أخبار السودان

مَن يَحمي هؤلاء؟!

شمائل النور
الأمم المتحدة تخطِّط لعودة 3.500 لاجئ من تشاد إلى دارفور وتقول إنّ 350 لاجئاً سُودانياً عادوا إلى قُراهم الأصلية في دارفور منذ أبريل الماضي، ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة فإنّ300 ألف لاجئ سوداني ما زالوا يُقيمون في مُعسكرات في تشاد منذ أكثر من 10 سنوات.

في ذات الوقت الذي تُعلن فيه الأمم المتحدة خُطتها لإعادة لاجئي دارفور في تشاد، حوادث الاقتتال لا تتوقّف، أمس ووفقاً لـ (سودان تربيون) سقط 5 أشخاص قتلى في تبادل لإطلاق نار وقع على مدار يومي الخميس والجمعة بين مسلحين ومواطنين بسوق منطقة ?سرفاية? التابعة لمحلية عِد الفرسان في ولاية جنوب دارفور.

مطلع الشهر المنصرم لقي (8) أشخاص مصرعهم وأُصيب (7) آخرين بجروح بعد هجوم شنّه مسلحون على منطقة ?حجير تونو? التي تبعد 29 كلم باتجاه جنوب شرق نيالا بجنوب دارفور، وهذه الحادثة وقعت داخل إحدى قرى العودة الطوعية.

يأتي هذا مع جدل خروج وبقاء (يوناميد)، وفيما يبدو أنّ الخرطوم في انتظار قرارٍ وشيكٍ بخُروجها خَاصّةً بعد تقرير مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي دعم موقف الخرطوم حيث أشاد التقرير بحكومة السودان وبعثة (يوناميد) للجُهُود المبذولة لضمان الأمن والاستقرار والتنمية لـ ?شعب? دارفور، وأكّد ذات التقررير أنّ الحاجة إلى زيادة استقرار قطاع الأمن في إطار وثيقة سلام الدوحة.

أمس دَعَت وزارة الخارجية للالتزام بخُرُوج (يوناميد) وأشار البيان إلى أطراف تُمارس عرقلة لتعطيل قرار الخُرُوج من دارفور، إذ (تُلاحظ تحركات بعض الأطراف لوضع العراقيل أمام خُرُوج بعثة يوناميد فى الموعد المُحَدّد، وذلك بإثارة البلبلة ومُحاولة التأثير على ما تحقّق من استقرار، للالتفاف على بيان مجلس السلم والأمن الإفريقى وتوصيات تقرير المُراجعة الاستراتيجية).

صحيحٌ أنّ العمليات العسكرية بين الحكومة والحركات المُسلّحة انحسرت أو تكاد تنعدم، لكن الأسوأ أن الاقتتال خلال السنوات القليلة ظَلّ يدور بين القبائل أو بطون القبائل وبين مسلحين ومواطنين عُزّل? هؤلاء مسؤولية مَن أمنهم؟ خُرُوج (يوناميد) رغم تحفظات الأطراف حولها إلا أنّه سوف يخلف واقعاً جديداً في الإقليم الذي تشرد سكانه لنحو 15 عاماً.

حماية المدنيين ينبغي أن تكون حاضرة في أيِّ صفقات دولية، لتمضي الصفقات باتجاه الأطراف المُتحاربة بعيداً عن ما تبقى من أمن لسكان دارفور.. الآن الأمم المتحدة تُخطِّط لعودة أكثر من 3 آلاف لاجئ من تشاد لدارفور وفي ذات الوقت الهجوم على المُواطنين العُزّل لا يتوقّف وداخل القُرى الطوعية، فكيف ستحمي الأمم المتحدة هؤلاء العُزّل الذين يدفعون في ثمن الحرب منذ 15 عاماً؟.

التيار

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..