هجليج .. الحمائم والصقور!!

إلـى متــى !!

الصَّــالح مُحمَّــد الصَّــالح
[email][email protected][/email]

هجليـــــــج … الحمــــائم والصقــــــور !!

بكافة المقاييس سواء السياسية أوالعسكرية أو غيرها يعتبر هجوم الجيش الشعبي على حقل هجليج النفطي بالقطاع الغربي لولاية جنوب كردفان اعلاناً رسمياً من دولة الجنوب للحرب على الشمال، فضلاً عن كونه إلغاءاً رسمياً لإتفاقية الحريات الأربع الموقعة مؤخراً بالأحرف الأولي باديس ابابا، فلا الهجوم وكما ذكر رئيس دولة الجنوب سلفاكير كان رداً ولا الجيش الشعبي بسط سيطرته هجليج بعد دخوله إليها !!
فبحكم المتابعة المباشرة واللصيقة لي للأحداث التي فرضتها علي ترتيبات وجودي الجغرافي والمكاني بجوار موقع الأحداث بأقصى غرب مدن القطاع الغربي استطيع التأكيد أن سلفاكير كاذب !!
فلا هو تمكن أو جيشه الشعبي من دخول هجليج أولاً؛ حيث كان الإشتباك خارج الحقل والمدينة بجوار محطة الكهرباء والتي تقع (17 كيلو متر جنوب الحقل)، ولا الإشتباك الذي وقع كان رداً (حسب ما ورد على لسانه أمام اجتماع مجلس تحرير الحركة الذي انعقد بمدينة جوبا) على اعتداء القوات المسلحة على الجنوب وقصفه منطقة “جاو” ، الأمر الذي قال أنه (أي سلفاكير) “تطلبه الوضع الحالي” بدخول قوات الجيش الشعبي لمنطقة هجليج !!
فالإشتباك تم وبترتيب من حكومة الجنوب للإعتداء على الشمال، وتحقيق أكبر قدر من الخسائر له عبر ضرب حقل هجليج؛ إنفاذاً (كما هو واضح للجميع) لمخطط ما يسمى بالجبهة الثورية لإسقاط النظام بالخرطوم، عبر فتح جبهات جديدة وتصعيد الأوضاع بجنوب كردفان، الأمر الذي لايخفى على أحد !!
وما زيارة باقان الأخيرة إلاَّ تنشيطاً للمخطط وتمهيداً لذلك الهجوم عبر تخدير الأجواء في الخرطوم !!
ولكن، إن الصورة الواضحة الآن لاسيما بعد اعلان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير للإستنفار، وتكوين لجنة عليا لهذا الإستنفار والتعبئة برئاسة النائب الأول أمير الحركة الإسلامية الشيخ علي عثمان محمد طه ما هو إلاَّ إعلان (دبلومسي) للحرب والجهاد، وماهو كذلك إلاَّ اعادة ترتيب للصفوف واسترجاع لأيام الإنقاذ الأولى !!
* فأن يصدر الرئيس قراراً بالإستنفار ما هو إلاَّ أمر طبيعي في ظل هذه الظروف !!
* وأن يعلن الرئيس عن نفرة الردع الكبرى وإعداد المجاهدين وفتح المعسكرات لهو كذلك امر طبيعي (في ظل هذه الظروف) !!
* ولكن أن يكون شيخ الحركة الإسلامية علي عثمان محمد طه رئيساً لهذه اللجنة فهو الأمر غير الطبيعي !!
وهنا تكون الرسالة واضحة أنه حصحص الحق وتباينت الصفوف !!
فأمر كأمر الدفع برجل السلام الأول لميدان الحرب هو الأمر الغير طبيعي بل والمستغرب في ذات الوقت !!
ولكن:
أن الرسالة هنا واضحة وهي بمثابة إعلان واضح للعالم قاطبة، وللجنوب خاصة، أنه لم يعد أحد هناك (في الخرطوم) راغب في السلام !!
وهو كذلك إعلان بأن آخر كروت السلام قد تم سحبها !!
وأن حمامة السلام الأخيرة (التي يراهن عليها الجنوب) اتضح أنها صقر جارح كشر عن أنيابه !!
والوطني اليوم كله صقور جارحة !!
والحمائم ما هي إلاَّ خرافة اتضح أنها كاذبة !!
فالجنوب اليوم اتضح أنه غير آمن وأنه هو من في خانة الخطر !!
وأن الخرطوم كانت طوال الفترة السابقة تبتسم له عله يفيق، ولكن !!
والجنوب اليوم يفيق فعلاً ولكن يتفاجأ أنه كان في غيبوبة وأن كل من كان يراهم حمائم للسلام ما هم إلاَّ صقور حرب !!
وهذه السطور التي تكتب بالقرب من هجليج تحمل رسائل من الخرطوم !!
واليوم وفي هذه الأثناء حين تقرأ هذه الرسائل نتجول داخل هجليج ..
وتأتي الكتابة وتقرأ غداً ..
لكنها لن تحمل رسائل .. بل إجابات ..
والرسالة وصلت ..
ونواصل.

تعليق واحد

  1. الأخ الصالح

    رغما من توجهاتك السياسية الواضحة إلا أننا فعلا هذه الأيام نود أن نسمع كل الأصوات

    ونناقشها بهدوء.

    لكن يبدو لنا بأن هنالك إلتباسات في تحليلك :

    “وما زيارة باقان الأخيرة إلاَّ تنشيطاً للمخطط وتمهيداً لذلك الهجوم عبر تخدير الأجواء في الخرطوم !! ”

    من تحليلك نفهم بأن “الأذكياء” الجنوبيين أرسلوا باقان علشان يغطي ليهم على هجومهم اللي مخططين

    ليهو من بدري …!!.. فإذا صحت النية دي زي ما قلت تخطيط وإرسال وزراء وحفلات وضحك ورقيص بس علشان

    إشتباكات على بعد 17 كيلو من هجليج.؟ … والنقطة المهمة اللي إنت ما ذكرتهاهي ما تم في زيارة عبد

    الرحيم الى جنوب كردفان..لماذا وماذا تم فيها..؟

    دعنا نكون منطقين اكتر..:

    لماذا يحتاج الجنوب الحرب؟

    من الأفضل للجنوبيين أن يتعايشوا بسلام حتى يتفرغوا لبناء بلادهم الواعدة بإمكانياتها من بترول واراضي

    خصبة ومياه وسياحة ودعم غربي كبير ..المنطقي إنهم يبحثوا عن السلام بإيدنم وكرعينم ويبيعوا أي شيئ

    من أجل السلام ، زي ما زمان باعوا أي شيئ علشان يتحقق الإنفصال وكانت أهم بيعة هي إلزام عرمان

    بالخروج من إنتخابات الرئاسة …فإذا هم جنحوا للحرب مافي إلا إحتمالين:

    1 – اليأس تماما من إمكانية التعامل السلمي مع الخرطوم …

    2 – ضغوط خارجية عليهم بالتعامل العسكري مع الخرطوم لعلم الجهات الخارجية بمدى الضعف الشديد

    لحكومة الإنقاذ.. مع وعد الجهات الخارجية بدعم الجنوب ماليا لتحمل تبعات الوضع العسكري.

    أما كلامك عن أن الإنقاذ ستعيد سيرتها الأولى فهو صحيح ودي فرصة فعلا ما كان يحلموا بيهاجاتم من

    السماء وما حيفرطوا فيها.. بعد كده ما مهم الدولار يبقى ب “10،000” ما مهم طالما أن الحرب

    هي السبب …

    يبقى الكلام الأخير .. من هو الخاسر الأكبر في المعركة الغير متكافءة دي :

    هو الشعب السوداني في الشمال ..

    مزيد من الموت والدمار في مناطق الحروب “دارفور ..النيل الأزرق ..جنوب كردفان …”

    مزيد من المعاناة المعيشية للجميع

    مزيد من كبت الحريات

    تغبيش الوعي والفهم حتى إنو الناس ما تعرف تقيف مع منو …

    الله يكون في عونا..

  2. أنا لا أرى أن هناك أي فهم وراء حروف كاتب هذه الكلمات …خسارة الزمن والأحبار والشاشات..اللهم لطفك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..