تحت ظلال الحوار الكسيح

أبو الحسن الشاعر
” إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم يحسبون كل صيحة عليهم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ” قرآن كريم
ثمانية أشهر أو نحوها مرت على وثبة السيد الرئيس الشهيرة .. وثبة لو كانت نحو السماء السابعة لبلغها الواثب .. ولكن ما تزال سلحفاة الإنقاذ عند باب القصر وعتبة قاعة الصداقة .. تمني الأحزاب المخدوعة الأماني ..
كنا قد سخرنا من خطاب الوثبة الأولى لا بسبب لغته الاستعلائية المعقدة فحسب التي جعلت الأسافير تضج بالاستهزاء منه بل بسبب أننا نعرف الإنقاذ ووثباتها وأنه لم تبق صفة من صفات النفاق إلا كانت من سماتها فإن حدثت كذبت وإن اؤتمنت خانت وإن وعدت أخلفت ..وها هي تثبت مصداقية وعدها الكذوب .. فأولئك لا خلاق لهم .. ثمانية أشهر دون أن يرى الشعب غيوما في سماء الحوار المزعوم تبشر أو ” تغش ” الناس بقرب هطول مطر الحرية و ” الحقول اشتعلت وعدا وتمني ” فقد تعودت على الإفك لذلك فهي ليست من الشعب وهو منها براء.
أشهر عديدة تخللتها أحداث لا تبشر بأن الحوار يكسب شيئا من الجدية .. المشاركون فيه مضطربون .. بياناتهم مرتبكة ومواقفهم مختلة وتصريحاتهم متضاربة مرة يفكرون في الانسحاب وأحيانا يهددون به وتارة ينسحبون وأخرى يعودون والمؤتمر الوطني يكذب ويتحرى الكذب حول نتائج ما رأى الناس دخان نارها حتى الآن ..
قالت الإنقاذ عندما دشنت مشروع كذبة الوثبة الأولى إنها فتحت باب الحريات وأطلقت السجناء السياسيين لكنها سرعان ما ارتدت على أعقابها فأوقفت الصحف وطاردت الكُتّاب ومنعت المقالات التي تكشف سوءاتها وحظرت النشر في قضايا الفساد المؤكدة التي تتعلق برموزها من أمثال والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر ووكيل وزارة العدل تاجر الأراضي ومنعت من نشر المزيد من فضائح أركانها بل وذهبت أبعد من ذلك حين اعتقلت شريك الحوار المهادن الصادق المهدي وتمادت في الجور لتعتقل زميلنا بالجامعة المناضل إبراهيم الشيخ رئيس المؤتمر السوداني ، وهو ما يزال يرزح منذ شهور في الأسر .. وذلك لتعرضهما لقوات باطشة خارجة على القانون .. هي ما يسمى بقوات الدعم السريع وهي قوات لا تسارع إلا في قتل الأبرياء العزل جهارا نهارا وتدعي بطولات جهز لها الإنقاذيون الجيوش الجرارة عبر عقدين ونيف تحت شعار ” من لم يغز ولم تحدثه نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية / ومن جاهز غازيا فقد غزا ” وذلك لغزو الآمنين في وطنهم !!! و ” جيش الهنا ” لا يخجل من ترك الحبل على غارب قوات الدعم السريع لتفاخر بانتصاراتها وتغيير كفة الحرب والإدعاء الكاذب بكسر شوكة التمرد وقادة الجيش من القاعدين .
الإنقاذ بما فعلت من اعتقالات وهضم للحقوق والحريات وإطلاق يد العابثين والحاقدين فيما يسمى الدعم السريع أثبتت نقضها للوعود وتنكرها للمواثيق وذلك يتسق مع طبيعتها الحربائية ونشأتها فهي ولدت سفاحا بكذبة الترابي الشهيرة على الشعب لإبعاد شبهة صفة الإخوانية عن الانقلاب المشئوم حتى تبلغ مرحلة التمكين وانتهت بكذبة الوثبة بعد أن ضاق عليها الخناق في أعقاب انتفاضة سبتمبر الدامية المجيدة .
الإنقاذ زعمت أن الصادق المهدي والأخ إبراهيم الشيخ تم اعتقالهما وفقا للقانون وكان الأحرى بها إن كانت صادقة في إطلاق الحريات أن تبدأ بإلغاء القوانين المقيدة لها وأعجب كيف تصدق الأحزاب مزاعم إطلاق الحريات في ظل وجود قانون يمكن أن يجرّم المحاور نفسه في جلسة حوار الوثبة نفسها إن تجاوز فيها على النظام ورموزه ومؤسساته عسكرية كانت أو مدنية ؟؟ والمفارقة أنها أطلقت المهدي وذلك ما يدعو للتصديق باعتذاره المكتوب في الوقت الذي تُبقي فيه على الشيخ محبوسا وهو يعلن على الملأ في جرأة وصلابة أن لن يعتذر وينسى هؤلاء أن الأستاذ محمود محمد طه رفض الاعتذار والترابي وأعوانه يناشدونه التوبة والرجوع عما يعتقد بصحته لينزله من منصة الإعدام فرفض بكبرياء وشموخ ومات موتة أبهجت الأصدقاء وأهانت الترابي وغضت مضجع النميري وأغاظت أعداء الحرية .
الإنقاذيون يقولون نحن لم نعتقلهم بل تجاوزوا القانون وقدمت الشكاوى بحقهم واتخذت السلطات إجراءاتها طبقا للقانون .. وهذا زعم مضلل لأن النضال كان وما يزال قائما على أسس راسخة من القناعة باسترداد الحرية والكرامة وكان الأحرى التمهيد الجاد لذلك على الأقل بإلغاء القوانين التي تقمع الرأي وتسجن في الصدع بكلمة الحق وتصادر الحرية بناء على مزاج مسئول بائس أو عسكري غافل أو رجل أمن مغفل ” يحسبون كل صيحة عليهم العدو فاحذرهم ” .
نحن الآن على مشارف الذكرى الأولى لانتفاضة سبتمبر المجيدة ولعل الإنقاذيين أدركوا أن هذه الذكرى قد تشعل الشارع مرة أخرى وهم يرون أن حوار الوثبة يراوح مكانه بل ويتدحرج للوراء كصخرة سيزيف فكان لزاما عليهم الخروج من الورطة بلعبة جديدة ووثبة جديدة ناحية المجتمع المدني أسموها ” الحوار المجتمعي ” ليشغلوا الناس عن مخرجات حوار الوثبة الصفرية بعد أن أدى الغرض منه في شق صف المعارضة وتركها بين مشارك مضطرب ومتردد حائر وبين رافض رفضا مطلقا لألاعيب الإنقاذيين .
ورغم ما تزعمه الإنقاذ من الحرص على الحوار فها هي تمضي قدما في استفزاز معارضيها بتشكيل لجنة الانتخابات وإعلان اللجنة الكسيحة برنامج ومواقيت الانتخابات بزعم أن ذلك استحقاق دستوري !!.
الذين يجالسون الإنقاذيين تحت ظلال القصر يضيعون وقتهم فلن يخرجوا منهم لا بحق ولا باطل فهؤلاء من ذوي الطبيعة الحربائية والميزة الثعلبية ( يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ ) ويشكل لجنة ( 7+7) .. الصادق المهدي وأيها المحاورون تذكروا ” سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ” وبقر الإنقاذ تكاد تصارع الموت لكنها قادرة على أكلكم لضعفكم وقلة حيلتكم وهوانكم على الشعب بسبب مواقفكم المضطربة ” مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ” !!
اليسد الرئيس : إن كنت جادا في حل معضلة خراب السودان التي استمرت لربع قرن بقيادتكم فالأمر لا يحتاج لحوار وبيدك الحل قبل فوات الأوان ليكون بيد غيرك وما ذلك ببعيد ، وهو إصدار قوانين بإلغاء القوانين المقيدة للحريات وتشكيل حكومة وطنية وتأجيل الانتخابات ليعقب ذلك توافق على عمر الحكومة ولجنة انتخابات برقابة دولية ولا يغرنك انحسار موجة الربيع العربي فحين عرف الشعب السوداني صنع الثورات الشعبية لم يكن للعرب ربيع ولا صيف في علوم وعوالم الحكم والثورات فالثورة قادمة وذكرى سبتمبر التي دفعتكم للاحتماء خلف تغييرات زحزحت عتاة المجرمين من الإنقاذيين للصف الثاني وإعلان وثبة من واثب كسيح ما زال ” يزح ” منذ ثمانية أشهر لينتهي على باب المداحين والمغنين من شاكلة ” دفاعنا الشعبي ياهو دي ” لعله يجد مخرجا وهو يصرخ ” أريد حلا ” .. فلا تمنحوا النظام فرصة أخرى على سراب الوعود الخادعة الكاذبة بالوقوع في شراك الوثبة الثانية الخائبة .
دعوة للانتفاضة الثانية : على المعارضة أن تجهز نفسها للذكرى الأولى لانتفاضة سبتمبر فالنظام في ورطة عظيمة فإما أن يعجل بتنازلات حقيقية دون تسويف وإما أن يواجه موجة الغضب الشعبي ..
إضاءة
” أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا ” قرآن كريم .
أبو الحسن الشاعر
[email][email protected][/email]
( يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو ) الاية بس مجرد تصحيح
خطأ فادح في كتابة الاية
قال تعالى (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولواتسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أني يؤفكون )
لك التحيه
لم يعد هنالك مجال للخطأ فى الأستدلال بآيات من القرآن الكريم ٌقم بعمل ( نسخ و لصق ) لتجنب مثل هذا الخطأ الفادح (وهناك برامج للبحث عن الآيات بمجرد كتابة كلمه واحده فقط من الآيه.
صدمت ولم أستطع حتى الأستمرار لتكملة قراءة المقال.