سرد دقيق لتاريخ حياتى من العام 1948م الى العام 2023م

م.  سلمان إسماعيل بخيت الرباطابي

ولدت فى يوم ما ، فى شهر ما من العام 1948م بساقية الأقروساب بقرية عتمور غرب محطة أبوديس بمنطقة الرباطاب جنوب أبوحمد ، وتأكيدى على صحة مولدى فى العام 1948م دون التأكيد فى أى يوم وأى شهر ولدت ، جاء لأن أمى أبلغتنى بأن القابلة أسيا الحكيمة بعد أيام قليلة من مولدى قد أشرفت على ولادة جارنا ودفعتى بالمدرسة والذى يحمل شهادة ميلاد أصلية لأن والده كان يعمل سائق باخرة نيلية تعمل بين كوستى – ملكال – جوبا  فى تلك الفترة والذى كان يحسن القرأة والكتابة ، فتأكدت من مولدى فى العام 1948م ولم أتأكد فى أى يوم من أى شهر حالى حال الكثير من أبناء بلدى الذين يجهلون حتى عام الولادة ، فكان مولدى مع مولد دويلة إسرائيل ، من أب امى وأم أمية وقابلة أمية فى منطقة لا مستشفى أو مركز صحى بها فى تلك الفترة ، فعشنا وتربينا برحمة ورعاية الله وحدة دون لقاحات لشلل الأطفال أو التيتنوس وغيرها ، التى لم يسمع بها والدينا ، فى زمن ومنطقة لم يكن بها راديو أو صحف يومية ، وما دام لا يوجد راديو وصحف يومية ، لا تحتاجون منى ان أقول لكم لا توجد أنترنت ولا بث تلفزيونى أو هاتف ثابت أو جوال متنقل  لا شىء لدينا وكنا نعيش وكأننا نملك الدنيا كلها ، لدينا النيل سليل الفراديس يجرى على بعد أمتار فقط منا وبجروفه الخضراء وكان فى خمسينيات القرن الماضى يأتى رمضان والنخيل يحمل البلح الرطب من مشرق وود لقاى وقنديله وبركاوى ، والجروف يحمل نبات اللوبيا حبوب لوبيا بلونها الأخضر فنأتى بها وبصحن بليلة اللوبيا الطازج وكورية التمر وكورية عصير الحلومر أو كورية النشاه الحادق تكون قد أكتملت سفرة طعام إفطار رمضان ، وقبل نهاية الخمسينيات بقليل أحضر إبن عمى محجوب دياب يرحمه الله لدكان والده براديو معه بطارية خارجية بحجم الراديو وهنا بدأنا نتصل بالعالم الخارجى ، وكنا نفرش البروش أمام دكان عمى دياب كل يوم إثنين للحضور من يود متابعة برنامج فى ربوع السودان ، وأذكر أن عمى سعيد ودحليم كان يعشق أغانى الفنان الكاشف ، فأغلق عمى دياب الراديو وقال اجروا كلموا عمكم سعيد عشان يجى يسمع الكاشف ، لكن عمنا سعيد ود حليم تأخر فوصل بعد إنتهاء الأغنية وساعتها تعلمنا أن أغلاق الراديو لا يحفظ الأغنية حياة ينقصها كل شىء ولكنها حياة هادئة هانئة وسعيدة ، لا قلق ، خوف ، لا كراهية ، لا تطلعات كتطلعات أردول لمركز أفضل من وضعه الحالى فوق جبل من دهب …

   من يبلغ السابعة من العمر يذهب لمدرسة عتمور الصغرى التى رفعت لإبتدائية لا حقا والتى شيدت بقرية أمكى لأسباب قدرها العمدة ود بيناوى حكيم الرباطاب ورجال العمودية وحاج الأمين شيخ قرية عتمور أن تكون المدرسة بأمكى وليس بعتمور لقرب أمكى من محطة القطار بأبى ديس تسهيلا لمهمة وصول وسفر المدرسين ، فذهبنا للمدرسة لتدخل يدك فى خريطة القرعة وتسحب

ورقة مقبول / غير مقبول لأن من بلغ سن السابعة كثيرون والفصل محدد بأربعين طالب ولو كان ذلك فى زمن الكيزان لكان عدد طلاب كل فصل يفوق مائة طالب ، إنه تعليم الكيزان جريا وراء الكمية وليس النوعية .

لم اوفق فى القبول فى ذاك العام ، فذهبت لأمدرمان بناء على رغبة أشقائى عثمان وعلى يرحمه الله وبخيت ، فألتحقت بمدرسة شيخ الطاهر (مدرسة الهدايا الأولية بحى أبوروف الأمدرمانى) بعد أن إستأجرت الأسرة منزلا متواضعا بحى العرب الأمدرمانى بكل ما حمله فى داخله من نجوم الشعر واللحن والفن وعشت لقرابة الاربعة سنوات طالبا متفوقا على الجميع الا ان أخوتى قرروا ان اعود لمدارس منطقة الرباطاب قبل انتهاء العام الدراسى الثالث لضمان دخول الصف الرابع والمتوسطة بمدارس منطقة الرباطاب لأن التعليم فى الأقاليم كان اقوى بكثير من التعليم فى مدارس المدن ، أضف الى ذلك أن الفرص ستكون ضيقة لو تقدمت للمراحل الثانوية ، فعدت لمدارس الرباطاب ومازلت لا احمل شهادة ميلاد ولا تطعيم ولا رقم وطنى أو جواز سفر ولا موبايل حتى ، وحين وصلت للصف الرابع ارسلتنا إدارة المدرسة لمستشفى بربر العمومى وهنالك تولى الطبيب فتح فمنا ومعاينة اسناننا ليقدر عمرنا وحررت لنا شهادة تعرف بشهادة تسنين ، بالبحث فى سجل المواليد لم نجد اسم سلمان اسماعيل بخيت على مسجلا ، ونقدر أنه من مواليد 1949م ، 1950م ، 1951م ثم صدرت شهادة ميلاد تسنين بأن سلمان إسماعيل بخيت من مواليد 1 يناير 1950م ، وحيث أن مدرسة ابوحمد الحكومية الوسطى كانت خاصة لأبناء الرباطاب والمناصير فكان جميع طلاب الفصل من مواليد 1 يناير 1950 ، وأذكر حين وصلنا للصف الرابع حضر اساتذة مدرسة عطبرة الثانوية الحكومية ليشرفوا علينا اثناء الامتحانات للثانوية وكان من بينهم استاذ الرياضيات ديفيد كنج وأساتذة اللغة الأنجليزية مستر بريشو ومسز تولى ، فتعجب المستر ديفيد كنج عن كيف يكون مولد اربعين طالب فى يوم واحد وكيف اتفق اباؤنا على فعل ذلك فى يوم واحد من دون وسائل تواصل بينهم …

   شهادات الميلاد بالتسنين من يد حكيمباشى مستشفى بربر سلمت ليد أستاذنا الشيخ التجانى على إغيبش يرحمه الله ، الذى سلمها لمدرسة ابوحمد الوسطى ، التى سلمتها لمدرسة عطبرة الثانوية الحكومية العليا ، التى سلمتها بدورها لمصلحة التعليم العالى بالخرطوم ، وعلى ايامنا لا احتفال بيوم التخرج ، كما لم يحتفل بنا يوم ولدنا ، لذا فأنى أطلب من ابنائى ان يحتفلوا بى يوم أموت ويوم ابعث حيا … على ايامنا كانت المراحل التعليمية كالأتى : 4 سنوات إبتدائى ، 4 سنوات متوسطة 4 سنوات ثانوى عالى ، ثم نذهب للتعليم العالى كل حسب قدراته فمن يدخل الطب يحتاج لستة سنوات ، من يدخل الهندسة يحتاج لخمس سنوات ، وهكذا تتدرج سنوات الدراسة حسب التخصص ، فقيل لنا نحن مع ثورة محى الدين صابر ثور الثورة التعليمية الذى جاء مشحونا بحقد جمال عبد الناصر والتعليم بمصر وشغف الشيوعية للتغير أى كان حتى لو كان للأسوأ ، فالمنهج الذى تعلمنا به كان منهجا بريطانيا مع الحفاظ على مستويات متقدمة فى مادتى اللغة العربية والتربية الأسلامية ، الى جانب الأنضباط والسلوك القويم ، وهذا التفوق لخريج الجامعات والثانويات السودانية على حملة الشهادات الثانوية والجامعية فى مصر دفع جمال  الناصر أن يطلب من حمار جبيت النميرى أن يعود بالسودان للبيت العربى واعطاه شخص يسمى محى الدين صابر يتولى هدم التعليم البريطانى فى السودان وإستبداله بمناهج مصرية وسورية ، ومحى الدين صابر كان والده يعمل بمصر وولد وتربى بها ولم يأتى إلا وزيرا مع حكومة الانقلاب الشيوعى ، مسنودا بمجموعة من القوميون العرب والفكر الناصرى البغيض (يا ساطع الحاج) فبدأ بتعريب المرحلة الثانوية قبل أن يؤهل أساتذة الثانوية على اللغة الغربية ، وقد كانت دفعتى من المحظوظين أذ لم تشمل دفعتنا بهذا العبث ، فكنا نقول للماء H²O وزملائنا بالصف الأول يقولون (يد كاف ألف 2) ولخبطه وعبث وضعف فى كل المواد حتى دفعتنا وما فوقها كنا نتميز على طلبة مناهج نميرى ومحى الدين صابر حتى فى اللغات من عربي وانجليزى وامتدت يد محى الدين صابر عليه اللعنة لمراحل التعليم الجامعى ، وتم قبولنا نحن (40 طالب) بالصف الأول لكلية هندسة المساحة بجامعة الخرطوم فى ما عرف بتفكيك المعهد الفنى وترفيع ثلاث كليات (المساحة والتجارة والفنون الجميلة) وذهبت باقى الكليات لما يعرف بمعهد الكليات التكنولجية الذى تحول لاحقا لجامعة السودان ، فرفضت كلية الهندسة بجامعة الخرطوم إستقبالنا كقسم مساحة معللة رفضها نسبة لعدم مقر لقاعات الدراسة لنا ولا توجد لدى الجامعة أجهزة المساحة من تيودليت وجهاز ميزانية وغيره أضف الى ذلك ان جامعة الخرطوم قد ابتعثت عدد من خريجى كليتي الرياضيات والفيزياء لبريطانيا ودول اخرى لنيل درجتي الماجستير والدكتوراة فى فروع علم المساحة ولم يصل منهم سوى أثنان وطلب منا ان نقابل الأستاذ ضرار صالح ضرار بمصلحة التعليم العالى الذى طلب منا ان نذهب لمقابلة الأستاذ عبد الله رابح عميد المعهد الفنى ، وبالفعل إنتظمنا فى الدراسة بخدعة من ضرار وغيره على اننا نتبع لجامعة الخرطوم كلية الهندسة قسم هندسة المساحة على أمل نلحق فى العام القادم لتكملة سنوات الدراسة بجامعة الخرطوم .

كنا 40 طالب ، تساقط  منا حوالى 30 طالب مابين الفصل الثانى والثالث ، لدخول علوم جديدة علينا ترتبط جميعها بعلوم تقنية المعلومات فى زمن لم نكن نملك فيه الة حاسبة عادية ، فقد كنا نستخدم الة حاسبة ميكانيكية بمنفلة يدوية من ماركة الفاست FACIT مع جداول اللوغريثمات ليدخلونا فى حالة رعب وخوف شديدين من أن يطالنا الفصل وكيف لا والفصل كان به اربعون طالبا وماتبقى به بالصف الرابع عشرة طلاب فقط ، وقد كانت مصلحة التعليم العالى فى معركة تدار بعيدا عن  اعيننا لاقناع كلية الهندسة لقبولنا ولم تنجح لما تمتاز به الجامعة من إستقلاليه تتعدى قدرات التعليم العالى الذى لم يرفع لوزارة وكان مصلحة ، فهى لن تمنح إسمها لطلاب درسوا خارج اسوارها والمعهد الفنى طبعا لن يقبل ولو قبل لرفضنا نحن ، جلسنا لأخر إمتحان يوم 18 مارس 1973م ذهبنا يوم 19 مارس لمصلحة التعليم العالى وطلب منا  مراجعة ديوان شئون الخدمة ، وجدنا اسماء تسعة من دفعتنا موزعين للعمل بهيئة المساحة السودانية وزميلنا العاشر أحمد المشهور بالشعب تم تعينيه مساعد تدريس بمعهد المساحة العالى الذى تخرجنا منه وقد احرز 70,7% وقيل لنا انتم خريجى معهد المساحة العالى وذهبنا دون أى هوية أو حتى جنسية ومع ذلك تم قبلونا ووزعنا على اقسام المساحة ، كان كل شىء فى السودان يدار بسبهللية وحتى فى مصلحة المساحة لم نجد من يرحب بنا كأول دفعة مهندسي مساحة ، فالطاقم الذى يتولى إدارة مصلحة المساحة جميعهم من خريج معهد سنتين بعد المتوسطة واخر من معهد شندى للمساحة وثالث من الجونير سيرفير سنتين بعد المتوسطة ونحن جايين منفوخين بحجة أننا مهنددسين ، ووجدنا اننا فى مؤسسة لا يمكن ان تبقى بها ولابد من الهجرة ، ولكن لا مصلحة التعليم العالى ولا معهد المساحة العالى لم يمنحنا اى شهادات والجميع كان يتأمر علينا ونفس الخبث والعفن الحاصل حاليا كان موجود ايام حكم نميرى وبصورة اكثر قذارة فنحن لا نعرف لأى جامعة يتبع معهد المساحة العالى ، فالمعهد الفنى يتبع لجامعة لندن وياخذ إعترافه منها ، وبما أننا تخرجنا من معهد المساحة العالى ، فأى جامعة نتبع لها ، لا إجابة ، ذهبنا لمصلحة المساحة وباشرنا العمل لأننا مضطرون خاصة وان الأعانة المالية الشهرية البالغة تسعة جنيهات التى كنا نستلمها قد توقفت منذ 19 مارس 1973م وقد أصبحنا خريجين بدون هوية..

   من هذه المعاملة تأكدنا ان لا مستقبل لنا فى السودان ويجب ان نهاجر ، ذهبنا لسعادة المدير العام الأستاذ باقر خليفة مدير عام مصلحة المساحة طلبنا شهاداتنا لمقابلة لجنة تعاقد سعودية وكنت دائما المتحدث بإسم زملائى ، فكل الدفعة راغبة فى الهجرة خاصة نحن 9 خريجين جميعنا أحرز تقدير مابين 68,4% و65,8% أى جميعنا لا يحق له المنافسة فى طلب بعثة دراسات عليا  فقال استاذ باقر خليفة مافيش شهادات لان هذا امر صادر من رئاسة الجمهورية ، فى لحظات الضيق تطلب الأتصال بصديق ، فقررت أن أتصل بصديقى واستاذى محمد التلب الطاهر ارجل رجل فى السودان وصديق عزيز مع انى فى عمر اولاده ، والتلب تربطه علاقة قوية بالأستاذ على شمو ويخيل لى أن امه شقيقة على شمو ، ذهبت له فى منزله بالمقرن جوار المعهد الفنى   وحكيت له مأساتنا واننا وقعنا ضحية جامعة فاسدة لا تريد التقدم لهذا الوطن فمن يسيطرون على مصلحة المساحة ما بين خريجي مدارس متوسطة وثانوى وجئنا نحن نحمل درجة مهندس مساحة من معهد المساحة العالى دون شهادات علمية ووجهنا بمعاملة مزلة وقررنا الأغتراب فذهبنا نستلم شهاداتنا قيل لنا ممنوع بأمر رئاسة الوزراء لا شهادات لكم ، فأحتاج لتوجيهك أستاذ التلب ، فقال لى شوف يا سلمان ، تمر على أى محل وتملأ رأسك تمام وتدخل على الباقر وتقفل باب المكتب عليكم وتخوفه أنا واثق ستخرج وشهاداتك  فى يدك تذهب تحصل لجنة التعاقد بالسفارة السعودية وتسافر للسعودية ، فنفذت جميع توجيهات استاذي التلب بحذافيرها ودخلت مرورا بمكتب السكرتيرة بثينة التى حاولت ان تثنينى عن الدخول بالحديث معى فتجاهلتها ودخلت على استاذ باقر واغلقت الباب من الداخل فكنا فى تلك الفترة شباب عمره لم يتجاوز 25 سنة مفتول العضلات يلبس بنطلون شارلستون وقميص مشجر به مائة لون ، وبدأت الحديث معه بصفتى شخص يمكن ان تقول عنه كل ماتريد مجنون فى حالة عدم وعى وأى صفة تصفها له فقال لى استاذ باقر يا سلمان لو جريت جرى الوحوش غير رزقك ما بتحوش ، فقلت له انا لن اجرى جرى الوحوش انا سوف اركب طائرة بوينج 747 فهل من وحش يسير اسرع منها ، وختمت كلامى معه بحديث اعتذرت عنه لا حقا (انا يا استاذ باقر اجرى اسرع من الوحوش واحصل رزق اكثر مما …. والعياذة بالله – وانا لو قعدت فى هذا الوطن يا قاتل او مقتول وما هيتكم دى 7 يوم لا تكفينى) فى هذه اللحظة تأكد استاذ باقر انه يتحدث مع شخص مختل العقل فرفع التلفون وتحدث مع اخينا مصدر ، وقال له يا مصدر جيب لى ملف المساح سلمان إسماعيل بخيت ، قلت له لو سمحت مهندس المساحة سلمان إسماعيل

لأن ديوان شئون الخدمة وضعنا فى الدرجة Q لكن جماعة هنا مازالت تنظر لنا بمنظار مدرسة شندى للمساحة وبعد دقائق حضر الباشمهندس مصدر وتسلمت كل ما اريده وخرجت من مكتبه لمكتب القنصل السعودى وتعاقدت مع وكالة وزارة الداخلية لشئون البلديات السعودية ووصلت فى أوائل 1974م للرياض ومازلت بها ليومنا هذا والحمد لله

   فى 1975م تزوجت ، فى اكتوبر 1976م رزقت بالأبن المدثر حاليا بروفسير جراحة المخ والعصاب بجامعة فوكوشيما باليابان ، فى حج العام 1977م وفى أيام التشريق بمنى كنت ذاهب لإحضار ثلج وماء لأسرتى التى تركتها فى الخيمة ، فجأة رأيت استاذ باقر خليفة مدير عام مصلحة المساحة يقف فى الصف وهو رجل كبار ، جئته من الخلف ووضعت كفي على عينيه وقلت له ألم أقل لك انى سأحصل على اكثر من رزقى ، وما أن رفعت أصابعى عن عينيه حتى صرخ فى وجهى سلمان المجنون ، وتقالدنا وطلبت منه الصفح فقد كنت مضطرا وقد لجأت لصديق هو من أعطانى هذه الوصفه ، وبذكائه قال لى هو التلب ، قلت نعم ، فضحك ، أخذته لخيمته وخلال ايام التشريق كل ما يحتاجه اتيه به ، ومن الصدف العجيبة أنى كنت اشتريت سيارة تويوتا كورونا من شركة عبد اللطيف جميل لونها ابيض وتانى يوم وانا اتفقد السيارة لا حظت زيت يخرج من شق فى السلندر فذهبت للشركة وكان المسئول سودانى فقال لى اترك السيارة سوف نغير لك السلندر ، كان هنالك مهندس يابانى غير مسلم وغير سودانى ، قال له تغيروا له السيارة بسيارة جديدة ، انصاع السودانى لسيده اليابانى وتانى يوم سلمنى سيارة لونها اخضر ، تسلمتها بكل طيبة نفس وانا خارج قابلت اليابانى لاشكره ، قال لى تسلمت الفروقات فى السعر بين السيارة ذات اللون ألبيض والأخضرا ، قلت له لا ، ذهب معى للسودانى ، وهزأه ، غضبت وقمت بإساءة السودانى وقلت له تصرفات مثل تصرفاتك هذه اخرجتنى من السودان وذهبت للصراف وتسلمت مبلغ 1750 ريال سعودى ، كانت ظروفى المادية ممتازة مما سمح لى بأن أكرم أستاذى الذى درسنى مادة الميزانية LEVELING ومن درس الميزانية على يد استاذ باقر لن ينساها مهما عاش ، رجع استاذ باقر لعمله وقابله زملائنا مهنئين فحدثهم عنى وانى تزوجت وانجبت ابنا واركب سيارة اخر موديل ، هذه هى السعودية تعطيك كل ما تطلبه وننصحك ألا تطلب اكثر من أن يهديك الله ويشرح صدرك ويردك للحق وطريق الصواب …

  بعدما رجعت من الحج نادانى الأستاذ محمد الداوؤد مدير قسم المتعاقدين وقال لى أن سعادة الدكتور صالح المالكى وكيلوزارة الشئون البلدية والقروية يبغاك ، فذهبت لمكتبه بحضور الأستاذ عبد العزيز الباتلى مدير شئون الموظفين ، وابلغنى انهم بصدد تنفيذ 36 بلدية فرعية تتبع لأمانة مدينة الرياض ، وهذه كانت ضربة البداية  فى تطوير وتحديث مدينة الرياض ، ومن ضمن الدراسة هنالك توصفية بأن يكون فى كل بلدبة فرعية مهندس مدنى ومهندس مساحة سودانى ، ولم توفق لجنة التعاقد التى أرسلت للسودان من التعاقد مع أى منهم ، فكيف جئت انت ؟ قلت له هل تريد 36 مهندس و36 مساح ، قال لى نعم قلت له انا مستعد خلال شهرين الى ثلاثة احضر لك العدد الذى تريده ،  لكن دون اى شهادات علمية أو شهادة خبرة  ، قال لى كيف دون أى شهادات ، قلت لك البعثة التى ارسلتموها للسودان لم توفق لانها تطلب من ممن تتعاقد معهم تقديم شهاداتهم العلمية والعملية ، انا بطلب من دفعة مكونة من 10 الى 12 مهندس ومساح  السفر للقاهرة وفور وصولهم يرسلوا لنا قوائم باسماء من وصل للقاهرة ورقم جوازات سفرهم نحن نرسل تلكس للملحق السعودى بالقاهرة كى يمنحهم تأشيرة دخول للسعودية مع امر اركاب للرياض وفور وصولهم للرياض اتى انا زميلهم واقول لكم هذا مساح هذا مهندس مدنى  واوقع على اقرار بصحة هذا المعلومة بعد 11 شهر يستحق كل منهم اجازة سنوية تعطوه اجازة يذهب لمقر عمله سيجد انه قد تم فصله من الخدمة يحضر اصل شهاداته وبمطابقاتها ووجود صحتها تلغون ما كتبته انا من تعهد وقد تم ذلك بالفعل ، قابلنى مدير عام المصلحة دكتور حسن عنتر بعد كم سنة وقال لى انت يا سلمان مش مواطن صالح ليه تهرب مهندسين ومساحين للسعودية ، رديت عليه قلت ليه حكومتكم بتاع النميرى هربت الفلاشا من يهود الأحباش وهى تعلم أنهم لن يستوعبوا ألا فى جيش العدو لبقتلوا أخوتكم الفلسطينين وانا دخلت مهندسين ومساحين يسهموا فى تطوير ارض الحرمين الشريفين تزوجوا عشرات الفتيات السودانيات ، تسببوا فى حج عشرات الاباء ، حج عشرات الأمهات ، ساعدوا العشرات من اسرهم ، بنوا الفلل والعمارات فماذا كسبتم .

انتم من ترحيل الفلاشا ، قال لى سيب الكلام وادخل يده فى جيبه واعطانى مؤهلاته العلمية والعملية وجاء للسعودية ولم أتردد فأستلمها وحضر للسعودية ومن منكم لا يمنى نفسه بالعمل فى السعودية

مشاكل سودانية سياسية إقتصادية إجتماعية تحتاج لحلول عاجلة

طلب منى بعض الإخوة ممن يعلقون على ما أكتبه على الراكوبة أن أبرز لهم الشهادات العلمية التي تؤكد أنى

مهندس مساحة

https://www.youtube.com/watch?v

معادلة صادرة من التعليم العالي السعودى لدبلوم سلمان  إسماعيل بخيت فى هندسة المساحة العالى

https://www.youtube.com/watch?v

رقم عضوية المهندس سلمان إسماعيل بخيت على بخيت الرباطابى بالهيئة السعودية للمهندسين

قد يسأل أحدكم ما علاقة مؤهلاتك يا سلمان بالمشاكل السودانية ، هذه تعتبر من كبريات المشاكل بل ام المشاكل ، تخرجت من معهد المساحة العالى فى مايو 1973م ولم يذكر أن هذه الشهادة مدتها اربعة سنوات بعد الثانوية العامة ولم يذكر ان هذا المعهد تابع لجامعة الخرطوم .

الأخوة السعوديون فى قسم المعادلات بالتعليم العالى السعودى تواصلوا مع ادارة التعليم العالى السعودية وابلغوهم ان هذا المدعو سلمان اسماعيل بحيت خريج معهد عالى تابع لجامعة الخرطوم وان المؤهل الذى يحمله يعادل البكلاريوس وظيفيا ، فقد يسأل احدكم لم لم يكتب بكلاريوس ، لأن المؤسسة معهد ومدة الدراسة 4 سنوات بعد الثانوية العاملة فلو رغبت ان استلم بكلاريوس على ان ادرس العام الخامس ولكن هذه الشهادة تعادل البكلاريوس وظيفيا  Bsc Embloyee