ورمضان على الأبواب الأسرة السُّودانية في عين العاصفة!!
اجتماعي: الغلاء من القضايا الوطنية ذات الصلة باستقرار أمن المواطن

طبيب نفسي: ارتفعت نسبة الإصابة بالجنون وهذا هو الدليل (….)
تجار: نحن لسنا سبباً في الغلاء
مُواطنون: الوضع غير مُحتمل ولا بد من مُعالجات
اقتصادي: الدولة لا تمتلك موارد والوضع كارثيٌّ!!
الخرطوم: انتصار فضل الله
وقف العم “عثمان” البالغ من العمر 65 عاماً حائراً أمام سوبر ماركت “البركة” بأم درمان.. يتحدث مع نفسه هل اكتفي بشراء “البصل والصابون” أم يشتري “الزيت والعدس”، قبل أن يستوعب قائمة الأسعار التي على “ضلفة باب المحل”، فاجأه البائع بأن قائمة أخرى تضم أسعاراً جديدة بزيادة 50% على السعر السابق…!
“طبق” عثمان يداه “واستغفر ربه” وهمّ بالعودة بنية التوجُّه إلى السوق الشعبي أم درمان لشراء السلع الغذائية، لكنه تفاجأ بأن الحال من “بعضه”…!
قال عثمان لـ”الصيحة”: من الصعب الحياة في السودان في ظل وضع اقتصادي متدهور، وأشار الى تباين في أسعار السلع وكل المواد الاستهلاكية والغذائية التي تُخضع لأطماع التجار دون حسيبٍ أو رقيبٍ، مناشداً السلطات بمراجعة السوق.
الوضع غير مُحتمل!!
“عثمان ليس وحده الذي يعاني، فكل الشعب ينزف دماً جراء الأوضاع هذا ما قالته منى السيد ربة منزل للصيحة”، والتي تابعت “يئسنا من الحديث عن الأزمة المعيشية، فالأسعار غير ثابتة في الأسواق، وتزداد أكثر من مرة في اليوم أحياناً، وأسرتي تحتاج في اليوم الواحد إلى مبلغ 5 آلاف جنيه لتغطية الاحتياجات الأساسية، وحتى إن وُجدت، فلن نستطيع الحصول على السلع بسهولة.
وأبدى المواطنون “ابراهيم الريح – نعمات نور الدين- خديجة عبد الدافع”، تخوفاً من ارتفاع أسعار السلع الرمضانية في الأسواق، وأكّدوا أنّ الأسعار ارتفعت بشكل جنوني، وقالوا لـ”الصيحة” بالنسبة لنا القضية خطيرة جداً وبحاجة الى نقطة نظام.
واشاروا الى سلع زادت اسعارها بشكل كبير، خَاصّةً المتعلقة بصناعة الحلو مر، والتوابل التي من الصعب الاقتراب منها، موضحين أن الوضع الحالي لم يترك مجالاً للمواطن لادخار حفنات من المال، فكل ما باليد ينفق في أشياء بسيطة لكنها غالية جداً، ودعوا إلى ضرورة البحث عن سبل لدعم الأسر حتى تتمكّن من استقبال الشهر العظيم.
اتّهاماتٌ مُتعدِّدةٌ
برّأ تجار، أنفسهم من تهمة الإسهام في ارتفاع الأسعار والغلاء الآني، وأرجعوا الأزمة للربكة السياسية وغياب حكومة ودولة تتابع وتضبط…!
ويرون الحلول في الجدية وتوفير الدعم اللازم لمعالجة المشاكل كافة، واتخاذ قرارات ناجعة لمحاربة الفقر والبطالة وحماية المستهلك، وتوقّعوا أن يبقى الحال كما هو عليه مع ازدياد طفيف في أسعار السلع الرمضانية.
دراسة علمية
أظهرت دراسة لمركز الهدى للدراسات الاستراتيجية، أن كلفة المعيشة ارتفعت بنسبة 1000% منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021م، وأبانت أن سوق المواد الغذائية والاستهلاكية شهد زيادة عالية، وليست في مقدور المواطن تحمُّل الكثير حيال هذه الظروف…!
وأضافت الدراسة نتجت عن الارتفاع لمستجدات خارجة عن السيطرة.
واوضحت ان المتطلبات المعيشية الباهظة وسوء التصرف، وعدم ضبط اوجه الإنفاق.
العوامل النفسية في المقدمة
وكشف استشاري الطب النفسي د. عبد العظيم احمد، عن تفشي إصابات نفسية قاسية وسط المواطنين جراء الوضع الذي وصفه بالمتأزم، وأضاف هذا الوضع زاد نسبة الجنون في المجتمع ويظهر ذلك من خلال الانتشار الواسع لهم في الشوارع.
وأشار الى آثار أخرى خطيرة تنعكس على الأسرة تتمثل في صعوبة تلبية الاحتياجات وحدوث مشاجرات ومشاحنات زوجية لا تهدأ، وتدهور المستوى الأكاديمي للأبناء لانشغالهم بالمشاكل اليومية التي يشاهدونها في المنزل، قائلاً هذه كفيلة بأن تقود الى تدمير الأسر.
حول معالجة إفرازات الأزمة، اقترح أهمية التدرج في إصدار القرارات، وتهيئة المواطن قبل كل شيء، بجانب توفير الدعم اللازم لمقابلة الاحتياجات الضرورية والسماح بالتعبير عن الرفض طالما أنه سلميٌّ ولم يصل حد التخريب، مع محاولة إدارة حوار مع المواطنين لامتصاص غضبهم وانفعالاتهم، وهذا يمثل صمام أمان من الناحية النفسية.
تغييراتٌ طرأت على المجتمع
حول وقع الغلاء على سلوكيات المجتمع، تقول الباحثة الاجتماعية ثريا إبراهيم، الغلاء من القضايا الوطنية ذات الصلة باستقرار وأمن المواطن.
وأردفت: عندما تتأثر الأسرة كما هو واقع الحال الآن من جراء ارتفاع الأسعار، فهذا التأثير المتمثل في ضيق اليد وتعدد الاحتياجات، وعدم قدرة رب الأسرة على تلبية الاحتياجات الأساسية لأسرته، يؤثر تأثيراً بالغاً عليها ويشعرها بنوع من القهر.
وأضافت أنه يُدخل رب الأسرة في مشكلات مستمرة لا حصر لها، وهذا بلا شك يؤدي إلى نوع من القلق الاجتماعي العام، الذي لا يقف على على بيت واحد أو أسرة بعينها، وإنما يمتد ليشمل كل الأسر ذات الدخل المحدود وهي التي تمثل الأغلبية.
صُعُوبات كثيرة
تابعت ثريا، في ضوء الارتفاع الكبير للسلع الاستهلاكية اصبحت حياة المواطن البسيط لا تطاق، مما يستعصي عليه مجابهة الوضع الاقتصادي في ظل تعثر الامور.
واشارت ثريا الى أن للغلاء دورا مباشرا في ارتفاع نسبة التفكك الاسري وجرائم الاختطاف والنشل والسرقة والانفلات الأمني، باعتبار ان الغلاء يزيد من ضغوط الحياة على الفرد والمجتمع، الأمر الذي افقد بعض الاسر تماسكها الاجتماعي
وتحوّلت بعض البيوت لطواحين يفر أفرادها من تحت أضراسها.
واعتبرت موجة الغلاء التي يعاني منها السودان بمثابة فتيل مشتعل يهدد الحياة الزوجية، وادى الى تفشي ظواهر منها الطلاق وعزوف الشباب عن الزواج والهروب من المنازل، ودعت الى مراجعة اسعار السلع وارجاع التعاونيات بالأحياء السكنية.
الاقتصاد في غُرفة الإنعاش!!
قال المهتم بقضايا الاقتصاد سعد محمد احمد، لا شك أن الاقتصاد السوداني يعاني من أزمة طاحنة أدخلته في غرفة الإنعاش في انتظار الموت الرحيم.
وأضاف حدث ذلك بسبب التضخم الكبير الذي لم يشهد تاريخ البلاد مثيلاً له من ارتفاع أسعار احتياجات وضرورات الإنسان اليومي الذي أدى إلى عجز المواطن في مقابلة هذا الارتفاع الجنوني في سلع قوته اليومي من خبز وخُضر وزيوت وسكر وغيرها من السلع الأساسية.
كيفية العلاج
قطع أحمد، أن العلاج أصبح من المستحيلات، ويرجع ذلك الى تطبيق التحرير الاقتصادي وتعويم العملة الوطنية وتنفيذ روشتة صندوق النقد الدولي دون توفير أو خطة للضمان الاجتماعي، فضلاً أن انقلاب ٢٥ اكتوبر كانت قاصمة الظهر للاقتصاد السوداني وقطع الأمل في تحسين الحالة الاقتصادية للسودان.
وأضاف أدى ذلك إلى نقض كل الاتفاقات الدولية من سياسية واقتصادية، وأوقف التعامل مع المؤسسات المالية الدولية وعلى رأسها صندوق البنك والنقد الدوليين المرتبطة بالتحول الديمقراطي.
حالة ارتباك
مشيرا الى ان تلك الخطوة أحدثت ارتباكاً كبيراً في سعر الصرف لتتجاوز قيمة الدولار الواحد حاجز الـ٦٠٠ جنيه في السوق الموازي الذي عاد بقوة.
بالتالي حدث ارتفاع جنوني في أسعار السلع ومدخلات الإنتاج والنقل والطاقة، في ظل غياب موارد حقيقية للدولة وإيقاف التعامل مع المصارف الدولية ليعود الحظر المصرفي بشكل آخر دون إعلان رسمي، مما خلق إشكالات في عمليتي الصادرات والواردات، لهذا عاد السوق الموازي غير الرسمي حتى للسلع، فضلاً عن ظاهرة الجشع لدى التجار مع مقدم شهر رمضان.
مؤكدا استحالة السيطرة على كبح جماح الأسعار بالسيرة على سعر الصرف إلا بوضع معالجة سياسية شاملة
الصيحة
شهر رمضان الذي نحبه و يحبنا …!!؟
محمد فضل – جدة
من على الافق القريب يلوح هذه الايام ، شهر الكرم والجود.
شهر رمضان .. الضيف الذي نحبه ويحبنا
شهر رمضان …!! شهر ليس ككل الشهور … شهر ( أكرمه) الله واختصه دون سائر الشهور فأنزل فيه القرآن …. شهر تنتظره الأمة الاسلامية في مختلف بقاع العالم بشوق شديد …!!؟؟؟
انه لضيف كريم ونعم الضيف ..!! ضيف (يكرم) أمته و (يكرم) منها خير اكرام ..!! كيف لا وقد اكرمه الله من فوق سبع سماوات .. وجعل الأمة الاسلامية جميعها تتمنى وتتطلع وتترقب مجيئه بفارغ الصبر .. وتراها شاخصة ابصارها الى السماء قبل يوم أو يومين من مجيئه ، وكل( يمني) نفسه برؤية طلعته البهية ، ليعلن وصول الضيف الكريم للملأ ، لتبدأ مراسم الاحتفالات وتدق الطبول ( وتزمجر) المدافع معلنة وصوله ليفتح كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها ، داره على مصراعيه مستقبلا هذا الضيف الكريم والذي يعلم
( بكل أسف) أن اقامته بينهم محدودة بوقت معلوم ( له بداية وله نهاية) لا ينقص عنها ولا يزيد…..!!؟؟
شهر كريم … أوله ( مغفرة) وأوسطه ( رحمة) وآخره ( عتق من النار) ..!!!
شهر .. يكون فيه أهل الخير وأهل الكرم والجود أجود ما يكونون …!!!!؟؟
فتمتد أياديهم البيضاء (وبما أفاء الله عليهم من الخيرات والنعم ) .. تمتد لتصل الى الضعاف
من اخوتهم المسلمين والى ذوي الحاجة والفاقة .. تمتد اليهم وتمسح دمعتهم وتكسوهم وتطعمهم في هذا الشهر الكريم … شهر الجود والكرم …!!! فترى هذا الضيف الكريم
ينقلب هو الى ( مضيف) فيضيف ( مضيفيه ) من الضعاف وذوي الحاجة بكل انواع الضيافة
من مأكل ومشرب وكسوة …!!!؟؟؟
انه لشهر كريم …. فيه يلتئم شمل الأمة الاسلامية في مختلف بقاع الأرض وتجتمع الأسر بكل افرادها حول مائدة الطعام في وقت محدد معلوم هو وقت ( الفطور)..
وقد يكون من ضمن أفراد الأسرة الواحدة من لا تدخل (يده) مع أسرته في أي
وجبة من وجبات اليوم الا في هذا الشهر الكريم …!!!؟؟؟ يجمعهم هذا الشهر على
مائدة واحدة وفي وقت واحد وفي زمن واحد …!!! فكيف لا يكون هو ( المضيف)
ونحن (الضيوف) …؟؟ ولمائدة (الافطار) في بلادنا السودان شأن آخر ..!!
فمنذ أن نشأنا على ظهر هذه البسيطة في وطننا السودان ، رأينا وعلمنا أن هناك
عادات (حسنة) موروثة منذ الأجداد .. عادات قديمة موغلة في القدم …!!! جرت
العادة بحدوثها في هذا الشهر الفضيل … وقل أن تجد لها مثيلا في بلدان أخرى
من العالم….!!؟؟
عادة ( الافطار الجماعي ) خارج المنازل ، لكل الأحياء في المدن والأرياف..!
ففي بلادي السودان وفي كل مدنه وقراه ، وقبل وقت كاف من موعد الافطار،! ترى
بدأ الحركة والنشاط في كل شوارع الأحياء تقريبا ، فترى أبناء الحي يتسابقون الى
المكان المحدد للافطار في ( الشارع) .. فمنهم من تجده ممسكا ( بخرطوش الماء)
(ليرش) المكان المحدد للافطار .. ومنهم من يجهز (السجاجيد والمفارش والبروش)
ومنهم من هو مسؤول عن تجهيز مكان الصلاة … وقبل موعد الافطار بقليل يبهرك
المنظر البديع …!! فترى أبواب المنازل في الشوارع تفتح جميعها وفي وقت واحد
تقريبا وترى الخارج منها يحمل على رأسه وعلى كتفه وبين يديه ( صينية الفطور)
وفيها كل ما لذ وطاب ، وتوضع جميعها بين ( البروش والسجاجيد) ..!!؟؟؟
وكل شيوخ وشباب الحي يتحلقون حولها ، يضحكون ويتسامرون ، منتظرين وقت
الآذان وكل ممسك (بالتمرة والموية) في يده منتظرا الآذان ..!!؟؟ وفيهم من يقف
على أطراف الشارع مترقبا المارة من المشاة والسيارات ، فلا يستطيع أحدا منهم
أن يعبر دون أن يشاركهم الافطار مهما ساق من أعذار أو أسباب …( فيفطروا)
المارة ساعة الافطار ويكرمونهم خير اكرام .. ولا يسألونهم : من أنتم ..؟؟ ومن
أين أتيتم ..!!؟؟ الا بعد أن يفطروا (ويشربوا الشاي) و ( يتقهوجوا) ..!!؟؟
وان كان هناك سؤال فمن باب التعرف لا أكثر …!!؟؟ هذه بعضا من صفات أهلنا في هذا الكرام
الشهر الفضيل ..!!؟؟ فلله درك يا شعبي المميز العظيم …!!!؟؟؟
وآخر دعوانا أن اللهم أجعل أيامنا كلها ( رمضانات ) خالية من المآسي والآلام والازمات والفقر والخوف والجوع والعطش ونقص من الاموال والثمرات و( قطوعات الكهرباء والماء) وان اصلح احوال حكامنا ( المدنيين منهم والعسكريين) وان تجعل قلوبهم على شعبهم وليس على كراسيهم) )
انك سميع مجيب الدعاء.. وعلى اهلي وشعبي المغلوب على امره الابتهال والدعاء لله في هذا الشهر الكريم عسى ولعل ان يكون بينكم ( من اذا اقسم على الله لأبره)…!!!
والله من وراء القصد …. وبالله التوفيق ..!!!؟؟؟
محمد فضل – جدة
12 مارس 2022م