هذا وبقرة صاحبنا..!!

فى مشروع الجزيرة (رد الله غربته) يوم أن كان حياً يهب الخير لإنسانها وما فيها من حيوان ، كان لأحدهم بقرة مُميزة ما من مجلس يجلس فيه هذا الرجل الا وذكرها وذكر محاسنها مُباهياً بها غيره من أهل قريته التى لا تشبه أبقارهم بقرته الفريدة ، كل القرية أصبحت تعلم كل شئ عن (الهدية) وهكذا اسمها تلك البقرة الصفراء الفاقع لونها التى كانت تسر نظر صاحبها ، هكذا ظل يُحدث الناس عنها وباعجاب ظاهر..
لا بقرة من بقر القرية تفوقها فى كمية اللبن المُنتج ..
هدية ورضية يُناديها باسمها تأتى طائعة للحليب ..
تذهب وحدها إلى المرعى وتعود دون أن تُحدِث أى ضرر فى حواشات الغير كما تفعل غيرها من أبقار أهل القرية ، والويل لمن يُقاطعه أو يجرؤ على المقارنة بينها وبقرة فُلان ، دخل صاحبنا فى التزامات ماليه اضطرته للتفكير فى بيعها باعتبارها البقرة ذات المواصفات المرغوبة ويسهُل بيعها ولكن ماذا يقول لأهل قريته عن بيع الهدية ، بدأ يُمهد لبيعها وقد لاحظ أهل قريته أن لهجته تغيرت تجاه بقرته الهدية التى ما عادت حلوبة ومطيعة كما كانت ، ثم أخبرهم أنه ينوى بيعها فى السوق القادم وقد تغيرت طباعها ..
لم يُشاهد صاحبنا ولا بقرته فى سوق المدينة بعد أن جاءه مبلغ معتبر من المال من ابنه يُغنيه عن بيع البقرة ، سأله أصحابه يا فُلان ما شفناك الليلة فى السوق ما قلت لينا بايع الهدية أجابهم قائلاً لا لقد تركت بيعها بعد أن أصبحت تأتينى لوحدها للحليب (تانية رقبتا) بدون أن أناديها وكمان بقت تحلب أكثر من زمان…
ضحك الناس(سراً)من قول صاحبهم والقرية صغيرة وما فيها شئ بندس.
هذا يُحدث الناس دائماً عن إخوانه ربنا يجزيهم خير ما دام فى وظيفته..
ما إن زُحزح عنها حتى انقلب عليهم وعلى من أعانه فى الوصول إلى تلكم الوظيفة التى لا يستحقها أصلاً ويسعى بين الناس ينشر فى أسرار أؤتمن عليها بل ويُضيف عليها ما شاء من الصفات التى لا تشبه من كان يُدافع ويُشيد بهم ويُزكى فيهم وفى أخلاقهم ، لم نسمع أحد من هؤلاء زُحزح عن وظيفته يوماً أقر بأنه فاشل ولا يستحق تلك الوظيفة وعلى غيره دائماً اللوم ، يبدأ فى بتر تلك الشعرة التى تربطه بمن أقالوه ورُبما غدا معارضاً لمن كان شديد الانتماء إليهم بالأمس القريب..
بعضهم لوحوا لهم بالوظيفة ثانية وقد سال اللُعاب..
هل سيعود يُحدثنا ثانية عن تغيير ايجابى طرأ يدفعه للعودة لأحضان الوظيفة أم ماذا..؟
يأتى طائعاً كما عادت بقرة صاحبنا مع كثير من التنازلات حتى فى الوظيفة والقبول بأى وظيفة تُعيده ، هُم بيننا وهُناك من يُغازِل ، والحوار فرصة لا تُعوض..
والله المستعان…
بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة
[email][email protected][/email]