قانون الصحافة العثمانية!!

عروش وأقلام.. تاريخ الصحافة قصص وكتابات.. كتاب وضعه دكتور محمود ادهم.. وفي الكتاب وقف كثيراً مع قانون الصحافة الذي صدر في عهد السلطان عبد العزيز حيث قال:
٭ التلازم والتزامن والتواكب جميعها توجد واضحة بين الفساد والطغيان والاستبداد وبين محاولات تحطيم الاقلام ووأد الأفكار وكبت الحريات ومن أهمها (حرية الصحافة) تحت أي اسم من الاسماء وأي شعار من الشعارات وأي اطار من الأطر.
٭ وواضح طبعاً سبب ذلك التلازم والتزامن والتواكب بين الفساد بمعناه الكامل والشامل وما ينتجه من آثار عقيمة وسقيمة وبين حرية التفكير والتعبير على أي شكل من اشكالهما وحيث انهما لا يمكن ان يعيشا معاً أو يتعايشا تحت أي ظرف من الظروف وفي أى وقت من الأوقات.
٭ فإذا دخلت حرية التفكير والتعبير أو على حد قول دستور الجمهورية الفرنسية الاولى التداول الحر للأفكار والآراء اذا دخل هذا من الباب خرج ذلك الفساد من الشباك أو قفز فوق الاسوار أو القى بنفسه هرباً من الشرفة كما أنه لو اصبح لكل مواطن الحق في ان يحكم بين الناس فإن جرثومة الفساد لا تستطيع ان تعيش في الضوء وحيث الهواء نقي ومتجدد وحيث الشمس تمد اشعتها هنا وهناك لتمسح بضوئها جميع الجباه وتغسل جميع الوجوه.
٭ وللاسف الشديد كان هذا هو حال الدولة العثمانية على يد سلطانها عبد العزيز الذي كان العالم الاسلامي ينتظر منه ومن دولته الكثير إلا أن ضعفه وانتهازيته وسفهه أعطت الفرصة للدول الاوربية المتربصة بدولة الاسلام وقدمت لها.. لهذه الدول سياستها الرعناء وعدم تقديره للأمور على حقيقتها كل ما تتمناه من ثغرات تنفذ خلالها إلى الدولة (العلية) المثخنة بالجراح والتي تتنازع الذئاب أملاكها من كل جانب بينما انعكس ذلك على سياستها الاسلامية خوفاً وهلعاً.. والعربية سطوة وعنتاً والداخلية فساداً وتبذيراً وتنكيلاً بالأبرياء.
٭ وكانت قمة هذا كله ما يتصل بمحاولات تكميم أفواه الصحافة والصحفيين في الدولة (العلية) بولاياتها وتوابعها.
٭ ذلك ان الرجل بعد ان ضاق بهؤلاء ونقدهم لحكمه وحملتهم على نزاهة أعوانه ودعوتهم إلى تقوية جيشه وإلى عدم الاستماع إلى الاجانب الذين زادت اعدادهم حتى طفح الكيل منهم.. ارسل يطلب عددا من أعوانه واجتمع بهم أكثر من مرة وطلب اليهم تدبير أمر (الجورنالجية) وأخيراً تفتقت حيل هؤلاء عن مشروع من مواد ونقاط عديدة ارسله إلى الصك الاعظم محمود نديم باشا الذي كان يعرف الغرض من ارساله فقام الأخير بإضافة بعض النقاط الأخرى اليه ويقال ان بعض معاوني السلطان من الأجانب الذين كانوا يسيئون له النصح دون أن يدري قد اضافوا له عدة نقاط أخرى تغلق الباب في وجه من يفكر مجرد التفكير في الاشارة إلى سطوة الأجانب وتدخلهم في أمور الدولة.
٭ وهكذا خرج إلى الوجود أغرب واعجب قانون عرفته ليس فقط الدولة (العلية) وإنما الدول الاسلامية في مجموعها.. بل ان بعض مواده لم تعرفها قوانين الصحافة في بلد من البلدان في عهد من العهود في وقت من الأوقات ويكفي انه يقرر السلطان أو الوالي أو من ينوب عنهما مصادرة الصحيفة أو المجلة أو المطبوعة بدون إبداء للأسباب.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة
الله يديكي الصحة والعافية ،،، دا فعلا اسمو مقال صحفي محترم ومتعوب فيهو
الله يديكي الصحة والعافية ،،، دا فعلا اسمو مقال صحفي محترم ومتعوب فيهو
اين الحرية
اين الحرية