وين الكبير..؟

بلا أقنعة
زاهر بخيت الفكي
ما يحدُث في بلادنا، من عبث، بصراحة تخطى حدود المعقول، رُبما يتجاوز المواطن إلى حين، جشع التجار، ومضاعفتهم للأسعار، ويتغافل متعمداً عن محاولات الغش التي يقوم بها، بعضهُم في أسواقنا، وقد يتجاهل حركات التذاكي التي يستخدمها البعض، في كافة مؤسساتنا الخدمية، (الخاصة والعامة)، بغرض جمع المزيد من الأموال، من جيب المواطن المأزوم، بلا وجه حق، في زمان اللا رقابة ولا قانون، وفي ظل غياب دور الدولة التام، وقد يتغاضى عن ممارسات البعض البئيسة، وتصرفاتُهم اللا مسؤولة، هنا وهناك، في وقتٍ تمُر فيه البلاد بأسوأ أوضاعها، السياسية والاقتصادية والأمنية، والاجتماعية أيضا، فضلاً عن الأزمات المُتعمّدة التي تحتوشها من كُل الجهات.
الخبر أدناه عزيزي القارئ، يًحدِث بالمستوى الذي وصلنا إليه اليوم بفعل الفوضى.
(كشفت متابعات عن انعدام أكياس تعبئة الدم لدى بنوك الدم بالخرطوم، وسرد مرافق مريض بحسب صحيفة الجريدة معاناته في الحصول على زجاجات دم لمريض بالعناية المركزة في احدى المستشفيات، مطلوب له بصورة عاجلة سبع زجاجات دم، واضاف بعد جهد تم الحصول على زجاجة واحدة من مستشفى حكومي شهير، مع اعتزارهم بعدم وجود أكياس دم للتعبئة، وتابع من المؤسف أن تنعدم أكياس تعبئة الدم لدي بنوك الدم في ولاية الخرطوم فيما تنتظر العديد من الأسر التي ترافق مرضاها حصولها على أكياس حتى تبدأ عملية تجديد الدم، أو اجراء المقابلات والعمليات المحددة من قبل الأطباء.)
يا تُرى ما هي مُبررات الجهات المسؤولة عن توفير مثل هذه المُعينات الضرورية، (إن) كان لها من مبررات أصلا، وأي شماعة هذه التي سيُلقون فيها فشلهم في توفير هذه الأشياء الضرورية، وهل حقاً تخلو مخازن وزارة الصحة من أكياس الدم الفارغة (الأن) حسب الخبر، أم أنّ القصة مُتعلّقة بسوء الادارة، أو أنّ جشع البعض وأنانيتهم، وهذا متوقع، دفعتهم دفعاً لقطع الطريق أمامها للوصول للمُستشفيات، وتعبيد الطريق لها للدخول للسوق الأسود، لتمتلئ جيوبهم من أموال الغلابة، بالتأكيد حاجة المريض الشديدة لها، وحالته الصحية الحرجة، تدفعه للشراء مهما ارتفع ثمنها، وهكذا يقع الضحايا في مصيدة، أصحاب النفوس المُتسخة القذرة، وما أكثر هؤلاء بيننا، في زماننا هذا.
شُح عبوات الدم، كارثة حقيقية لا تُجدي معها أدوات البصارة، التي نُعالِج بها أمورنا الحياتية العادية، يعني لا يوجد بديل لها، لآداء نفس الغرض، فالأكياس مصنوعة بمواصفاتٍ طبية دقيقة، لحماية الدم من الفساد، يعني لا ينفع في الأمر الاجتهاد، أو البحث عن بديلٍ آخر، ويقيني بأنّ هذا الأمر لا يحدُث، إلّا في بلادنا المملوءة بأصحاب النفوس المريضة، والضمائر الخرِبة، ومن شغلتهم دناءة أنفسهم عن أي شأنٍ آخر، ومن اتخذوا من مقاعدهم الوظيفية، مطية للثراء واشباع أطماعهم.
لمن المُشتكى والبلاد بلا كبير، وعن ساستها غاب الضمير.
الجريدة