سيد الرايحه يفتح خشم البقرة..!

سيد الرايحه يفتح خشم البقرة..!

محمد علي الشيخ
[email][email protected][/email]

نتابع بأسف بالغ الوضع الاقتصادي الخانق الذي تعيشه بلادنا، جراء عجز الموازنة العامة، مما حدى بالحكومة إلى إقرار جملة من السياسات التقشفية أبرزها رفع الدعم عن المحروقات وتقليص الجيش الجرار من الدستوريين. والأزمة جسدها وزير المالية باختصار بعبارة (الدولة مفلّسه) أي (مُعلمّه الله).
بالطبع هذه السياسات ستنزل كالسياط على ظهر المواطن البسيط الذي بالكاد يجاهد لتوفير الحد الأدنى له ولأسرته في الوقت الذي رفعت فيه الدولة يدها عن الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وغيره.
ولو تذكرنا بعض مما قاله الرئيس في بيانه الأول لإنقاذ البلاد في صبيحة 30 يونيو 89 تبريراً لوصوله إلى السلطة : ( تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية، وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور، مما زاد حدة التضخم وارتفاع الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطن الحصول على ضرورياته أما لانعدامها أو ارتفاع أسعارها، وقد أدى التدهور الاقتصادي إلى خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج، وانشغل المسئولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوماً بعد يوم)
والذي يتمعن هذه العبارات ويستحضر واقع بلادنا اليوم وبعد 23 عاماً من حكم الإنقاذ يجدها تقع وقوع الحافر على الحافر أي تنطبق تماماً على واقعنا اليوم. وكأنك يا زيد ما غزيت..!!
وما فتئت الحكومة تذكر المواطنين بشد الأحزمة على البطون منذ أن فقدت عائداتها النفطية، فيما كانت بطون الكثيرين من الموالين للنظام تتمدد وتترهل من أموال الفساد الذي انتشر في العديد من مؤسسات الدولة وأجهزتها، وفق ما أشار إليه الرئيس في خطابه الأخير أمام البرلمان موجهاً الأجهزة العدلية بردع كل المتلاعبين بالمال العام.
ولو كانت القرارات التقشفية الأخيرة ستعالج الأوضاع الاقتصادية المتردية لكان الصبر والاحتمال عزاء الناس.لكن الحقيقة أن العائد المنتظر من رفع الدعم عن المحروقات وتقليص الوظائف الدستورية وتوسيع نطاق الضرائب يغطي جزءاً محدوداً بل يكاد لا يُذكر من عجز الموازنة الذي يبلغ 2.4 مليار دولار.
وبدأ الكثيرون يتساءلون الآن : أين ذهبت أموال البترول خلال سنوات تصديره..؟ خاصة وأن معظم المشاريع التنموية في البلاد قامت بقروض خارجية، فيما لم يستشعر المواطن في أي جانب من جوانب حياته أن بلده يصدر نفطاً بعقود مليارية من العملة الصعبة.! الأمر الذي أجاب عليه النائب الأول للرئيس أمام حزبه قائلاً : (عائدات الدولة من الصادرات ذهبت في ( البذخ السياسي )) والعبارة – على غرابتها – تحمل في بطنها الكثير من التأويلات..! وأضاف ( إن ذلك لن يتكرر مرة أخرى ) أي (الصرف البذخي).لكن بالمقابل نسأل : ومن قال إن العائدات ستعود كما كانت في دولة فقيرة من الصادرات ؟ الفرصة عندما تأتي للإنسان تأتي بجناحين إن لم يستغلها طارت..!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..