غَنَمْ مُستشفى الدبّة..!

ليته كان كوشة، فالكوشة تذروها الرياح وتغسلها عين الشمس، وقد تجد من يرأف بحالها فيحرقها، ليته كان جبّانة، حيث لا تخلو المقابِر في طول البلاد وعرضها من أهل الله، ليته كان حُفرة تتواسع مراقِدها أو تجِدُ من يدفنها.. ليتهم لم يضعوا حجر الأساس لمستشفى الدبة التعليمي، ليبقى هكذا في حالته السيراميكية التي تحتفظ برائحة الحنوط، منذ لوثة الإنقاذ بافتتاح المُفْتتح من المنشآت!.. المسألة لم تعد كلام حكومة، أو افتراءات مُعارضة. أهالي محلية الدّبة الذين لم يتمكنوا من الهِجرة للخرطوم.. أعاريب بيوضة، وناس الشرق، ومنصوريات مدينة المُلتقى وجميع النساء اللائي يأتيهن الطلق عند منحنى النيل.. أما كان من الأفضل لهن، أن يلِدنَ بِـ(داية الحبِل)، بدلاً من الدخول إلى هذا العفن..؟
في عيد الأضحى اضطررت لزيارة مستشفى الدبّة التعليمي، ووجدت الأغنام تسرح داخل العنابر وتكشكش بأظلافها فوق البرندات، بين بقايا فضلاتها، وبتلك الرائِحة.. الله وكيلك يا زول.. رأيتها بعينيَّ هاتين، تلغف بقايا الخُبز من بين الحُقن المنثورة في الحوش، تبحث عن أي شيء، بين بلاستيك البسكويت الذي يؤكل هنا دون النظر إلى تاريخ صلاحيته.. وتعال شوف العنطزة.. جلاليب أولاد بدير، وعرب بيوضة بعكاكيزهم وسيطان العنج، داخلين ومارقين، فوق بنات الكرد الكحيلات، السادِرات في غيِّهِنّ مع الاسمارت فون..!
رأيت هذا المنظر قبل شهور.. غضِبت كأن الأمر لا يعنيني.. كذبوا عليّ عندما قالوا إن المحلية قررت نقل المشفى إلى مقرّه القديم، ما يعني أن قيادة التنظيم في الدبة، أقامت هذا الصرح فجأة، ليكون ضمن المُنشآت الاحتفائية لثورة الإنقاذ الوطني.. عدت بالأمس إلى المكان، وجدت الغنماية الزرقاء في حالة وضوع، بجانب العُشر الذي نبت كثيفاً بين المسجِد الخرِب، وحمامات مركز غسيل الكلى.
بالمناسبة.. مركز الغسيل يحمل اسم أحد (الشهداء).. ولا تغالطني يا جَنا.. أنا رعّاوي وأعرف البهائم.. الغنماية البيضاء التي طردتها قبل شهور، أمام غرفة العمليات يتبعها الآن سخلها.. تعرف السّخل..؟
الخرطوم بعيدة، وهذا ما يضطر العفافيض للالتحاق بهذا الوضع.. الجميع هنا يضطرون لزيارة المستنقع للمجاملة، ولحضور (حللْ البِنيّة)، ومن لا يفعل يقع في اللّوم.. هؤلاء لا تستطيع أن تبِث فيهم الرُّعب، لكن الحكومة غذّتهم بما هو أسوأ من الرُّعب.. غذّتهم بالأكاذيب.. يقولون إن الحكومة قامت بتأهيل المستشفى القديم، وسيتم الانتقال إليه قريباً.. لا أثر للحكومة وخلصائها هنا.. المستنقع الآسن يحتاج عمّال النظافة وبعض صابون الفنيك، والقيادات الإخوانية تحُكم مِن الخرطوم، وتحرص بضراوة على حضور مناسبات التكبير والتهليل.. المسألة محلولة، لو كان تنبيه وزير صحة الولاية سيجلب منافِع أهونَ على السودانيين من تقريع مأمون حميدة.. إن كان ذلك مفيداً، فقد كان من واجب الرّعية، تذكير المذكور، بدلاً من تجشم المشاق بمصارعة أمين حسن عمر، فهو شبِل قوي الشكيمة، ومسنود من الجهات العليا.. لكن كلّو ما جايِب حقّو.. قضيت سحابة النهار أصرخ في زوّار المستشفى، ليتركوا أطفالهم في الفناء ولا يدخلوا بهم إلى حيطان الجراثيم، فإن طبائع السفهاء تُعدِي.. السّاويها الله تقوم في الحجر، وهذه القيادات لا تستحي ولا تخاف.. الله في كل مكان، ولجان حقوق الإنسان على الصعيد الإقليمي والعالمي، هي أيضاً ليس لها وجهاً تقابل به الناس.
لا توجد حكومة مأواها الجنّة ولا أُخرى تُرمى في النار، ولهذه العصابة افتراعاتهاعندما أسّست لهذه الخديعة.
لن أخوض في حال الأطباء والممرضين في هذا المكان الحزين، لكني أقول لوالي الشمالية:ـ سيكون واجِب الخيِّرين من أبناء محلية الدبّة تأهيل هذا المشفى، حتى يليق بالآدميين.. سيحدث هذا إن ساعدهم الوالي بالبقاء في مكتبه، ولم يفرض عليهم حضوره، لِقصّ الشّرِيط التّقليدي..!
التالي
اخر لحظة
قبل عدة سنوات اتيت الى مستشفى الدبة والسبب حوجة احدى المريضات لعملية قيصرية مستعجلة …. الدكتور طلب زجاجتين دم للعملية بنك الدم لا يوجد فيه اى دم السبب كما قال لى فني المعمل ثلاجة الدم من نوع يحفظ الدم لمدة اقصاها اسبوعين ثم يتم حرق الدم غير المستعمل؟؟؟؟؟ طيب لو جاكم حادث لا قدر الله ح تعملو شنو؟؟ نفس الاهمال بارواح الناس وجدته فى مستشفى ابوحمد… و مستشفى الدامر فى فرة سابقة….ارجو ان يفهم الجميع بما فيهم السيد الوالى فى اى ولاية ضروريات العلاج لابد من توفرها فى المستشفيات لان من الممكن لا قدر الله ان يكون المصاب فى حادث مروى مثلا السيد الوالى او احد وزراء حكومتك.. اعلم ان الكثير من الحالات تحتاج للدم مثلا حتى وصول المريض الى مستشفياتكم الراقية صاحبت النجوم الخمس… حسبنا الله ونعم الوكيل.
اذن فالكائنات كلها سواء.لا فرق بين انسان و حيوان وشجر وجماد..اظن ان اهل الدبة يتبعون نظرية وحدة الوجود..وهو المستشفى الوحيد في العالم ذو مهمة ادمية وانسانية مذدوجة يقدم خدماتة الطبية للانسان والحيوان في عنبر واحد..والغنماية ربما وضعت حملها بمساعدة دكتور ..ودفعت باكشيشها للادارة لبن تتعشى به للادارة ليلا.. قانون الانقاذ البقاء للذي يدفع المال
قبل عدة سنوات اتيت الى مستشفى الدبة والسبب حوجة احدى المريضات لعملية قيصرية مستعجلة …. الدكتور طلب زجاجتين دم للعملية بنك الدم لا يوجد فيه اى دم السبب كما قال لى فني المعمل ثلاجة الدم من نوع يحفظ الدم لمدة اقصاها اسبوعين ثم يتم حرق الدم غير المستعمل؟؟؟؟؟ طيب لو جاكم حادث لا قدر الله ح تعملو شنو؟؟ نفس الاهمال بارواح الناس وجدته فى مستشفى ابوحمد… و مستشفى الدامر فى فرة سابقة….ارجو ان يفهم الجميع بما فيهم السيد الوالى فى اى ولاية ضروريات العلاج لابد من توفرها فى المستشفيات لان من الممكن لا قدر الله ان يكون المصاب فى حادث مروى مثلا السيد الوالى او احد وزراء حكومتك.. اعلم ان الكثير من الحالات تحتاج للدم مثلا حتى وصول المريض الى مستشفياتكم الراقية صاحبت النجوم الخمس… حسبنا الله ونعم الوكيل.
اذن فالكائنات كلها سواء.لا فرق بين انسان و حيوان وشجر وجماد..اظن ان اهل الدبة يتبعون نظرية وحدة الوجود..وهو المستشفى الوحيد في العالم ذو مهمة ادمية وانسانية مذدوجة يقدم خدماتة الطبية للانسان والحيوان في عنبر واحد..والغنماية ربما وضعت حملها بمساعدة دكتور ..ودفعت باكشيشها للادارة لبن تتعشى به للادارة ليلا.. قانون الانقاذ البقاء للذي يدفع المال