الرئيس في جوبا ..!!

الرئيس في جوبا ..!!

تراسيم

عبدالباقي الظافر

[email][email protected][/email]

غداة زيارة الرئيس المصري السابق حسني مبارك للعاصمة الاثيوبية للمشاركة في القمة الافريقية كانت انف المخابرات المصرية تشتم شيئا..مدير المخابرات اللواء عمر سليمان احتاط للسيناريو الأسوا وحشر عربة الرئيس المصفحة في جوف الطائرة الرئاسية وزاد من معدل الحراسة المعتادة..فوجئ الذين تربصوا السوء بالرئيس مبارك ان رصاصهم لا يخترق السيارة المعدة لمثل هذه الظروف..ذات المفاجأة كانت من نصيب الرئيس ملس زيناوي الذي لم يبرح مكانه في المطار حتى فوجئوا بضيفه الذي استقبله للتو عائد من ابواب الخروج.

استغربت ورئيس المخابرات الأسبق الفريق قطبي المهدي يشترط من دولة جنوب السودان توفير ضمانات لطائرة الرئيس البشير الذي من المتوقع ان يزور جوبا في شهرنا المقبل..مصدر الدهشة ان الفريق قطبي نشر مطالبه عبر صفحات الصحافة السودانية.

من المعلوم ان حركة اى رئيس تحتاج الى ترتبات خاصة..تجول الرئيس الاسد في سوق دمشق برفقة قرينته احتاج الى اكثر من بروفة..الذين التقاهم الاسد في الطرقات والقي عليهم التحية تم اختيارهم بعناية فائقة..المشهد الاعلامي الذي اعد بترتيب دقيق ارسل رسالة مهمة ان سوريا بخير وان رئيسها الشاب يتمتع بحيوية وشعبية تمنكه من التجول في الاسواق من غير حراسة.

ليس مستغربا ان يتم تأمين زيارة البشير الى جوبا في مثل هذه الظروف المملوءة بالحقد والكراهية..وصحيح ان تربص المحكمة الجنائية بالبشير يجعلنا ان نحسب لكل خطوة حساب..ولكن لا يجب ان تكون الحسبة بهذه الطريقة المبسطة.

أول رسالة خاطئة يرسلها تصريح قطبي ان حركة الرئيس تم تقييدها حتى ان وصوله للحديقة الخلفية لدولته يحتاج الى ضمانات خاصة..ومن قبل وصل الرئيس الى الصين دون الحوجة الى مثل هذه الضمانات..ثم ثانيا ماهي تلك الضمانات التي يريدها الفريق قطبي..هل يريد قطبي ان ترافق الرئيس سرب من المقاتلات..ام يبحث عن كلمة شرف من قيادة حكومة الجنوب.

الرسالة الثانية في تصريح قطبي اننا اصبحنا دولة متوجسة من العدو والصديق..كل رؤية رئيس قلم المخابرات الاسبق بنيت على افادات سماعية على شاكلة سمعنا ان دولة الجنوب تعد لمؤامرة للقبض على الرئيس البشير..وسمعنا ان لدولة الجنوب التزامات دولية تجاه المحكمة الجنائية..هل فات على الفريق قطبي ان الالتزام تجاه المحكمة لا يتم الا باجراء معقد..في البداية يتم التوقيع على معاهدة روما ..ومن بعد يتم التصديق على التوقيع من برلمان الدولة المعنية ..على فكرة حكومتنا وقعت ولم تصادق على هذه المعاهدة.

في تقديري ان على الرئيس ان يمضي الى جوبا و(شوكة لن تعتر ليه)..حكومة الجنوب تدرك جدا حقائق الواقع السياسي والعسكري..ولن تقدم على مثل هذه المغامرة ذات العواقب المدمرة على كامل الاقليم وليس جوبا وحدها.

بعض الساسة يجنون مكاسب سياسية بابدائهم حرصهم الشديد على سلامة الرئيس في كل طلعة جوية..وبعض من الصحفيين مثل الاستاذ الرزيقي يرافق الرئيس الى الصين وينصحه بعدم زيارة جوبا.

شكرا على مشاعركم اتركوا الحكومة تتحرك بهدوء في المساحات المتاحة.