مقترح مرتقب بقوة البرلمان.. رحلة البحث الداخلي عن (زعيم) للمعارضة

الخرطوم: مقداد خالد
في محاولة ? ربما – للحد من انحسار وغيبة الصوت المعارض داخل المجلس الوطني الذي يحوز حزب المؤتمر الوطني الحاكم الغالبية المكانيكية بداخله؛ يتجه البرلمان إلى استحداث منصب لـ(رئيس المعارضة). وطبقاً لما أوردته الزميلة (اليوم التالي) في عددها الصادر يوم أمس (الأربعاء) فإنه من المقرر أن تتم مناقشة تسمية أحد نواب رئيس البرلمان ليكون زعيماً للمعارضة، وذلك في فاتحة الدورة المقبلة.
ويشغل اثنان من نواب المؤتمر الوطني منصب نائب رئيس البرلمان بروفيسور إبراهيم أحمد عمر، وهما بدرية سليمان، وأحمد التجاني وهو ما يجعلها خارج السباق على اللقب. بينما تمت تسمية عائشة صالح عن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل لتشغل ذات المنصب، وهو ما يجعل من حظوظ ترفيعها لزعامة المعارضة البرلمانية أمراً وارداً، بل وسيجد تأييداً لكونه انتصار للمرأة، ولاعتبارات مواقفها القويات حيال الموازنة الأخيرة.
لكن هنالك ترجيحات بأن يتم تسمية زعيم المعارضة من خارج نواب رئيس المجلس الحاليين، ومن ثم الحاقه بالنواب الحاليين أو أن يزاح له أحد من اثنين (بدرية ? التجاني). ومن المقرر أن يكون زعيم المعارضة عضواً دائماً في قيادة المجلس، واللجان الدائمة للهيئة التشريعية القومية، وأن يستشار في جميع المسائل الإدارية والتنفيذية في المجلس، وأن يحوز وضعية مراسمية تتيح له مقابلة ضيوف المجلس، وأن يبتدر النقاش في القضايا والموضوعات المطروحة سواء السياسية أو تلك العامة.
زعامات:
سابقاً كان البرلمان السوداني يؤمن طبقاً للوائحه منصباً خاص بزعيم المعارضة، وكان من أبرز شاغلي المنصب علي عثمان محمد طه “الجبهة القومية الإسلامية”. في فترة الديمقراطية الثالثة، ومحمد أحمد المحجوب “حزب الأمة”.
لكن ذلك المنصب عادة ما يستمد ألقه وقوته من أمرين. بشاغله ابتداء وقدرته والكاريزما التي يتمتع بها وتسند آراءه وتعطيها مقبولية داخل الجلسات حتى لأولئك الموجودين في كتل برلمانية أخرى. الأمر الثاني بنيوي يتعلق بهياكل البرلمان ذاتها، حيث أن قاعدة الأغلبية وما تفرضه من هيمنة أحد الأحزاب يجعل كثير من القرارات ومشروعات القوانين المارة بالبرلمان شكلانية باعتبارها مجازة مسبقاً.
نظرة على الكتل:
بنظرة فاحصة على البرلمان الحالي، نجده مكون من كتلة نواب المؤتمر الوطني وهي الكتلة المرجحة لكافة القرارات، وتحوز أكثر من 50%+1 من أصوات النواب وذلك بناء على نتائج انتخابات العام 2015م.
وكتلتين لنواب الاتحادي الديمقراطي الأصل، والاتحادي الديمقراطي. مضافاً إليهم كتلة لأحزاب الأمة. أما الكتلة الأشهر وأشدها خلقاً للجدل ومساراته فهي كتلة التغيير التي ينشط فيها النواب المستقلون وأولئك الواصلون على قطار الحوار الوطني.
ودخل نواب الحوار إلى البرلمان على أمل ألا يلجأ حزب المؤتمر الوطني إلى الغالبية المكانيكية، وأن تتم تسوية قضايا الحوار بالتوافق السياسي، ولكن ذلك لم يحدث طبقاً للشكاوى العديدة التي تدبج الصحف.
ترحيب حذر:
بحذر، يرحب النائب البرلماني، عن حزب المؤتمر الشعبي، المحامي كمال عمر عبد السلام، بمقترح تسمية زعيم للمعارضة داخل البرلمان. أما مخاوفه فتنبع بحسب ما قال لـ(الصيحة) في أن تصطنع معارضة في البرلمان من قبل حزب المؤتمر الوطني والأحزاب التي تواليه، لأجل الدفع بنائب للمنصب الرفيع، دون أن يكون معبراً عن المعارضة، ولا ينطوي في شخصه على كاريزما تخول له التعبير عن المعارضة المشتركة سواء في المجلس أو تلك القابعة خارجه.
تعريف:
قبل الغوص في مسألة زعيم المعارضة نسأل عمن يمتلك ناصية المعارضة داخل البرلمان. يقول النائب المستقل مبارك النور، إن الموازي الحقيقي للمعارضة في البرلمان، هم النواب المستقلون. ويعزز ذلك المذهب في حديثه مع (الصيحة) بالإشارة إلى أن النواب المعينون بقرارات جمهورية وأولئك القادمون من أحزاب مشاركة في الحكومة، لا يمكن أن يكونوا بمثابة معارضة لوزرائهم في الجهاز التنفيذي، بينما يؤشر إلى مواقف المستقلين الناصعة في كل القضايا، ومعلومة للشارع.
مضيفاً بأن المستقلين هم المعارضة، وهم صوت الشارع وهمومه واهتماماته، وذلك غض الطرف عن شغل أحدهم لمنصب زعيم المعارضة من عدمه.
أما كمال عمر فيعتبر أن المعارضة هي لبوس يمكن أن يرتديها كل (شريف) دخل البرلمان ويحدوه أمل في انفاذ مخرجات الحوار الوطني كمخرج لأزمات البلاد.
ترشيحات:
علّ اختيارنا في (الصيحة) التحدث إلى كل من كمال عمر، ومبارك النور، ينطوي على إجابات لتساؤلنا عن خير من يشغل منصب زعيم المعارضة المرتقب، حيث أن كلاهما ممن يطرح اسمه في هذا السياق.
وحوت إجابات النائبين مقداراً كبيراً من الزهد. ومع أن كمال عمر كان له سهم وافر في تحالف قوى الاجماع الوطني (المعارض) الذي لطالما نطق باسمه ودبج له الخطابات، لكنه يقول إنه يريد اختيار زعيم للمعارضة قادر على أن يعبر عن قضايا الوطن والمواطن. ومع إشارته لكونه لا يتوق للمنصب، فإنه أظهر استجابة لقبول التكليف حال صدر إليه من قبل حزبه بحسبان أن ذلك تكاليف يؤديه وليس تشريفاً يفاخر به.
أما مبارك النور الذي يراه كثيرون زعيماً للمعارضة في القبة، فإنه يشير إلى أن المعارضة الحقة تكون بالمواقف الوطنية المنحازة للمواطن، مع عدم إنكاره لما يمكن أن يكسبه المنصب للمعارضة من زخم حال جاء معارض حقيقي.
وعلاوة على (عائشة، كمال، مبارك) تبرز في ترشيحات زعيم المعارضة أسماء بقوة النائب المستقل أبوالقاسم برطم صاحب الصوت المدوي وكثير المعارضة، كما يبرز اسم د. التجاني سيسي لما له من ثقل وهدوء كبير في إدارة الأمور.
ومع كل تلك الترشيحات قد لا يتم التوافق على فكرة زعيم للمعارضة باعتبار أن البرلمان في الثلث الأخير من فترته ولا يراد له مزيد من المناصب، كما وقد يأتي شخص في حال إقرار المنصب من خارج الصندوق ليفاجئ الكل.
الصيحة.
السفيه إبراهيم عمر ، عيك اللعنة.
تفوووووووو عليك يا كهل
السفيه إبراهيم عمر ، عيك اللعنة.
تفوووووووو عليك يا كهل