أخبار السودان

حملة الابتزاز الديني ضد الرشيد ومولانا مفرح

صلاح شعيب
الثورة جاءت لإعلاء قيمة الضمير، وليس لحمله على النفاق. وأي إنسان حر في اعتقاده مهما كان وضعه في المجتمع. والحرية الفردية مقدمة على حرية الجماعة وإلا لصرنا قطيعا كالأبقار في الحياة. وإذا لم يكن الفرد حرا إزاء تناول قضايا مجتمعه، مهما كان الخلاف معه، فكيف إذن يكون الإصلاح في ظل الاستجابة للابتزاز السياسي، والديني، والثقافي؟. ولذلك يجب علينا جميعا أن نلتزم بشعار الثورة وإلا أفرغنا إسهاماتنا أثناء الانتقال، والانتخاب، من القدرة على التغيير. والتغيير يبدأ من الفرد. ومتى كان الشخص حرا للتعبير عن نفسه استطاع أن يغير الجميع إذا رأى أنهم بحاجة لتنوير. علينا ألا نخاف من ردود الفعل لما نكتب أو نصرح. وإذا كنا نخاف من التعبير عما يجيش في خواطرنا، أو ضمائرنا، فما جدوى الخروج من منازلنا لطلب الحرية؟.
قبل فترة خرج كتاب ونشطاء إسلاميون للتهجم على الأستاذ الرشيد سعيد لا لشئ سوى أنه انحاز لضميره وقال الحقيقة. آنذاك أكد بوصفه متحدثا باسم تجمع المهنيين أن الثورة في السودان خلافا لدول الربيع العربي قامت ضد الإسلاميين، وأنها تعني رفض الدولة الدينية. وتلك حقيقة لا يختلف حولها ثوريان عند لحظة لاعتصام، أو خارجه.
-٢-
وقبل أيام ضجت أقلام منتقدة دعوة وزير الأوقاف الجديد لعودة اليهود، والمسيحيين، الذين هاجروا ليسهموا في بناء الوطن. وقبل أسابيع تعرض مولانا إسماعيل التاج لابتزاز بعد أن رأى بعضهم ما يعني دعوته لمساواة شهادة الرجل مع المرأة. وحين راجعت مقابلته وجدته أنه لم يناد حرفيا بذلك، إذ أشار إلى أن وجود الأستاذة نيكولا في السيادي يعضد حق المرأة في حيازة هذا الموقع، ويساوي بينها وبين الرجل. وحتى إذا قال بذلك فنحن نؤيده في ضرورة مساواة حقوق المرأة بحقوق الرجل في ميادين العمل العام.
وما قاله الزميلان الرشيد، وإسماعيل، وكذلك وزير الأوقاف الجديد الذي دعا لعودة السودانيين اليهود والمسيحيين، يتعلق بأهم المحفزات للثورة، والتي لم تأت إلا لتنهي أسطورة الدولة الدينية للأبد، والتي تعشعشت في خيال الإسلاميين. وتجربتهم أثبتت بالدليل الدامغ أنهم لا هم رجال دولة، ولا نساء دين. كل الذي فعلوه هو نحر معاني الدين لصالح أفراد، وجماعات، منهم، وكذلك لصالح دول في المنطقة، والمخابرات الأجنبية. وإذا كانت ثورات تونس، وليبيا، ومصر، وسوريا، قامت ضد دولة الاستبداد، وليست ضد إسلاميين حاكمين، فإن ثورة السودان قامت أصلا ضد دولة الإسلاميين. وواقعنا أيام التظاهر، واليوم، أكد حقيقة ما قاله رشيد. وبعد لت وعجن اعترف غندور بالثورة التي واجهوها بالرصاص، والأكاذيب، والمؤامرات.
إذن ما هي الخطايا في هذه الأقوال التي تجعل بعض الأقلام تسعى لابتزاز متحدثي التجمع، ورموز المجتمع، حتى لا تكون هناك آراء فقهية، أو غير فقهية، هي ضد ايديولوجيا الحركة الإسلامية، وبعض الجماعات السلفية المتطرفة.
إن التنوير الديني الجديد هو أساس الخروج عن مأزقنا الحضاري بوصفنا شعوب يتجذر فيها الانتماء للمفاهيم الدينية. وقد بذل مفكرو النهضة دورا في هذا الاتجاه، ودفعوا ثمنا باهظا. ولا بد علينا أن ندفع هذا الثمن بدلا من الإزورار، والاستجابة، لشروط الإسلاميين في تفسير الدين، أ عدم الاختلاف مع تفسيراتهم له.
الحقيقة أن هناك أشخاصا يحاولون ترضية الجماعات المتطرفة دينيا بأن لا يواجهونها بالحقائق التي هم مقتنعون بها. وبالأقل فإنهم يرون أن الأجواء غير مهيأة لإثارة هذه الجماعات حتى لا تجد فرصة لتهييج الرأي العام.
-٣-
والحقيقة أن هذا الرأي لا يستند على ساق من المنطق. فالمتطرفون سيظلون يبتزون من نسميهم عقلانيين حتى يحققوا قدرتهم على فرض الآراء التي يقتنعون بها. وسواء احتفظ بعضنا برأيه مخافة أن يثير هذه الجماعات أو صرح به فإن هذا لا يغير في الأمر شيئا. فالمتطرف ليس بحاجة لانتظار الآخر ليحتفظ برأيه. فهو على طول الخط يضمر الرأي المضاد، أو العنف، ضد كل من لا يواليه في وجهة نظر. بل إن قناعاته أصلا تحتكر الحقيقة.
بناء الأمم يتطلب الشجاعة الفكرية، والسياسية لا المواربة في تمرير الأفكار. والاستجابة للابتزاز الديني والسياسي لن يتوقف، وإحداث التغيير ليس أمراً مجانيا. والجبن في الإفصاح عما يشغل الضمير فكريا لا يجلب إلا خيبة الأمل في الكتاب، والمفكرين، ويجعلهم منافقين. إذ يصرحون بشئ في السر، وفي العلن يأتون بشئ آخر.
ما واجهه الزميلان الرشيد وإسماعيل، وكذلك الوزير مفرح، ليس جديدا، ولن يكون آخر تضليل في مسلسل الابتزاز الديني. ولعله انتهى الزمن الذي فيه يتعرض النشطاء، والكتاب، والمفكرون، للوصم بأنهم علمانيون يريدون إسقاط النظام. ولا بد لنا الآن أن نحقق شعار “حرية، سلام، وعدالة” على الأرض، ونجابه أي ابتزاز ديني بالمزيد من الشجاعة الفكرية، وتحسين الحجة في تثبيت قناعاتنا، ودحض الأفكار السلفية ذات الصبغة المتطرفة.

‫16 تعليقات

    1. ما هو الدين وما هي السياسية الدين فيه سياسة والسياسة جزء من الدين، والفصل بينهما يعني العلمانية بمفهوم الغرب ، والعلمانية بمفهوم الغرب تعني الكفر بالدين وهذا نشأ عندهم من تسلط الكنيسة عليهم ورفضها التطور العلمي واحتكارها لكل شيء إذن الأمر بالنسبة لنا نحن المسلمون مختلف تماماً، ومن يتبعون الغرب اتباعاً أعمى دون النظر إلى الاختلاف بين الشرق والغرب، لأن الشرق يظل شرقاً والغرب يظل غرباً لاختلاف العقيدة أولاً، النصرانية لديهم محرفة واليهودية كذلك وأكثرهم بهما كافرون ينطبق عليهم ( الذين كفروا من أهل الكتاب ) فماذا ترجون منهم، فمن ينادي بالعلمانية بهذا المفهوم فليذهب إليهم ويعيش معهم في جنتهم ونرتاح من ضجيجه بالعلمانية صباحاً ومساءً هذه بلاد اسلام رضيتم أم أبيتم، وإذا كان الكيزان جاءوا باسم الدين الإسلامي ولكنهم كانوا كاذبين وهم كذلك فليس معنى ذلك أن الإسلام هو ما طبقه الكيزان فهم جاءوا باسم الإسلام والإسلام منهم براء، هل الإسلام أمر بالظلم والإفساد في الأرض فالكيزان لا علاقة لهم بالإسلام وتحميل الإسلام مساوئ الكيزان ليس من الحق

      1. الله يجزيك خيرا أيها الأريج ، فهذا هو الفهم الصحيح للدين الذي لا يمكن فصله عن الحياة ولا يمكن فصله عن السياسة ولا يمكن فصله عن الحكم إلا في حالة واحدة فقط وهي أن يكون المجتمع والدولة والسياسة التي نتحدث عنها غير مسلمة.
        أما بالنسبة للمسلمين (الذين أسلموا لله رب العالمين) فليس لهم إلا أن يقولوا لكل ما جاءهم من الله والرسول ودينهم (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) كما حكى الله تعالى عنهم:
        إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
        وقد قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) ، هذا هو منهج المسلمين ومن أراد منهج غير المسلمين فهو حر في إختياره ولكن لا يمكنه أن يفرض ذلك على المسلمين ، لا بالديمقراطية ولا بغيرها من الوسائل.

  1. اختلاف الناس مع هؤلاء الأشخاص نابع من عدد من المنطلفات، أولوياتنا اليوم هي في توفير أبسط حقوق الحياة للناس من مأكل ومشرب وملبس:
    . خيام وطعام لعشرات الالاف الذين جرفت السيول منازلهم وهم ينامون في العراء، ضبط للافتصاد وايقاف لتدهور العملة ونوفبر الخبز بالمخابز وتوفير الكهرباء التي أصبح انقطاعها أكثر من وجودها وتوفير المواصلات التي تستقطع ساعات طوال من زمن أي شخص منا وصيانة المدارس المهدمة وإعادة الدراسة للطلاب وحل مشاكل الجامعات وفتحها بعد 10 أشهر اغلاق ، واحتواء ما قيل عنه بداية تفشي للكوليرا في بعض المناطق، ومواجهة الملاريا والبعوض الذي يأكل أجساد الناس ليلا ونهار وووووو..
    تلك هي الأولويات التي يموت الناس يوميا لافتقارهم لها، وبعد توفيرها يمكن ان نناقش أولويات الأخ الرشيد واسماعيل ومفرح حول هل نساوي شهادة المرأة بالرجل أم لا وهل للدين علاقة بالدولة أم لا كما يمكننا أن نبحث عن حقوق اليهود الذين غادروا البلاد قبل خمسين وستين عاما الى بلاد الرفاهية في الغرب والشرق لنذرف عليهم الدموع حتى يعودوا لأخذ حقوقهم من تحت أنقاض المنازل التي جرفتها السول في مدن السودان النائمة في الظلام وقراه التي ينوشها البعوض القاتل والكوليرا!!!!

  2. 30 من التشوهات الدينية والهوس الديني لا تزال بين يوم وليلة , فيجب اعادة تعليم المجتمع على ماذا قام الاسلام وماهي معانيه, سواء كان الاسلاميين والجماعات التي تسمي بالسلفية هي جماعات مشوهة فكريا ولا علاقة لها بالاسلام ويعتقدون انهم يتبعون الدين الصحيح, الاسلام هو الاسلام, لا علاقة له بالاسلاميين ولا السلفيين ولا الاخوان المسلمين ولا الشيعة ولا باي شكل له معتقدات مخالفة عن الاسلام, فالناس نسيت قواعد الاسلام واصبحوا يقتلون بعضهم البعض والمصيبة انهم مسلمين, لذلك يجب اقتلاع هذا السرطان من ارضنا حتي نقوم اجيال سلمية تعرف معاني الاسلام وتحببه اليها.

    1. يعني يا الفقس أنت ترى أن دين الرشيد سعيد الذي يرفض الأديان ويقول أنها من مخلفات القرون الوسطى ، ودين القراي الذي ينكر القرآن المدني ويقول (الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسان القرن العشرين) ، ودين مولاكم الذي يخالف القرآن ويساوي بين الرجل والمرأة في الميراث والشهادة ، والدين الباحث عن عُبّاد البقر والحجر هو الدين الصحيح؟

  3. يعني هل نحنا مشاكلنا كلها اتحلت و صفرنا كل المشاكل و فضينا لقضية يهود السودان و دور المراة في الحكم و ما عارف ايه. انا من وجهة نظري القاصرة اعتبر ان الناس المزكورين في المقال اعلاه و دون الاشارة لاسماءهم بيحاولو الظهور الاعلامي بطريقة القاء القنبلة و جعل الاعلام يتحدث عن ما قالو و قد يكون بعضهم بيتوسل الي اليهود حتي يشهرونه و يدعمونه مستقبلا و الله اعلم لكن بالنسبة لي التاج نكرة و يمثل نفسه بس وزير الاعلام ده بدل تودده الي اليهود السودانيين الذين لا اعتقد انهم علي قيد الحياة كان يجب عليه ان يتحدث عن برنامجه لادارة الوزارة و محاربة الفساد و حل المشاكل و جعل المساجد تعتمد علي نفسها ماليا كما هو في العديد من مثيلاتها في دول اشرق اسيا و تنظيم عمل الدعاة و تسهيل تاهيلهم

  4. نحن سودانيون افارقه و مصنفين عند العرب عبيد علاقتنا شنو باليهود و مشكله فلسطين. بعدين اليهود ديل ما قاعدين فى المنطقه دى منذ الأزل و حتى ايام الرسول صلى الله عليه و سلم ما كان اليهود مالين المدينه و كان المسلمين بيتعاملو معاهم. واليهود هم ابناء اسحق ابن سيدنا ابراهيم من زوجته ساره.
    نحن ليس لدينا مشكله مع اليهود واليهود لديهم سفارات فى معظم الدول العربيه.
    نحن نؤيد مولانا مفرح العالم الدينى المستنير و الذى يتم معاجمته من قبل البعض بدعوى اجهاض اى محاولات لاصلاح المفهوم الدين و انهم يريدون من يقول ان لا أرى الا ماترون

    1. يا اخونا (أنا الشعب) مع إحترامي لك أقول لك: (أنت لا الشعب ولا حاجة) لأن الشعب السوداني يعلم أصله وفصله تماماً ولسان حاله قول ود حد الزين إسماعين حسن (ديل اهلي .. عرب ممزوجه بدم الزنوج الحارة ديل اهلي .. ديل قبيلتي لما ادور افصل للبدور فصلي .. اسياد روحي والاحساس وسافر في بحار شوقم زمان عقلي) ، لا عنصرية ضد العرب ولا عنصرية ضد الزنوج ، نحن شعبٌ خلاسي (خاتف لونين) . ويعلم أن قضية فلسطين ليست قضية عربية ولا قضية زنجية ، بل قضية إسلامية بامتياز ، فالأراضي المحتلة أراضي إسلامية تركها الخليفة عمر بن الخطاب والصحابة الكرام أمانة في أعناقنا بعد إستعادتها من المغتصبين الصليبيين واليهود ، ومسجد بيت المقدس أول القبلتين وثالث الحرمين ومصلى نبينا إماماً بالأنبياء ومعراجه إلى الملأ الأعلى هو ملك ومسؤولية المسلمين في كل زمان ومكان حتى قيام الساعة , ومن لا يعرف هذه الحقائق فيجب عليه تَعَلُمها وليس النجر بالباطل وبالجهل. وإليك شيء من التاريخ لتعلم الحقيقة ولا تردد أقوال المتصهينين العرب أو العنصريين ضد العرب أو أصحاب الإسلاموفوبيا:
      كذلك نحب أن نشير هنا أنه قد اتفق المؤرخون عن أول من سكن أرض فلسطين هم قبائل عربية تسمى ب”الكنعانيين” وهذه القبائل هم أول من سكنوا البيت المقدس باتفاق جميع المؤرخين . وهنا نقف وقفة تأمل في أحقية أرض فلسطين , هل هي أرض اليهود كما يزعمون أم أنها ملك للعرب وفقا للتاريخ والمؤرخين المشهود لهم بالثقة ؟ نعم , إن أول من سكن أرض فلسطين كانو هم العرب الذين إنتقلوا من جزيرة العرب إلى فلسطين , وليس اليهود كما يدعون . وبجانب الكنعانيين كانت هنالك قبيلة عربية أخرى قد سكنوا فلسطين وهم قبيلة اليبيسيون , وهذه القبيلة قد تفرقت بين العراق وفلسطين وانتقل منهم كذلك بلاد مصر . هذه القبائل ( الكنعانيون واليبيسيون ) هي أول من سكنت بلاد القدس . وكذلك فإن قبائل الكنعانيين قد ذكروا في الكتب السماوية ( التوراة والإنجيل ) على أنهم هم أول من سكن بيت المقدس وليس اليهود كما يعتقد بعض الناس . وفي هذه المرحلة القديمة من التاريخ لم يذكر اليهود أبدا في أرض فلسطين الطاهرة , فأين كانوا في هذه المرحلة ؟ وكيف دخلوا فلسطين ؟ وكما ذكرنا سابقا بأن أرض فلسطين كانت تسمى بأرض الكنعانيين , وليس لليهود أي أثر في هذا المرحلة من التاريخ , وبالتالي ليس لهم أي أحقية في المكوث فيها والزعم بأنها أرضهم أو أرض أبائهم وأجدادهم .
      تحياتي،،،

  5. ا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)

  6. لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)

    1. أخوي التاج ، هذه الآية 8 من سورة الممتحنة ولا يختلف معك أحدٌ في معناها ، فالمسلمون قديماً وحديثاً وحتى قيام الساعة يساكنون ويتزاوجون ويتاجرون ويتعاملون مع أهل الكتاب ويفعلون نفس الشيء من غير أهل الكتاب من أهل الملل والنحل والأرواحيين ـ عدا الزواج طبعا ـ لأن الإسلام دين السلام والمرحمة و لا يقابل المسالمين من أهل العقائد الأخرى إلا بالتي هي أحسن أي بسلام افضل من سلامهم ، ولم يحدث لا في زمن الكيزان ولا قبلهم ولا بعدهم أن تم إضطهاد غير المسلمين ، وأذكر في زمن الصادق المهدي حينما قام التجمعيون بتجميد أحكام الشريعة الإسلام (بزعم أنها تضطهد غير المسلمين) .. قام لصوص بسرقة بيت أحد الأقباط في أم درمان وطعنوه بحربة ..فلما أجريت معه مقابلة صحفيه وسأله الصحفي في ختام اللقاء عن أمنيته ، قال : “أمنيتي أن يعاد تطبيق الشريعة الإسلامية ، فقد كنا في أمان من أمثال هؤلاء” ، وهذا هو قول الله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ), فما قصدته بإيراد هذه الآية لا خلاف فيها بين المسلمين ، ولم ينتهك المسلمون حق غيرهم إلا من لا يفهم الإسلام منهم وهم ليسوا حجة على الإسلام.
      ولكن كان ينبغي عليك إيراد الآية التالية من نفس السورة أي الآية التاسعة من سورة الممتحنة والتي تقول:
      (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). وذلك ليكتمل المعنى ويعلم الجاهلون أن فلسطين وبيت المقدس قضية إسلامية بامتياز ولا علاقة لها بالعروبة ولا بالزنوجة إلا عند العروبيين الجاهلين أو الذين يبغضون الدين الإسلامي أو من يجهلونه.
      تحياتي

  7. قولك أن “ثورة السودان قامت أصلا ضد دولة الإسلاميين” غير صحيح إطلاقاً ولم تكن هناك دولة إسلاميين قائمة وإنما كانت دولة الكيزان أو المؤتمر الوطني الذين اتخذوا من الدين مظلة لتحقيق مآربهم، الكيزان لم يكن لهم علاقة بصحيح الإسلام ولا بروحه، قارن بين فسادهم ونهبهم وسرقاتهم وجميع سلوكياتهم فى الحكم وبين صحيح الإسلام، لن تجد وجهاً للمقارنة كما ستجد أن الاسلام ضد جميع ما قاموا به من فساد وسرقة واعتداء على أعراض الناس وأملاكهم، وباختصار الاسلام ضد جميع تصرفات وسلوكيات الكيزان، وبالتالي فإن كل ما أفعال الكيزان حجة عليهم وليس على الإسلام.
    فلا ينبغي للناس أن يتخذوا من أفعال الكيزان والمؤتمر الوطني حجة لخلط الأشياء والهجوم على الإسلام، الإسلام تعاليمه راقية وهي مطبقة اليوم فى الدول الغربية بدون إسلام وكان نحن أولى بتطبيقها منهم.

  8. أسرف الأستاذ شعيب في الحديث عن أشياء غير موجودة، فالمجموعة التي يتحدث عنها قد مارست حريتها في التعبير بآرائها المختلفة دون أن تكمم افواهها أو يُلقى بها في بيوت أشباح، وتم مقابلة تلك الآراء بآراء مضادة وهي ايضا تأتي في اطار حرية التعبير، والأستاذ شعيب نفسه يمارس حريته ويصف تلك الآراء المضادة بالابتزاز … فالكل مارس حقه في التعبير دونما يُقابل بأساليب التعذيب، فأين المشكلة؟ … هناك التزام بشعار الثورة طالما المواطن له حرية التعبير بالرأي مع أو ضد أو رأي جديد، وحكومة الثورة التي في بداية الطريق، ستؤسس لبسط الحريات وإلغاء القوانين المقيدة لها. الآن لا يوجد حجر على حرية الرأي ولكن ليست بالضرورة أن تتم القناعة بكل ما يُسمى رأيا.

    يقول الأستاذ شعيب أن قيام الثورة ضد الإسلاميين معناه رفض الدولة الدينية ووصف ذلك بالحقيقة التي لا يختلف حولها ثوريان عند لحظة الاعتصام، أو خارجه. هذا رأي الأستاذ شعيب وما ذكره تعميما عن الثوار يأتي في اطار الحشد الإنشائي للفكرة …. من جانبي كنت داخل الاعتصام وأحيانا خارجه ولكن ليست بغرض رفض دولة دينية، بل رفض حكومة البشير الشمولية التي انقلبت على نظام ديمقراطي ثم فسدت في الحكم. فالفساد كان في الكيزان أنفسهم وقل نصيرهم حتى من المتعاطفين معهم، وساعد ذلك على نجاح الثورة ولكن الفساد ليست في الدين الإسلامي. من ثم لا بد من أن نفرز فرزا منهجيا بين (دين) مطلقا دون تقييد بصفة و(دين إسلامي)، فالأديان مختلفة ومتعددة، فأي دين يقصده الأستاذ شعيب؟ لا بد من ضبط المصطلح وتسمية الأشياء باسمائها لتتضح فكرة صاحبها. فثورة السودان لا يجب أن نفرغها من محتواها الحقيقي ونقول أنها انفجرت ضد الدين الإسلامي أو دين آخر. ساحة الاعتصام كانت مليئة بالمولانات والطرق الصوفية وطلاب الخلاوي وغيرهم، وصلاة الجمعة كانت من أيكونات الثورة في ميدان الاعتصام، واليساريين رغم مفهوم العامة (الخاطيء) تجاههم، لم يقولوا بأن الثورة قامت ضد (الدين الإسلامي)، بل الحزب الشيوعي دعا لإقامة صلاة العيد في ميدان الاعتصام ووجدت دعوته ترحيبا. لذلك فالأستاذ شعيب يفرغ الثورة من محتواها عندما يُفسر رفض السودانيين للكيزان هو رفض للدين الإسلامي … هل الإسلام من (تأليف) حسن الترابي ونافع وغندور؟ وهل من تم زجهم في كوبر الآن، كان بسبب إسلامهم أم فسادهم؟

    واعتقد أن الاختلاف مع الرشيد وإسماعيل والسيد الوزير مفرح، ليست بسبب أحاديثهم الخالية تماما من الأفكار، إنما الاختلاف معهم في تعبيرهم باسم المؤسسات التي يمثلونها. فلا يمكن أن يتحدث مولانا إسماعيل عن آرائه الخاصة باسم تجمع المهنيين وكذلك الرشيد وكذلك السيد الوزير. هؤلاء الثلاثة خالفوا منهج الثورة بخروجهم عن مؤسسية العمل تحت ما يعتبره الأستاذ شعيب حرية فردية … وهذه المخالفة تؤكد أنهم ليست أهلا للمناصب التي تم تكليفهم بها طالما في أذهانهم أن على المكلف بالوظيفة، إدارتها بآرائه الخاصة وهذا يقع تحت طائلة استخدام الوظيفة للصالح الخاص، فلا بد من محاصرة هذا الاتجاه ومحاصرة التشريعات الداعية لانتشاره و(تمكينه) … فالثورة مع مؤسسية العمل والحرية الفردية تمارس من خلال المؤسسات ليتم نقاش القضايا بشكل مؤسسي يفضي إلى النهوض بالمجتمع … من كل ذلك، شعارات الثورة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال مؤسسية العمل، الشيء الذي كان غائبا تماما في العهد المظلم.

  9. في هذا الصدد نجد أن الثورة التونسية على سبيل المثال أكثر حسما لاهدافها و مبادئها من الثورة السودانية التي تزال عرضة للابتزاز و التهديد من فلول النظام البائد بوصف أهدافها للتغيير بالكفر والالحاد, بينما في تونس لم يتجرأ اسلاميها على ممارسة تلك الأساليب لقوة التيار العلمانى المتجذرة في المجتمع التونسى , لذا ظل اسلاميو تونس حذرين ولم يركنوا للمواجهات مع تلك القوى التي يعلمون مدى تأصلها في المجتمع التونسى , رغم أن الإسلاميين كانت لهم الغلبة في أول انتخابات ديمقراطية الا أنهم لم يستطيعوا أن يفرضوا أجندتهم بل انسحبوا من المشهد السياسى برمته لادراكهم صعوبة تطبيق تلك الاجندة على المجتمع التونسى المستنير و أنه عاجلا أو آجلا سيجدون أنفسهم في مواجهة مع تلك القوى التي لديها المقدرة في تحريك ثورة ثانية ضدهم كما حدث في مصر وسيخسرون كل شيء.

  10. هذا الوزير عندو شطحات تصريحاته عايمة يفتح الباب لاسحاق وجماعتو ينقو لينا في راسنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..