مقالات وآراء

كما وعدنا سنفتح ملف القضاء العسكري لنقف علي حجم الظلم ، والطغيان بإسم العدالة

خليل محمد سليمان
قدرنا التعيس إننا سنبدأ بملف غاية في الحزن ، والاسف علي إنسانيتنا ، وحالنا الذي يغني عن سؤالنا.
وكيل عريف محمد يوسف آدم حكمت عليه محكمة هبيلا بالإعدام في العام 2001م .
ظل في سجن كوبر قسم الإعدامات مربوط بجنازير منذ  22 سنة ، ولم يغادر ملفه القضاء العسكري ، ولم يُعرض علي المحكمة العليا حتي كتابة هذه السطور.
لدي محمد يوسف شقيقة كانت الوحيدة التي تتابع قضيته ، وتتواصل معه ، وهي بائعة شاي “ ست شاي” توفت قبل اعوام ، فأنقطع محمد يوسف عن العالم ، ولا احد يسأل عنه.
يترجى محمد يوسف ممن بيدهم سيف العدالة المبتور ان يتم إعدامه رحمةً به من الحالة النفسية حيث مكبل بالحديد لما يُقارب الربع قرن من الزمان حتي اصبحت السلاسل جزء من جسده.
تخيّل عزيزي القارئ ان ذنب محمد الوحيد انه ليس لديه من يتابع ملفه ليحث العدالة علي تنفيذ حكم الإعدام عليه..
قادر تتخيل ملف قضية إعدام يظل تحت الحديد لمدة تُعتبر بالقانون مساوية للإعدام ، ولا يزال ينتظر الإعدام؟ .
الذي نمى لعلمي ان ملف القضية به ما تخشاه إدارة القضاء العسكري ليُعرض علي المحكمة العليا التي لا يمكن ان تصادق علي الحكم إلا بعد المراجعة ، والتدقيق ، وهذا لزاماً علينا ان نتابع هذا الملف حتي نصل الي الحقيقة كاملةً غير منقوصة.
كسرة..
قادر تتخيل يا مؤمن بني آدم محكوم بالإعدام ، ومنسي ، يموت في اليوم الف مرة؟
كسرة ، ونص..
محمد يوسف آدم من ابناء الفلاتة ، اصبح وحيداً ، لا قريب ، ولا حسيب ، اعدموهو، او اطلقوا صراحه.
كسرة ، وتلاتة ارباع..
اعتقد جازماً ان الإعدام فيه رحمة لهذا الرجل من ان يُطلق صراحه ، تخيًل ان الاقدار قد قذفت بك مكانه ، وأُطلق صراحك لتخرج لدنيا لا تعرف فيها احداً ، ولا احداً يعرفك ، وفوق ذلك الحال الذي وصلت إليه بلادنا ، ونصف موتانا يقتلهم الجوع.
اخيراً..
بكيت علي حالنا ، وإنتحبت علي محمد يوسف ، والظلم الذي وقع عليه ، ولم تجف دموعي بعد كل ما اتذكر شقيقته التي غادرت دنيا محمد يوسف للتتركه تحت السلاسل ، والحديد دون ان تعرف مصيره .. عليها الف رحمة ، ونور..
لم اعد بخير .. نعم بكيت حد الالم ، والتمس العذر من محمد ان يسامحنا لأننا فرطنا في ان نحقق العدالة ، وتركنا امرنا للسابلة ، وقطاع الطرق.
كما ارجو من اولياء الدم إن وصلهم مقالي هذا ان يعفوا ، ففي العفو خير ، ولفقيدهم الرحمة ، والمغفرة ، فمحمد نال جزائه بالإعدام وهو علي قيد الحياة ، فقط يتمتع بنعمةالتنفس.
حسبي الله ، ونعم الوكيل ..

‫3 تعليقات

  1. ماقلت لينا الفلاتى قتل كم واحد وكيف كانت طريقة القتل قبل أن نتعاطف مع قاتل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..