
تأمُلات
. ربما يتفق أو يختلف بعضنا مع طريقة واختيارات مدرب الهلال زوران.
. لكن الشيء الأكيد، وما يجب أن ننتبه له أن تعادل الأمس مع مازيمبي والأداء غير المقنع لم يكن مشكلة زوران وحده.
. فما تابعناه وشهدناه في الأيام الماضية مثل أزمة كرة عانينا منها سنوات طوال وليس مجرد وضع طاريء يمكن تغييره بإقالة المدرب كما نتخيل.
. قد يقول قائل أن الهلال كثيراً ما جندل منافسين أقوياء على ملعبه، وأن الصربي لو أشرك فلاناً أو انتهج طريقة مختلفة لربما استمرت الانتصارات، سيما أن مازيمبي لم يكن ذلك العملاق المهاب.
. لكن لو فكرنا بعمق أكثر سنجد أن المرحلة التي وصلتها كرة القدم السودانية رغم بعض الانتصارات الزائفة، جاءت نتيجة تراكمات محددة ووقفت وراءها أسباب عديدة.
. هي مرحلة تردي في كل شيء شئنا ام أبينا.
. إداريون بلا أفكار، وصحافة تكسب، وجمهور متسرع في أحكامه ومتعصب للا شيء، وأجهزة رسمية غير معنية بإحداث أي نقلة نوعية، ولاعبون أقل مهارة وقدرة على التفكير ممن سبقوهم.
. كان الهلال أوفر حظاً وأفضل حالاً من غريمه المريخ.
. فقد تعرض المريخ لهزيمتين ثقيلتين واحدة خارج ملعبه والثانية على أرضه.
. فيما فشل الهلال في تحقيق الفوز على ملعبه أمام منافس بدا هشاً وضعيفاً.
. لكن وبعيداً عن فكر وطريقة المدربين وما يُكتب في صحف (النفخ الفارغ) هل نحن على قناعة بأن اللاعبين الذين نهلل لهم يملكون مهارات حقيقية تمكنهم من المنافسة على الألقاب القارية!!
. لجنة التسيير الزرقاء نشطت مثلاً في ملف التسجيلات وأحدثت ضجيجاً شديداً ومارس رئيسها على جماهير النادي ذات الأساليب العاطفية القديمة، فصُمت معظم الأسماء التي رضيت عنها الجماهير لكشف الهلال.
. لكن ما أن أشرك المدرب بعضاً من هذه الأسماء رأت ذات الجماهير مشاكل (كورتنا) مجسدة في هؤلاء النجوم الذين هللت لهم.
. صدقوني يدخل فلان التشكيلة أو يخرج منها علان هذا لن يغير كثيراً، فالأزمة أعمق من ذلك بكثير.
. وما لم نواجه جميعاً الأسباب الحقيقية بشجاعة، لن نهنأ سوى بمكاسب وانتصارات عابرة سريعاً ما ستتلاشى.
. كيانات تناصرها الملايين فيما يتحكم في مصير إدارييها ولاعبيها ومدربيها حفنة قليلة من حملة الأقلام وتريدون ألقاباً وانتصارات مستدامة!!
. هذا وهم كبير.
. فعلينا أن نفيق من غفوتنا وندافع عن كياناتنا ومؤسساتنا ونحفظ لها احترامها وهيبتها قبل أن نحلم بمقارعة أندية محترمة تتمتع بقدر معقول من المؤسسية.
. أخجل وأشعر بهواننا حقيقة عندما أطالع تعليقات من شاكلة ” فلان إن لم يبتعد لن تقوم للهلال أو المريخ قائمة”.
. نتذمر ونشجب وندين هذا الفلان أو ذاك العلان، لكننا لا نسأل: من الذي منحه هذه السلطة المطلقة وأفسح له المجال لكي يتحكم ويتسلط لدرجة تغيير الإداريين والمدربين واللاعبين!!
. ألا نردد ليل نهار أن أنديتنا جماهيرية من الطراز الرفيع، فلماذا لا تحرسها هذه الجماهير بفرض إرادتها على الجميع!!
. المؤسف أن هذه الجماهير نفسها من تصنع الصحفي المتكسب المتسلط والإداري الضعيف الذي يأتمر بأمره واللاعب الهش الذي يركز على الهتاف أكثر من تركيزه على تطوير وصقل موهبته.
. غيروا ما بأنفسكم قبل أن تتوقعوا تغير حال الكرة للأفضل.
تنبيه: هذا المقال نشر بجريدة الراكوبة بتاريخ 2021/02/24
موضوع المقال: الكلام المسيخ في نقد الهلال و المريخ
كاتب المقال: علي العبيد
مدخل: أقسم بالله العظيم أني قد كتبت هذا المقال و أرسلته للصحيفة قبل بداية مباراة الهلال و مازيمبي
و أقسم بالله العظيم أني توقعت هزيمة الهلال من الفريق الجنوب إفريقي 2/ صفر.
و هزيمة المريخ من الأهلي المصري 3/صفر.
و هزيمة المريخ من الفريق الكنغولي بدون تحديد عدد الأهداف، و لكن بصراحة ليس 4/1.
و الآن أتوقع هزيمة الهلال بفارق هدف أو التعادل على أحسن الإفتراضات.
لماذا؟ لأننا في السودان ليس عندنا كورة،
لماذ؟ لأن السودان ليس به أكاديميات لتعليم النشء أبجديات الكرة.
لماذا؟ لأنه ليس لدينا إداريين مؤهلين .. كل واحد عندو قرشين يمكن أن يكون رئيس أكبر نادي.
لماذا؟ لأنه ليس لدينا ملاعب، بل ملاعب مخجلة.
لماذا؟ لأنه ليس لدينا غير مدربين (جربندية).
لماذا؟ لأنه ليس لدينا صحفيين رياضيين مؤهلين و نزيهين و أمناء، و هم لا يجيدون إلا صناعة الوهم للجمهور و إطلاق الألقاب الكاذبة: كاريكا.. تيري .. حتى ميسي (حتة واحدة).
لماذا: لأننا جمهور ساذج يقوده إعلام مريض و ساذج أيضاً.
لماذا: لأن لاعبينا أغبياء، موهومين، منفوخين على الفاضي، (سوري للكلمتين التاليتين) صِيّع، صعاليك … من حفلة لي حفلة .. من شلة لي شلة .. من شارع النيل لشارع النيل.
لماذا: لأننا لم نستطع أن نصدر أي محترفين، بل محترف واحد، مثل محترفي مالي و بوركينا فاسو و يوغندا و الكنغو، سيبك من مصر و غانا و تونس و الجزائر و السنغال… ذلك شعر ليس لدينا له (رقيبة).
لماذا؟ لأن قنواتنا الرياضية (قناة الهلال كمثال) تصرف نصف و قتها للغناء للرئيس و تمجيد الفريق على طريقة دخلوها و صقيرا حام.
لو كنت مسئولاً عن الرياضة لطلبت من الفيفا أن يعفينا من المشاركات الخارجية لمدة عشر سنوات.
و لسرّحت كل اللاعبين الحالين، و الإداريين، و لكسّرت أقلام كل من يُسمون الصحفيون الرياضيون، و لكمّمت أفواه كل من يُسمون المحللون الرياضيون ولأدخلت الإداريبن و المدربين في معاهد متخصصة لذلك و بدأت من الصفر .. من المدارس الإبتدائية لتكوين أكاديميات، و دوريات سِنيّة و دويات مدرسية.
هلال مازيمبي … الله يكضب الشينة، و أتمنى أن يخذلني مازيمبي و يخيّب توقعاتي.
خروج: سنكون كالعادة في قاع المجموعتين
علي العبيد