إحباط..!!

حاولت أن أجد قواسم مشتركة او مجرد رابط للمقارنة بين الخرطوم والرياض فلم أجد أي رابط مشترك يجمع بين العاصمتين فالاختلاف شاسع وكبير فالرياض تبهر زائريها بجمالها وتطور عمرانها وشوارعها الواسعة والنظيفة وبالرغم من ملايين السيارات التى تسير فى شوارعها لا تلحظ أي ازدحام إلا نادرا بفضل التخطيط السليم للطرق والأنفاق والكباري الطائرة وغيرها. هذا فى مجال البنى التحتية أما بالنسبة للأوضاع المعيشية بالسعودية فهى أيضا لا يمكن مقارنتها بوضعنا فى السودان، فالأوضاع الاقتصادية الجيدة للمملكة العربية السعودية جعلت المعيشة بها من أفضل الدول على المستوى العالمي ونحن ما نزال نرزح حتى الآن فى موضوع الأكل والشرب والسكن الذى أصبح ذكريات الماضي فى أغلب بلدان العالم.
بالرغم من الحنين الذى يتملكني وأنا أهم بالعودة للوطن وهو إحساس لا يعادله أي إحساس آخر بالرغم من أن ذاكرتي تحمل معالم الخرطوم التى لا تسر الناظرين على الرغم من أن هذه الأيام قد غابت منها الكتاحة والسموم التى بفضل الأجواء الخريفية التى افتقدتها فى العاصمة السعودية الرياض لكن ما أن وصلت مطار الخرطوم حتى أصبت بالإحباط من الوضع الذى وصلت اليه عاصمتنا، فلا زلت أحتفظ بملامح مطار الملك خالد الدولي الذى يعد من أكبر وأجمل المطارات العالمية. تذكرت حينها ما نسب للفنانة المصرية هالة صدقي التى جاءت للسودان إبان مباراة الفريق المصري مع نظيره الجزائري (وين هو مطار الخرطوم ده عبارة عن اوضتين وصالة).
أما بعد الخريف الممطر الذى كشف عن سوءتها يستحق أن يطلق عليها العاصمة العائمة هذا الوضع البائس للعاصمة التى تعتبر واجهة لدولة اسمها السودان. أكثر ما يؤلمني ما يقوله عنها زائروها من الأجانب فى سرهم أو جهرهم فهم قطعا أتوا من أماكن متطوره فى كل شيء لذلك يتفاجأون بأن هنالك دول ما تزال ترزح فى التخلف لم تغن عنها إمكانياتها الطبيعية والبشرية، فالخليج الذى أصبح قبلة لكل العالم والذى أدهش حتى الغرب بأبراجه العالية وعمرانه المتطور قام على اكتاف السودانيين فى جميع المجالات بل حتى جيوش بعض الدول الخليجية ساهم فى تأسيسها سودانيون لماذا نجح السودانيون خارجيا وفشلوا داخليا؟ سؤال ما يزال يؤرقني ولم أجد له إجابة حتى الآن.
المسؤولون فى السودان من وزراء ومستشارين وغيرهم نطالع يوميا أخبار أسفارهم الخارجية الى كل بلدان العالم لماذا لا يغارون على هذا البلد ألا يحسون بالخجل وهم يتجولون فى هذه البلدان النظيفة والجميلة أم يكتفون من هذه الأسفار ببدلات السفر ولا يحاولون أن يصلحوا من الوضع شيئا. لعل أغلبهم وصل الى قناعة أن الشاة لا يضرها سلخها بعد ذبحها.
السوداني

تعليق واحد

  1. المسؤولون يتحملون نصيب الاسد في ما آل اليه حال الخرطوم التي تحتضر ولا نعفي انفسنا كمواطنين من هذه الفوضى حيث تنقصنا النظرة الجمالية للاشياء – الا من رحم ربي- فمن منا يرمي قارورة ماء او قشر فاكهة او غيرها في سلة النفايات؟ والدليل على ذلك اكوام الزبالة المنتشرة في معظم شوارع العاصمة.
    نعم الحكومة ( مقصرة وثم مقصرة ) وكذلك المواطن في حاجة الى اعادة نظر في سلوكه الحضاري.

  2. شكرا كثيرا اخ بكري لقد فتحت موضوع لطالما أحزنني وهو موضوع الشخصية السودانية، نحن السودانيين والحمدلله لدينا صفات حميدة قل ما يوجد نظيرها في العالم مثل إغاثة الملهوف-الكرم-الشجاعة-الشهامة-والخ.ولكن كذلك لدينا صفات قبيحة مثل اللامبالاة-عدم النظام-عدم احترام المواعيد-عدم اتقان العمل-المجاملة الفائتة الحد والخ. يلا إذا قارنا بين الصفات الحميدة وما هو النفع العائد منها وبين الصفات القبيحة والضرر الناتج عنها نجد المحصلة صفر، يعني شجاعتنا فادتنا في شنو ما ياهو الكيزان حاكمننا 24 سنة ورونا فيها الويل وسهر الليل،البلد وسخانة ومافي خدمات كويسة للمواطن ولمن الواحد يقول الكلام ده يطلع ليك مليون واحد ويقول ليك نحن اسسنا الاتحاد الافريقي لكرة القدم نحن علمنا الخليجيين نحن ونحن ونحن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..