المدنيون ماذنبهم !!

أطياف
صباح محمد الحسن
حصدت الحرب اللعينة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ارواح عدد من المواطنين الأبرياء وألقت بآثارها الكارثية على البلاد قتل واصابات وترويع ودمار للمقار والمؤسسات و كله كان نتيجة التهور العسكري الكسيح الذي اختار المواجهة ولاخيار غيرها
وكشفت الاشتباكات عن خطورة المواقع العسكرية والمعسكرات داخل الأحياء السكنية الخطر الذي كان يحيط بالمواطنين منذ زمن بعيد والذي اصبح الآن مهددا واضحا لحياة الناس ، وبعد ٤٨ ساعة من اندلاع المواجهات قتل عدد كبير من المواطنين لاذنب لهم سوى ان القيادات العسكرية ، والذين خططوا لهذه الحرب واشعلوا فتيلها في هذا الشهر الكريم المبارك لم يضعوا المواطن في حساباتهم الخاسرة
جعلوهم يدفعون ارواحهم ثمنا لحرب لا ذنب لهم فيها سوى أن حكامهم طغاة
وقال البيان الذي اصدرته لجنة الأطباء إن إجمالي عدد القتلى والمصابين الذين تم حصرهم من المستشفيات والمرافق الصحية بلغ 56 مدنيا وعشرات الوفيات بين العسكريين هذا غير الذين سقطوا في اخر مواجهات بالأمس
وبلغ إجمالي الإصابات 595 حالة إصابة من بينها إصابات لعسكريين، منهم عشرات من الحالات الحرجة.
ولا ادري ماهو السر الخفي في اختيار هذا الشهر الكريم سيما هذه الايام العشر المباركات تحديدا التي يعتق الله فيها الرقاب من النار ، وعلى إطلالة و اقبال عيد الفطر المبارك لا ادري لماذا تعودت السلطات الانقلابية والنظام الاسلامي من قبلها لسفك الدماء وقتل المسلمين الأبرياء وكانها تتعطش للدم لتروى به الظماء لكي تبتل عروقها ويثبت الإثم عند الله
والشعب قدره ونصيبه ان كانت المعارك سياسية تحصده الطلقات وان كانت عسكرية ايضا تحصده الطلقات لذلك وان انتهت الحرب بين الطرفين اليوم فيجب محاسبة كل الاطراف العسكرية وغير العسكرية التي حرضت وخططت وتسببت في موت العشرات من العسكريين والمدنيين العزل . فالقضية لن تنتهي بإنتهاء المعركة
أعلموا أنكم تقفون علي بوابة التاريخ ، لحظة تتجسد فيها الإرادات وتنتصر فيها الحقوق وتسمو فيها العزائم ، أرفعوا قواعد هذا الوطن بالإرادة الغلابة والرؤية الواضحة والأهداف النبيلة ، لا تضيعوا هذا الوطن بالضغائن والتجريب والإحتراب والتقسيم واكتبوا بإزميل الخلود موقفاً يخلدكم في سِفر تاريخ هذا البلد المعطاء .
طيف أخير :
لن يعترينا الشك أن الحرب ستضع اليوم او غدا اوزارها وسنعلن قريبا عن ميلاد سودان حر مدني وديمقراطي
الجريدة
(لن يعترينا الشك أن الحرب ستضع اليوم او غدا اوزارها وسنعلن قريبا عن ميلاد سودان حر مدني وديمقراطي)
نتمنى ذلك ونسأل الله ان يقيل عثرة بلادنا ويوحد كلمتها ويفرج همها ويوقف هذه الحرب اللعينة حيث لا يوجد فيها منتصر بل كلنا خاسر.
للاسف الاسلاميين وكيزانهم يعتبرون حروبهم فى رمضان ضد الشعب السودانى نوع من الجهاد وتشبه بغزوة بدر الكبرى حسب فتاواهم ودينهم !!
(وكشفت الاشتباكات عن خطورة المواقع العسكرية والمعسكرات داخل الأحياء السكنية الخطر الذي كان يحيط بالمواطنين منذ زمن بعيد والذي اصبح الآن مهددا واضحا لحياة الناس..)
عندما خطط الإنجليز مدينة الخرطوم بشكلها الحضاري كانت هذه المواقع خارج الكنتور المديني ولم يكن حولها أحياء حتى مع الحرب العالمية. لكن بعد الاستقلال ابتليت البلاد بقيادات خديج يسمونهم زعماء مجازاً لم يفكروا بعد أن رفعوا (دُلقانهم) بإخراج هذه المواقع خارج الامتدادات المحتملة للمدينة. وهذه المواقع النشاز تعطيك إحساساً أن الجيش مسؤول عن الأمن الداخلي لا أمن الحدود.
الحروب في السودان لم تتوقف يوما و القتلي بالالاف و ليس فقط مئات و كم من قري احرقت بكاملها و شرد سكانها و لازالوا لعقود يعيشون في معسكرات النزوح و لكن الجديد هده المرة ان الحرب الان تدور في الخرطوم قلب الحدث و القتلي هنا لهم صوت عالي و صدي فعسي و لعل هدا الصوت العالي و الصراخ يوقف هده الحرب اللعينة و القتل المستمر ليس في الخرطوم وحدها بل ليشمل توقف القتل في كل السودان و تجف دموع سالت و لم يرها احد و اجساد دفنت بلا شواهد