هنا يموت الحجاج

الخبر «يحتسب الأستاذ محمد المصطفى الياقوتي/ وزير الدولة للإرشاد والأوقاف والأستاذ المطيع محمد أحمد/ مدير الإدارة العامة للحج والعمرة والعاملون بالوزارة عند الله تعالى الشهداء الذين لقوا ربهم أثناء التقديم لإجراءات الحج بولاية القضارف في الساعات الأولى من صباح اليوم، ويسألون الله سبحانه وتعالى أن يتقبلهم قبولاً حسناً وأن يلهم آلهم وذويهم الصبر وحسن العزاء، إنا لله وإنا إليه راجعون». شكراً، ولكن هل يكفي هذا؟؟ هل تتبعه محاسبة؟ هل يتبعه تقصٍ؟ هل تتبعه عقوبة؟؟
أنباء الأحد الواردة من مدينة القضارف فاجعة، الخبر من «سونا» يقول إن أحد عشر حاجاً وحاجة لقوا مصرعهم، وبنهاية اليوم يقال إن العدد وصل إلى ستة عشر. ويا له من خبر مؤسف جداً أن يموت مثل هذا العدد وبهذه السرعة وفي الساعات الأولى من التقديم للحج بهذه الطريقة الهمجية، أن تجمع آلاف الناس في لحظة واحدة في حوش مدرسة!!
ما لم يقله الخبر وجاءني من شقيق واحدة «ماذا نقول من الضحايا أم من الشهداء» أنها كانت تحمل «36» ألف جنيه قيمة حجها وحج زوجها ماتت ولم يوجد للمبلغ أثر، وأن كثيراً من الأموال التي كان يحملها الحجاج فقدت في لحظات الفوضى والاضطراب الذي حدث بسوء التنظيم.
بالله المملكة العربية السعودية تنظم ملايين الناس في مساحة ضيقة ولا يحدث زحام إلا نادراً، وولاية القضارف وهيئة الحج تعجز عن تنظيم ألفي شخص!!
يبدو أن في الأمر جريمة، الشاهد عليها اختفاء المبالغ بهذه السرعة. نريد أن نسأل متى تتطور هيئة الحج وتطلب من الناس التقديم عبر الانترنت وليس أسهل من ذلك لولا حجج الديناصورات الذين يستصعبون كل ما لم يجدوا عليه أباءهم. ماذا لو طلبت هيئة الحج من كل الراغبين في الحج وقبل زمن كافٍ أن يتقدموا بطلباتهم عبر موقع معين تحدده وبرنامج يحل كل إشكاليات مثل حج الفريضة والتطوع بالتعاون مع إدارة الجوازات وما أكثر المؤهلين لذلك في بلادنا ولكنهم هائمون على وجوههم في الشوارع يبحثون عن عمل.
وأداة أخرى، كيف تطلب هيئة الحج هذه المبالغ الكبيرة حية ويداً بيد ونقداً ألا توجد بنوك؟ ألا يوجد حساب للهيئة؟ كيف يحمل الحاج شقاء عمره في كيس قد يفقده في أية حافلة أو يفقده ويفقد معه روحه كما حدث في القضارف.
ثم هذه الجهات الحكومية من ولاية وهيئة وقطاع وجوازات التي فرضت على الحاج رسوماً يدفعها لها نظير ما تقدمه من خدمات وكأنها شركات خاصة وليست إدارات حكومية تتقاضى رواتب هذا من صميم عملها، ماذا أعدت من خطط لسلامة الحاج وها هي ترسب في أول خطوة.
لو كنت وزيراً للداخلية أو مديراً عاماً للشرطة أو والياً -لا سمح الله لأوقفت كل إجراءات الحج لهذه السنة ما دام التظيم له بهذه البدائية، وبعدها استنهض عدداً من الشباب لتصميم موقع في أقل من «24» ساعة يقوم كل الراغبين بالحج بالتقديم عبره وتفرز الطلبات أوتوماتيكياً ويتم اختيار الحجاج ويبلغوا بالهاتف ويطلب منهم التسديد عبر رقم حساب معين ولا يتجمعون في مكان واحد إلا في منى أو عرفات. هذا إن كان هناك من يريد أن يصلح.
بالله ماذا كانت تعمل هيئة الحج خلال الأشهر العشرة الماضية؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. * ان العين لتدمع وان القلب ليجزع ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ..وبرضو يا استاذ ألأجيال تقوللى “مع احترامنا للحزب” حسبما جاء فى مقالك عن “الشورى والهتاف”.. مالكم كيف تحكمون ..
    * الله يرحم من انتقل الى دار الخلود والقرار .. ويخلف على اهل المتوفين اللى اتنهبت قروش حج اهليهم وذويهم .. اكيد لا اسفا على ماتم نهبه من مال – اسيادو مضوا الى رحاب ربهم الغنى الحميد يغنيهم من فضله رحمة ومغفرة ورضوانا …
    * ان كان الحادث قضاءا وقدرا فلا راد لقضاء الله وقدره ولكنه بكل المقاييس سوء اداره واهمال واستهانه بارواح الناس تستحق محاسبة كل من له صلة.. واما ان كان امرا مدبرا من جهة او جهات ما(كما رشحت بعض المعلومات عنه) فانها فضيحة بجلاجل يجب ان يطاح بسببها بكووول اعضاء حكومة الولايه .. فالأمر عمل مشترك عبر “ماشينرى اوف قفرنمنت -It is a machinary of government ولذا يجب ان تتحمل حكومة الولايه باكملها بالتضامن مسؤولية وقوع الحادث .. ان كان فى حكومه او حزب يستحق ان يجد منك ذرة من احترام يا معلّم ألأجيال!!! ورحم الله السودان اللى كان.

  2. عود على بدء يا استاذ ألأجيال ..لعل الدكتور الطيب زين العابدين بحديثه الذى ازدانت به صفحات “سودانيزاونلاين” اليوم افاض وكفّى واوفى واراح النفوس واثلج الصدور ايما اثلاج.. نرجو ونأمل ان تكون قد شاركتنا التفكر والتدبر واطلعت عليه وتمعنت ما جاء فيه من الحكمة وفصل الخطاب ..كم يامل قراء مقالاتك الكثيرون يا استاذ احمد ان تاتيهم بتعليق على ما سطر الدكتور الطيب مع تبيان فى ضوء ما بيّن من جقائق ماثلة للعيان ان كنت لا تزال وما ينفك لديك سبب للأعتقاد ان هذا الجسم الهلامى الغريب “المؤتمر الوطنى” (الذى يشارك ما يسمى باتفاقية الدوحه نفس الملامح والشبه) يستحق ان يطلق عليه
    اسم “حزب” وانه يظل يحظى باى قدر من احترامك آملين ان تسعى لأقناع قراء مقالاتك بالأسباب والمرتكزات التى تجعلهم يميلون ولو عشر درجات نحو ما ذهبت اليه .. يا اخى يا معلم ألأجيال احسب ان عباراتك ” مع احترامنا للحزب” و “استحقاقه المشاركه فى التنافس ألأنتخابى” اللى وردت فى مقالك “الشورى والهتاف” كادت واوشكت ان توصّل كوووول من قراها “امات طه” خاصة بعد ما قرو كلام الدكتور ألأسمو على المسمى “الطيب” وكمان “زين العابدين”!!!FULLSTOP.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..