فرصة ذهبية

*(خمسة تماثيل جنائزية لم نجدها ) هذا ماجاء على لسان السيد مدير الهيئه العامة للاثار والمتاحف بعد افتتاح متحف البركل ، في الاسبيع الفائته ،مشيرا الى ان سرقة الاثار تزايدت بصوره كبيرة في الاونه الاخيرة، مؤكدا انها كانت في مكانها ، وشاهدها الزوار لكن ، في غمضة طرف ، لم يتم العثور عليها، مايوضح انها غادرت المكان في غفلة من المتابعة .
* كغيرها في هذا الوطن الممتد ،نالت الاثار نصيبها من الضياع ، بسسبب غياب الرقابة ،بجانب غياب الاشراف على الاثار وسد ثغرات الضعف فيها ، خاصة وان الكثير من الاثار السودانية، مازالت تفتقد الى الحذر والاحتراز والحرص عليها ،ما اددى الى ضياعها– وفي رواية سريه (هجرتها الى الخارج )— او وجودها خارج دائرة (الجمع واللملمة) ، فقبل هذا التاريخ بدأ الهمس حول بعض الاشباه والنظائر للاثار الاصلية ، ودارت بعض القصص التي تحكي عن خروج (الاصلية) الى غير رجعة عبر بوابات التهريب ، فاخذت مكانها سريعا اخرى مقلدة وكانت معدة مسبقا . وقطعا هي صورة ليست (طبق الاصل )، لكنها موجودة بعد ان اصبح باب التهريب عصيا على الاغلاق ،فخسرناها .
*. في بعض المناطق من وطني ، تنام الاثار بجانب المنازل ، يجدها الاطفال فرصة سانحة لكتابة تذكاراتهم ورسوماتهم الصغيرة ، ويحدثني من اثق في روايته ، ان في قريته وحدها اكثر من تمثال خلف منزله الجديد، الذي تفاجا عند عند الشروع في البناء، بان هنالك نماذجا من تماثيل مختلفة في باطن الارض ، لم يدم اندهاشه كثيرا فلقد تطابقت روايات الجيران مع بعضها البعض ،بان المنطقة مليئه بالاثار والكنوز المدفونه، التي لم تجد الحماس الكافي المطلوب ، للبحث عنها وتدوينها وجمعها ومن ثم رعايتها وترميمها ، فاصبح بعضها تحت (ارضيات )المنازل والاخر يستريح على يديه او جسده العشاق في ليلة مقمرة !!
* اليوم فقط تلون الحسرة والاهات، سماوات الهيئة لسرقة التماثيل التي شاهدها البعض على ارفف المكان، بينما فريق اخر لم يحظ برؤيتها ؟ واعتمد الوصف السماعي عنها والاشارة لمكانها الذي اصبح (خلا) ؟ ان فقدانها الذي ترك اثرا كبيرا لامرد لاسبابه ،الا ضعف بوصلة اليقظة في كيفية ادارة الجموع والزحام، لرؤية جديد هيئة الاثار ، التي اضاعت الفرصة الذهبية، لجذب ثقة الزائر اليها، باظهار المزيد من الحذر، خاصة وانه هناك سابقة تهريب للاثار .
*افتتاح المتحف مكسب كبير للوطن ، ولزواره وسيعزز قطعا من مؤشر السياحة ويدفع بمزيد من الدراسات والبحوث في مجال الاثار ،هذا اذا ظلت العين مفتوحة على الاخر حرصا على الكنوز السودانية ، والا فكلها ستجد طريقها للخروج كما خرجت (الجنائز) .
*همسة
والشمس تطل زاهية منتصف النهار …
تبدل الزرع القديم …تنادي زوايا المكان …
يطل الوجه البرىء …يعانق شرفات الزمان….
ويمنح الغد ….الندى …..
[email][email protected][/email]