د. حمدوك والتعامل بمهنية لحظة وصوله مطار الخرطوم

لست من حارقى البخور أو كسارى الثلج للسلاطين والحمدلله ولكن أود أن أسهم بقلمى ولو بالقليل من باب كونوا قوامين بالقسط ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين بكل حياد وتجرد ومن دون دفن للرؤوس فى الرمال.
موقفى واضح جدا” من الوثيقة او المصفوفة الدستورية ولدى تحفظات قوية تجاهها نسبة لتجاهلها لقضايا جوهرية وواقعية تهم كل الشأن السودانى وعدم إدراج قضايا الهامش السودانى وعدم تضمين نص فى المادة «69» فيما تم الإتفاق عليه مابين قوى الحرية والتغيير «قحت» والجبهة الثورية فى أديس ابابا والتى تنصلت منها «قحت» لاحقا” وأنا هنا ليست لدى الصبغة القانونية للتحدث بإسم الجبهة الثورية فهى منظمة لها الياتها ومنصاتها الإعلامية والقانونية للترافع والدفاع عنها ولكنى أرفض التهميش وسياسة الإقصاء والتعالى والانتقاص من حق الأخر وأرفض بشده الظلم الذى حرمه الله حتى على نفسه ومن ثم ألزم عباده بأن لايتظالموا فيما بينهم.
بالرغم من إختلافى للوثيقة الدستورية فى الشكل والمضمون وحتى من ناحية الصياغة وخلافه ولكن الإنسان لا ييأس من رحمه الله «يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ » يوسف87 .. «حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ» يوسف110.. «وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ» الرعد31 .. {«قالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ» الحجر56 وقوله تعالى «وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ» الشورى28
للأسباب الموضحة أعلاه و بالإضافة إلى الخبر المتداول عن رفضه إستلام تذاكر السفر من طاقم السفارة السودانية فى أديس أبابا قبل قدومه للسودان وأخرى جعلتنى أعيش الأمل وأرجو من الله خيرا”.
بتعيين الدكتور/عبدالله حمدوك رئيسا” لوزراء السودان وفى مؤتمره الصحفى الذى عقده فى قصر غردون باشا بالخرطوم بعد أداء القسم ومن خلال حديثه تبين لى ما تحدث عنه فى الحقيقة لهو كلام رجل دولة بإمتياز وحديث رجل يعى دور المرحلة المنوط القيام بها والتركة الثقيلة التى تنتظره والله نسأله التوفيق فى القيام بالادوار التصحيحية فى دولاب الدولة السودانية.
ما أود أن أشير إليه هو كان هناك جمع لايستهان به من المواطنين السودانيين يتجمهرون فى بوابات المطار لاستقبال د.حمدوك عندما كان قادما” من إثيوبيا برفقة أسرته ولكن يقال أن الرجل خرج من الباب الغربى للمطار ولم يلقى بالا” للجماهير التى كانت تنتظره لحظة وصوله!
نعم من حق الشعب الإستطفاف لإستقباله لو كان حقا” رئيسا” لوزراء السودان ويحمل الصفة الدستورية والقانونية لحظة وصوله للمطار ولكن حسنا” فعل الرجل خرج من تلكم البوابة المشار إليها من غير أن يخرج لإستقبال أحد و ذلك لسبب واحد لا أكثر وهو أنه مازال مواطن سودانى وليس رئيسا” للوزراء وليس من حقه ان يستقبل إستقبال بتلك الكيفية التى عند عقول بعض الناس وهذه فى حد ذاته مهنية عالية المستوى والتقدير.
يرجع السبب فى إلتزام د. حمدوك بهذه المهنية الصرفه خلال الخبرة التى إكتسبها من مواقع عمل مختلفة فى العالم مع منظمات ووكالات ومؤسسات تنظيمية دولية مختلفة وأخرها كانت الأمم المتحدة والتى تعتبر المهنية واحدة من أهم ثلاث ركائز ومعايير إنضباطية للعمل معها وتعرف بالقيم الأساسية [UN core values] وهى تتمثل فى الأتى بالترتيب:-
-Integrity-النزاهة
-Professionalism-المهنية
-Respect for diversity-إحترام التنوع
فى تقديرى ما قام به هو تطبيق لأدبيات الأمم المتحدة بالكامل وهو إلتزام معلوم فى أروقة الأمم المتحدة وليس بجديد وهو جهد يشكر عليه ومثل هذا الفهم ما كنا نصبوا إليه منذ العام 1956 والحمدلله أول الغيث قطرة.
من جانب أخر لايعنى عدم الإستقبال بمثابة عدم الإكثراث او التقليل من شأن العواطف الجياشة لكل من تكبد المشاق والصعاب ووعورة الطريق بسبب الأمطار الكثيفة لكى يصل للمطار لإستقبال حمدوك ولكن لن يعيرهم أدنى إهتمام نسبة لتأثير الرجل بقواعد العمل الاساسية بالأمم المتحدة هى من جعلته يتصرف كذلك وما قام به هو تنفيذ لمفهاهيم إعتاد عليها لسنينا” عددا من عمره فربما تناسى أنه بعيد من عالم الأمم المتحده فى عالم جديد يسمى الشعب السودانى!
قد يقول أخر هناك من تم إستقباله من أعضاء المجلس السيادى وأخرين لحظة وصولهم فى المطار وما الفرق مابينهم وحمدوك؟ سؤال مشروع ولكن الإجابة عليه تكمن فى أن إلوافدين من خارج البلاد والذين تم الترحيب بهم وإستجابوا لنداءات الجماهير ربما لم تكن لديهم خبرة سابقة فى دهاليز الأمم المتحدة وباب الإجتهاد واسع والعلم عند الله.
نستلهم مما سبق الأتى:-
1-رسالة واضحة بالإنتهاء من سياسة التدليس وذرف دموع التماسيح
2-شعارات من قبيل لا لدنيا قد عملنا ونحن للدين فداء …الخ لم تعد تجد مكانة من الإعراب فى دنيا السودان الجديد بعد كنس الكيزان.
3-عصر تكسير الثلج وحرق البخور فى طريقه للفناء من دون رجعة
4-علينا التفريق ما بين العواطف والمهنية فى تعاملاتنا اليومية مع الجميع
5-الإستفادة من وقتنا وعدم إضاعته فى قضايا وأشياء لاتسمن ولاتغنى من جوع
سالتقيكم لاحقا” بعد 15/09/19 فى كتابة مواضيع عدة عن «سلسلة مفاهيم وخطوات عملية مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية»
إلى لقاء
موسى بشرى محمود علي
You mean PROBITY which encompasses the integrety, professionalism, respect for diversity & many other charachters of what is simply known as “Governance2 …
It is the least to expect of a person with Dr Hamdouk’s cv …
ليس بالضروره اخي موسي ان نتفق كلنا علي الوثيقه دستوريتها وسياسيتها ..وماكنا نحلم بالوصول لهذا والحمد لله الذي اوصلنا لهذا… ورغم المنا لمن فقدناهم الا اننا بهذا قد نظن زعما اننا ارضيناهم ..ورغم ان المأمول كان اقل م̷ـــِْن الطموح وهذا بسبب المجلس الانقلابي وتشبثه بالسلطه ومافعله… ..ولكن دوما لسان حالنا سيظل يردد
هو الدهر مهما احسن فعله فعن حظ
ولكن اساءته عن عمد
ومن نكد الدنيا علي الحر ان يري
عدو ڵـهٍ مامن صداقته بد
هؤلاء (المجلس اعني ) اعداء في شكل شركاء. واياديهم ملطخه بالدماء مع البشير وبعده. وبالفساد كذلك معه وبعده الان م̷ـــِْن سعوديتنا واماراتنا !!! ولابد م̷ـــِْن العمل حتي تكتمل الفتره الاولي م̷ـــِْن الانتقال ..وبعد الانجاز ستجئ الفتره الثانيه والتي يصح. ان نطلق عليها بدايه الدوله المدنيه الي الانتخابات… .
صحيح الطريق ليس سهلا وبيننا اعداء معنا كمشاركين واعداء خارجنا والاخيره يمكن ان نقول مقدور عليها اما الاولي فهي الصعبه لانهم متغلغلين بمفاصل الحياه… يعني ه̷̷َـَْـُذآ المتاح والواقع .لابد من التعامل معهم والا كانو قد شكلو حكومه علي مقاسهم وانفردو بالبلد… وقد جهزو لذلك فعلا بعد المجذره وكثر هم المنصلحين معهم وقد اشترو منهم الكثيرين وكنا سنداس من قبلهم وحكومتهم … .الحمد لله فقط ..لنتوافق بدون مصالح ونبدأ لافرق مابين احد واحد. وصدقني لْـۆ بعدت المصالح سنذهب ناجحين للهدف والله من قبل ومن بعد
مع احترامي لرأي الكاتب لا اتفق معك اطلاقا فيما يخص خروج حمدوك من الباب الخلفي بينما انتظره جمع غفير من الشرفاء الثوار تعبيرا عن فرحتهم بمقدمة بعد 30 عاما من الالم. ليس بالضرورة أن يكون قد أدى القسم وليس هناك أي بند في قانون الأمم المتحدة يدعم موقفه المجافي للاصالة السودانية واحترام مشاعر الناس. أكبرت موقف التعايشي في احترامه للناس ووقوفه في الصف ورفض الخروج من غرفة كبار الزوار كما فعل حمدوك في تناقض واضح لموقفه من عدم مقابلة مستقبليه لتحيتهم وشكرهم على تكبد مشاق الحضور. تحدث التعايشي حديثا طيبا مع مستقبليه وطيب خاطرهم. عكس حمدوك الذي زودها حبتين ولم يحترمها. كنت أتوقع أن يتقدم بالاعتذار لهم بمجرد أداء القسم فقد اعتبر البعض موقفه مجرد فاهمة وتعالي ليس إلا.
بعيدا عن كل هذا اتمنى ان حمدوك التصريحات وينخرط للعمل سلمنا تصريحات كباشي والمجلس الانقلابي ونريد المجلس السيادي والوزراء أن يبدأ العمل الجاد لتعيين مجلس القضاء ومحاربة الفساد حل حزب المؤتمر غير الوطني حل مشكلة السيولة نذر قليل من المشاكل المعقدة التي لا تحلها التصريحات ونجومية الظهور في الفضائيات.
لقد ارسلت تعليقا هاما جدا ولم تنشرون. ارجو النشر فنحن في عهد الثورة. شكرا.
د. سوزي التاج
I hope that you do not censor your reader’s comments. Other news outlets publish our comments instantly with no censorship I hope you do the same in our new Era of democracy. This is really sad that you delayed my very important comment. Please be Democratic, transparent and publish my comment.
Thank you.