مقالات وآراء سياسية

ربط بناء الجدار الخرصاني حول القيادة العامة بتصريح البرهان المثير للجدل!

عثمان محمد حسن

* نشرت صحيفة الراكوبة أن مصدراً مطَّلعاً كشف
عن وصول اللجنة الفنية العسكرية المشتركة ، بين الجيش والدعم السريع ، إلى توافق حول المدة الزمنية المطلوبة لدمج ميليشيا الجنجويد في القوات المسلحة وحددت المدة بعشر سنوات (حسومة) ، وكان البرهان ، قبل ذلك، يصر على إتمام العملية خلال الفترة الإنتقالية ، أي خلال سنتين .. وهذا أمر يثير الحيرة والتعجب! .

* لكن ، لا تحتاروا إذا كنتم تعرفون البرهان ، وتعرفون أهدافه ، معرفة جيدة! .

* أثناء إفطار رمضاني ، قبل أيام، دسَّ البرهان السُّمَّ في الدَّسَمِ حين قال، :- “تبقت أشياء بسيطة ونصل للاتفاق النهائي ، لا نُريد أن نصل إليه بأرجل عرجاء ، نود أن يكون كل الناس معنا ونصل لاتفاق بكتلة انتقالية كبيرة ليس فيها شروخ حتى تمضي بالفترة الانتقالية إلى نهاياتها”..

* وإن لم يتم الإتفاق بذلك الشكل، مع إستمرار الصراع بين المجموعات السياسية ، فعلى المشاركين في العملية السياسة التنحي عن العملية والذهاب إلى الخيار الثاني ، وما الخيار الثاني ، وما أدراك ما هو ، سوى إجراء إنتخابات مدغمسة..

* والتنحي عن العملية السياسة ، حسب ما تفوَّه به البرهان ، يعني أن يستمر هو على رأس السلطة ، وينوب عنه حميدتي ، إلى أن تجرى  الإنتخابات ، وتتسلم الجهات المنتخبة الحكم .. وهذا يعني ، ببساطة ، إنقلاباً آخر أو إحياء إنقلاب يوم ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م بصورة أخرى..

* لقد ظل البرهان يلهج بقيام الانتخابات قبل أن ينقلب على حكومة حمدوك يوم ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م ، وظل يلهج بقيامها عندما انقلب على حمدوك .. ولا تزال مسألة الإنتخابات تدور في مخيلته ، ولا يزال تسليم السلطة لحكومة مدنيّة (منتخبة) هو سلاحه الأقوى للبقاء حاكماً لدولة السودان..

* ودون قيام الانتخابات ، إجراءات التمهيد لقيامها ..  هذا إذا غادرت مركزية قحت و(تنحى الجميع) .. حيث يصبح البرهان هو المسئول عن كل كبيرة وصغيرة في جميع مراحل إجراء الانتخابات ، وحتى إعلان النتيجة..

* ودون التمهيد لقيام الانتخابات ، كذلك ، عمل مكلف من حيث المال والوقت بما يكفي للترتيبات اللازمة لإجراء إنتخابات حرة ، ونزيهة ، وشفافة ، بعد سنتين .. علاوة على الكثير من النقائص التي تمنع قيام أي إنتخابات حرة ونزيهة وشفافة مع هذا الكم الهائل من الميليشيات والأسلحة المرفوعة على رؤوس المقترعين .

* أيها الناس ، ما فتئ البرهان يخطط لعرقلة قيام أي حكومة مدنية .. ويلهج طوال الوقت بتسليم السلطة لحكومة مدنيّة (منتخبة) ..  وهو يعلم أن قيام أي إنتخابات في البيئة السياسية الحالية يعني فوز الفلول ، خاصة وقد فك الحظر عن حساباتهم المصرفية وأعاد قضاتهم لاحتلال كامل الجهاز القضائي .. وهيأ لهم كل ما يمكنهم من إجتياح أي إنتخابات تقام ، طالما لم يتم تفكيك تمكين نظام البشير “صامولة صامولة”، كما ردد المناضل وجدي صالح..

* لا تعتقدوا أن لا صلة بما يفعله البرهان لعودة الكيزان للظهور بتنبؤ والده بحكمه للسودان .. تخطئون إن لم تتلمسوا حقيقة أنه يسعى بكل خبث ومكر ليستمر رئيساً للسودان ، يخدم الكيزان ويستخدمه الكيزان..

* إن نبوءة والده هي الدافع الرئيسي لأفعاله .. وربما لا يرى الناس أي علاقة بين قبول البرهان بتمديد دمج ميليشيا الجنجويد في القوات المسلحة ل(١٠ سنوات) وبين تصريحه بتنحي الجميع من العملية السياسية ولا يتلمسون العلاقة بين بناء الجدار الخرصاني المهيب حول القيادة العامة وبين تلك النبوءة .. ربما لا يرون هذا ولا ذاك ، وربما سخر (الما ناقشين) من هذه المقاربة ولكن تمعنوا أدناه:-

* يقول موقع باج نيوز أن صلاح مناع، مقرّر لجنة إزالة التمكين المجمّدة ، كشف عن أن البرهان سبق وقال في اجتماع تم عقده بمكتبه بالقيادة العامة:-” نحن نحفر للحكومة المدنية بالإبرة وأنا مستعدّ أترك القصر وأبني سور حول القيادة ما في حدّ يقدر يعمل ليّ حاجة حتى لو جلست عشر سنوات”، وذلك في العام 2019م ، أثناء المفاوضات التي كانت تجري بين المجلس العسكري وبين قوى الحرية والتغيير..

* وقتها ، كان البرهان يهدد أعضاء قوى الحرية ببناء ذلك الجدار ، والجلوس علىٰ كرسي الرئاسة .. وها هو يبني الجدار، اليوم ، وهو جالس على كرسي الرئاسة .. ف”البرهان متخصّص في الحفر بالإبرة ضدّ الوطن.

ولستُ أدري إن كان حميدتي يعلم .. ولكني أدري أن المهرولين للتسوية يتخذون من حميدتي صقراً لصيد البرهان .. وأقول لهم:-
ما قال المتنبئ:- “وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا” .

‫3 تعليقات

  1. العتب على مركزي قحت وليس على الشاويشين
    مسألة تبعية القوات النظامية بقادتها مسألة دستورية تقع ضمن صلاحيات رئيس الحكومة أو رأس الدولة! إذن هي مسألة تاتبعة إما لرئيس الوزراء أو رأس الدولة وكلاهما من مؤسسات السلطة المدنية ومن غباء قحت قولهم أنهم يقفون على مسافة واحدة من الجيش والدعم السريع؟ عليهم افهام الطرفين أن القيادة العامة للقوات النظامية سواء اندمج الدعم السريع في الجيش أم بقيا ذات قيادتين فإنهما يتبعان للقائد الأعلى المدني سواء كان رأس الدولة أم رئيس الوزراء. ومذهب حميدتي صحيح من الناحية الإجرائية إوهو المطالبة بتبعيته للقائد الأعلى المدني إلا أن اتفاق القوى الساسية قد يرى تبعيته إلى رئيس الوزراء باعتبار أيلولة رئاسة الجمهورية الرئاسية لرئيس مجلس الوزراء في النظام البرلماني. كذلك اقتراح الشاويش الأول بتبعية الدعم لقائد الجيش عند الاندماج مع تبعية قائد الجيش الموحد إلى رأس الدولة أو رئيس الوزراء وهذه التبعية الأخيرة يجب أن تقرر فيها الأطراف المدنية الموقعة على الإطاري وإن تعسر الاتفاق بين الشاويشين على الأطراف فرض هيئة قيادة عليا مشتركة للجيش والدعم يحتفظ فيها كل قائد بقيادته مؤقتاً ريثما يقرر القائد الأعلى المدني بعد إنشائه في أمر فرض الدمج بين القوتين. ولا اشكال في ذلك طالما القائد الأعلى للجيش والدعم معاً سيكون رئيس مجلس الوزراء أو رأس الدولة! هسع دا بالله موضوع يؤخر التوقيع ليستمر جبريل ومناوي وأردول وأبونمو في مواقعهم هكذا وبلا سند؟

  2. الجماعة تعودوا على التأخير وهم اصلا شايفين وراهم شعب يستحق الاسراع. لكن الأفظع اننا سنتاخر كثيرا في اختيار رئيس الوزراء ورأس الدولة أن كان من ضمن صلاحياتهم ما يخص الجيش.. يعني معقول يختاروا واحد ثوري شعاره معليش ما عندنا جيش.

  3. لا أدري من أين جاء تخوف الكاتب من أن قيام انتخابات مبكرة يعني فوز الفلول من قال لك هذا ؟
    الفلول في عهدهم البائد كانوا يزورون الانتخابات ويشترون الأصوات وفي الجامعات كانوا يزورون ويشترون أصوات الطلاب بميزانيات مفتوحة ويرهبون الطلاب في الداخليات ويغيرون الصناديق ومع ذلك كانوا يخسرون الانتخابات التي تقام فيها نسبة دون الوسط من النزاهة والحرية.
    النظام البائد بعد الثورة مات وانغبر ولا بواكي عليه حتى من مؤيديه ولكن دبت فيه الروح بفعل أخطاء الحرية والتغيير
    قيام أي انتخابات مستقبلية في السودان لن يفوز فيها الفلول ولكن أيضا لن يفوز فيها بعض القوى السياسية في الحرية والتغيير التي لا تعبر عن الشارع وإنما تسلقت عبر ميثاق الحرية والتغيير وهي تخشى من قيام الانتخابات ولذلك هي تضخم حجم الفلول وتروج لهذه الفرية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..