابه ففى فترة توليه الوزارة تم اعفاء التلاميذ الأغنياء والفقراء على السواء من المصاريف المدرسية وهكذا عمل الدكتور محمود أبو النصر الوزير المحترم بوصية عميد الأدب العربى الراحل الدكتور طه حسين وزير التربية والتعليم الأسبق الذى نادى بمجانية التعليم قائلاً عباراته الشهيرة “التعليم كالماء والهواء لا غنى للإنسان عنه”.
    شكراً لمجلس الوزراء ورئيسه الدكتور الببلاوي.. شكراً لوزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبوالنصر فلأول مرة أشعر ان ثورة 03 يونيه بدأت تؤتى ثمارها بحق وحقيق والتعليم أحق بأن تكون له الأولوية فى اهتمام الدولة.. فهؤلاء النشء والشباب هم عماد الدولة فى المستقبل.
    وأذكر فى هذا الصدد أننى عندما كنت عضواً بالبرلمان »مجلس الشعب« كنت اسمع من بعض نظار ومديرى المدارس والمدرسين ان هناك أعدادا من التلاميذ والتلميذات لن يسمح لهم بدخول امتحانات آخر العام لعجز ذويهم عن دفع مصروفاتهم وكنت أجمع بعض المبالغ من جيبى ومن بعض أهل الخير وأرسل مندوباً عنى الى كل المدارس التى تقع فى دائرتى ليدفع نيابة عنى وعن أهل الخير مصروفات كل التلاميذ الذين سيحرمون من دخول الامتحان أو الذين سيتركون الدراسة بسبب عجز ذويهم عن دفع مصروفات المدرسة دون ابلاغهم عمن دفع المصروفات نيابة عنهم.
    من هنا كانت فرحتى عارمة.. فرحة كبرى بهذا القرار الإنسانى الرائع من رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم بارك الله فيهم ووفقهم لخدمة مصرنا الغالية.

  11. كل التعليقات يائسه وتحاولون اخراجهم من الدين الاسلامي ،بأنهم ليس بمسلمين ،هذا هو قمه الاسلام ،افهموا يا جماعه . في خيالكم الاسلام المكي فقد. ولديهم الاسلام المدني في خيالهم

  12. سؤال مافي وراه شي من باب العلم بالشي ولا الجهل به ؟

    أنتوا في واحد شاف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم برفع يدوا ويهز بيها كدا ويردح ساكت في حــب الدنيا كدا، ولا دا مذكور في حديث ولا في الاثر.. سبحان الله دي سنة ؟ ولا شيعة ؟ ….ولا ياتوا أسلام ولا ياتوا مذهب دا.. ولا ياتوا امام… واحد يفسر لينا يا الله الدين … النصيحة !

  13. من اسوأ ما قام به الإنقاذ هو انهم صعبوا مهمة الدعوة للدعاة الحقيقيين المخلصين الدين بذلوا انفسهم لها او من سيأتي بعدهم. فمن عاش عهد الانقاذ الفاشي هذا والتي لم تترك معصية او موبقة الا وإرتكبتها بإسم الاسلام. اصبح من الصعب والعسير ان لم يكن من المستحيل تصديق مقولات مثل الاسلام دين العدل والمساواة وان المسلمين سواسية كأسنان المشط وان الاسلام دين الرحمة والتراحم وما اليها من الاحاديث والآيات التي يدبج بها المنافقون خطبهم ومقالاتهم واحاديهم الكثيرة المكررة المملة والتي حفظها الناس عن ظهر قلب نفاقا وليس عملا ً بها .

  14. وجدتُ في موضوع الكاتب وموقع السلطة القضائية لا بد من تعريف الدستوري أي شاغل المنصب الدستوري.
    حددت المادة «3» شاغلي المناصب الدستورية وهم: رئيس الجمهورية ونائباه ورئيس المجلس الوطني ومساعدو رئيس الجمهورية ومستشاروه – والوزراء الاتحاديون والوالي والوزير الولائي والمحافظ ورؤساء اللجان الدائمة والأعضاء بالمجلس الوطني ورئيس ونائب رئيس مجلس الولاية ورائد المجلس الولائي ورئيس الهيئة النيابية ورؤساء اللجان الدائمة وأعضاء مجالس الولايات. « يا ربي ديل يكون مجموعهم كم؟؟؟».
    «المادة 8: امتيازات رئيس الجمهورية ونائبيه: تكون لرئيس الجمهورية ونائبيه الامتيازات التالية:
    أ- السكن المؤثث مع خدمة المياه والكهرباء والهاتف على نفقة الدولة ويستمر هذا الامتياز لمدة عامين بعد إخلاء المنصب.
    ب- تخصيص سيارة للعمل الرسمي وسيارتين للخدمة للاستعمال الكامل على نفقة الدولة أثناء شغل المنصب ويستمر امتياز سيارتي الخدمة لمدة عامين بعد إخلاء المنصب.
    ج – العلاج على نفقة الدولة له ولعائلته داخل السودان وخارجه على أن يستمر هذا الامتياز لمدة عامين بعد إخلاء المنصب.
    د- إجازة سنوية لمدة شهر بكامل المخصصات ونفقات السفر له ولعائلته.
    ه- تعليم الأبناء بالمؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة بداخل السودان على نفقة الدولة ويستمر هذا الامتياز لمدة عامين بعد إخلاء المنصب.
    و- الضيافة الدائمة على نفقة الدولة أثناء الخدمة.
    المادة 15: مكافآت نهاية الخدمة لرئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس المجلس الوطني: يستحق رئيس الجمهورية ونائباه ورئيس المجلس الوطني أو عائلاتهم مكافآت نهاية الخدمة تعادل راتب ستة أشهر عن كل سنة أو جزء منها يكون قد قضاها بالمنصب»!! يا ربي هل هذا من أسباب الكنكشة؟؟؟
    ولكل دستوري من الذين عرفهم القانون «المادة 3 أعلاه» لهم مخصصات وامتيازات ورواتب ومكافآت نهاية خدمة أقل مما ذكر في المادة «15» ولكن إذا ما قورنت بعددهم إذ في كل ولاية والٍ ومستشارون ووزراء ومعتمدون وأعضاء مجلس تشريعي ورؤساء لجان ورائد مجلس وبعد ذلك أضف عليهم أعضاء المجلس الوطني ولجانه. فكأني بهم يقاسمون الشعب الميزانية «فيفتي فيفتي».
    هذه القوانين من يضعها؟ وما مراحل إجازتها؟ كأني أسمعك تقول من مجلس الوزراء للمجلس الوطني لوزارة العدل. كل هؤلاء دستوريون؟ «والذي بيده القلم على حد المثل السوداني ما بكتب رقبتو شقي» هل على وزارة العدل نشر هذه القوانين للشعب؟ إذا ما كانت هناك حكومة ومعارضة ند لها لن تمر مثل هذه القوانين بسهولة وإذا مرت فسيعرفها الشعب من المعارضة في حينها. وهي في رأيي بلاش رأيي رئيس وزراء بريطانيا السابق وبريطانيا تشكو من أزمة مالية «أزمة حبيبك» رفض أن يركب درجة أولى في الطائرة وركب في الدرجة السياحية مع عامة الناس. هل نحن في أزمة مالية أم أزمة أخلاقية.
    لم أجد قانون 2005 في موقع السلطة القضائية. لماذا؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..