أخبار السودان

الحرب أضاعت بهجة رمضان وغابت الروحانيات والطقوس والعادات السمحة

للعام الثاني على التوالي يهل علينا شهر الرحمة والغفران  شهر رمضان المعظم وقد تغيّرت كثيرا من  الطقوس والعادات أُجبرنا على السفر إلى بلاد الغربة، أفتقدنا تجمعات الأصدقاء والإفطارات الجماعية للأهل والأقرباء، لم يعُد هناك شيء مما كان في الماضي والملايين من المواطنين غادروا منازلهم  مجبرين بسبب الحرب الدائرة وإصرار طرفي الصراع علي عدم  إيقاف الحرب أو السماح بهدنة لإعادة  البسمة لمن تركوا منازلهم مجبرين تحطمت ودمرت ونهبت وفقدوا كل متاعهم وقتلت الحرب فلذات اكبادهم ولاتزال تحصد يوميا أرواح الأبرياء ويعاني الملايين الجوع والعطش والامراض الفتاكة فمن لم يمت برصاص الغدر مات بالمرض فالكوليرا ذلك الوباء اللعين نتاج للحرب اللعينة التي دمرت مصادر المياه النقية واضطر الملايين من النازحين واللاجئين لشرب المياه الملوثة فالوضع الإنساني في معسكرات اللاجئين والنازحين كارثي بسبب تفاقم ازمة الجوع والمرض.

ففي مثل هذه الأيام كان رمضان في الأعوام السابقة له طعم خاص بالعاصمة الجميلة الخرطوم  الأسواق تعج بالمارة ممن يشترون مستلزمات رمضان فالأسواق تزدحم بالمارة وحواء الأكثر اهتماما لشراء العدة والبهارات وغيرها من التحضيرات لزوم الشهر الكريم اما الان فالاسواق يخيم عليها الظلام وخالية من المارة  لاتسمع سوي أصوات ازير الطائرات والدانات هنا وهناك والأسواق  والمحال التجارية مغلقة والخرطوم صارت  صحراء جرداء والظلام يخيم علي العديد من المناطق
وتقول ناهد السر لـ (مداميك )التي تركت منزلها  مجبرة منذ اندلاع الحرب ودموع الحسرة والالم تعتصرها ان الحرب اللعينة  افقدتها أحد أبنائها بعد إصابته بدانة أمام منزله وبسبب الإهمال وعدم وجود العلاج اللازم لتضميد جراحه توفي بالمستشفى ومنذ وفاته لأكثر من عام ونصف لم تجف دموعي فالحرب اللعينة دمرت بيوتنا وسرقت ونهبت ولم يكتفي طرفي الصراع الذين فقدوا الرحمة والإنسانية ان تتوقف الحرب حتي مع حلول الشهر الكريم  وتضيف انها فقدت ابنها الذي كان  يتولي توفير مصروف البيت بعد وفاة والدة والان الظروف المعيشية للاسرة صعبة للغاية وحرم ابنائي من الدراسة  للعام الثاني علي التوالي بسبب عدم مقدرتنا الصرف علي التعليم مع موجة الغلاء الطاحن وفقدان مصادر الرزق .
وتضيف نادية حسن أن كل معالم الشهر الكريم اختفت بسبب الحرب اللعينة التي حرمتنا من عاداتنا وتقاليدنا السمحة في شهر رمضان  من مساعدة الفقراء والتواصل مع الاهل والاحباب فالغالبية العظمي من المواطنين صاروا فقراء  وعطالي بعد ان فقدوا وظائفهم ودمرت وسرقت منازلهم وضاع حصاد السنين فالشوارع  والأسواق يخيم عليها الظلام وللعام الثاني تختفي مائدة رمضان من الشوارع والاحياء والتي كان يتميز بها اهل السودان يطعمون المارة ويتناولون وجبة الإفطار مع جيرانهم في حب ومودة ولكن الحرب اللعينة اجبرتنا التخلي عن عاداتنا السمحة وهناك الملايين يعتمدون على الموائد الخيرية التي يقدمها المتطوعون لتناول وجبة إفطار بسيطة..
بدوره دعا الاتحاد الأوروبي الأطراف المتحاربة في السودان إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشددًا على ضرورة منح السودانيين فرصة لقضاء شهر رمضان في أجواء من السلام مع عائلاتهم وأحبائهم.
وأضاف  المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، في بيان صدر  اليوم الجمعة أن الحرب التي اندلعت في السودان خلال رمضان قبل عامين لا تزال تحرم الشعب من الاستقرار، مضيفًا أن السودانيين بحاجة إلى بصيص أمل، وأن وقف إطلاق النار يجب أن يكون خطوة أولى نحو تسوية شاملة تمهد لمسار سياسي متكامل، يعيد البلاد إلى طريق المصالحة والتعافي.
وشدد الاتحاد الأوروبي على التزامه المستمر بدعم الشعب السوداني بالمساعدات الإنسانية، محذرًا من أن فاعلية هذه المساعدات تعتمد على ضمان وصولها بشكل آمن وسريع ودون عوائق، بغض النظر عن أي هدنة محتملة.
المصدر: مداميك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..