فالخير هنالك، ومع ذلك ..!!

ة
:: ليت رصف الطرق وبناء السدود و مد الجسور وحصاد المياه انطلق من هنا.. وليت خدمات المياه والكهرباء وشبكات الإتصالات توفرت هنا قبل أي مكان آخر..هكذا كانت الأماني في تخوم الجنينة وسهول جبل مرة و أرياف زالنجي و قرى كأس و نيالا وغيرها من أرض الخيرات التي أعدت إكتشاف أزماتها طوال رحلة الأسبوع الفائت .. فالمواطن هناك منتج، ويقدس الانتاج، وكذلك المواطنة.. وسيان أحمد وفاطمة حين تشرق شمس العمل .. يتقاسمان الكد زرعا في الحقل و بيعا في السوق و رعيا في البادية.. !!

:: ولأن لكل مجتهد نصيب، تمتلئ أسواق دارفور بخيرات المجتهدين ..ولم يدهشنا أن كيلو البرتقال الذي يباع في الخرطوم حاليا بخمسين جنيها أو أكثر، لم يتجاوز سعره في أسواق محليات جبل مرة ( 5 جنيهات).. وما هذا إلا نموذج إنتاج مُهدر.. وعلى ذلك قس أسعار اللحوم والألبان و الأجبان والخضر والفاكهة في كل مواقع الإنتاج ..أسعار مدهشة ..فالانتاج وفير لحد الكساد، زرعا وضرعا ، ليس في ولايات وسط وشرق وجنوب دارفور، بل في دارفور كلها .. ومع ذلك، المنتج فقير لسوء التسويق ..وسوء التسويق مرده « العزلة » ..!!

:: إنسان دارفور ليس بحاجة إلى ( إغاثات)، بل إلى خدمات وشبكة طرق توزع هذا الانتاج وتنقذه من الكساد.. وفي هذا تحفيز للمنتج وتأمين لحياة الأهل بدارفور ..واليد المنتجة حين يكسد انتاجها تدع الانتاج وتحمل السلاح اما تمرداً على التجاهل أو ليعيش صاحبها بقوة السلاح (ناهباً).. ولو علم أهل السودان بجدوى طريق الانقاذ الغربي لصاموا عن الأكل والشرب (حتى يكتمل)، ولكن قدر السودان – منذ الإستقلال و إلى يومنا هذا – أن صناع القرار الإقتصادي يجهلون مكامن القوة في بلادهم، فيختزلون البنية التحتية والخدمات في الفيافي والكثافات ( غير المنتجة)..!!

:: فالحلم في مدائن وأرياف دارفور ليس (السُلطة والثروة)، بل كان ولا يزال مصنعاً يستوعب طاقات الشباب التي نجحت في إستيعابها حركات التمرد عندما غفلت أجهزة الدولة المناط بها توزيع الطرق والجسور والكهرباء وكل الخدمات بالقسط والميزان .. ووكان ولايزال الحلم مصنعاً يُعلب ويُغلف ويُصدر إنتجاهم الوفير..وشارعاً يربط مدائنهم بمواقع الإنتاج ثم يربط كل الإقليم بمدائن البلد الأخرى، ليفيدوا الناس والبلد ثم يستفيدوا هم بما ينتجون ..هكذا كان ولايزال الحلم في تلك المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.. منذ تاريخ الإستقلال وحتى يوم الإحتراب ..!!

:: وبتجاهل هذه الأحلام تحولت عقول الشباب وطاقاتهم من مواقع الإنتاج إلي خنادق الحرب ومدن الهجرة والنزوح، لتدفع البلاد أثمان أخطاء بعمر إستقلالها.. فالتخصيص العادل لميزانية الطرق والكباري والكهرباء وكل عوامل الإنتاج، حين يصطحب موارد الولايات المُعطلة ثم كثافاتها السكانية، كان يجب أن يضع ولايات دارفور وكردفان على رأس القائمة.. أي مناطق الإنتاج الضاجة بالكثافة السكانية هي التي بحاجة إلي( بنية تحتية )، بحيث تساهم بإنتاجها في إعادة تعمير (الفيافي المهجورة).. ولكن للأسف، منذ الإستقلال، لم يكن حظ البلاد من صُناع القرار غير من لايتجاوز مدى بصيرتهم ( تحت كرعينهم)..!!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا الطاهر الطريق مهم ومهم جدا .. لكن فى النهاية الفواكه حيشتريها تاجر
    وحيعبر بنقاط العبور والجبايات وحتصل بنفس السعر الفى الخرطوم

    المشكلة الاكبر فى التجار العاوزين يربحوا اضعاف المزارع وفى الحكومة العاوزة تربح اضعاف التجار

    وبرضو الطريق مهم

  2. صدقت حين اشرت الي تكالبهم الي العمل ونجاحهم للانتاج و الوفرة حتي بدون معينات لتقليص التكلفة الى الحد الادنى و بالتالي السعر – بالفطرة فقط. هم اذكياء هبة من المولى; كارهون للحرب غريزة; ما يحتاجونة طرق و اتصالات و اعتراف وحرية التنافس; عندها بزمن وجيز نجدهم نوابغ الطلاب ، أساتذة الجامعات، ركائز التجارة و ائمة المساجد. عيبهم انهم امميون لا قومييون. لا تجذبهم عروبة او افريقانية ;هم ضدها لدرجة الحرب; لذلك فهم اشد اعداء الحدود اقليميا او دوليا; اؤيد الدعوة لوقف الحرب و إشاعة لسلام و تكافؤ الفرص لاختيار الصالحين المصلحين من بين كل السكان ” بدون فرز”.. عسى و لعل!!!!!

  3. كلامك سليم يا الطاهر .. معظم اهل دارفور منتجون و اصنفهم ضمن اكثر الولايات انتاجا و حركة و نشاط لكن ما يعيبهم انهم ينقضوا غزلهم بأيديهم

    فقد شاهدت بأم عيني اهالي قرية ينهبون معدات شركة طرق اتت لتنشئ طريقا هم نفسهم اكثر المستفيدين منه لذا احملهم هم ايضا مسؤولية ما يحدث لهم

    مقارنة باحدى قرى الحلفاويين في الشمالية عندما اعترض احد المحليين مهندس مساحة تابع لشركة طرق خرجت كل القرية و وبخته و اعتذرت للمهندس و اكتمل الطريق الترابي في زمن قياسي

  4. ).. ولو علم أهل السودان بجدوى طريق الانقاذ الغربي لصاموا عن الأكل والشرب (حتى يكتمل)،
    يا حبيبي نصوم و تتلم القروش و يضربوها الجماعة و تمشي ارصدة في ماليزيا … و يكون نصيبنا ” خلوها مستورة”

  5. يا الطاهر الطريق مهم ومهم جدا .. لكن فى النهاية الفواكه حيشتريها تاجر
    وحيعبر بنقاط العبور والجبايات وحتصل بنفس السعر الفى الخرطوم

    المشكلة الاكبر فى التجار العاوزين يربحوا اضعاف المزارع وفى الحكومة العاوزة تربح اضعاف التجار

    وبرضو الطريق مهم

  6. صدقت حين اشرت الي تكالبهم الي العمل ونجاحهم للانتاج و الوفرة حتي بدون معينات لتقليص التكلفة الى الحد الادنى و بالتالي السعر – بالفطرة فقط. هم اذكياء هبة من المولى; كارهون للحرب غريزة; ما يحتاجونة طرق و اتصالات و اعتراف وحرية التنافس; عندها بزمن وجيز نجدهم نوابغ الطلاب ، أساتذة الجامعات، ركائز التجارة و ائمة المساجد. عيبهم انهم امميون لا قومييون. لا تجذبهم عروبة او افريقانية ;هم ضدها لدرجة الحرب; لذلك فهم اشد اعداء الحدود اقليميا او دوليا; اؤيد الدعوة لوقف الحرب و إشاعة لسلام و تكافؤ الفرص لاختيار الصالحين المصلحين من بين كل السكان ” بدون فرز”.. عسى و لعل!!!!!

  7. كلامك سليم يا الطاهر .. معظم اهل دارفور منتجون و اصنفهم ضمن اكثر الولايات انتاجا و حركة و نشاط لكن ما يعيبهم انهم ينقضوا غزلهم بأيديهم

    فقد شاهدت بأم عيني اهالي قرية ينهبون معدات شركة طرق اتت لتنشئ طريقا هم نفسهم اكثر المستفيدين منه لذا احملهم هم ايضا مسؤولية ما يحدث لهم

    مقارنة باحدى قرى الحلفاويين في الشمالية عندما اعترض احد المحليين مهندس مساحة تابع لشركة طرق خرجت كل القرية و وبخته و اعتذرت للمهندس و اكتمل الطريق الترابي في زمن قياسي

  8. ).. ولو علم أهل السودان بجدوى طريق الانقاذ الغربي لصاموا عن الأكل والشرب (حتى يكتمل)،
    يا حبيبي نصوم و تتلم القروش و يضربوها الجماعة و تمشي ارصدة في ماليزيا … و يكون نصيبنا ” خلوها مستورة”

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..