لُغز الغاز ..!!

:: غُلام من أهل مكة كان ملازماً للمسجد، و افتقده ابن عمر رضي الله عنه يوماً و آخر، فذهب إلى داره ليتفقده .. ولم يجده، وعندما سأل عنه والدته أجابت (هو على طعام له يبيعه)، أي صار بائعاً لطعام ما .. فذهب إبن عمر إلى حيث متجره، وخاطبه ناصحاً ( يا بني..مالك وللطعام؟ فهلا إبلاً ، فهلاً بقرا، فهلا غنما، إن صاحب الطعام يحب المحل وصاحب الماشية يحب الغيث).. وهي دعوة – ذات رمزية – للإنتاج، وتذكير بأن المنتج دائماً ما يحب الرخاء والسخاء ( الغوث)، و أن البائع – و كذلك السمسار – دائما ما يشتهي الندرة و الأزمة والجفاف ( المحل)..!!
:: ومع ذلك، أنظر إلى خارطة الصناعة والزراعة و غيرها من مساحات الإنتاج، فلن تجد فيها ممن كانت تصفهم صحف الديمقراطية الأخيرة بتجار الجبهة إلا ( قليلاً)، وقد لا تجدهم .. ولكن حدًق في عالم التجارة – و السمسرة – لترى فيالق جيشهم تطاحن فيما بينهم لتحتكر الأسواق و سلعها وتثري لحد الفحش ..نعم، فالقليل من العامة هم الزٌرًاع والصنًاع في بلادنا، بيد أن السواد العام من خواص السلطة وحزبها الحاكم يحترف تعذيب الناس بالجشع والإحتكار و كل أنواع الفساد.. وما يحدث في سوق الغاز منذ الشهر الفائت، لايختلف كثيراً عما حدث في سوق الدواء قبل عام ، ولا عما حدث في سوق القمح والدقيق قبل أشهر، وكلها نماذج لفساد النفوذ المحمى بمراكز القوى الفاسدة..!!
:: لا تُوجد أزمة غاز، بدليل أن أسطوانة الغاز تُباع – للمقتدرين – بأضعاف سعرها، وهذا يعني (يُوجد جشع)..وليس في هذا الأمر عجبا، فالطبيعة لا تقبل الفراغ، وعندما تضعف الدولة وقانونها تستقوى المافيا ويتمدد قانون الفوضى..فالبيع لفترة ثلاثة أو أربعة أسابيع بهذه الأسعار المضاعفة قد تكفي الشركات والوكلاء والتجار من أموال الناس ( جشعا وسحتا وحراماً )، ثم تعود بعدها تلك الأسعار المشروعة (كما كانت)..هكذا تتوالى حلقات هذا المسلسل سنوياً تحت سمع وبصر المسماة – مجازاً – بالأجهزة المسؤولة وقوانينها التي تصلي المواطن من عامة الناس سعيراً إذا سرق ( قوت يومه)، وتتقزم لحد التلاشي أمام من يسرقون ( قوت عمره).. وأمام هذا النهج غير العادل لا يخطئ من يقترح تحويل مساحات نيابتي الثراء الحرام و المستهلك إلى ( ملعب خماسيات)..!!
:: وما يؤلم أنهم لا يكتفون بالأفعال ألماً، بل أقوالهم أشدً وقعاً على الناس.. وإقرأ على سبيل المثال : (الغاز متوفر بالشركات، ولا توجد مشكلة، وما حدث يعتبر هلع من المواطن، ولا يوجد نقص، وما يخص ارتفاع الأسعار فالشركات ملتزمة بالسعر الرسمي)، علي أبرسي – النائب البرلماني والرئيس المناوب لإتحاد أصحاب العمل ورئيس مجلس إدارة أبرسي غاز- للتيار .. لاتوجد مشكلة غير (هلع المواطن)، هكذا إختزل الحدث، فصدقًوه بعد دفن العقول في الرمال ..إختفاء لحد البحث ثم الشراء بأضعاف السعر، ومع ذلك المواطن (غلطان) ومتهم بتهمة (الهلع)..وعلى كل، هي ليست أزمة غاز طارئة وتنتهي بتوفر الغاز بأسعاره الرسمية خلال أسبوع كما قالت السلطات، بل هي أزمة دولة أقوى ما فيها المافيا و تحالف ( التجارة والسياسة)..!!
[email][email protected][/email]
بضيع وقتك وتجهد زهنك ف كوارث معلومة لدينا الافضل ان تكتبوا مذكراتكم شقاوات الطفولة والصبا والقرية والمدينة هي دعوةلكتاب جميع الاعمده نحن عارفين وهم عارفين والله عارف مافيش فائدة ي ولية غطيني
مشكلة الغاز دي متوقعة من قبل شهور ولو متذكرين في اللقاء الصحفي للرئيس الهمام أسد أفريقيا بخصوص رفع الدعم عن المحروقات قبل شهور قال بالحرف الواحد أن أنبوبة الغاز قيمتها الحقيقية 75 جنيه والمواطن يشتريها ب 19-20 جنيه.
يعني توقعوا رفع الدعم عن الغاز بعد الخمج الحاصل اليومين ديل.
عادل إمام في أحد أفلامه ممثل دور مسؤول حكومي فسألوه: سعادتك نرفع الدعم ولا ندعم المواطن؟ فقال ليهم: أرفعوا الدعم.. قالو ليهو: طيب والمواطن نعمل فيهو شنو؟ فقال ليهم: هو إحنا لما نرفع الدعم ماهو المواطن حيترفع معاهو يعني هو حيروح مننا فييييين!!
عشان كده جهزوا نفسكم للرفع يا شعب السودان الفضل.
قصة الفيلم المكسيكي (النسخة الكيزانية):
—————————————-
أسد أفريقيا في المؤتمر داك قال بحماسة وثقة أن الدولار وصل 7 وماشي علي 8 ورفع الدعم عن المحروقات حيصلح الاوضاع والدولار حيركع والجنية حيتصلح.. أها هسه الدولار بقي كممممم؟ 11 ؟ 12 ؟ 13 ؟ ومااااااشي.. وقالوا البشير زاتو إحتار ومسك ليك في رقبة وزير المالية صاحب نظرية رفع الدعم ده وقال ليهو أنت غشيتني والدولار ده لسع طالع والجنيه قرب يركع زاتو. ياخي أنت قريت أقتصاد في جامعة وين أصلو يا وزير؟؟ شكلك كنت ساقط في كل المواد وإتخرجت بالواسطة بس فالح في التنظير وتملاني وعود وتخليني أعمل مؤتمرات صحفية وأقعد أوعد في الشعب ذي الأهبل وأما مافاهم حاجة.. ياخي والله العظيم فضحتني وسط المخاليق وخليت رقبتي قدر السمسمة الله ينتقم منك. علي بالطلاق لو الدولار ده وصل 12 حأطلع عينك وأعملك (وزير ري) وأمسكك ملف سد أثيوبيا عشان تمشي تتفاصح مع المصريين ديل ويعلموك الأدب. يلا أطلع برة مكتبي يا فاشل….. هوووووووي أسمع: أوع الدولار ده يطلع تاني يا وزير فاهم كلامي ده؟؟!!
الوزير (يطنطن زهجان وهو طالع برة): هسع الرئيس العسكري ده أقول ليهو شنو؟ هو أنا القلت ليك إتفق مع الشركة الروسية عشان تستخرج لينا 80000000000 طن ذهب؟ أنت براك العملتها وغشوك ناس المعادن وحتي السفير الروسي نكر القصة وفضحك فضيحة السواد والرماد أنا مالي ومالكم ياخي. تقول لي أنا فاشل وساقط يا عسكري؟ أنا أحسن وزير مالية وإقتصاد في البلد لكن ما عندي عصاية سحرية دايرني أتحكم ليك في الدولار ده بشنو يعني والبلد لا فيها قروش ولا فيها إنتاج؟ أستعين ليك بشيخ الأمين صاحبك مثلاً؟ كرهتونا البلد وحقو الواحد بعد ده يستقيل ويحصل أخونا معتمد الحصاحيصا ويغترب في السعودية عشان يكون نفسو ههههههههه!!
لا فض فوك استاذ الطاهر
بالله أتركوا الكلام الكثير. إذا لم تكن أزمة فعلاً وكانت جشعاُ فأعرفوا أي مخزن مستودع للجشع وأدوه نار.
ستجد تاني يوم الأنابيب خرجت من عند باقي الجشعين. وبس