رد على طروحات د. عبد الوهاب الأفندي

صلاح شعيب

تنطرح بين الفينة والأخرى أسئلة عن تعثر الخلاص من إرث الإنقاذ جملة وتفصيلا، أو عن أسباب بقاء هذا النموذج من التفسير الإسلامي طوال عقدين من الزمان ويزيد. وهذه الأسئلة السياسية ضرورية، ومثيرة للتأمل. ولكن تختلف الإجابات عند اختلاف زوايا النظر، ومناهج التحليل، والأجندة وراء المتحدث أو المتحدثين والمتحدثات، وكذا تتباين الإجابات بتباين آيديولوجيا المجيب على السؤال، وهلمجرا. ولا مشاحة في كل ذلك فالحديث عن المواضيع السياسية حديث اختلاف بنوع ومقدار، وليس هو التوافق، مجمله، على حسابات رياضية، أو فيزيائية.

ولكن مهما اختلف المختلفون، أو اتفق المتفقون على أسباب عدم سقوط أو بقاء الإنقاذ لفترة أطول مما توقعنا، فلن يختلف أهل العلم السياسي على أنه ليس هناك في التاريخ دولة توتاليتارية واحدة استطاعت أن تستمر على حساب رغبة البشرية في الحرية.

ومن هذه الزاوية تظل عزيمة الراغبين في الخلاص من استبداد الإنقاذ، وغيرها، أكثر عقلانية وستصل إلى مشارف التحقيق، طال الزمن، أم قصر. فالرهان على الوعي بالتاريخ بأن أنتاج الشمولية يحمل بذرة فنائه، و قبيح بكل أشكاله، هو الذي يحكم موقفنا من الشموليات عموما، وليس من ضحاياها الذين يتم تحميلهم أسباب العزل والانعزال السياسي.

فالدكتور عبد الوهاب الأفندي، وبالمقاييس الأكاديمية هو أستاذنا في العلوم السياسية لحيازته على فرص علمية، وفرص تجريب وتدريس في مجال يتعلق بساس يسوس، يدرك قبلنا أن التاريخ السياسي القبيح للمعارضة، أي معارضة، سلمية كانت أم عسكرية، ما هو إلا أثر يخفي تاريخا من الضيم المجتمعي. ويدرك الدكتور أيضا أن معارضة السلاح هي نتيجة حتمية لتوظيف الحركة الإسلامية لأسلحة “المظلات والمدرعات” للوصول إلى سدة الحكم، وأكثر من ذلك يدرك أن هذه المعارضة سببها غياب فرص الحوار السياسي الصحي الذي تسأل الحكومة عنه.

ولذلك، بعيدا عن قانون العلة والسبب، ومقولات الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، و”التسوي كريت في القرض تلقاهو في جلدا”، فإن مقالة الدكتور الأولى التي ناقش عبرها مواقف المعارضة السلمية والمسلحة لم تقنعنا أن المعارضة مسبب، جدير بالنظر، لهذا الاعتزال الذي لوح بكرته. فعوضا عن أن يكون جرم السلطة التي ما وطأت أقدام مؤيديها مرفقا إلا ودمروه سببا عظيما للتنحي إلا أن الكاتب، على طريقة رمتني بدائها وانسلت، أراد العكس. والدكتور يعلم أنها السلطة التي لم تتح فرصة إسهام في البناء الوطني للمعارضين ما اضطرتهم إلى تفجير أنابيب البترول، والتفكير في الاغتيالات السياسية، وتقديم التنازلات للأجنبي، وأخيرا سجود بعض رموزها لغول الدولة الإسلاموي، وغيرها من تجارب المعارضة المركزية، والتي مهما سدرت في الفشل لا يمكن أن نوازي فشلها بفشل وجرائم المتنفذين في الدولة.

وإن كان الدكتور قد صب جام غضبه، وجامعه، على كل المعارضة فذلك أمر ينبغي أن يعيد النظر فيه. فاستخدام شباب المعارضة للعنف اللفظي إزاء كتاباته ورموز الحكومة وسياساتها، هو سلاح الضعيف الذي تحاول به المعارضة رد الصاع صاعين لمثالب العمل السياسي للحكومة، والذي في أصله قد استخدم كل سلوك مناف للدين وقيم البشرية وجربه على رؤوس الأشهاد.

ولسنا هنا في حاجة إلى التذكير بذلك السلوك في معرض البحث عن أرضية مشتركة للحوار مع الدكتور المعارض وإنما لحمله على مراجعة تفكيره بأن أهل العلم السياسي لا يهددون بأن الاعتزال أمام أيامهم المقبلة، خصوصا عند الحاجة القصوى إليهم. فهم الذين ينيرون، في ظروف العتمة، الطريق بأفكارهم التي يصبرون على تشريحها للناس. وهم كذلك، بسابق فهمهم الدارس لطبيعة بنية التفكير السياسي للمجتمع، يتطلعون بصبر العلماء إلى فحص مشاكل المجتمع من أجل التوصل إلى روشتات سياسية، مهما كلف ذلك من مشقة.

وحين ينسحب علماء السياسة عن محفل بلادهم السياسي المهدد بالفناء، فما هو التصرف الذي يستهدي به المنتج الزراعي الذي حرقت أراضيه، أو التاجر الذي أفلس بفساد المتنفذين في الدولة وقوانينها، والصحافي الذي سجن وشرد وعذب، وموظف الخدمة المدنية الذي صار خادما مطيعا للنادي الانتهازي السياسي، وماذا يقول الضابط الذي يحركه قائد الدفاع الشعبي في المعركة، وعالما الاجتماع والسياسة اللذان أهانتهما السلطة ومنعتهما من الرجوع إلى بلدهما، ناهيك عن المنع من العمل في حجرات الدرس الجامعي؟.

لقد ظللت قارئا جيدا للدكتور الأفندي منذ صدور كتابه الأول في التسعينات، والذي من خلاله استشعر، قبل غيره من الإسلاميين، خطورة سريان تجربة أسلمة الدولة. ومنذ ذلك الحين ظل كاتبا راتبا في صحيفة القدس اللندنية، حيث تتعدد مساهماته حول الشأنين السودان والإقليمي، متلمسا الحكمة وفق مرجعيته الإسلاموية لفهم ظواهر السياسي الإسلامي. وفي السنين الأخيرة خلق بينه وزملاء فكرته النافذين سدا منيعا من عدم التوافق معهم وهم يقودون سفينة البلاد في ظل أمواج عاتية صنعوها هم ذاتهم، وتحاصر الآن قبالتهم وأدبارهم. وللحق وقفنا على الكثير من كتاباته الناقدة للتجربة بينما ظلت مراجعة المنهج الذي قاد إليها غائبة.

ولعل هذه هي نقطة ضعف عدد من الإسلاميين الذين ما يزالون يمشون كل الخطوات لمجابهة النظام بينما لا يلتفتون إلى الوراء لمراجعة الفكرة الإسلاموية، أو بالقليل تأملها. وإن لم يكن التشكيك في هذه الفكرة من حيث فشلها التام ممكنا، فإرجاع البصر كرتين إلى الطبيعة التي تكمن فيها أسباب هذا التطبيق السيئ للإسلام ممكن بسهولة، وهو تطبيق نتج، لا بد، عن تفسير ضال وعضال للمعتقد ومواريثه. بل ومظهره بأنه الأسوأ في تجارب تطبيق الأفكار العقدية منذ بدء الخليقة.

وضمن كل الكتابات التي توقفنا عند آثارها للدكتور الأفندي والناقمين على التنظيم من زملائه ظلت الثيما الأساسية في معارضتهم هي الشكوى من الطريقة التي سارت عليها قيادات الحركة الإسلامية في توطين المنهج الإسلاموي. وهكذا يبدو أن جوهر اختلافهم مع الزمالة القديمة في تكتيك العمل السياسي الإسلاموي وليس في تكنيكه الفكري.

وربما من هنا ظلت الثقة غائبة في الدكتور الأفندي وزملائه المنشقين وبالتالي صار صعبا، وهم يسيرون جنبا إلى جنب معنا للمطالبة بتغيير النظام تصديق نواياهم حتى إذا تجاوز الناس في الوقت الحالي مسألة تبرئتهم من الاستنفاع من تجربة الشمولية، أو ارتكاب الإجرام خلال عملهم في الدولة. كما أن الدكتور الأفندي ظل يغذي هذا التشكيك في نوايا الإسلاميين المنشقين من التنظيم، فهو في مقالاته الغاضبة الأخيرة ركز على تفهيم الناس أن المعارضة التي يعول عليها هي معارضة الإسلاميين الوحيدين في فسيفساء التجربة الراهنة للمعارضة، ولذلك ترجاها ألا تقدم على تغيير النظام. والدكتور الأفندي يغض الطرف هنا عن نضالات عقدين ضد الاستبداد، وهي التي أثمرت ما يركز الأفندي على نقده بحدة أكثر من حدته تجاه الإصلاحيين أنفسهم، والذين بدأوا معارضتهم بعد الساعة الخامسة وعشرين. ولعل الأفندي وهو يعول على هذا النوع من المعارضة التي تنوي فقط ترميم تجربة التمكين الفكري والاقتصادي والاجتماعي، وغيره، يدرك إنها صامت عن الكلام المباح بينما عوامل الحرب، والفساد، وبيوت الأشباح، وتحطيم المؤسسات القومية، والاثنية تنخر في عظم البلاد.

ولا أظن أن أدوات التحليل قد قصرت لعالمنا السياسي الذي لم ير عند “المعارضات” الأخرى مشاريع مكتوبة لمعالجة التركة الإسلاموية. فهو إن كان قد قنع بأن لا خير في المعارضة العسكرية فلا بد أنه يعرف حجم هذه المعارضات السلمية الأخرى، والتي حتما لا تقتصر على شباب وشابات الانترنت أو الأحزاب التقليدية. فالمعارضة الآن ألوان طيف شتى. تبدأ من غالب بيوت الأهل في السودان التي فقدت التوازن في تدبير متطلبات المعيشة، إلى منظمات المجتمع المدني المكبوت صوتها، وآخرها مركز الدراسات السودانية الذي أسسه الدكتور حيدر إبراهيم، مرورا بمعارضة غالب الذين يشكلون القوات النظامية من جنود، وليس من بينهم أعضاء في الحركة التي احتكرت الكلية الحربية. وهناك معارضة طيف واسع من السودانيين المستقلين في كافة مجالات الحياة وهم غير منظمين سياسيا. هذا فضلا عن المهاجرين الذين أجبروا على الخروج من ديارهم بحثا عن ملاذ حياة يعيشون فيه بكرامة. وإن أردنا الإضافة لأضفنا علاقات السودان الإقليمية، والقارية، والدولية السياسية، والتي هي في خاتم المطاف تشكل معارضة فاعلة لتوجهات النظام خارجيا، وتعسر عليه داخليا. وينبغي الإشارة إلى أن الدولة الشقيقة حقا، والتي خرجت من رحم فشل المنهج الإسلاموي، تعارض النظام الآن أشد المعارضة وتتعاطف مع كل معارضيه.

كل هذه المعارضات منظور تأثيرها السالب على النظام، وآيديلوجياً يمكن لعالمنا السياسي الذي يدرس في أرقى الجامعات البريطانية أن يختصر بتفكير آيديولوجي المعارضة في الإصلاحيين الإسلاميين ويأمل فيهم خيرا. ولكن لا يمكن علميا رصد أقنوم المعارضة إلا عبر منهج النظر العلمي الذي لا يقلل من قيمة معارضة الجمهوريين والمزارعين معا.

إن شباب الإصلاح السياسي الذين يأمل فيهم الأفندي النجاح يحتاجون إلى إصلاح الفكرة الإسلاموية أولا، والتي لا يمكن تبرئة محفزاتها العقلانية وإدانة حرث معتنقيها. وأول الأسئلة هو ما الجديد في ما قرأناه للإصلاحيين الإسلاميين، ومن الذي يقنعنا بجدواه حتى لا نورد موارد التهلكة ثانية؟. بل إلى أي مدى يتسامحون مع مكونات المعارضة وصولا إلى إصلاح حقيقي للدولة المركزية إذا تعذر إصلاحهم الديني الشرط، أم أن الإصلاح الذي يستبطنون معناه هو احلال قيادات بأخرى من أجل تقديم تجربة جديدة لعلاقة الدين بالدولة، وبالتالي تغيب معرفتهم، ثانية، بمكونات الشعب السوداني الذي فشلت الفكرة الإسلاموية في إخضاعه للتنميط السياسي والديني الأحادي؟ ثم ما هي الفضيلة الإسلامية التي يمكن أن يقدمها الاصلاحيون الإسلاميون لرد المظالم التي نجمت في ملابسات إنفاذ المنهج الإسلاموي، وأين هو نقدهم لحجم الحريات الشحيح الذي قبلوا به آنذاك في بلد تتعدد مذهبياته وطرائق تفكيره الثقافي، والآيديولوجي، والديني؟.

الحقيقة أن لا كتابات الدكتور الأفندي ولا كتابات بقية زملائه عن الوضع القائم يمكن أن تضيف شيئا جديدا للإصلاح السياسي الذي تتوقعه هكذا بلا نقد عقلاني لجملة ما تضمنه المشروع الإسلاموي من وسائل وغايات. فلا إصلاح حقيقي يأتي من خارج حيز التفكير الإسلاموي التي قدم لنا المكسب الفئوي قبل الجمعي، وقد لاحظنا ذلك، والإصلاحيون والأفندي معنا، طوال مراحل تطبيق تجربة المشروع الحضاري كيف أن الدين صار خادما لخدامه وليس لكل الذين نزل عليهم. ثم إن مقالة الأفندي الأخيرة تقيم الخصام مع المكونات السياسية التي خلقها النظام بعدائه المستفز لها دون تفهم أسباب نشوئها، وهي مكونات أساسية، بل وأصبحت جزءً من المعادلة السياسية على الأرض. وألم تستأنس هذه المكونات عبر اتقاقيات من ضمنها نيفاشا والدوحة، وهل انتفت الحاجة إلى التوصل إلى تفاهمات سياسية معها ما دام أنها تستنزف الحكومة المركزية وتفشل خططها في التنمية الاجتماعية، إن وجدت؟.

وعلى هذا الأساس لا نرى إمكانية للإصلاحيين الاسلالاميين، إن صدقوا في نواياهم، في إصلاح الممارسة الدينية. بل وربما يقودون المسلمين السودانيين، وغير المسلمين، من خلال نظرتهم الفئوية تلك للمشكل السوداني، إلى الإفقار التام والاحتراب الشامل الذي يحيل نهار البلاد إلى ليل في حال تمكنهم من إبدال طاقم الدولة الحالي بطاقمهم النائم في حضنها بهدف تقديم نسخة محدثة من المشروع الحضاري.

في الواقع أن حاجتنا إلى الأفندي كاتبا منتظما في شؤون المضمار السياسي كبيرة. وعسى عيشه في الغرب والاستنفاع بعلمه ومناخ تسامحه قد يلهمه يوما فرصة لإعادة النظر في الإسلاموية التي تضيع حقوق الفرد وتفسد الدولة. فما يخلق التصالح والاتساق بين ذاته الأكاديمية وواقعه مجتمعه المزري هو أن يكشف الغمة ويقود الأمة إلى تحقيق مجتمع يمارس الفصل وسط مؤسساته الدستورية ضبطا لتغولات النفس البشرية التي يردعها القانون أكثر من الله.

ولعل الدكتور يدرك أن الإسلام السياسي الإصلاحي الذي يعول عليه لا يملك إلا السير في التخليط وسط هذه السلطات وإفراغها من محتواها بحيث أن يكون الشيخ أو المرشد هو الآمر الناهي في ردهات السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية.
فضلا عن كل هذا فإن الدكتور، وهو يصدر من موقع عالم السياسة، بحاجة إلى أن يرينا فحصه المدرسي للمقدمات الفكرية التي قادت إلى النتائج الملموسة لفكرة الأسلمة السياسية. وهو ذاته الدكتور العالم الذي يرى تخبط الإسلام السياسي في أقاليم العالم الإسلامي والذي يضرب بنية نسيج المجتمع سواء في افغانستان، أو أيران، أو تونس، أو مصر، أو الصومال، لصالح سيطرته الفئوية. وإذا كان فشل التطبيق الإسلاموي في السودان مرده الي مقولة أن البشر خطاؤون وأن الفكر صائبة، فهل ينطبق الأمر على هذه الأقاليم الإسلامية الأخرى، أم أن الفكرة مسؤولة عن كل هذا التوهان السياسي؟

إن مراجعات وتساؤلات مثل هذه من الدكتور الأفندي والناقمين من الإسلامين على وضع النهج الإسلاموي الذي جرب في السودان ومناطق أخرى ستكون إضافة للتفكير الإسلاموي وتمنحهم مصداقية أكثر حين نقرأ مراجعاتهم للتطبيق. وأرجو ألا تفهم مطالبتنا الإسلاميين مراجعة أفكارهم بأنها الدفع القسري، وما ينبغي ذلك، إلى التخلي عن فكرة الإسلام السياسي بالضرورة. فقط إننا نريد أن نفهم إن كانوا مصرين على أن العلة كل العلة في مطامع بعضهم وليس في تفسيرهم للكتاب، والسنة، ومواريث السلف الصالح.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الفرق بين كل الاصلاحيين سوي في المعارضة او داخل الحزب الحاكم وبعض المتنفذين في الحكومة هو ان التنفيذيين عملاء لدولة اجنبية وهدفهم تقسيم السودان ولذا مرحبا بكل من يعارض هؤلاء ونري في من هم داخل النظام قوة اكثر من غيرهم وذلك اما لاضعافهم الجانب الحكومي او قدرتهم علي العمل المعارض وهم في ثوب الحكومة ولذا فان فكرة الافندي هي الاقوي _ القضية الان ليست قضية حركة اسلامية او علمانية بل قضية عملاء وبيع وطن_

  2. Intriguing& fascinating this article. I do believe the writer has exerted quite an efforts in it, I sincerely hope what so called Islamist will do read this article and to try to comprehends what is written between the lines? (I doubted very much). Once again well-done, and keep the good work up??

  3. لا فض فوك الاستاذ صلاح شعيب
    مقال فى غاية الروعة، لا بغرض هزيمة الاخر او افحامه و انما تحفيزه على فتح مسارات للتفكير العقلانى فى الشان السودانى المتشعب، و عدم الياس و القنوط فى ايجاد المخارج مما تسير اليه اوضاع السودان الان، ما اعجبنى اكثر (اننا!) كقوة معارضة يقع علينا ايضا عبء فتح قنوات حوار فكرى مع مجموعات الانقاذ التى توصلت الى فشل تجربتهم و الماسى التى قادت اليها البلاد و العباد بما يحقق انتقال عقلانى سلمى يساهم فيه الجميع بمسؤلية دون ان يعنى ذلك اعفاء لاى احد من اى مسؤلية جنائية او سياسية ارتكبها فى حق الوطن.
    دمت بالف خير استاذ صلاح
    مع ودى

  4. الافندي انسان منفصم الشخصيه .. يعيش في الغرب وينعم بالحريه ويدافع عن ممارسات نظام طالبان في السودان
    من جلد وقتل وتعذيب في بيوت الاشباح واغتصابات ! هل ننتظر اصلاح من شخص لم يتعلم من وجوده في الغرب مامعني الحريه والديمقراطيه؟
    هل ننتظر الاصلاح من شخص يعيش في لندن ويسمع في اخبار البي بي سي ان الانجليز اصبحوا اقليه في عاصمتهم ! ولم يجد من يطرده ومن معه ممن غزو لندن من الاجانب بحجة المحافظة علي العرق الانجليزي ! كما يفعل اخوانه في الاسلامويه حين قاموا بفصل الجنوب حتي يظل العرق ( العروبي) نقيا طاهرا من اي رجس .. ولانسمع للافندي صوتا معارضا لمايفعله اخوانه الاسلامويون؟
    هل ننتظر اصلاحا ممن لم يعارض فكرة الانقلاب علي الديمقراطيه وهو ينعم بها في عاصمة الضباب ليجرب في ارانب السودان فكرة اسلمة الدوله والمشروع الحضاري دون التفكير في العواقب ؟
    هل ننتظر اصلاحا ممن لايريد اصلاح فكره وحزبه قبل اصلاحنا ؟ هل يتجرأ الافندي وينتقد سيده ومرشده الترابي ويواجهه بان اخطاءه كانت كارثيه علي البلاد والعباد قبل ان تكون كذلك علي حزبهم
    هل يجرؤ هؤلاء الاصلاحيون علي مطالبة الترابي بالتنحي .. ان ارادوا اقناعنا بانهم اصلاحيون وليس ضحكا علي الدقون ..
    لسنا مجبرون علي القبول بالافندي وغيره ممن يدعون الاصلاح بعد خراب سوبا .. لاننا لم نسمع لهم قبل خراب سوبا صوتا .. لذا مزبلة التاريخ هي خير وعاء للافندي والترابي ومن لف لفيفهم
    فلسنا ممن يحبزون تجريب المجرب .. بل نحن اهل تجديد واصاحب تطلعات لغد افضل خالٍ من الاسلامويون وتجار الدين
    شئ اخير
    العنف اللفظي يا افندي هو ماتعلمناه من جريدة الرايه والوان لصاحبها المخنث حسين خج .. هل نذكرك ب .. المستيكاني ودرق سيدو وابوكلام وهلم جرا
    فهذه بضاعتكم ردت اليكم .. فلاتلومونا ولكن لوموا انفسكم ومنهجكم وحزبكم
    ولن يبكي عليك السودان ولاشعبه ان اعتزلت .. لانه لم يجدك حين تألم

  5. الاستاذ شعيب دائما هو كاشف عورات المتسترين من سدنة النظام ، منهم الافندي الشخص الذي هو بدنيا ضد النظام لكنه فكريا معها.
    الملاحظ ان افندي وهو فعلا افندي الانقاذ يرتدي عمامة المثقف الذي
    ينادل ضد النظام الذي يتغذي من افاره هو شخصيا، لا فرق بين الافندي والمسمى بالنافع فقط انه مقيم في بلاد الحرية ولايفهمه

  6. مجتمع يمارس الفصل وسط مؤسساته الدستورية ضبطا لتغولات النفس البشرية التي يردعها القانون أكثر من الله.”
    “وإذا كان فشل التطبيق الإسلاموي في السودان مرده الي مقولة أن البشر خطاؤون وأن الفكرة صائبة، فهل ينطبق الأمر على هذه الأقاليم الإسلامية الأخرى، أم أن الفكرة مسؤولة عن كل هذا التوهان السياسي؟ ”
    شكرًا أخي صلاح علي الشموع التي تضيئها في العتمة.

    الفكرة براقة عن بعد وكل ما اقتربت منها انخفض بريقها….الفكرة محببة وجميلة وكلنا نتوق اليها …ولكنها عامة وفاقدةً التفاصيل المهمة للتطبيق علي ارض الواقع وهذا سبب التوهان من ايران الي السودان!
    الإسلام لا يملك نظام سياسي واضح المعالم وممكن التطبيق في الدولة الحديثة …. هل رئيس الجمهورية هو الخليفة ؟
    الإسلام لا يملك ولم يتطور نظاماً مصرفياً واضح ومتكامل التفاصيل ( مع احترامي للمحاولات الجارية) للدولة الحديثة بدليل السعودية منبع الإسلام مازالت تتعامل بنظام الفائدة !
    وماهي حكومتنا تتعامل معه برغم تعالي أصوات بعض نواب برلمانا بالرفض ….وهاهو وزير اقتصادنا يبشرنا رغماً عنهم بالقرض الصيني الربوي الذي سوف يوقف انهيار الجنيه
    التجربة التركية وفكرتها او تفسيرها للاسلام …نجحت لانها تفادت هذا التوهان بقبولها العلمانية بينما الذين رفضوها في السودان وإيران تخبطوا وغرقوا في وحل التفاصيل ….
    علي السودانيون أن أرادوا الخروج من هذه المتاهة أن يعلموا أن الله لا يكلف نفس الا وسعها ويقبلوا بالنظام العلماني ولو الي حين حتي يتسني لعلماء المسلمين ( وبالتدرج ) وضع كل التفاصيل المهمة لدولة الشريعة وكفانا سياسة التجربة والخطأ التي لا تؤدي سوي لمزيد من التوهان
    لابد من الشجاعة ….. فالاتراك ليس اشجع اواكثراً إيماناً منا ….. فهم يزيدون الإسلام منعة وقبولاً ونحن توهان ونفوراً منا لاي ناظر إلينا.

    والله من وراء القصد….

  7. الاستاذ شعيب
    الذي اعرفه عن د. عبدالوهاب الافندي هو انه متخصص دراسات اسلامية ( ماجستير في الفلسفة عن الماركسية و دكتوراة عن الحركة الاسلامية السودانية ، وهو خريج فلسفة ) و لذلك هو ليس يمتخصص في العلوم السياسية، وو تكمن مشكلة الافندي في انه درس و اشتغل معرفيا لتقوية ايديولوجيته الاسلامية و عمل نفسه علي انفاذ افكارها في سفارة السودان بلندن و لذلك هي يعمل من أجل استمرار الاسلام السياسي بالسودان، فسقوط هذا المشروع يعني سقوط افكاره و كل مكتسبات معارفه.. وهو يمثل حالة علماء الاقتصاد و الاجتماع الشيوعيون الذي شهدوا سقوط الاتحاد السوفيتي. فلا يمكن لعبدالوهاب الافندي ان يقف متكتف اليد وهو يري تهاوي افكاره، و لذلك جل اهتمامه هو الاستفادة من التجربة الروسية و استحداث بديل ، علي قاعدة الذي يحدث بالسودان ليس فكر الصادق من الاسلاميين و قناعة الشعب السوداني هي كل الاسلاميين سواء ….

  8. خليهو يعتزل ما في زول داير فكرو ولا كتابتو .السودان داير ناس مخلصين قلبهم علي البلد مش افندي لندن وفكرو.مافي كوز واحد قلبو علي البلد.اعتزال الافندي اول نصر لنا نحن شباب النت .الف الف مبروك ياشباب ولنستمر حتي يزول كل الكيزان .الله اكبر الله اكبر

  9. معلومة اولا: قلت (فالدكتور عبد الوهاب الأفندي، وبالمقاييس الأكاديمية هو أستاذنا في العلوم السياسية لحيازته على فرص علمية، وفرص تجريب وتدريس في مجال يتعلق بساس يسو) واضفت (ومنذ ذلك الحين ظل كاتبا راتبا في صحيفة القدس اللندنية)
    د عبد الوهاب الافندي ليس كاتب رآي فقط فهو اول محرر مجلة تهتم بالشأن العربي باللغة الانجليزية في بريطانيا واكثر المجلات شهرة وقتها ولم يستطع ان يجاريه حتى بقايا جبران خليل في الغرب من المستشرقين
    وهذه مهمة لان كثيرون لايعرفون من هو د عبد الوهاب اما قولك (وهم يسيرون جنبا إلى جنب معنا للمطالبة بتغيير النظام) لاتنسى فقد سار صلاح احمد ابراهيم جنب الى جنب مع المعارضة بعد ان انشق من النظام ومنصور خالد وغيره ولكل آدابه وقيمه
    اما بخصوص ما وصف به معارضة الانترنت فالحق يقال مرت 23 سنة ماذا قدمت هذه المعارضة او حتى الذين حملوا السلاح الاجابة صفر كبير والسبب بسيط لانهم غير مؤهلون للعمل الذي تشبروا فيه وإقصائيين لغيرهم ومثالك بطلك الذي ترجمت كتابه!! اليس هو الذي اوسعنا سبا وشتما بالكتاب الاسود واتخذه مطية لتأسيس حركة العدل والمساواة!!؟ ثم دار الزمن وبدأت الحركة تتملص منه بعد ان فقدت غالبية الشعب واي دعم لها!!
    نعم لتغيير النظام وهو شيء مفروغ منه ولكننا لسنا جنا الى جنب مع كاودا او غيرها من العنصريين الحقيقيين فالذي لايفرق بين الظلم والعوز الذي تمر به ديارنا في الشمال او الشرق او كردفان ويقصرها على مناطق محددة ويبيعها بعنصرية للعالم بل ويتخذ مثلك من الانترنت لتهديد اصولنا ووصمها بكل مسيء كما في مقالك السابق بقولك
    انتو الشورة كيف عند الزمل بتحجرو
    صنقعوا دا السماء بطول والله بتجرو

  10. لله درك يا ابن أحمد الأفندي ، وأنت تشغل هؤلاء المستنيرين بعلم وفكرك ، وهم يثرثرون بلا بدائل ، ولا هدي ولا كتاب منير . فهؤلاء القلقون لايفهمونك ، حتى ولو أتاك جبريل بما تحمل صدورهم ، ونزلت لهم القول تنزيلا .فأنت قد أنعم الله عليك بنعمة ، فدحث بها، ولا تكن لهم خصيماً، عسى ولعل يفتح الله بينك وبينهم بالحق .ألا ترى فرحتهم بخبر اعتزالك، فلا تكن لهم كصاحب الحوت .

  11. التحليل الموضوعي
    ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ( 11 ) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ( 12 ) وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ( 13 ) )

    ( وإذا قيل ) قرأ الكسائي : قيل ” و ” غيض ” و جيء و حيل و سيق و سيئت بروم أوائلهن الضم – ووافق ابن عامر في سيق ” و ” حيل و سيء و سيئت – ووافق أهل المدينة في سيء وسيئت لأن أصلها قول بضم القاف وكسر الواو مثل قتل وكذلك في أخواته فأشير إلى الضمة لتكون دالة على الواو المنقلبة وقرأ الباقون بكسر أوائلهن استثقلوا الحركة على الواو فنقلوا كسرتها إلى فاء الفعل وانقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها ( وإذا قيل لهم ) يعني للمنافقين وقيل لليهود أي قال لهم المؤمنون ( لا تفسدوا في الأرض ) بالكفر وتعويق الناس عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن . وقيل معناه لا تكفروا والكفر أشد فسادا في الدين ( قالوا إنما نحن مصلحون ) يقولون هذا القول كذبا كقولهم آمنا وهم كاذبون

    ( ألا ) كلمة تنبيه ينبه بها المخاطب ( إنهم هم المفسدون ) أنفسهم بالكفر والناس بالتعويق عن الإيمان ( ولكن لا يشعرون ) أي لا يعلمون أنهم مفسدون لأنهم يظنون أن الذي هم عليه من إبطان الكفر صلاح . وقيل لا يعلمون ما أعد الله لهم من العذاب . [ ص: 67 ]

    ( وإذا قيل لهم ) أي للمنافقين وقيل لليهود ( آمنوا كما آمن الناس ) عبد الله بن سلام وغيره من مؤمني أهل الكتاب وقيل كما آمن المهاجرون والأنصار ( قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ) أي الجهال فإن قيل كيف يصح النفاق مع ( المجاهرة ) بقولهم أنؤمن كما آمن السفهاء قيل إنهم كانوا يظهرون هذا القول فيما بينهم لا عند المؤمنين . فأخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بذلك فرد الله عليهم فقال ( ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ) أنهم كذلك فالسفيه خفيف العقل رقيق الحلم من قولهم ثوب سفيه أي رقيق وقيل السفيه الكذاب الذي يتعمد ( الكذب ) بخلاف ما يعلم

    قرأ أهل الكوفة والشام ( السفهاء ألا ) بتحقيق الهمزتين وكذلك كل همزتين وقعتا في كلمتين اتفقتا أو اختلفتا والآخرون يحققون الأولى ويلينون الثانية في المختلفتين طلبا للخفة فإن كانتا متفقتين مثل هؤلاء وأولياء ، وأولئك وجاء أمر ربك – قرأها أبو عمرو والبزي عن ابن كثير بهمزة واحدة وقرأ أبو جعفر وورش والقواش ويعقوب بتحقيق الأولى وتليين الثانية وقرأ قالون بتليين الأولى وتحقيق الثانية لأن ما يستأنف أولى بالهمزة مما يسكت عليه .

  12. استوقفننى تعليق السيد خالد حسن لانه اثار نقطة مهمة جدا ، تتعلق باسباب الانحطاط الماثل امامنا ،باسترجاعه لاستقلال الكتاب الطفيلين امثال حسين خوجلي ومهدي ابراهيم (الراية والوان) باستخدام الالفاظ البذية والتشهير باصحاب الراي المعارض ، مما تسبب سلبا في الحراك الديمقراطي ، اي هذه السنة السيئة ابتدرها ابناء جلدتك ياعبدالوهاب الافندي ، فيجب ان تتجرع هذا الكاس بصدر رحب ، وياخي حسين خوجلي هذا الجلباب الذي تتلفحه هذه الايام ، نقد النخبة السودانية وتحميلها اخطاء مابعد الاستقلال ، هذا ليس ثوبك انت غير جدير بهذا الدور ، يجب ان تتعترف بمااقترفته من اخطاء فادحة في الفترة الديمقراطية وبدايات حكومة الانقاذ لنقوم بتصديقك عما تخاطيبنا به في هذه الايام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..