مقالات وآراء

المقاول

عمر عبدالله محمد علي

البص العتيق ، يتهادى في السير بالركاب . وتكاد أن تخلو معظم المقاعد من المسافرين. المسافرون من النساء والرجال والأطفال ، في طريقهم إلى احتفالية بتمجيد الجيش .
عبد الجبار ، مازال يردد للجمع الغاضب ، بأن الطعام والشراب في الطريق . فليس هناك ما يدعو للقلق والتزمر .
يتصبب العرق من وجه، وهو بجادل من على بعد ، عبر هاتفه بصوت يقرب للهمس .
أين العصائر والوجبات ، يا جماعة؟ .
يا جماعة ، ما تفضحونا مع الضيوف .. بالله بسرعة ..
أين سارية ؟.
بعد قليل ، تحرك عبدالجبار ، بعيدا عن الجمع الغاضب ، وهو يتحدث مع سارية ،
تعرف يا سارية هذه آخر مرة ، انا اتعامل معكم .. ثم اغلق الهاتف.
ساربة ، يتحدث مع رئيسه شيخ يزيد ، ويوضح له فداحة الموقف .
شيخ يزيد ، لا يعير الموضوع ذرة من الإهتمام .
ويقول لسارية ،
كم دفعت لعبد الجبار؟..
سارية ، ملياران .
الرئيس ، ولماذا لم يشتر منها الطعام والشراب ؟.
سارية ، قال سرقوها …
شيخ يزيد ، لا تتحدث معه مرة أخرى ..
سارية ، وماذا عن الفريق عوج الدرب ؛ فهو مازال
منتظرا مع حرسه خارج العمارة ..
شيخ يزيد ، أنأ خارج الأن ، لاجتماع في المركز العام .
أخبره بأني متفق معه. فقط ، عليه أن بخبرنا بعدد افراد قبيلته ؛ ولازم تكون معه كل كشوفاتهم ..
لاتنسى، أن تعطيه ثلاثة مليارات . ثم خرج .
وبعد دقائق قليلة ، دخل الفريق العوج ، وساريه يمشي أمامه ، بخطى كسلى ..
بعد جلسه قصيرة ، شابتها روح التكلف ؛ وخلت من زخرف القول.
أخرج ساريه من خزينة ملحقة بالمكتب ، كتل مالية . قدمها للفريق .
نظر الفريق للمال بدون إكتراث ، ثم سلمه لحرسه .
نهض ساريه مودعا الفريق ، ببرود بعد أخبره بوصية رئيسه .
نادى الفريق حرسه ، وأمرهم بتقيد ساريه بالحبال وتكميم فيه.
توجه الفريق ، نحو الخزينة وبمساعدة حرسه اخلوها من الأموال.
دهشتهم كانت كبيرة، فقد وجدوا فيها ، هواتف ذكية جديدة وعملات أجنبية وسبائك من الذهب.

انتهت.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..