(الرحيل المُر) سيجلس الشعبيون لتذكر شيخهم وسيذرفون الدمع السخين ويستعيدون الأثر الباقي

الخرطوم ? الزين عثمان
في الخامس من مارس كان الشعبيون يذرفون دمعهم السخين في ذات الساعة التي كانوا يوسدون فيها شيخهم وعراب المشروع الإسلامي في السودان تراب مقابر المنشية, قبل عامين كان على السودانيين الاستيقاظ على صباح دون أن يكون فيه من يسميه أتباعه المجدد والمفكر والمؤسس للبناء على أسس الإسلام في تاريخ السودان الحديث، ولا ينهون تعريفهم دون أن يسبقوه بالتوصيف الشيخ الدكتور حسن عبد الله الترابي.
بعد عامين من غياب الترابي عن المشهد السياسي في السودان يبدو السؤال مغايراً، وهو يرتسم على وجوه الجميع: هل دفن الشعبيون في ذلك النهار شيخهم أم أن الشعبي هو الذي دُفن ساعتها؟
1
ثمة اتفاق عام على عظم درجة التأثير التي كان يملكها الراحل الترابي على مسارات السياسة السودانية عند ضفة السلطة، فالترابي هو الذي وضع لبنات البناء الأولى لمشروع الإنقاذ والجميع ما زال يستدعي العبارة الأشهر (اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً)، لم يكن تأثير الترابي حبيساً فقط في قصر الحكم وإنما المعارضين أنفسهم يؤكدون على تأثير الرجل من خلال نسبة كل ما يرونه تراجعا في البنية السياسية في البلاد عقب العام 1989 ويقولون هذا حصاد ما زرعه الترابي ومشروعه الحضاري. المفارقة أن البعض يرد حالة التشرذم التي جرت في السودان بانفصال جنوبه إلى سياسات الشيخ الذي شرعن ما يسميه البعض بتحويل النزاع السياسي إلى نزاع يأخذ الطابع الديني، رغم أن الجنوب انفصل بعد اثني عشر عاماً من مغادرة الشيخ للقصر وتنقله بين المنشية والمحابس. لا تنتهي المفارقات هنا، ما حدث في السودان في يونيو من العام 2011 بدا وكأنه يتكرر في الشعبي في يونيو 2016 حيث بدأ البعض يوصف الحزب بالمنقسم على نفسه.
2
يقول الأمين السياسي للشعبي في فترة الترابي وأحد المقربين منه، كمال عمر، إن القول بأن دفن الشيخ هو دفن للمؤتمر الشعبي أمر لا يمكن الاتفاق معه على المطلق، بالطبع يؤكد عمر على أن غياب الشيخ أحدث فراغاً ليس في الشعبي وحده وإنما في كل الحقل السياسي السوداني، لكن عمر يضيف وهو يتحدث لـ(اليوم التالي) عبر الهاتف، أمس، أنه ليس من أنصار النظرة المتشائمة، ويردف أن الذي دفن مع الشيخ ليس الشعبي وإنما الحوار الوطني، باعتباره عملية تهدف بشكل رئيس لانتزاع السودان من مشاريع الفشل المتكررة لواقع أفضل. ويقول عمر بخطل التحليلات القائلة إن انتهاج الشيخ منهج الحوار مع الحكومة كان بفعل حالة من الخوف انتابته على مصير الإسلاميين، بل بسبب خوفه على السودان برمته.
3
مستدعياً مقولة المفكر منصور خالد: (ربما لم يحدث الذي حدث)، في إشارة لواقع السودان عقب رحيل قائد الحركة الشعبية ومشروع السودان الجديد الدكتور جون قرنق ديمابيور بالنسبة لمنصور، فإن كان من الممكن تجاوز خيار الانفصال لكن بحسب عمر فإن وجود الترابي كان سيغير من تفاصيل المشهد السياسي السوداني وفقاً لمخرجات الحوار الوطني، يقول عمر إن كاريزما الترابي كانت هي الضامن الفعلي لتنفيذ المخرجات، وبغيابه استفرد بنا المؤتمر الوطني وعاد لممارسة عادته الذميمة في نقض المواثيق والعهود، ويردف أنه أيضاً في حال وجوده لم يكن ليشارك المؤتمر الشعبي في حكومة ما بعد الحوار الوطني ويتلافى ما أسماه السقوط في حال التزمنا بالوصية التي تحض على عدم المشاركة، ولكن حين ركلناها كانت النتيجة هي ما نراه الآن في واقع المؤتمر الشعبي بمختلف مكوناته.
4
تقول الصحفية السودانية المقيمة بلندن، سلمى التجاني، وهي تصف حالة المؤتمر الشعبي في الوقت الراهن بأنه يغلب عليه سيادة ما يمكن تسميته حالة (السيولة السياسية)، لا هو حزبٌ مشاركٌ في الحكم بوزنٍ يسمح له التأثير في مجريات الأحداث، ولا هو حزبٌ معارض تتعامل معه قوى المعارضة، وفقاً لهذا الوضع فحالته الراهنة تبدو ضبابية لأقصى حد، وتكمل سلمى: وما يزيد من هذه الضبابية وجود الأمين العام للحزب، علي الحاج، خارج البلاد منذ ثلاثة أشهر، وهو الغياب الذي يفسره البعض في سياق تعدد التيارات المتصارعة الآن داخل البيت الشعبي وتباين المواقف حول عملية الشراكة بين رغبة البعض في استمرارها ورغبة آخرين في ضرورة فضها والاصطفاف في مواجهة السلطة لتحقيق طموحات السودانيين، وهو التيار الذي يعلو صوته ويخفت بين الفينة والأخرى. ما يشير لحالة عدم وضوح الرؤية السياسية في حزب الترابي هو حالة التباين في المواقف بين فئات متعددة داخل أروقته، تباين دفع بعض منسوبي الحزب في الولايات لفض الشراكة مع الحكومة فيما لم يهمد الصوت الشبابي في مطالبته بضرورة تغيير طريقة التعاطي مع حكومة أثبتت فشلها والذي سيظل معلقاً في قميص الشعبي باعتباره مكونا رئيسا من مكونات حكومة الوفاق الوطني.
5
يقول القيادي بالمؤتمر الشعبي، ناجي عبد الله، إنه وبعد عام على رحيل الشيخ حصاد الحزب وقيادته (المؤقتة) ومؤسساته المختلفة، يكاد يكون صفراً كبيراً. ولو قمنا بعملية (جرد حساب) كما يسميها التجار، فخلال اثني عشر شهراً مضت لا يكاد المراقب المتفحص أن يلحظ شيئا يذكر، اللهم إلا موضوع (حوار الطرشان) والذي أحاطوه بهالة من القدسية (أن الحوار كان برنامج الشيخ الاستراتيجي)، ولا يجوز لأحد الخوض فيه أو إبداء رأي حوله. والمطلوب من الجميع فقط مباركته والتأمين عليه والبصم بالعشرة أصابع، لما يتمخض عنه من مخرجات كان ناجي يتناول ما جرى بعد عام من الغياب، أي قبل إجازة المخرجات التي تم التواثق عليها، وبالطبع تبدلت القيادة المؤقتة إلى قيادة دائمة بعد أن انتخب الشعبيون علي الحاج أميناً عاماً، لكن الأمر لم يأت بجديد، فما تزال المخرجات مجرد حبر على ورق لم يتم تنفيذها على أرض الواقع، واكتفى قياديو الحزب بالتلويح بمواجهة التراجع عن مخرجات من قبل الشريك في حكومة المؤتمر الوطني.
6
بالنسبة للكثيرين فإن شعبي اليوم ليس على ما يرام، وأن الفعل الذي كان باستطاعته إنجازه في وجود الترابي لا يمكنه تحصيل الآن ولا ربعه، لكن هل للأمر علاقة فقط بغياب الكاريزما الخاصة بصاحب التجربة السياسية التي تجاوزت النصف قرن؟ يؤكد القيادي بتحالف الإجماع ساطع الحاج على الأثر الكبير لغياب الترابي عن مشهد أبنائه، فهو كان يمثل بالنسبة لهم أيقونة وقيادة روحية تدفعهم لتحقيق ما يريدونه، وبغيابه فقد الشعبي دليله الذي يقوده، ليس هذا الأمر وحده الذي جعل الشعبي وكأنه يسير بلا هدى، فتراجع التلاميذ عن رؤية الشيخ ما بعد المفاصلة واختيارهم الذوبان في مياه السلطة المنهمرة بخيراتها، جعلهم يسعون لتحقيق طموحاتهم الشخصية على حساب الرغبات العامة للسودانيين في التغيير، بل إن الدعوة لإقرار الحريات بدت مثل قميص عثمان المرفوع على أسنة الرماح من أجل تمهيد الطريق للوصول إلى القصر، وبالطبع فإن من خلفوا الشيخ لم يمتلكوا ما كان يمتلكه الرجل الذي يستطيع أن يحرك الأحداث ويتحرك حولها بسلاسة تامة.
7
يتجاوز كمال عمر إمكانية الحديث حول مدى قدرة من يخلفون الشيخ في قيادة الحزب لتحقيق مراد الجماهير، وبالطبع فإن كمال يقول إنه يعلم أن الحزب ليس في قمة أدائه، كما أن هناك منظومات من مصلحتها أن يتم حرق الشعبي لتحقيق مآربها الخاصة، وعلى رأس هذه المجموعات الحزب الحاكم، وهو ما يتطلب من منسوبي الشعبي ضرورة الانتفاض من أجل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني أو العمل من أجل مغادرة المشاركة في الحكومة، التي لم يحقق منها الحزب سوى مزيد من المتاعب والمصاعب، وفي حال فشل الخيارين فإن عضو البرلمان ينصح إخوته في الحزب بضرورة المضي قدماً والعمل من أجل إنجاز مشروع المنظومة الخالفة، باعتبارها إحدى الغايات التي كان يسعى لها أيقونتهم الترابي قبل رحيله، وهو السعي الذي ينتج بدوره سؤالاً آخر: هل من فشلوا في تنفيذ وصية عدم المشاركة في السلطة سينجحون في تنفيذ المنظومة الخالفة؟ بعيداً عن ذلك فإن الكثيرين لا يأتيهم الخلاف حول أن شعبي ما بعد رحيل الترابي ليس هو ذلك الحزب الذي كان يقوده شيخ حسن.
الخامس من مارس سيجلس الشعبيون في حضرة ذاكرة شيخهم سيذرفون الدمع السخين، وبالطبع سيستعيدون الأثر الباقي أو الأثر الذي لن ينمحي في جلستهم تلك، يطاردهم السؤال: هل يبكي الشعبيون شيخهم أم مشروعه أم يلطمون خدودهم على حال حزب كان ملء الأسماع والأبصار؟.
اليوم التالي.
يعنى ببساطة الحركة الاسلامية خانت الرجل ( حيّا وميتا ) .. مرتين .. بعضها حين حياته .. والبقية حين مماته ..
أى دين ، أى قيم ، أى اخلاق !!! اضاع الرجل عمره فى غرسها بين جوانحهم !!!!
يعنى ببساطة الحركة الاسلامية خانت الرجل ( حيّا وميتا ) .. مرتين .. بعضها حين حياته .. والبقية حين مماته ..
أى دين ، أى قيم ، أى اخلاق !!! اضاع الرجل عمره فى غرسها بين جوانحهم !!!!
فكونا من الترابى
فى لقاء مع عصام الترابى قال :
( وكان حريصاً على ما ينفع البلد )
والله ما كان حريص الا على نفسه وجماعته .. وبعدين تعال من متين الاخوان المسلمين عندهم ولاء للبلد ،، هم قالوا بأنفسهم انهم عندهم ولاء للمسلم الافغانى او الالبانى او المصرى اكتر من غير المسلم السودانى ،، هم لا يعرفون الاوطان ولا يعرفون الحدود ،، اول ما جاب الانقاذ اسس ما يعرف بالمؤتمر العربى الاسلامى لملم فيه شذاذ الافاق من كل الدنيا .. بن لادن وبتاعين مصر الحاولو اغتيال حسنى مبارك وناس حماس وحزب العمل الاسلامى الاردنى والقرضاوى من قطر والزندانى من اليمن ،، متطرفين وحرامية ودجالين وافاقين قاعدين يكذبوا ويغشوا الناس باسم الدين ،، شوف نتائج فعالو فى السودان اهو انهيار اقتصادى وديون خارجية وانفصال الجنوب واحتلال حلايب واغتصاب للاطفال وحميدتى وقوش ونافع واللمبى وبكرى حسن صالح وكوليرا ..
قال كان حريصا على ما ينفع البلد .. ياخى قوم لف
فكونا من الترابى
فى لقاء مع عصام الترابى قال :
( وكان حريصاً على ما ينفع البلد )
والله ما كان حريص الا على نفسه وجماعته .. وبعدين تعال من متين الاخوان المسلمين عندهم ولاء للبلد ،، هم قالوا بأنفسهم انهم عندهم ولاء للمسلم الافغانى او الالبانى او المصرى اكتر من غير المسلم السودانى ،، هم لا يعرفون الاوطان ولا يعرفون الحدود ،، اول ما جاب الانقاذ اسس ما يعرف بالمؤتمر العربى الاسلامى لملم فيه شذاذ الافاق من كل الدنيا .. بن لادن وبتاعين مصر الحاولو اغتيال حسنى مبارك وناس حماس وحزب العمل الاسلامى الاردنى والقرضاوى من قطر والزندانى من اليمن ،، متطرفين وحرامية ودجالين وافاقين قاعدين يكذبوا ويغشوا الناس باسم الدين ،، شوف نتائج فعالو فى السودان اهو انهيار اقتصادى وديون خارجية وانفصال الجنوب واحتلال حلايب واغتصاب للاطفال وحميدتى وقوش ونافع واللمبى وبكرى حسن صالح وكوليرا ..
قال كان حريصا على ما ينفع البلد .. ياخى قوم لف