مقالات سياسية

العرب ….والابتكار !

الاحظ عدد من البرامج الثلفزيونية المنقولة بالمسطرة عن برامج اجنبية , كل الفرق كلمة تكتب تحت عنوان البرنامج الاجنبى ” بالعربى ” ! وهو شئ ان دل على شئ فانما يدل على فقرنا ? اذا كنا محسوبين منهم ? فى الابتكار ، وربما ايضا والكسل ، خصوصا فى استخدام العقل . وهو نتيجة طبيعية لكل اساليب ووسائل الحياة فى العالم العربى .

فاذا اخذنا التعليم مثلا ، نجد انه يقوم على حفظ ما يجود به المعلم ، ثم “دش ” هذا الذى قاله من غير تغيير حرف واحد ، اوشولة كما قال اخونا فى الله كمال عمر ! مقابل هذا رأيت فيديو لاستاذ قانون فى احدى الجامعات الامريكية . دخل وعرض قضية ما فى خمس دقائق ، وطلب من طلابه التعليق على الحكم . وتحدثوا كل براى مختلف أو متفق مع الحكم ومع رأى الزملاء الاخرين . وانتهت المحاضرة دون ان يشتم أحد أحدا أو يعلق الاستاذ على اى من الاراء بانه رأى شاذ أو غير مناسب ..الخ .

واذا عرضنا للتربية فى المنزل ، نجد انها تقوم على منهج سماع رأى الكبير دون مناقشة : فالاكبر منك بيوم اعلم منك بسنة كاملة ! أو ياابنى انت متين بقيت زول وعندك راى ..الخ . ومن النادر ان تجد اسرة تسمح لصغارها بالمشاركة مع الكبار فى الحديث العام ، خصوصا مع الضيوف ، وذلك اما خوفا من قلة أدب الصغار أو خوفا من ان يسمع الصغار قلة أدب الكبار ! وفى الحالتين عامل الخوف هو الذى يسيطر .

واذا جئنا لثالثة الاثافى ? موضوع الدين ? فهنا يجب ان يختفى العقل تماما . كل فتوى او حتى ونسة صدرت عن السلف فهى مقدسة ولايجب المساس بها او بقائلها . ذلك بالرقم من ان القرآن لايفعل اكثر من استفذاذ العقل للتفكير : افلا تعقلون .. ولعلهم يتفكرون .. افلا تبصرون .. افلا تنظرون ..الخ . كذلك فان السلف الذين أوجدوا اغلب التفاسير ووضعوا منهجا لتنقية الاحاديث ، بل ووضعوا المذاهب التى يتبعها أغلب مسلمى اليوم ، تمكنوا من ذلك لانهم استخدموا العقل ! وكما قلت مرارا من قبل فاننا اليوم فى وضع افضل لاستخدام العقل لوجود المعلومات والوسائل المساعدة ، اضافة لان الآخرين الذين ننقل منهم ونلعنهم ، لا يزيدون عنا بغير استخدام العقل والسعى لتنميته والاعتماد عليه ، ولاأظن ان فى هذا مخالفة لاوامر الدين ، ان لم يكن على العكس تماما ،هو تنفيذ لاوامر الدين .

لذلك ، فان تخلفنا فى جميع مناحى الحياة هو لهذا السبب . وأكثر من ذلك فان ما نشكو منه، من تصرفات الشباب فى الاتجاهين :المنتمين الى داعش ، الداعية الى تطبيق شرع الله ،

والملحدين، هى كذلك لعدم استخدام العقل . اننا بهذا نفقد الاصدقاء والاعداء بنفس الاسباب ، مثالين لهذا :

بيان لعمدة كويبك الكندية حول طلب بعض المسلمين المهاجرين الى كندا بايقاف بيع لحم الخنزير فى المدارس ، لانه لايتوافق مع الشريعة الاسلامية . كان رد العمدة حاسما ومفحما وعاقلا ، قال : انتم جئتم الى بلد شريعته لاتحرم لحم الخنزير ، ولكنكم اتيتم لانكم رايتم ان الحياة فى هذا البلد افضل ، فعليكم اما ان تندمجوا فى هذا المجتمع ، بما هو عليه ، أو ان تذهبوا الى البلاد التى تطبق شريعة منع لحم الخنزير . فتصور !

المثال الثانى هو ماصرح به مذيع يهودى ، اعتمادا على ما صرح به يهودى صهيونى ، من ان داعش خطة صهيونية ، وانهم يشاركون فى قيادة التنظيم لتحقيق اهداف الصهيونية والاستعمار الامريكى ، باعادة تشكيل الشرق الاوسط لمصلحة اسرائيل . فتصور مرة أخرى! اين العقل فى كل هذا ؟ انه لدى الطرف الآخر دائما ولذلك فهو يكسب وسيظل يكسب!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..