مقالات سياسية

هل يغري دخول طالبان لكابول جماعة الكيزان للتفكير والعودة الى حكم السودان؟

د. فراج الشيخ الفزاري

بعد عشرين سنة من مغادرة سدة الحكم ، عادت حركة طالبان من جديد، غازية ومنتصرة علي الحكومة الأفغانية التي كانت والي وقت قريب جدا مدعومة ومسنودة ومحمية بالحكومة الأمريكية ومعها نحو أربعة وعشرين دولة أخري من الحلفاء … ولكنها … كلها انهارت عند غزو الثوار ولم يستطيعوا عمل أي شيئ لحماية الحكومة، خاصة الحكومة الأمريكية التي أنفقت نحو 83 مليار دولار في تدريب وتجهيز الجيش الأفغاني ضد مثل هذا الغزو، ولكنهم فشلوا في حماية العاصمة وقد غادرتها الولايات المتحدة الأمريكية تماما كما غادرت سايجون من قبل في حرب فيتنام.

هذه العودة، في تقديري، قد تغري جماعة الكيزان في السودان، بالعودة الى سدة الحكم كما فعلت طالبان، ولو بعد حين، وبالتالي يمكن الإعداد لهذه العودة منذ الآن. فقد اتضح جليا بأن كل الحكومات غير محمية حتى من اقرب الحلفاء إليها عندما تتهدد مصالحها ومصالح شعوبها بالاضرار في منافعها الحيوية.

والسودان لن يكون استثنائياً … فقد وصفت طالبان ، أيام محاربتها، بأنها منظمة أرهابية، وأن وجودها يتهدد الأمن الأمريكي والأوروبي وبالتالي يجب محاربتها ومنعها من العودة لسدة الحكم… ولكن كل ذلك يتهاوي الآن، ونحن نشاهد طالبان تدخل الي كابول بعد الإحاطة بها من كل الجنبات … ولم تستطع الولايات المتحده من تقديم أية مساعدة سوى إجلاء رعاياها والطاقم الدبلوماسي بالسفارة الأمريكية في كابول..يحدث كل ذلك رغم تصريح الثوار بأنهم يسعون الي انشاء إمارة إسلامية باعتبار أن ذلك مطلبا شعبياً، وقد شاهدنا علي القنوات الفضائية الاجنبية مدى الزُعر الذي انتاب الشارع الافغاني من عودة حركة طالبان من جديد.

ترى، هل بمقدور الحكومة السودانية، الانتقالية الحالية او القادمة، من كبح جماح هذا الحلم النائم عند جماعة الكيزان ومنعه من التنامي والتفكير في العودة كما فعلت طالبان؟

ولكن، أيضا، يبقي السؤال المنطقي موجودا، هل تمتلك جماعة الكيزان عندنا في السودان، تلك الإمكانيات المادية والمعنوية والروح القتالية الموجودة لدي حركة طالبان؟

ربما لا توجد حالياً … ولكن عودة طالبان قد يجعل الجماعة تفكر جديا في تبني مثل هذه الأحلام… والدليل عودة طالبان من جديد بعد عشرين سنه من طردها من أفغانستان.

[email protected]

‫9 تعليقات

  1. لا يوجد وجه شبه بين حكم طالبان و حكم الكيزان . طالبان ترغب حكم افغانستان وفق الرؤية الاسلامية و لكنها لم تفعل ما فعله الكيزان فى السودان من فساد و سرقة . الكيزان لفظهم الشارع السودانى الذي لن ينسي ابدا ما فعلوه

  2. كلهم في التطرف الديني سواسية …لا فرق.
    مقالي ينبه بضرورة كبت ( أحلام الفتي الطائر ) حتى لا تتنامي ونتفاجأ بعودة ( طالبان السودانية )
    مع ودي ومحبتي.

    1. التنبه فى محله وضرورى … الشكر والتقدير يا دكتور.
      كما اوضخت فى مقالك الدرس البليغ من فضيحة انهيار حكومة دمى الناتو والبنتاغون كرزاى و اشرف غانى
      المبارى الرهاب ضهبان
      و المتغطي بي توب امريكا عريان
      وقد أعذر من أنذر!!

  3. لا وجود لمقارنة بين طالبان والكيزان، فطالبان مهما كانوا، فهم تنظيم اسلامي محض وايدولوجيته واضحة وزاهدين في الدنيا ويرغبون في حكم إسلامي صرف برغم تطرفهم وقسوتهم، ومع ذلك لهم سند شعبي ولو السند الشعبي لما عادوا، إلى جانب رسوخ عقيدتهم، بخلاف الكيزان الذين لا يدعهم إلا عديمي الوطنية النفعيين من كل طيف ولون

  4. طالبان اشراف ال بيت
    يعؤفو
    الحق
    العدل
    والشريعه
    وهم في عقيدتهم لا قياده لاي مجتمع مسلم الا ال البيت
    من ال الحسن والحسين عليهم السلام
    ارض النيل عمرها وطرد اقسوم الحبشيه والعنج
    الشيخ عبدالله جماع من ال البيت حسيني
    جايبين سيرتهم ما الان بتاكلو في خير ال البيت

  5. نعم هناك تشابه من حيث الشعارات المرفوعة وآيديولوجية الحكم الديني ولكن الفرق كان واضحاً عندما اعتلى الفريقان سدت الحكم فعندما سعت طالبان لتطبيق ما تؤمن به على أرض الواقع عمل الكيزان على عكس ما رفعوه من شعارات ومارسوا ابشع صور النفاق على الشعب السوداني ففسدوا وسرقوا ونهبوا وقتلوا واذلوا الشعب ودمّروا البلاد في كل قطاعاتها واغتنوا هم وأذنابهم على حساب شعب أفقروه وبلاد قسموها ودمروها وباعوا ما بقي منها لدول أجنبية فاكتسبوا كره الشعب السوداني الذي لهب عليهم ولفظهم في ثورته المجيدة فصاروا شتاتاً ما بين السجون الداخلية والهروب الخارجي تلاحقهم اللعنات ودعوات شعب أذلوه وظلموه

  6. حليلكم الاشراف ال البيت الحسينيه
    ال الشيخ عبدالله جماع الحسيني
    الجد المباشر لاشراف مزار شريف وهلمند وقندوز كلهم احفاد الحسن العسكري
    الاشراف فتحو طريق الحج من انجمينا و الي مصوع طريق امن 1770م
    ولا كنيسه
    وخنتوهم مع الاتراك والانجليز
    كنيسه في انجمينا
    كنيسه في الابيض
    كنيسه في ملتقي النيل
    كنيسه في القضارف
    كنيسه في كسلا
    كنيسه في مصوع
    كل هذه الكنائيس في م
    محط الحجاج
    خنتو الاشراف
    النيل جنبكم وما تجرو ترعو
    والسمك اغلي من لندن
    والخضار والفواكهه جنب النيل ماتزرعوها
    حليلكم الاشراف انتم الملوك ونحن الرعيه صناعه المستعمر التركي والانجليزي

  7. زميل الاعلامى الدكتور ( الفزارى ) وافر العرفان عاطر الامتنان .. نعم ..من الطبيعى ان تعطى انتصارات ( حركة طالبان لمتشددة) المزيد من المعنويات لكل ( جماعات الاسلام السياسى ) بالعالم العربى الاسلامى …و لكن الرسالة الاهم ( ان الفكر يحارب بالفكر و ليس بقوة السلاح ) اضف الى ذلك ان (حركة طالبان موديل 1996 ) ليست هى ( حركة طالبان موديل 2021).. ربما ما حدث لسقوط مدوى ( للدولة الاسلامية بالعراق و الشام) داعش..جعلون يججدون خطابهم الدينى ..تجديدا محافظا ان جاز التعبير…فطالبان فى نسختها السلفية القحة القديمة كانت تعادى الثقافة و الفنون و التعليم الغربى و تفرض ارتداء النقاب الاسود للنساء كزى شرعى و تفرض ارضا ارتداء الزى الشعبى التقليدى للرجال و تحرم حلق اللحية و تشن هجوما على الحلاقين و تنظم حملات لتحطيم اجهز التلفاز بالشارع العام و تقتل و تفجر و تذبح اى شخص لا ينتمى لهم و لكن النسخة الاخيرة من طالبان شاهدناهم فى ملتقى الحوار الافغانى الافغانى برعاية كلريمةمن قطر و لديهم علاقات ممتدة مع شيعة اهل البيت الاثنى عشرية بايران و علاقات ايضا مع اهل السنة بباكستان بل علاقات دبلوماسية حتى مع الامريكان … اضف الى ذلك ان فترة حكمهم لافغانستان كانت قليلة جديدة مقارنة مع حكم ( اخوان السودان ) الذين حكموا لثلاثة عقود ممتدة…كما ان هذه المدة الطويلة لاخوان السودان جعل هنالك تشظيا كبيرا و انشقاقا عظيما فى داخل البنية التنظيمية للحركة الاسلامية السودانية ( اخوان تنظيم عالمى ..اخوان تيار محلى مستقل ..سلفية جهادية ..صوفية ..شيعة الخ ) بالتالى صار جانب ( الولاء العقائدى ) ليس مثل ( الولاء العقائدى الصارم لجماعة طالبان ) الذين هم اصلا خريجى مدارس قرءانية بالتعليم التقليدى هناك.. عموما خلاصة القول الترياق المضاد لاى تنظيم متشدد هو تفعيل العمل الفكرى و الثقافى و الفنى بصورة واسعة للتكريس للدولة المدنية المعاصرة و الاعلاء من قيم الوطنية و هذا لا يتاتى الا بتغيير المناهج التعليمية بالتعليم العام ليرتكز على التفكير النقدى و على خلق العقل الابداعى

  8. وهل يقدر الكيزان على القتال وقد ترهلت موخراتهم و تدلت كروشهم من تناول اللحم و الشحم و شرب المثلجات و النوم على الحرير و إمتطاء أفخم السيارات المكيفة؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..