مقالات وآراء سياسية

نجحت المخابرات المصرية في ” حمدوك لازم يمشي!”، فمشى .. وقد تنجح وحميدتي يمشي!

عثمان محمد حسن

* أيادٍ خارجية كثيرة ملطخة بدماء السودانيين .. والموت في السودان العملاق لايتوقف ، وهو يترنح على وشك السقوط تحت ضربات العاقين من أبنائه .. بينما الدول المحيطة به  تتربص ، كما الصقور الجوارح ، لأخذ ما فيه نصيب من دمه النازف .. وثمة دول كبرى ، داخل اللعبة عبر وكلائها المحليين والإقليميين ، تتربص للانقضاض عليه..

* وجميع هذه الدول عملت ، بدرجات متفاوتة ، على إعاقة مسيرة الشعب السودانين نحو الحياة الكريمة المرتجاة عقب قيام ثورة ديسمبر الماجدة.. فأهداف الثورة تتعارض تعارضاً حاداً مع مصالح الدول الطامعة .. لأنها أهداف ترمي إلى تحقيق سيادة السودان ، والانفلات من ربقة دول ترى فيه أرضاً مشاعةَ الاستحواذ على مواردها المادية المهولة ، والهيمنة على موقعه الإستراتيجي الهام في قلب أفريقيا..

* كتبتُ قبل أسابيع عن عملاء سودانيين ، ومنهم جنرالات وقادة سياسيين ، يربكون مسيرة الثورة السودانية لأهداف شخصية/حزبية..  فعاتبني البعض بزعم أن ذلك تخويناً لمن حسبوهم مناضلين .. وأنا أتعجب من إضفاء صفة مناضلين لمن ارتموا في بركة العميل البرهان الآسنة يسبحون فيها معصوبي الأعين كما أتعجب من آخرين يسبحون في بركة العميل حميدتي المأفونة ، وبلا حساب لما قد يحدث بعد ذلك..

* وكنتُ أؤكد ، طوال الوقت ، أن البرهان عميل لأمريكا وأنه عميل لمصر كذلك ، كما كنتُ أؤكد أن حميدتي عميل لروسيا وأنه عميل لدولة الإمارات ، بشكل صارخ..

* وكانت سذاجة بعض الكتاب تسخر من مناورات البرهان الكيدية للتنصل من التوقيع على الاتفاق النهائي ، فيتوهمون أن المجتمع الدولي سوف يرغم البرهان على التوقيع في النهائية .. السذاجة هي التي خدعتهم للتعلق بوهم المجتمع الدولي ، فلم يدروا أن البرهان (زول) أمريكا ، وأن المجتمع الدولي ، الذي هو أمريكا ، راض ، كل الرضا ، عن مناورات البرهان التنصلية..

* ووقعت الواقعة .. واشتعلت النيران بين البرهان (زول) أمريكا وبين حميدتي (زول) روسيا .. من الذي أشعلها؟ ليس مهماً من أشعلها ، فهي كانت ناراً تحت الرماد قابلة للاشتعال مع قدوم أي ريح عابرة ، مهما كان ضعفها..

* وها هي صحيفة التايمز تنشر تقريراً يُسْتنتج منه أن أمريكا هى التي دفعت الرئيس المصري ، عبدالفتاح السيسي ، لمساندة ودعم البرهان ضد حميدتي ، بهدف إضعاف النفوذ الروسي بالإجهاز على حميدتي ومن ثم طرد مرتزقة فاغنر الروسية من البلاد..

* كان التمويه للإجهاز على حميدتي قد تم بقيام عدد من المناورات المشتركة بين الجيش السوداني والجيش المصري ، وانتهت المناورات ببقاء كتيبة من القوات المصرية في مطار مروي ، بما يشبه إحتلال المطار .. وذلك حسب رغبة السيسي في الدفاع عن مصالح مصر في إثيوبيا (سد النهضة) ، وفي السودان (الإجهاز على حميدتي)..

* وتقول صحيفة (رأى  اليوم):- “”عمرو موسى قالها صراحة ودون مواربة : ‘ بعض المصالح العربية قد تتعارض مع المصالح المصرية الاكثر عمقا في السودان ، وكذلك الحال في افريقيا ، هنا يتوقع من مصر وقفة صريحة وجريئة إذ أن مصالحنا الحيوية في تلك المنطقة بأسرها اصبحت مهددة وعلي المحك’ ”” .

* ويقصد عمرو موسى ب’بعض المصالح العربية’  مصالح الإمارات والسعودية في السودان ، خاصة في مجال استزراع ملايين الأفدنة من الأراضي ، وبالتالي الإستفادة من نصيب السودان من المياه النيل ، والذي يذهب حوالي ٩٠٪ منها إلى مصر..

* هذا ، وتساءل عبدالباري عطوان ، رئيس تحرير موقع (رأي اليوم) ، عن السبب في اتصال وزير الخارجية الأمريكية ، بلينكن ، بنظيريه في السعوديّة والإمارات لحثّهما على التّهدئة ، بينما لم يتصل بنظيره المصري!!

* في تقديري أن بلينكين ونظيره المصري (طابخِنها سوا) ، وعارفين الحاصل شنو ومتوقعين الحيحصل شنو ،  حسب مخططات دولتيهما للإجهاز على حميدتي..

* بمناسبة إنقلاب البرهان ، في يوم ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م ، تحدث موقع العربي الجديد ، بتاريخ 03 نوفمبر 2021م ، عن دعم مصري “سري” للانقلاب ، وعن قيام البرهان في اليوم السابق للانقلاب بسلسلة من التحركات الجيوسياسية الجريئة ،  ومقابلته للسسي .. وذكر الموقع زيارة رئيس المخابرات المصرية ، عباس كامل ، إلى الخرطوم قبل الانقلاب بأيام قليلة ،  وتجنبه لقاء حمدوك لأن القيادة المصرية غير راضية عنه .. وأن عباس كامل قال للبرهان ، بملء الفم:- “حمدوك لازم يمشي”! .

* ولنا ان نتساءل:- هل يمشي حميدتي كما مشى حمدوك ؟! ومع أن كثيرين قد يظنون أن الفارق الكبير بين الشخصيتين ينفي المقارنة نفياً باتاً ، إلا أن لا فرق بينهما ، عند المصريين ، كونهما يشكلان خطراً على مصالح مصر في السودان..

* لقد نجحت المخابرات المصرية في “حمدوك لازم يمشي!”، فمشى .. وقد تنجح وحميدتي يمشي ، فيستفرد السيسي بالبرهان ، قبل أن يجهز الكيزان على البرهان في نهاية المطاف؟! .

* حفظ الله السودان من خبث وخبائث مصر ، جارة السوء ، ومن كل من يتربص به.. آمييييين يارب العالمين..

‫13 تعليقات

  1. مصر فعلا جارة السوء ألم يقل كبيرها آنذاك ( انى ربكم الأعلى ) و قالت كبيرتهم ( هيت لك ) … لن نجد منهم غير الخراب وهذه مؤكدة ..لكن الحسرة على بعض السودانيين المفنقسين لهم والسبب الأول أن المخابرات المصرية ممسكة عليهم فديوهات مسجلة مع مصريات من المخابرات المصرية

    1. كده اصبحت واضحة عدو عدوك صديقك الفترة الانتقالية يجب أن يكون الكلمة الاولى والاخيرة لحمدوك وحميدتي والما عايز يشوف ما يشوف فهي اوضح من الشمس

  2. موضو له علاقة بالمقال:
    السودان.. الصراع يتعدى البرهان و”حميدتي” إلى شبكة من الحلفاء.
    – المصدر:- 19.04.2023- Deutsche Welle- أ.ح / ع.ش (أ ف ب)-
    https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%8A%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A1/a-65374542

  3. يا عمك ادينا الزيت بس من تحب ان ينتصر و من اقل ضررا علي البلد البرهان و الجيش ام حميدتي و الدعم السريع بدون لف و دوران و نظرية المؤامرة

    1. البرهان والجيش أقل ضررا .. الفور والزغاوة والرزيقات عندهم حقد مجتمعى متصل فى نفوسهم على الوسط والشمال وما يسمونهم الجلابة

    2. الاثنين مجرمين وقتلة ولكن اقل الضررين هو حميدي نعم انه جاهل وتم استغلاله في القتل والاجرام ولكنه بشهادة كثيرين من عرفوه أن الرجل يستحي من الحق ولا يكابر سيقول قائل حتى الشيطان يستحي من الحق وينسى أن الكيزان لا يستحون من الحق حميدتي يقدر ويحترم قرار الشعب السوداني والكيزان لا يعترفون بالشعب السوداني والوطن السودان ولا يعرفون غير خلافتهم الوهمية الشعب السوداني جرب غدر جيش الكيزان ثلاثين عاما وحميدتي لم نعرف اجرامه الا خلال مشاركته مع الجيش والاجهزة الامنية الكيزانية في فض الاعتصام وقتل الثوار اما دارفور فلا ندعي معرفتنا لما حدث في دارفور وحميدتي سهل التخلص منه في معظم انحاء السودان إن خاننا مرة اخرى لان ليس لديه حاضنة اجتماعية في 90% من ارض السودان ويسهل التخلص منه حينها والكيزان تغلغلوا في جميع اجهزة الدولة وهناك من ولد بمال الحرام وترى على المال الحرام من اقربائنا واهلنا وهم كيزان بالوراثة ، حميدتي سوف يسيطر على دارفور ويحكمها بيد من حديد والكيزان سوف يفصلون دارفور واي جزء من الوطن يزعجهم فهم لا يعترفون بالوطن

  4. المهم تتوقف الحرب حتى لو يتم فصل دارفور.. انا ما عارف مع كل الاختلافات بينكم دي كيزان على غير كيزان فاضين تشتموا مصر والإمارات وغيرها كيف.. مالم ترتبوا بيتكم الداخلي تكون عوارة أن تتوقعوا من الخارج غير البحث عن مصالحه…اختلاف المدنيين وعدم قدرتهم على إدارة هذا الاختلاف بما يحقق المصلحة الوطنية وليس الحزبية هو سبب بلاوينا كلها منذ الاستقلال.

    1. الكيزان واشباه الكيزان وجميع الاسلاميين اولاد حرام والجنجويد ملائكة امام هؤلاء الشياطين

  5. اخر خبر عن السودان:
    الخميس ٢٠/ابريل ٢٠٢٢
    “وول ستريت” جورنال:
    مصر تدعم الجيش السوداني بطائرات وطيارين…
    وحفتر أرسل مساعدات لقوات الدعم السريع.
    https://www.aljazeera.net/news/2023/4/20/%D9%88%D9%88%D9%84-%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AA-%D8%AC%D9%88%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4

  6. صح كلامك استاذ عثمان محمد حسن واضح جدا ام امريكا حليف البرهان و لهذا لم توقع عليه اي عقوبات رغم انقلابه و رغم جرائمه الكثيرة و أظن ان انقلابه تم بموافقة امريكا نفسها. نقول للجميع المتغطي بالمجتمع الدولي عريان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..