أخبار السودان

حديث البرهان عن دمج «الدعم السريع» في الجيش يثير جدلاً في السودان

أثارت تصريحات رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، يوم الخميس، الكثير من الأسئلة عن دوافعه ومقاصده، بإصراره على رهن الاستمرار في العملية السياسية بدمج قوات الدعم السريع في الجيش. وعبّر مراقبون عن استغرابهم هذا الإعلان رغم النصوص الصريحة في «الاتفاق الإطاري» على هذا الدمج، وأشاروا إلى أن تصريح البرهان قد يوحي بـ«صراع محتمل» بين القوتين العسكريتين، أو حتى مخاوف مستندة إلى معلومات تتعلق بتصفيات قد تطول قادة القوات المسلحة أو تخويفهم.

وقال البرهان في خطاب جماهيري يوم الخميس إن دمج قوات الدعم السريع في الجيش هو الفيصل لاستمراره في دعم الاتفاق الإطاري، وحذر مما أطلق عليه محاولات «تخويف الجيش»، وتوعد ببقائه جيشاً وطنياً «وإن قتل البرهان أو كل قادة الجيش»، معلناً استعداده للتنحي وبقية القادة إذا كانوا هم المشكلة. وما يجعل من تصريحات الرجل مثار دهشة، هو أن الاتفاق الإطاري نص في بنده الرابع بوضوح على «دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة، وفق الجداول الزمنية، وقوات حركات الكفاح المسلح»، ونص كذلك على قيادة القوات المسلحة لخطط الإصلاح الأمني والعسكري الموصلة لجيش مهني قومي واحد، يدمج فيه الدعم السريع وفق جداول زمنية، وتدمج فيه قوات الحركات المسلحة وفقاً للترتيبات الأمنية التي اتفق عليها في اتفاق جوبا لسلام السودان.

كما أكد الاتفاق أن الدعم السريع يكون بوجود قوات عسكرية تتبع للقوات المسلحة، ويحدد القانون أهدافها ومهامها، ويكون «رأس الدولة» قائداً أعلى لقوات الدعم السريع وللجيش معاً، وأن ينشأ مجلس أمن ودفاع برئاسة رئيس الوزراء يكون القائدان عضوين به. وقال مصدر تحدث لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن تصريحات البرهان تشير إلى احتمال نشوب نزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، ينتج عن تباين موقف قائدي القوتين من الاتفاق الإطاري الموقّع في 5 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فبينما يدعمه قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» بقوة، فإن قائد الجيش تأرجحت مواقفه بين القبول المشروط والموافقة المتذبذبة، فهو يدعمه مرة، ثم ما ينفك يطلق تصريحات قد تنسفه.

وقطع المصدر بأن البرهان ليس بحاجة لاشتراط دمج الدعم السريع في الجيش للاستمرار في الاتفاق الإطاري؛ لأن ذلك نص واضح في الاتفاق بدمجه وفقاً لخطة زمنية هو وقوات الحركات المسلحة، وبتأسيس جيش وطني واحد، وأعطى سلطة الإصلاح الأمني والعسكري للقوات النظامية دون تدخل المدنيين أي للبرهان نفسه، وتساءل: «ما الذي دفع البرهان لهذه التصريحات الغاضبة متجاهلاً النصوص الواضحة؟».

لكن مستشار الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية اللواء معتصم عبد القادر الحسن قال لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن قراءة نصوص الاتفاق مع التصريحات السياسية المتعلقة ببناء «جيش وطني واحد»، دون تحديد مَن يُدمج في مَن، ربما تكون قد أثارت مخاوف البرهان من حدوث العكس «دمج الجيش في الدعم السريع»؛ لذلك شدد على الدمج. وأشار اللواء الحسن إلى ما أطلق عليه «تناقضات» في الاتفاق الإطاري، بقوله: «رغم نصوصه الواضحة بتبعية الدعم السريع للجيش، فإنه جعل منه قوة تابعة للقائد الأعلى (مجلس السيادة المدني)»، عادّاً هذه الفقرة «ثغرة» قد تعرقل الوصول لجيش موحد تحت قيادة واحدة.

وأوضح الخبير العسكري والأمني أن المرحلة تستدعي ابتعاد الجيش عن السياسة، والتخلص من الفخاخ الموجودة داخله، بإجراء جراحة دقيقة تستأصل القوى الموروثة من النظام السابق المتغلغلة داخله، وليس فقط إلى دمج الدعم السريع وجيوش الحركات المسلحة وحدها، وهو الأمر الذي لم يتحدث عنه الاتفاق الإطاري بوضوح. وتساءل اللواء الحسن عما إذا كانت إشارة البرهان إلى قوى مدنية بعينها تسعى إلى «تخويف الجيش»، تستند إلى معلومات بأن هناك استهدافاً لقيادات الجيش، انطلاقاً من قول الرجل: «لو قتل البرهان أو قادة الجيش فإن الجيش سيظل»، وما إذا كانت هناك مخاوف مشتركة بينهم كقوى عسكرية بهذا الشأن، وتابع: «ليست لديّ معلومات، لكن التصريحات تحتمل هذا التحليل».

وربط الحسن بين تصريحات البرهان وتسوية مخاوفه مع قوى إقليمية ودولية مؤثرة على الأوضاع في البلاد، وقال: «في نظري تصريحات البرهان لها علاقة بما يحدث في الخارج، وباحتمالات تراجع الدعم الإقليمي الذي كان يجده حميدتي من القوى الإقليمية التي تسعى لتوظيفه في مواجهة الإسلاميين المتغلغلين في القوات المسلحة، وبتطمينات قدمها لهذه الجهات تقول إن الجيش ليس فيه إسلاميون».

الشرق الاوسط

‫2 تعليقات

  1. شوف يا حميدتى انت كمان ضع العقدة فى منشار البرهان وقول ليهو انا ما عندى مانع من دمج الدعم السريع مع القوات المسلحة لكن بشرط تقدم انت استقالتك ويجى ( …………. ) شخص تختاره انت ممن تثق فيهم لقيادة الجيش وتكون انت نائبه لكن والله تدخل الدعم السريع لجيش قائده البرهان يدخله ليكم بخوجلى ويمرقوا بالضعين عريانبن من لبس وعربات وسلاح ونحن نثق فى حميدتى يابرهان بدليل انك مشيت منطقة الجعلين 7 مرات انا حاسبهم لك اهلى الرباطاب على مرمى حجر منك لم تتفقدهم يا اخى سيب العنصرية دى وخليك رئيس لكل اهل السودان انت خايف من شنو

  2. يابرهان وكباشي وبقية المجلس بعد الحماية القدمو ليكم حميدتي عشان انقلابكم الحصل شنوتاني وخليكم عارفين انتو القويتو حميدتي وهو الان أقوي عشرة مرات من ايام البشير بي سببكم وعين الالاف من جميع قبائل السودان ,اديتوهو معسكرات في الخرطوم. وهو الان بعد انحيازكم للفلول يقف ضد خطواتكم المدمرة للبلد ولازم تعرفو أنه نحن جزء كبير من أبناء الشمال نقف مع حميدتي وهو وطني ويملك جيش وطني من كل السودانيين وعديل كده نطالب بي دمج الحيش في الدعم السريع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..