المصيدة!!

أطياف
صباح محمد الحسن
المصيدة!!
طيف أول :
وكأنما دمعتي الوطن التي أخفتهما الظلمة، كفين ضُمّت على صدر حائط الكعبة
تتضرعان أن تهبهما الرحمة لمعة شمس وسطوع!!
وتسعى أمريكا عبر دوائرها السياسية والعدلية، لفرض حصار وطوق من المسئوولية على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ، لكل مايجري في السودان من أزمات متعددة أصبحت تشغل العالم بعد أن وصلت الأوضاع الإنسانية حد القلق والتخوف الدولي، وتقصد أمريكا أن تضرب خيام هذا الحصار على الجنرال الحاضر في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، الغائب عن دعوتها في جنيف وبالرغم من أن البرهان سيلقي كلمته امام اجتماع الدورة الـ78 للجمعية العامة إلاّ أن أهمية زيارته ليست في مشاركته في هذه المناسبة لكنها تكمن قيمتها في مقابلة ومواجهة البرهان مع مسئوولين امريكيين وجها بوجه
وحسب الأخبار قد يلتقي الجنرال بمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ومسؤولين من الاستخبارات العسكرية الأمريكية
وهذا يعني أن ثمة قضايا بعيدا عن السياسة سيناقشها مع من تقع عليهم مهمة حل الازمة السودانية بخيارات وحلول أخرى
ومعلوم أن البرهان تهرّبَ كثيرا من مقابلة المسئولين الأمريكيين فهو الممتنع عن لقاء انتوني بلينكن في القاهرة وحرصه على إرسال وزير المعادن نيابة عنه، الأمر الذي جعل بلينكن يرفض مقابلة أي مسئوول من الحكومة وعاد الي بلاده مغاضبا
وكذلك تهرّب البرهان من المبعوث الامريكي ومسئوولة الوكالة الدولية وتحجج أنه لن يقابلهما في مطار بورتسودان
وقبلها رفض البرهان الذهاب الي جنيف او إرسال من يمثله عسكريا لمقابلة عدد من الممثلين من بينهم جيك سوليفان نفسه مستشار الأمن القومي الذي سيقابله الآن
لذلك لن تتصرف امريكا على طبيعتها هذه المرة دون أن تتعامل مع الرجل بإسلوب جديد
فهي عندما لوحت عبر رئيسها الذي جاءت كلمته الأخيرة واضحة بضرورة الحل للازمة السودانية بسبب كارثتها الإنسانية وعده البرهان في خطابه أن عليهم الإنتظار حتى موعد الجمعية وأكد خلال هذا الوعد أنه سيلتقي بمسئوولين هناك
لذلك لن تمر زيارته دون أن تكون ثمة لقاءات مهمة إن كانت سرية او معلنة المهم انها ستؤتي أُكلها بلا شك وستكون ملامحها واضحة على مرآة الأحداث قريبا
وامريكا لاشك أنها تنصب شباكها وتفتح غطاء المصيدة، لتضع امام البرهان كل ملف كانت تود مناقشته معه في جنيف او غيرها من المدن والمنابر ولن تنسى مع ذلك أنه تركها تحسب ساعات الإنتظار ولم يأت
ويمكن القول إن إجتماع البرهان بأي مسئوول امريكي سيكون له نتائجه بالنسبة لأمريكا فإن الدولة التي سخرت كل طاقاتها لتحقيق السلام في السودان وفقا لمصلحة الشعب او مصالحها ، لن تتخلى عن خطتها في الوصول الي ماتريد وستلقى برسالتها أمام الجنرال الذي سيجد كل شي جاهزا مما صنعت يداه ومن قبل ذكرنا أن مايدور خلف الأبواب المغلقة هناك ومايتم من لقاءات على هامش هذه المحافل اهم بكثير مما يُتلى على المنصات من كلمات روتينية منمقة فجوهر القضية ليس في لافتاتها، النتائج تكمن في ماخلف الكواليس
إذن تبقى اهمية زيارة البرهان في وجوده في امريكا وليس في مشاركته في الجمعية العامة للامم المتحدة
فكل ماتم إعداده من تقارير إنسانية وجرائم حرب وإنتهاكات وكل ما أرتكبته القوات بمختلف انواعها في ميدان الحرب سيجده البرهان على مرآة المواجهة
وهمس القول لاجهره يكشف عن أن الجنرال ابلغ الوساطة أنه لايرفض التفاوض ولكنه يبحث عن الضمانات أي انه يرى لايمكن أن يوافق على التفاوض في ظل وجود طرف ثالث، جاهز لارتكاب أبشع الجرائم التي قد تجعله يتحول الي ضحية بين ليلة ومؤامرتها
(ميدان متوحش) تصل فيه شراهة القتل الي أكل الأكباد والأحشاء
لذلك ربما تستثمر امريكا هذا الخوف والتردد بوضع طرف رابع ( القوة الأكبر) لتحييد الطرف الثالث لكن الجديد في الأمر انه سيتم برضا وموافقة البرهان نفسه
عندها يمكن أن يستعيد الجنرال قراره بالموافقة على التفاوض!!
ولايخالف المنطق إن قررت الأمم المتحدة دخول قوات دولية تزامنا مع رغبة الجيش في التفاوض سيما أن تنفيذ إعلان اتفاق جدة ومايحويه الإتفاق من بنود يحتاج الي آلية مراقبة لتنفيذه مع علم الوساطة أن الهدن السابقة كلها تم إجهاضها من الميدان حتى القتل والقصف لاترتفع وتيرته إلا بعد أن تفتح النوافذ للتفاوض والحوار
، لهذا قد يبقى الذهاب الي التفاوض حسب رؤية امريكا والمجتمع الدولي أنه يحتاج الي حماية كضرورة ملحة تلك الحماية التي لاتختصر على المشاركة والإستمرار في التفاوض لكنها تشمل حماية القرار العسكري ذاته من قبل قائد الجيش.
طيف أخير :
#لا_للحرب
مبعوثة أميركا لدى الأمم المتحدة: الولايات المتحدة الأمريكية ستقدم 424 مليون دولار مساعدات إنسانية جديدة لشعب السوداني
سنعود ونجرد حساب ماقدمته امريكا من ملايين حتى يخبرنا جبريل أين ذهبت والشعب السوداني يأكل من طعام الحيوان!!
الجريدة