من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة

لمن لا يعرفون سلمان إسماعيل فإنى مثير  للجدل حتى مع نفسى كثيرا وأكون غير متصالح  معها وغير راض عنها وكلما فعلت خيرا أمنى النفس بمزيد من الخير ولم أشعر يوما بالغرور والحمد والشكر لله ، إتباعا لقوله صلى الله عليه وسلم (  من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة ) ، فيا أهل السودان أعطاكم الله مليون ميل مربع من الأراضى الخصبة ضيعتم ثلثها وسلمتونه لدولة تعادى الإسلام ثم ماتبقى منه ستتركونه على هذا الحال وتذهبون الى ربكم تطلبون جنته ، وفى الفترة الأخيرة وانا اسميها فترة ( حدث ما حدث وهى تمتد من 30 يونيو 1989م وحتى خروج البرهان وبقية طاقمه من دائرة حكم السودان وإنهاء وصايته المزعومة ) والمشكلة الإساسية تكمن فى إنعدام الرجال المؤهلين والموثوق بهم فى السودان بدليل أن دول كنا نرسل ابنائنا ليعلومهم لغتهم العربية وتخطيط المدن أصبحوا يتدخلون فى شأننا الداخلى بما يروق لهم ، بل وينهبون خيرات السودان بدون مقابل مادى فذهب سودان الأزهرى والمحجوب وخرطوم اللات الثلاثة ، وجاء سودان البرهان وحميدتى والليلة مابنرجع إلا البيان يطلع والتوم هجو وبرطم وطلع البيان فى 25 إكتوبر 2021م ورجع بالسودان للعصر الحجرى ، وخرج مستقيلا أخر أمل لنا فى سودان الغد ( إنها إستقالة حمدوك ) ، ففكرت وفكرت ولم أجد أى حل سوى أن ألجأ لإنسان السودان كله ، ننقب فى الإنسان الشيوعى ونأخذ أفضله ونترك السىء منه ، ننقب فى إنسان الحركة الإسلامية ونأخذ أفضله ونترك السىء الذى تلوست يداه بالدم وجيبه بالمال المسروق ، وأنا ضد من يقول كل من إنتسب للمؤتمر الوطنى أو الشعبى يتم عزله حتى لو لم يقتل أو يسرق أو يتم تعيينه فى وظيفة بدون مؤهلات ، فهذا ظلم ، من قتل نفسا بغير حق يقتل ، من سرق يسترد منه ماسرقه ويسجن حسب القانون الجنائى ، من تم تعيينه فى وظيفة حكومية بدون مؤهلات تعتبر جميع المرتبات التى تسلمها والمخصصات الأخرى من منزل حكومى أو سيارة مال مسروق يسترد لخزينة الدولة ولكن من لم يفعل شيئا مثل ذلك فما هو ذنبه حيث لا تزر وازرة وز اخرى ، ولمعرفتى بالرجال وهذا قد أقوله أنا عن نفسى وقد ينكره أو يرفضه عنى آخرون ، أتصلت بالدكتور المحبوب عبد السلام وهو إسلامى مؤتمر شعبى أعرف عنه نظافة اليد واللسان فوجدته فى القاهرة وهو سودانى اسلامى مثقف لم تتلوث يداه بالدم ولا جيبه بالمال ، مثقف من طراز نادر ، يحمل جنسية بريطانية ، تشرب بالفكر من الترابى ولكن لم يتشرب بقسوته ولؤمه فى ضرب خصومه حتى لو كانوا من تلامذته ، وقلت له يا دكتور المحبوب هذا الوطن وطننا جميعا ، يكاد أن يغرق أو قد يكون غرق فعلا فى بحر البرهان وحميدتى وبرطم والتوم هجو وجبريل ومناوى ومجموعة الساسة الجدد وهم ينظرون إليه ولا يملكون القدرة على إنقاذه ، ففاقد الشىء لا يعطيه ، ومجموعة مكون القيادة العسكرية برتبها العليا الستة ( البرهان ، حميدتى ـ عبد الرحيم ، كباشى ، ياسر العطا ، ابراهيم جابر يضاف لهم أبو هاجة وبعض القيادات العليا ببقية الأجهزة الأمنية ) يتقاتلون مع شباب لا سابق له فى السياسة أمثال خالد سلك ومحمد الفكى سليمان وجعفر حسن ووجدى صالح ، بينما السيد رئيس مجلس الوزراء المرتبط كليا بأجهزة خارجية كالأمم المتحدة والترويكا وليس له أى معرفة أو علاقة بالمكون الداخلى ولديه ضمانات من هذه المكونات العالمية بأنه لن يمس بأذى ، فبينما أعتقل وعذب كل التيم العامل معه تمت إستضافته ببيت الضيافة العسكرى من قائد عام الجيش وقال شربت معاه الشاى الصباح ومجرد شرابه الشاى مع البرهان يعتبره الثوار خيانه للثورة  .
تابعت حديثى مع الدكتور المحبوب عبد السلام بالهاتف عن السودان وكيف يمكن إنقاذ مايمكن إنقاذه من الغرق وهو فى القاهرة وأنا بالرياض وأنا لا أعرفه وهو لا يعرفنى ولا أدرى من أى بلد هو بينما انا من قرية عتمور بمنطقة الرباطاب ، ولم ألتقيه طيلة حياتى ولكن أنا متابع له كمفكر ومعجب به وبكتاباته ، وطرحت له مسميات وقوائم من المفكرين والعلماء السودانين لهم قدرات وإمكانيات عالية لو تمت الإستعانة بهم لأخرجوا السودان من هذا النفق المظلم بعد أن يتخلوا عن أحزابهم التى أصبحت محل نقد من الجميع ، ولن أخفى عليكم أن هذه القائمة تضم أسلامين وشيوعين وغيرهم واصبحوا مرفوضين لانتماءاتهم السابقة وبدأت أعدد له بعض الأسماء وكانت البداية بالدكتور الشفيع خضر الذى ترك الحزب الشيوعى منذ قرابة العشرة سنوات لعجائز يرفضون كل شىء ، فقد بدأوا حياتهم برفض الإسلام وأتبعوا الفكر الماركسى وأظنهم حاليا يرفضون حتى  الإلحاد العلمي الماركسي اللينيني الذى هو جزء من الفلسفة الماركسية–اللينينية  ، كنوع من الفلسفة الماركسية التي وجدت في الاتحاد السوفياتي ، حاتم السر بعد أن ينفض يده من سيده محمد عثمان الميرغنى ويأتى للسودان كشخص حر قد مقيد ، الدكتور الواثق  كمير أستاذ فى جامعة الخرطوم كان مع جونق قرنق وبعد أن مات جون قرنق شق طريق لوحده ويعتبر من المثقفين الوطنين  ، عبد الوهاب الأفندى ترك جامعة لندن وهو الأن يقيم فى الدوحة مديرا لمعهد الدوحة ( لا يعقل أن يلعب أولادنا بفرق كرة القدم لدول أجنبيه وفرقنا تهزم بالخمس والعشرة أهداف ، وكفاءاتنا تنتشر فى دول العالم ونحن ننتظر حميدتى عشان يحكها يحكها عشان يعمل لينا ديمقراطية ، والله دا ممكن يهيج علينا البواسير ) ، الدكتور بشير آدم رحمة هو طبيب موجود بالسودان ، وكانت القائمة التى عرضتها على الأخ المحبوب طويلة تضم ياسر عرمان ، الدكتور بهاء الدين حنفى وحيش ، الدكتور سيد الخطيب ، الدكتور أمين حسن عمر وبقية لا تحصى ولاتعد من خيرة شباب هذا الوطن الذى نحتاج إليهم فى هذا المرحلة ومراحل قادمة بإذن الله تعالى، وكان لدينا إتجاه ان نخاطب كل هؤلاء من شيوعى لإسلامى لإتحادى لأبعثى لغيره كى يتخلوا عن أحزابهم ويرتموا فى حضن السودان الذى يحتاج إليهم وكل واحد منهم يكتب رسالة يقطع فيها صلته بحزبه ويبقى الإنتماء فقط للوطن السودان ، ولاننسى ان تضم هذه القائمة الحاج وراق وغيره وكل شخص من هؤلاء يقترح لنا من يراه ليضم لهذه القائمة ، وقد نواجه برفض من هؤلاء لأن تجاربهم الطويلة التى عاشوها مع الأحزاب خرجوا منها مرهقين ولكم مثال فى سيد الخطيب الذى علمنا أنه يعيش بين منزله ومسجد صغير يجاور منزله وتوقف حتى عن الكتابة لأن حلمه بقيام دولة إسلامية سودانية سرقه الكيزان الحرامية وأساءوا للأمة والوطن ، فقدرة هؤلاء على العمل العام أصبحت ضعيفة ، ممكن يكتبوا ، ممكن يناقشوا ، ممكن يقدموا محاضرات ، ولكن قد يكون ليس لديهم إستعداد لعمل حزبى ، ونرى أن يتم جمع هؤلاء أو أمثالهم فى مجلس سيادة مكون من 6 أفراد مدنين ، ومجلس شورى مكون من 100 فرد مدنى ( العسكر الى سكناتهم وداخل ولاية الخرطوم لايسمح لغير الشرطة والتى تتبع لرئيس الوزراء المدنى وغير كده اى مقترح مرفوض حتى لو جاء من الترويكا والرباعية ) .
قلت له السودان ليس جزيرة معزولة ونحن نؤثر ونتاثر بمن هو حولنا وخاصة محيطنا العربى ، فموقعنا على البحر الأحمر بالجهة الشرقية للقارة الأفريقية يجعلنا نتأثر ونؤثر على بلاد كالسعودية ومصر ، ونرى أن يتم تفاهم بيننا لما فيه مصلحة بلادنا ، وأن نستبعد أن تقارب أو تفاهمات مع مصر ، فمصر تنظر لمصلحتها ولا تلقى بال لمصلحة السودان وكل تجارب الماضى بيننا وبين مصر كانت سالبة سوداء اللون ، وطرحت على الأستاذ المحبوب بعد أن يتخلى عن جماعته فى الحركة الأسلامية أن يقود وفدا سودانيا يضم فيما يضم مفكرين نفضوا يدهم وغسلوا عقولهم من كل فكر إسلامى ( جماعة الأخوان ) ، فكر شيوعى ، فكر بعثى ، أو حتى إتحادى علما أن الأتحادى والأمة ليست بفكر وانما هى تبعية لأسرة ، دون خارطة طريق ، وأن يطلب هذا الوفد مقابلة خادم الحرمين الشريفين وولى عهده الأمين لوضع بروتوكول  يتضمن مسوّدة تُصاغ على أساسها معاهدة أو اتفاقيّةُ تكامل بين الدولتين فى شتى مناحى الحياة لنغلق طريق البحر الأحمر على كل طامع يريد بدولتينا شرا ، وكان من المفترض أن يجرى الدكتور المحبوب عبد السلام محادثات مع هؤلاء النفر الكريم إلا أن تسارع الأحداث وإرتباك المشهد السودانى الداخلى قد يكون تسبب فى خلط أوراق وأفكار الدكتور المحبوب ، إلا أن هذا العرض ليس ملك لى أو للدكتور المحبوب ، ولكنه ملك لكل سودانى يود أن يضيف أو يخصم منه ، ونحن أشبه بمن يمشى فى ظلام فى ليلة عاصفة هوجاء لا يرى الطرق ولايسمع سوى صوت الرياح – ومع ذلك نبحث عن وسيلة تخرج بالسودان لبر الأمان ….
مع خالص شكرى للأستاذ الدكتور المحبوب عبد السلام ومازلنا منتظرين متابعتك لأقناع هذه المجموعة لتلتف حول الوطن ( الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــودان )

[email protected]