النازحون: نتائج تحقيق أحداث بليل مخيبة للآمال

قال المتحدث باسم المنسقية العامة لمعسكرات النازحين، آدم رجال، إن نتائج التحقيق في أحداث بليل، التي أُعلنت أمس الخميس، مخيبة للآمال، على الرغم من تورط الدعم السريع بشكل مباشر.
وكانت مليشيات مسلحة بعضها يرتدي زي قوات الدعم السريع، هاجمت في 23 ديسمبر الماضي، عدداً من القرى شرق مدينة نيالا، وقتلت نحو 15 شخصاً، إلى جانب حرق ونهب 17 قرية، حيث هجرت سكانها إلى معسكرات النازحين في نيالا وبليل ودمة ونتيقة.
وأمس الخميس، أعلن رئيس لجنة التحقيق في الأحداث، إيهاب محمد التاج، النتائج النهائية، بحضور قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، معلناً عن توجيه الاتهام لعدد 89 شخصاً، تم القبض على 21 منهم، فيما ستتم ملاحقة 68 متهماً هاربين.
وقال آدم رجال في بيان اليوم الجمعة، إن “نتائج هذا التحقيق مخيبة للآمال وخاصة لأسر الضحايا الذين فقدوا أهاليهم وممتلكاتهم، في تلك الأحداث التي تورطت فيها مليشيات الدعم السريع بشكل مباشر”.
وذكر أن نتائج التحقيق المعلنة “لا تحقق العدالة، وإنما هي محاولات من السلطات لتقنين وتوطين سياسة الإفلات من العقاب وعدم محاسبة المسؤولين الحقيقيين من الانتهاكات والجرائم الجسيمة، عبر العفو ومنح الحصانات للقادة العسكريين”.
وقال إن “الوصول إلى العدالة وإنصاف الضحايا، لا يتم عبر الذين شاركوا في الانتهاكات والجرائم، داعياً إلى الكف عن مغازلة المليشيات العسكرية والتعامل معها باعتبارها أحد مهددات الاستقرار الأمني والسياسي في السودان خصوصًا دارفور”.
وأشار رجال إلى أن “كل الجرائم التي ارتكبت في دارفور، لم يقبض على مرتكبيها الجناة، بالرغم من تشكيل لجان التحقيق في كل الأحداث، ولكن دون أن تعلن نتائجها بخلاف أحداث بليل الأخيرة، والتي سعت فيها السلطات للتستر على المجرمين الحقيقيين.
وأكد أن السلطات الانقلابية، ظلت تتدخل للتأثير على سير التحقيقات واستقلالية عمل اللجان من أجل التستر على المجرمين وترسيخ مبدأ اللا محاسبة.
وكان شباب سلطنة الداجو، أعلنوا في وقت سابق، رفضهم القاطع للجنة التحقيق التي شكلتها ولاية جنوب دارفور بشأن أحداث بليل.
من جهتهم، رفض زعماء الإدارة الأهلية لقبيلة الداجو، بقُرى محلية بليل، بولاية جنوب دارفور، مقابلة قائد الدعم السريع محمد حمدان (حميدتي)، خلال زيارته السابقة لولاية جنوب دارفور، مطالبين بلجنة تحقيق دولية وتقديم الجناة للعدالة.
وكانت عدد من القرى بمحلية “بليل” شرق نيالا، تعرضت لسلسلة هجمات شنّها مسلحون بعضهم بزي القوات العسكرية، ما خلف قتلى وجرحى ومفقودين، وسط اتهامات بتورط قوات الدعم السريع في الانتهاكات التي طالت المدنيين.
وأكد قانونيون أن الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين في محلية بليل شرقي مدينة نيالا، الأسبوع الماضي، هي جريمة ضد الإنسانية وفقاً للقانون الدولي والنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
الديمقراطي