والمزاهر في المَهَاجِر !

نصف الكوب

قبل سنوات تناولت بنصف الكوب ? هنا – موضوع هجرة العقول والكفاءات السودانية ، وأذكر أنه قد أحدث نقاشآ واسعآ ، وبمنابر عدة ، عندها أيقنت أنه موضوع يجب أن نفرد له مساحات كبيرة نتناوله فيها بإستفاضة ، وكما أننا نتابع بصورة مستمرة أخبار مواطنينا في المهاجر ، قصص النجاح ، وحكايات الألم ، منها المحفز ، وفيها المحبط .
الزملاء بسودانيزأونلاين ( دوت كوم ) كثيرآما يكون لهم السبق ؛ و يأتوننا بأجمل الأخبار ، وقصص المَهاجر خاصة من أميركا ( لسودانيين أمريكان ) ولا أخفي عنكم سادتي أنني بقدر ما أسعد لأحاديث مثل هذه ؛ أحزن لكونهم كفاءات ، بعضهم ترك البلاد قسرآ ، وهاجر منهيآ مضايقات يتعرض لها، أو لم تتاح له الفرصة ، وربما حرصآ على تمسكه بطموحاته وأحلامه التي أصبح بين خيارين معها إما الهجرة لتحقيقها ، او التنازل عنها … وكثيرة هي أسباب الهجرة والإغتراب ، فبلادي قد تكون من أكثر البلدان التي تلفظ بنيها (وللأسف الكوادرمنهم ) والكفاءات في مختلف المجالات ، بل حتي العمال المهرة وغير المهرة ، ولا تسأل عن العلماء الذين لهم بصمات واضحة وفي مجالات مختلفة بالعالم ، وتركوا أثرآ في كل الأماكن التي مرو منها ، وثقوا بأنه يملأؤهم الحزن والأسى لكونهم غير قادرين على تقديم مالديهم لبلادهم بصورة كاملة !
حقيقة لا أعلم ماهي الظروف التي حملت أسرة عضو مجلس أيوا المنتخب مزاهر صالح على الهجرة – على الرغم من أنه هنالك حوارات عديدة اجريت معها لكن الوقت لم يسعفني لمطالعتها ? إلا أن العبرة في أنها هاجرت حديثآ من السودان لأميركا ( أرض الأحلام ) وفي ظرف عشرون عامآ أصبحت مرشح للحزب الديمقراطي ، وحازت على ثقة المواطنين الأمريكيين ، فالسنوات التي قضتها في بلد أجنبي هاجرت إليه حديثآ مكنتها من الوصول لهذا الموقع ، في الوقت الذي يكافح فيه أقرانها بالداخل ( داخل السودان وطنها السابق ) وعلى مدى سنوات هجرتها هذه للحصول على وظيفة !! ، وربما البعض منهم قد استسلم واتجه للتنقيب العشوائي عن الذهب أو اتجه لمجالات أخرى بعيدة عن مجال تخصصه .
وعلى مدى اليومين الماضيين لاحظت ان البعض يستنكر تناول موضوع فوز مزاهر بمواقع التواصل الإجتماعي وغيره ، متحججين بأنها أصبحت مواطنة أمريكية وغير ذلك … سادتي علينا أن لا ننظر للأمر من هذه الزاوية بسبب أنها قصة نجاح وألم معآ ، نجاح للسودانيين الأمريكيين وخاصة الأيويين منهم ( المقيمين في أيوا ) وألم لمن هم في الداخل ، ولكونها في أرض الأحلام ، حيث الديمقراطية والحكم الرشيد ، وعلى الرغم من جذورها القريبة المنظورة أخذت فرصتها ونالت ثقتهم ولم نسمع أن هاجمها أحد بأنها مهاجرة أو قبيلتها كذا ، وأصلها وفصلها وما يتبع ! …
مزاهر مجرد مثال لقصص كثيرة وبطبيعة الحال يسعد كل سوداني عندما يسمع عبارة ” من أصول سودانية ” وكل من تابع فيديوهات الإحتفال بفوزها سمع الزغاريد وهي فرحة للسودانيين هناك قادتهم الي العودة الى الجذور ، وهو إحساس ذو شجون .
هنالك ألم باقِ وهو أن موضوع هجرة العقول والعلماء أبدآ لم يزعج أو يقلق متخذي القرار ، ولعلي طالعت بهذا الخصوص مانشيت ( وهو تصريح )محبط جدآ بإحدى الصحف إعتذر عن إيراده أو ذكره حتى !
أخيرآ معلوم أن المواطنين من بعض الدول قد يقصدون أميركا أو استراليا أو أي دولة ( من دول المعاني الحرة ) وللإقامة فيها لمختلف الأسباب ، وقد تمتد إقامتهم لعقود ومع ذلك تجدهم لايفكرون في التقدم بطلب لنيل جنسية تلك الدولة ؛ لكن للأسف أجد بعض مواطنيَ مجبرين على السعي لنيلها لمخاوف قد تبدو منطقية أو لمواقف مروا بها خلال ترحالهم شعروا خلالها بهوانهم (على الناس) .
كما أرجو أن يتمسك الشباب بأحلامهم ،خاصة أولئك الذين لم تتاح لهم الفرصة ، وحتمآ سياتي يوم يشعر فيه كلٌ منهم بأنه جزء من واقع شارك ( هو ) في صياغته .
وكم من علامات !

أيمن الصادق
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..