إنها لحظة صداقة

– إِنَّهَا لَحْظَةُ صَدَاقَة — — —
= خُمْسِمائة رِيال ; ظَلَلْتُ مُحْتِفِظَاً لَها بِها سَنَتيْن رَغْم الحَوْجَة المُلِحَّة أحْياناً ,نَاوِيَاً تَقْدِيمَها قُرْباناً لَمَعْنَىً أُخُوَّةٍ نَادِرَة..إنَّ نُهَى صَدِيقَة طُفُولة., وإنَّها لَوَاضِحَة وبَسِيطة مِثْل الصَحْرَاء., ولَكِن لَيْسَ ثَمَّةَ شَئٌ يَفُوقُها غُمُوضاً وخَفَاءً.,وشُعُوراً كَهَمْهَماتِ الْجِنِّ فِي بُيُوتِ البَلَد القَدِيمة المَهْجُورة.,تَسْمَعُها ولَكِنَّك لا تَسْتَطِيعُ أنْ تُمَيِّزَ الكَلِمات.تَسْمَعُ النُطْقَ ويَغِيبُ عَنْكَ المَعْنَى.شَئٌ كالجاذِبِيَّة.لا أحَدَ يَعْرِفُ مَا هِيَ, ولكِنَّها تَجْذِبُ وتَجْذِب.قَد تُوحِي بِها اِلْتَفاتَةٌ أَوْ اِبْتِسامةٌ خَفِيفة أَوْ نَظْرَةٌ عَابِرَة أَوْ هَزَّةٌ مِنْ الرَأْس أَوْ طَرِيقةُ النُطْقِ بِكَلِمَة, أَوْ حَتَّى مُجرَّد رَنَّة أَوْ نَغَمَة فِي الصَّوْت.ونحْنُ فِي المَرْحَلَة الوُسْطَى أَحَبَّتْ نُهَي من طَرَفٍ وَاحِد, حَاتِم,قَرِيبٌ لَها ضَابِطٌ فِي الدَّيش.مُتَخَرِّج حَديثاً بِرُتْبَة مُلازِم..نَضِر الوَجْه, مُوَرَّد الوَجْنَتَيْن,شَدِيد التَأَنُّق والتَرَفُّع., يتَحَدَّث بِلَهْجَةٍ شَدِيدة التَهْذِيب لَكِنَّهُ لا يتحدَّث إلا عَنْ نَفْسِهِ.لَمْ يَلْتَفِتْ إلَيْها ولَمْ يُبادِلْها الشُعُور.تَفَتَّقَ ذِهْنُها علي الذهاب إلي فَكِي يُلِينُ لَها قَلْبَ حَاتِم.رافَقْتُها مُتَظَاهِراً بِعَدَم مَعْرِفة السَبَب.قَالَ لَها الفَكِي أَبَّكَرُونا ;-
_[ أَوَّل هَاجَه بالتَبَادِي .اكْتبي هِنا اسْمِك واِسِم أُمَّك ظَاتُو.واِسِم هَبِيبِك دَه واِسِم أُمَّها ظَاتُو .أَيْوَاااا .أنا هنأمل ليك شُغُل كِدَه.بَسْ بَرَاكِ تَشِيفِي.يا بَتُول أَبُوكِ مِنْ الصَالِهِين.,أُمِّك مِنْ الشَوَاطِين .مَدَام عِنْدِي هِنا خَرَة حَمَام.ذاك المَخْلُوق لهَذِهِ المَخْلُوقة.].ثُمَّ أَخَذَ أَبَّكَرُونا شَمْعَةً صَفْراء.ونَقَشَ عَلَيْها ; { تستضعفه هيططش فعص فبصا قبصا عسا ضعفه هوانية هيوس سطقوس., بِحَقِّ ياهوت السفدسي إلا ما هَيَّجْتُم وجَلَبْتُم حَاتِم اِبْن لَيْلَى إلي نُهَي بِنْت إلْهام.ألوحا العجل الساعة.}.ثُمَّ أَمَرَ أَبَّكَرُونا نُهَي بتبْخِير الطَلْسَم وَقْت الغُرُوب باللُبان الذَّكَر والسندروس.وأنْ تَقْرَأَ 11 مَرَّة عليها هذه العَزِيمة ; ( بِحَقِّ هراش تراش الكنز الوتر العظيم , وبالكلمات التامَّات والعَزائم المُحْرِقات والشِّهاب الثَّاقِب والعَذاب الوَاصِب., وبِحَقِّ شليكموشا بنو شارخ .شليكموشا شليكموشا; أحضر يا حاتم إليَّ.بحق هذه الأسماء.ألوحا العجل الساعة.)..
, قَالَ عَبْدُ الحَكِيم ; أمَّا نُهَي فقد تَزوَّجَها رَجُلٌ وأنْجَبَتْ وَلَداً.وطَلَّقَها.وأمَّا حَاتِم فلَمْ ولَن يَتَزَوَّج.إنَّ لديه الرَغْبة أنْ يَكُونَ حُرَّاً., لِيُتابع أهْدافَه حَتَّى يبْلُغَها.أمَّا إذا اِرْتَبَطَ بامْرَأَة سيكُون أشْبَه بالمَسْجُون المُقَيِّد.إنَّ مَنْ تَزَوَّج فَلْيَقُل; وَدَاعَاً لِلْحُرِيَّة.
قَالَ طَافِي لَمْبَة ; لَوْلا المَرْأة لما جاءَ الوَلَدُ إلي الدُنيا.فقال وَاحِد بُوصَة ; إنَّ الوَلَد يَجِئ لِكَيْ يُطَوِّق عُنُقَ وَالِدِه ويَدَيْه ورِجْلَيْه بسلاسِل مِنْ حديد.
فقال عَبْدُ الحَكِيم ; لا يُطَوِّق أطْرافَهُ فقط., وإنَّما يُشِلُّ عَقْلَهُ ويَحْجِبُ قَلْبَه.
فقَالَ سُفْيان بن عُيَيْنَة ; بَلَى.صَاحِبُ العِيَالِ لا يُفْلِحْ.كَانَتْ لَنَا هِرَّةٌ لا تَكْشِفُ القُدُور.فَلَمَّا وَلَدَتْ كَشَفَت القُدُور.!!.
فَقَالَ شُكْرِي ; إنَّ المَرْأةَ وَهْمٌ مِنْ أَوْهَامِ الكَوْن, تَجُرُّ الرَجُلَ مِنْ رَقَبَتِه.وهِيَ عِنْدما تُقَابِلُها في المُجتمع تَبْدُو وكَأَنَّها تَمْتَلِكُ شَيْئاً مَا في دَاخِلِها.,وعِندَما تَراها علي حَقِيقَتِها لا تَزِيدُ عَن كَوْنِها مَحْدُودة تَماماً., ولا يُوجَد في دَاخِلِها أَي شئ.أمَّا الوَلَدُ فيَتَلَهَّي بِهِ الأَبُ مُعْتَقِداً أنَّ فِيهِ الخُلُودُ والخَلاص.,في حِين يَحْمِلُ فَناءَ عُمْرِه وخَرَاب مَالِه.أمَّا الزَوَاجُ فَهُوَ وَهْمٌ آخَر اخْتَلَقَهُ البَشَر كَيْ يَسْتَعْبِدُوا أنْفُسَهُم,ويُكَبِّلُوا رِقَابَهُم بِمَزِيدٍ مِنْ القُيُودِ والسلاسِل.إنَّ مَنْ تَزَوَّجَ فقَد أَوْدَعَ قَلْبَه في مَكَانٍ غَيْرِ السماء.ومَنْ أَوْدَعَ قَلْبَه في غَيْرِ السماء طَالَتْهُ الأيادِي الآثِمة وأحْرَقَتْه.
ذات نهار, الأُسبوع الماضي, عِنْدما جَاءَتْ نُهَي في المَوْعِد قُرْب سِتَّ الشاي بالمَحَطَّة الوُسْطَى.,كُنتُ وَضَعْتُ قُرْبان الأُخُوَّة في ظَرْف علي منضدة صغيرة.وقد لاحَظَتْ أنَّ هُناك شيئاً ما يُرْبِكُني ويجْعَلُني مُضْطرباً.مَدَدْتُ يَدِي إلي المنضدة فجْأةً ,وقُلْتُ لها ; نُهَي ,,.بِحَقِّ الأُخُوَّة, لا تَرْفُضِي.
,.تَضَرَّجَ وَجْهُها بلَوْنٍ يُناقِضُ قَسَماتِه التي هَزَلَتْ وتَغَضَّنَت.لَقَد فَهِمَتْ غَايَتي.فانْحَنَتْ تَتَحَيَّن الوَقْت المُناسب لِتُقَبِّلَني.قُلْتُ لها; دي حاجة بسيطة.عشان سامي, عشان رسومو حقّة المدرسة.
بَكَتْ وهِيَ تُعانِقُني., فشارَكْتُها البُكاء.لَقَد بَكَيْنا للْمَحُبَّة, والتفاهُم والأُخُوَّة الوثيقة التي رَبَطَتْ بيننا مُنْذ أيَّام الطُفُولة.وبَكَيْنا للحاجة للمال وهو شئٌ تَافِه.كذلك بَكيْنا أسَفاً علي شبابنا.غَيْرَ أنَّ الدُمُوع جَلَبَتْ لَنَا السعادة، وأَبْعَدَتْ الأحْزان.., إِنَّهَا لَحْظَةُ صَدَاقَة.
” شُكْري”
شكري عبد القيوم
[email][email protected][/email]



