( جلكم كلامي )

بمناسبة العبارة الذائعة (جالكم كلامي)، قيل في مناسبتها أن رجلاً كان يحادث مجموعة من الناس مصابين بضعف بائن في حاسة السمع، ولهذا كان كلما قال جملة يتوقف ليسألهم (جالكم كلامي)، فإذا ما هزوا رؤوسهم بعلامة الإيجاب (لهزة الرأس أيضاً علامة سالبة)، مضى في الحديث وإلا فإنه كان يعود ليعيد عليهم ما قاله، وهكذا دواليك، ولبعض شفاتة وعنقالة السودان عبارة أخرى يستخدمونها لذات المعنى، فيقولون (وقع ليك ولا أعيده ليك)، أما الاستخدام الشائع للعبارة فهو يقع في مورد التذكير بالنصيحة التي أسداها أحدهم لأحدهم ولكنه لم يستجب لنصيحته، على قول بيت الشعر الشهير (ولقد نصحت قومي بمنعرج اللوى… فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد)…

ومن ما نصحت به قومي قبل شهر من الآن بالتمام والكمال، هو أنني نبهت إلى الأزمة المتوقعة في غاز الطبخ، وها هي عدة صحف تكتب أمس عن تجدد أزمة أسطوانات الغاز في أحياء بالخرطوم والجزيرة، وارتفاع أسعار القليل من الأسطوانات المطروحة في السوق إلى الضعف وأكثر من الضعف، وبالطبع لم أكن أضرب الرمل ولا أقرأ الكف وليس لي حلف مع الجن مثل بلة الغايب، عندما تنبأت بوقوع هذه الأزمة ما لم يتداركها المسؤولون عن الغاز بتدابير مبكرة، فقد كنت فقط أستلهم حكمة المقولة المأثورة الحكيمة (كل تجربة لا تورث حكمة تكرر نفسها)، ولهذا عندما علمت قبل أكثر من شهر أن مصفاة الجيلي بصدد البدء في تنفيذ صيانتها الدورية الجزئية التي تتعلق بالجزء الذي تتم فيه معالجة غاز الطبخ، سارعت لتنبيه المعنيين لحظتها حتى لا تتكرر أزمة الغاز التي عشناها غير مرة، مع دخول موعد صيانة المصفاة الدوري، فقلت إن المشكلة ليست في عملية الصيانة نفسها، فالصيانة عملية لازمة وضرورية، وإنما المشكلة في الذي سيترتب عليها، وهذا الذي يترتب عليها صار معلوماً للناس بالخبرة وتكرار التجربة، ففي كل مرة عندما يعلن أن المصفاة المنتجة للغاز قد دخلت في دوامة دورة نظافتها الدورية، تدخل معها البلاد في شح مؤثر في الغاز، فترتفع أسعاره، ويضرب الناس في الأرض بحثاً عنه، وغالباً ما يعودون بخفي حنين، وهكذا في كل عام عندما تدخل المصفاة (الحمّام) يعدم الناس في بيوتهم وغير بيوتهم (نفاخ النار)، وهذا ما نخشى حدوثه هذه المرة أيضاً، وما لم يتدارك المعنيون بأمر الغاز هذه المشكلة المتكررة عاماً بعد عام لملافاتها بتدابير إدارية ولوجستية، فإننا بلا شك موعودون بأزمة غاز قادمة.. وللأسف ها نحن الآن نعيش هذه الأزمة…

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عادي يا استاذ.. وكمان عادي بالزبادي ..مش احنا برضو الجماعة اللي بفاجئهم العيد ومن قبله رمضان

  2. مافى أى مفاجأة بل العكس الأمر مدروس بدقة والفرص محسوبة وموزعةبين الجماعة(سياد البلد) أنتوا الدايشين ومتفاجئين. لو ما دايشين صحى ورونا السنة دى حقت منو من تجار الغاز؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..