مقالات وآراء

من السلطة إلى الدولة – تحديات بناء السودان ما بعد الاستقلال- الشباب والميثاق ..من الوقود الثوري إلى صُنّاع التغيير (١٤)

 

د. أحمد موسى قريعي

لطالما كان الشباب هم المحرّك الأساسي للثورات السودانية، من انتفاضات الماضي إلى ثورة ديسمبر المجيدة. لكن السؤال اليوم لم يعد عن قدرتهم على الخروج إلى الشوارع، بل عن دورهم في التحول من “وقودٍ للثورة” إلى “عقولٍ تقود التغيير”. فكيف يمكن للشباب أن يتحولوا من دور المراقب والناقد إلى صُنّاع مشروع السودان الجديد عبر الميثاق التأسيسي؟

1. *الشباب والثورة: شرارة التغيير غير المكتمل*

في الشارع، لا في المؤسسات: رغم التضحيات الكبرى، لا يزال تمثيل الشباب في هياكل الحكم والمفاوضات ضعيفًا.

*الإحباط المتكرر:* فشل المبادرات السياسية السابقة أدى إلى تآكل الثقة لدى كثيرٍ من الشباب في جدوى الفعل السياسي.

*غياب المسارات الواضحة:* كثير من المبادرات لم تفتح آفاقًا واقعية لإشراك الشباب في صياغة السياسات والقرارات.

2. *ما الذي يتيحه ميثاق السودان التأسيسي للشباب؟*

*فرصة لصياغة المشروع الوطني:* الميثاق ليس وثيقة مغلقة، بل أرضية قابلة للتطوير والمساهمة فيها من الجميع.

*إعادة تعريف مفهوم “القيادة”:* القيادة في ظل الميثاق تقوم على الكفاءة والمبادرة لا على السن أو الهرمية.

*انفتاح على أدوات العصر:* اعتماد الميثاق على قيم الحوكمة، الشفافية، والتحول الرقمي، ينسجم مع طبيعة الشباب المعرفية.

3. *كيف يمكن للشباب أن يتحولوا إلى قوى فاعلة في تنفيذ الميثاق؟*

*تكوين أجسام شبابية مهنية ومبادِرة:* لا انتظار للدعوة من فوق، بل خلق مبادرات ولجان تضع الميثاق موضع التنفيذ في المجتمع.

*المشاركة في اللجان الفنية والسياسية:* فرض التواجد بالمعرفة والكفاءة لا بالولاءات.

*قيادة الحملات التوعوية:* نشر الميثاق والتعريف به باستخدام أدواتهم الرقمية ومنصاتهم المجتمعية.

4. *ما المطلوب من قادة الميثاق تجاه الشباب؟*

*فتح قنوات المشاركة الحقيقية:* لا يكفي تعيين “ممثلين شبان” شكليين، بل يجب تمكينهم في مواقع التأثير.

*تمويل المبادرات الشبابية:* سواء عبر دعم إعلامي، لوجستي، أو تدريبي.

*الاستماع وليس الإملاء:* الحوار مع الشباب يجب أن يكون في اتجاهين، لا من الأعلى إلى الأسفل فقط.

5. *التحديات أمام مشاركة الشباب*

*التشكيك المتبادل:* بعض القيادات لا تزال تنظر للشباب كـ “ناشطين لا يفهمون السياسة”، بينما يرى بعض الشباب كل القادة فاسدين.

*الصراعات الحزبية:* الشباب المستقل غالبًا ما يُستبعد بسبب غياب التبعية الحزبية.

*هجرة العقول والطموحات الفردية:* كثير من الشباب يفكر في الهروب بدلًا من الانخراط في بناء الدولة.

*خاتمة: من المتاريس إلى المؤسسات*

ثورة ديسمبر أثبتت أن الشباب قادرون على إحداث التغيير، لذلك الميثاق التأسيسي يمنحهم فرصة أكبر وهي بناء السودان الجديد.

(في المقال القادم: الحكومة الانتقالية القادمة – من إدارة الأزمة إلى بناء الدولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..