قيقم .. من وروني العدو وأقعدوا فراجة إلى قاعد متفرج

المدفع الرزام طلقاتو من صدرك
يا جبل الضرا المافي سيل حدرك
النار ولعا وإتوطا فوق جمرك
لزّام التقيلة والعاطفة درّاجة
وروني العدو واقعدوا فرّاجة
هذا مقطع من الأغنية التراثية الحماسية التي ظل الفنان قيقم يلهب بها حماس الإنقاذيين في محافلهم الاحتفالية وجرداتهم الحربية، إلى جانب فنانين آخرين نذكر منهم شنان ومحمد بخيت، فقد كان للإنقاذ في حقبة من عهدها الممتد من عام (89) وإلى تاريخه، فنانون مخصوصون يحيون نهاراتها الجهادية، ويعطرون أماسيها الاحتفائية، وكان لها أيضاً شعراء مختصون ينظمون فيها القصيد في مختلف ضروب الشعر وموضوعاته من غزل ونسيب وتشبيب ومديح ورثاء…الخ، ولعل من أبرزهم من قال:
شعارنا العالي بيرفع
والعالم كلو بيسمع
فلنأكل مما نزرع ولنلبس مما نصنع
وهدفنا الواضح إنو أبداً في يوم ما بنرجع
ولو داير زول يتجرأ ويهدد سيرنا ويمنع
حندلي الغصن الأخضر ونعبي في لحظة المدفع… إلى آخر القصيدة التي اغتاظ منها آخرون، فكتبوا يجارونها في الوزن والقافية ويناقضونها في المحتوى والمضمون، ومنهم ذاك الذي قال:
شعارنا العالي بيرفع
والعالم كلو بيسمع
كيف نأكل مما نزرع
و(فلان داك) لزرعنا بيقلع ولي مشروعنا بيدفع
كيف نضحك وإنت لخيراتنا بتلبع
كيف نلبس مما نصنع والمصنع ذاتو مشلّع
ومن وين نجيب القطن البلمع وبدل ما نتقدم بقينا بنرجع
ولو داير زول يتوجع يجينا يشوف حالنا البفجع…
ولم يتخلف الجنس الآخر عن مضمار هذا السجال الشعري، فصاغت إحداهن قصيدة أو ربما و-الله أعلم- صاغها أحدهم على لسان فتاة، وجاءت في شكل مجادعة بين الشباب العازب والشابات حملت عنواناً مثيراً هو «شعارنا العالي بيرفع والجكسي كلو بيسمع» وتقول بعض أبياتها:
شعارنا العالي بيرفع والعام ولى وودع
نحنا البايرات يا جماعة ولى الله إيدينا بنرفع
شعارنا عريس متواضع يا حي يا واهب إسمع
ثم تمضي لتقول:
ما همنا حفلة وشيلة بحاجة بسيطة بنقنع
ما همنا كبدة وشية بويكة وكسرة بنشبع
ما شرط نجيب تلاجة يكفينا الزير البنقع
ليرد الشباب متخاذلين:
شعارنا العالي بيرفع يا جكس العالم أسمع
حنقعد لما نعجز لما الروسين تتصلّع أماتنا يغسلو لينا وننوم نرقد نتجدع بس مالنا ومال الشِبْكة والضغط البنزل ويطلع…إلى الآخر…
لقد آلمني أن تدور الدنيا الدوّارة مائة وثمانين درجة لتضع صاحب «وروني العدو واقعدوا فراجة»، الفنان قيقم في مقاعد المتفرجين والمهمشين، وهو الذي كان ملء الفضائيات والإذاعات المحلية، ويصل به الحال ألاّ يجد حتى من يبثه شكواه إلا أن ينفثها عبر الغراء (الرأي العام) أمس. لقد تألمت لألم الرجل الذي انحسرت عنه الأضواء وانصرفت عنه الأجهزة الإعلامية، بعد أن استنفد أغراضه التعبوية رغم أنه فنان شعبي بارع في أداء أغاني التراث الأخرى.
عفواً قيقم، فقد أثار حديثك في نفسي هذه التداعيات، ولا نملك إلا أن نعزيك على عزلتك…

التغيير

تعليق واحد

  1. الاخ الكريم رصيد حكومة الانقاذ من الادب السياسي الغنائي والنشيد قمة في البؤس مقارنة مع العهود السياسية الاخري عسكرية وحزبية والغناء الوطني الذي تزامن مع الانتفاضات والثورات الشعبية من ناحية الكلمات واللحن والاداء بغض النظر عن الانتماء والحساسيات انظر لوردي الاكتوبري وفي الجزء المايوي علي قلته لكنه قمة وابداع ولاحديث بالطبع عن القمم والدرر الغوالي من النشيد الوطني صه يا كنار واخواتها واصبح الصبح النشيد المعبر القوي الذي اصبح نشيد للحرية في معظم الثورات والتحولات التي تحدث في الدول الناطقة بالعربية هذا مع تقديرنا لفيفيم الجعلي في ميدانه الشعبي بعيدا عن الغناء السياسي ومثلة شنان.

  2. جزاء قيقم جزاء مستحق ليكون درسا للمتملقين مثل علماء السلطان. هولاء يلوكوهم ويستمتعوا بثمرتهم ثم يلفظوهم لفظ النواه
    تستاهل وعقبال لفرفور والقائمه اياها

  3. “لقد تألمت لألم الرجل الذي انحسرت عنه الأضواء وانصرفت عنه الأجهزة الإعلامية، بعد أن استنفد أغراضه التعبوية”

    فإذا كان الأم كذلك فلماذا الألم!؟

  4. تقوم قيامتو قيقم – يستاهل – ده مصير كل الفاوات الفارغة مثل البراميل الفارغة تعوى عندما لا تجد شيئا يملاها – عقبال الباقين وبتاع ناكل مما نزرع حصل عليهو شنو – اختفى برضو –

  5. شنو الانصرافية هذى مرة قيقم و مرة بلى الغائب و مرة فلان و الفيل العامل فينا فعايل ناسىنوا

  6. أما انا فلم اتألم نهائيا لآلام قييقم ، فقد كان هذا القيقم معنا هنا في عطبرة و كان ملء السمع و البصر، و كان من افضل من اجادوا الغناء و التطريب، و لكنه لم يكن كوزا و لا جبهجيا، و لكن عندما برقت الدنانير و وشوشت الدراهم تحول الرجل الى ترزي الحان لاطراب من يملكون الظروف التي تحسن الظروف.
    مت الممكن ان احترم شنان و هو يغني للكيزان فذلك هو خطه الفكري، فرغم اختلافي المبدئي مع كل رموز و منطلقات و مبادئ الكيزان الا انني احترم الكوز المبدئي، لا لشئ الا ﻷنه مبدئي منطلق من فكرة و إن خالفته فيها، و لكني لست على استعداد ﻹراقة الاحترام ل( شكارات العمد). و خذ معك في نفس القفة مع قيقم صاحب ( لما الجيش للشعب انحاز هبت ثورة الانقاذ ).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..