مقالات سياسية

فقهاء السلطان.. تعقيب..!!

كتبتْ إليّ الأستاذة إيمان عبد العزيز مشكورة تعقيباً على مقالي حول فقهاء السلطان أنشره كما وعدتُ أمس بتصرف لطول المقال..

الأخ الفاضل الأستاذ محجوب عروة تحية طيبة، اطلعت على عمودكم المقروء بصحيفة (التيار) الغراء بتاريخ 7/1/2019 العدد 2444 بعنوان (فقهاء السلطان مرة أخرى)، أوافقك الرأي في كل ما ذهبت إليه وقد أرسل لي أحد الإخوة عن موضوع الخروج عن الحاكم إذا رأيتم نشره أو بعض منه.

الحاكم الظالم لا يجوز طاعته:

1/ قال ابن حزم إنَّ أحاديث طاعة الحاكم الظالم كانت في بداية الإسلام ولذلك فهي أحاديث منسوخة، نسختها الأحاديث الصحيحة الأخرى مثل قول النبي عليه الصلاة والسلام (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).

وقال الخليفة الأول أبوبكر رضي الله عنه (أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم).

وأما حديث (اصبر وأطع وإن ضرب ظهرك وأكل مالك) فهو حديث ضعيف وعلى فرض صحته فهو منسوخ بالأدلة الآمرة بتغيير الظلم والمنكر، ومن ذلك  حديث  (إن الله حرم عليكم أموالكم وأعراضكم ودماءكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) ومنها حديث (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).

بالإضافة إلى آيات القرآن كقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124))، فالظالم لا يكون إماماً ولا أميراً ولا قاضياً ولا شاهداً.

ولكن المداهنين لا بد أن يخضعوا وهم أذلاء لكل طاغية مستبد مخالفين منهج الله ورسوله ومصورين أن الإسلام هو مجرد استكانة ومهانة أمام الطغيان، وحاشا للإسلام أن يأمر أتباعه بأن يكونوا حملاناً وديعة يفترسها كل حاكم متجبر مستكبر.

إن الله تعالى نهى عن الركون إلى الظالمين، قال الله تعالى :

(ولَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ)

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:

قوله تعالى: (لا تركنوا إلى الذين ظلموا) قال ابن جريج عن ابن عباس ولا تميلوا إلى الذين ظلموا أي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بباقي صنيعهم.. وقال ابن سعدي في تفسيره: (وَلَا تَرْكَنُوا) أي لا تميلوا )إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا( فإنكم إذا ملتم إليهم ووافقتموهم على ظلمهم أو رضيتم ما هم عليه من الظلم  فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ إن فعلتم ذلك )وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ( يمنعونكم من عذاب الله ( ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) أي لا يدفع عنكم العذاب إذا مسكم. ففي هذه الآية تحذير من الركون إلى الظالم، والمراد بالركون الميل والانضمام إليه بظلمه وموافقته على ذلك والرضا بما هو عليه من الظلم.

**إنَّ دعوى إجماع السلف على طاعة الحاكم الظالم دعوى غير صحيحة ومردودة.

التيار

تعليق واحد

  1. لي سؤال بسيط للاستاذة / ايمان أو لمن يقرأ المقال:
    نقلت الاستاذة في 8 أسطر تمثل 3/1 (ثلث) المقال تفسير ابن كثير للآية القرآنية ( ولا تركنوا للذبن ظلموا ………).
    السؤال : ما الذي أضافه ابن كثير لعقلي أو لعقلك سيدتي من شرح هذه الآية؟ بمعنى آخر ألا يفهم ابسط الناس معنى الآية دون تفسير أبن كثير؟.
    في رأيي (غير المتواضع) أننا لو قرأنا هذه الآية على رجل أمي لفهمها دون شك.
    ما أرمي اليه إن هذه التفاسير الضخمة والتي يعتبرها أغلب المسلمين (مقدسة) لا تضيف للعقل البشري أي شيئ.
    أذكر مرة في إحدى خطب الجمعة أن ذكر الامام الآية التي تقول ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً)، ثم بدأ شرحها قائلاً:
    أعمى اي لايرى كما جاء في تفسير ابن كثير.
    فبالله عليكم هل شرح كلمة أعمي تحتاج منا أن نرجع فيها لابن كثير،، أو حتى أبن قليل؟؟!!!
    ما اسخف هذه التفاسير، وما اسخفنا عندما نعود اليها بعد أكثر من ألف سنة.
    هذا مع احترامي وتقديرة للأستاذة / ايمان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..