مقالات وآراء
دوستويفسكي يصف مسلما

ظِلَال القمــــــر
عبدالرحمن محمـــد فضــل
الاسلام منهج حياة ينعكس علي سلوك المسلم في تعاملاته كلها صغيرها وكبيرها ، صدق وامانة وعفة وحسن ادب ، الاسلام لدي كثير من الناس مرتبط بالطقوس التعبدية فقط صلاة وصوم وحج وزكاة ومجرد ان يخرج من نسك العبادة يكذب ويغش ويخدع ويداهن ويسب هذا ويلعن ذاك الاسلام دين كامل يبدأ بتصحيح العقيدة وعبادة الله وحده والانصياع لاوامره والابتعاد عن النواهي وحتما سوف ينعكس الفهم الصحيح للاسلام علي الفرد والمجتمع من خلال التعاملات حيث يشيع بين الناس الصدق والامانة والنزاهة والعدل ، ويسود الامن والامان علي الانفس والمكان والاعراض والدماء والاموال ، اليوم في مجتمعاتنا الاسلامية نجد تفشي المعاملات الربوية لدي كثير من البنوك بل نجد ان الربا مقنن وفق انظمة ولوائح من الدولة ، والغش والكذب منتشر بين الناس في بين الناس وفي المعاملات والاسواق الا من رحم الله ، اين الاسلام في حياتنا وتعاملاتنا هل الاسلام هو دين نظري فقط متعلق بالعبادات فقط ومجرد ان يخرج المصلي من المسجد لايتورع من السرقة او الغش اوالكذب واكل اموال الناس بالباطل ولا يتورع من شهادة الزور وسفك الدم وقتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق توقفت كثيرا وانا اقرأ كتاب من “منزل الاموات” للكاتب الروسي دوستويفسكي وتوقفت مليا معجبا بسطور ساطعة بالجمال والروعة حيث يقول فيها دوستويفسكي وهو يصف مُسلماً كان معه في السجن “كان جميع من في السجن يحبه بسبب مرح طبعه وبشاشة وجهه ، وكان يعمل بغير دمدمة أو تذمر ، هادئا مسالماً بغير انقطاع ، يشمئز من السرقة والفسق والإحتيال والسُكر بل كان يغضب من هذه الأعمال غضباً شديداً ، ولا يطيق أن يحتمل أي أمر معيب مشين مناف للشرف والكرامة ، ولكنه لا يحاول أن يشاجر أحدا بل يكتفي بإشاحة وجهه مستنكراً مستاء ، لم يقترف خلال إقامته سرقة ولا أتى أي عمل يمكن أن يؤخذ عليه ، وكان شديد التقوى كثير العبادة فهو يؤدي صلاته كل مساء ، ويصوم شهر رمضان ويتمسك بدينه الإسلامي وكثيراً ما كان يقضي الليل متهجداً ، كان جميع من كان في السجن يحبونه ويرون أنه إنسان شريف حقاً ، كان السجناء يلقبونه “نور الأسد” ، وقد بقي له هذا اللقب” !! .
يا استاذ الجابو السجن شنو الكذب والسرقة والنفاق والزنا وكل الموبقات والاعمال الحسنة كلها اعمال بشريه وقد نزل الله لها العقوبات والثواب حتي يخشي من يخشي ويعمل من يرجو . المشكلة في ان يمتهن مجموعة من الناس سواء كان حزبا او قبيلة او مجموعة كل الموبقات هذا يتنافي مع الاسلام الذي يحاسب فيه كل انسان بما فعل سواء حلالا او حراما لذي يجب ان لات تحشروا الاسلام في هذا الافعال .