استفهامات (مشروعة) لكاتبة بحرينية عن بلادنا (1)

مهدي ابراهيم احمد
بعد حرب النكسة ..قدمت الامة العربية بأسرها رئيس الوزراء السوداني ووزير الخارجية المحجوب للحديث باسمها في قاعة الامم الممتحدة .في وقت كان الحس السوداني عامرا بالمنافحة والمدافعة والذهن متفتق بالمرافعة ..وحديث المحجوب يعقبه المدح والاطناب من الجميع .. في وقت الجمت المفاجاة اكثرهم اعجابا وخوفا ….ووزير الخارجية البريطاني ساعتها يشد علي يديه قائلا اني أحسد السودان عليك في دبلوماسيتك ولغتك التي فقتنا فيها دراية وفصاحة . .اننا نتعقب دائما ادوارك ونطلق عليك في بلادنا الانجليزي الاسود ..
ربما كان ذلك في زمان مضي اكتفينا نحن السودانيين فيه بالفخر والتحسر في وقت لم تجد تجاذبات الانتماء طريقها للتفريق بين بني الوطن الواحد .فوجدت العقول مبتغاها في شتي ضروب المعرفة .وصاغت واقعا يعتبر نموذجا في المثالية والوطنية الصادقة .اننا نزكر تلك العقول بواقعها كما قلت بشئ من الفخر والتحسر ..فقد بات عسيرا ان يعود ذلك الزمان بواقعه وشخصياته في واقعنا الحاضر ..فقد تغول الانتماء علي العقول فغيبها بدواعي الابعاد والهجرة ..فغدا الفخر به علي تميزها خارج نطاقنا .بالعبقرية والابتكار والسمعة الطيبة ..
والاخبار تنقل لنا يوميا اخبار ذلك التميز لابناء وطننا خارج حدود بلادنا وفي شتي المجالات وهو تميز ليس جديدا عليهم ..ولكن كما قلت فان راهن الاوضاع وماتعانيه البلاد كان فوق احتمالهم فآثروا الهجرة علي عدم التقييم اللازم لهم بدواعي شتي اقلاهماا الواقع الاقتصادي والسياسة .وعندما تستفهم الكاتبة البحرينية بثينة خليفة عن ان بلادنا تحوي الكثير من العقول ولكن تصطدم اجابتها بواقعنا من تدني في كل شئ جعل استفهامها مباحا علي واقعيته ..فقد غابت العقول بدواعي الاقتصاد و الانتماء ..وبديهيا فان اولئك لن يلتقيا وبالتالي كان ذلك الفراق الوامق مابين الابداع والسياسة ..
يزخر واقعنا بنماذج حية علي امتداد الماضي والحاضر فقد جافي الانتماء السياسي قديما تلك العقول بفعل الاعتدال السياسي-السائد حينها – الذي يري في الابداع والتميز نصيرا للسياسة وان اختلفت الميول وتنوعت المواعين ..فابدع اولئك علي ذلك الحيز المباح .واضافوا لتميزهم رفعة لشأن بلادهم في شتي ضروب المعرفة ..فتجاوز الانجاز الفرد بكينونته ليصب في معين البلاد بتفرده وتطوره ..ولكن في واقعنا فان الهجرة قد استوعبت كثيرين .كنا حتما سنجعل بهم لبلادنا فخرا ومجدا مؤثلا ..
استفهام الكاتبة البحرينية بشأن واقعنا وعقولنا هو استفهام يتشارك فيه كثيرون من خارج بلادنا وهم يرون بأعينهم التميز والنبوغ السوداني وهو يرفد العالم من حولنا بتك العقول النيرة التي يفيدون بها غيرهم ويحرمون منها بلادهم ومادروا ان للسياسة الكفل الأكبر ممايجري ويحدث .فمنذ امد بعيد ولجت الملعونه في واقعنا بضروبه فأفسدته ..فغابت الكفاءة وتسربت الخبرات بدواعي التحزب واضحي الانتماء والموالاة يقرب كثيرين وان ضعف مردودهم وانتاجهم ..فخلق ذلك فجوة .ظهرت افرازاتها وبانت آثارها في كل المرافق الحيوية رغم تطاول السنين .وحتي الرتق المتوالي لأصلاح ذلك الخلل بات قابلا للفتق من جديد في ظل التخبط وفقدان العقول المؤهلة ..
أضحي واقعنا يينتابه التحسر علي مامضي ..ربما يرون في الماضي والركون لتجربته عوضا وفخرا عن مايعتور واقعهم الحاضر من ضبابية وغموض للرؤية وبات الانشغال بالسياسة سيد الموقف .ربما يكون خصما علي الانتاج فمايمس الواقع من تطورات يحسبها الكل ان له رصيد منها في التناول والتداول .فللتضييق علي بلادنا كفل مما يجري من هجرة وطلب رزق وماتجود به البلدان من عروض وحوافز ايضا نصيب ..لكن لايزال للامل حيز بعودة تلك العقول وانخراطها في الواقع اصلاحا وتطورا وعودة البلاد سيرتها الاولي …لكن يبقي ذلك الشرط (عسيرا) في التحقق الآني .فمابين السياسة بفقهها والابداع جفاء بين وعداء ملحوظ لابد له من تصالح حتى تعود الامور سيرتها الاولى .
مقالك ده حيزيد من حيرة البنية البحرينية
اخواني انا لست سوداني او بحريني واعترف بانني لست محايدا لان السودان الاقرب لمنطقتي تاريخيا وعرقيا وكل الاسر والقبائل بالحجاز هناك نظير لها يطابقها بالسودان خصوصا بشرقه وشماله الاوسط.. واتمنى مثل مااشعر بانتمائي الاارادي لهذا البلد الشامخ الا يغضب مني احد بالسودان لانني اصف اشياء وادعيهاولم يأذنوا لي اهلها بقولها او بالجزم بصحتها ..فاعتذر مقدما لمن يشعرون انني اخطأت بحقهم
ثانيا
احترم صحيفه الراكوبه وكل قرائها واحترم مملكه البحرين وشعبها واحترم المتسائله بثينه
ولكني اعرف ان من الذوق ان يعرف الشاب الاصغر سنا عن نفسه عندما يصادف من يكبره سنا وتجربه
ولهذا اشعر ان محاوله السودانيين تعريف انفسهم للبحارنه يفتقد للعرف ومااعتدنا عليه.. ويزيد الامر رتابه ان النقاش الطويل بهذا الموضوع كان بصوره لاتتعدى برستيج الطيبين ((انت ادخل لاوالله مايصير انت ادخل قدامي تفضل خذ اخي عندك والله مااتعداك)) ذالك برايي دليل على ميل الصحافه السودانيه لتقديم المجامله على الفائده وشخص الكاتب على القراء ..
ونعلم كلنا ان موضوع وتساؤلات الاخت بثينه عن السودان لم يقابله نفس الاهتمام الصحفي بالبحرين فهل الان من العدل ان يهتم 30 مليون سوداني برأي مئات من الالاف لايشاركونهم نفس الاهتمام او قدره ؟؟؟
السسودان بلد معروف عند الشعوب العربيه وله حيز من وجدان الوعي العربي اكثر من مملكه البحرين واتسائل انا هل البحرين هو من يجمع نمط التفكير العربي او توجهاته او رأي العامه فيه لكي نجتهد ان نصحح صوره بلد عريق لبلد اخر لديه همومه ومشاكله الصغيره مقارنه بحجم السودان وحجم مايعانيه ؟؟
وهل مايقوم به اهل السودان كتابا ومعلقين وهواه شعر فعلا سيصحح لوحه السودان التي تعاقب الرسامون المهره وغير المهره على تشكيلها طوال 5000 عام ام سيزيدها قتامه وقبحا عند الغير ؟؟
عن اي سيرة أولي تتحدث والسودان انزلق منذ عهد هؤلاء القوم الذين تمدحهم بالمثالية والعبقرية الي قاع الانهيار والدمار !! عن اي مثالية تتحدث والواقع ينطق بلسان فصيح ! لم يولد في السودان رجل وطني واحد بحق كلهم عنصريون احتكرو الدولة بعد الاستغلال وليس الاستقلال وحولوها الي مركزية قابضة وملك خالص لاثنية محددة تتقلد ارفع المناصب وتحتكر الحكم ماذا استفاد السودان من خطاب المحجوب الذي وصفته هل تبدل حال السودان ووصف السوداني عند العرب ؟
لو كانو بحق وطنيون احرار لقادو البلد الي العدل والمساواة والنهضة كما فعل غيرهم من قادة العالم كمهاتير محمد في ماليزيا !
تقول لى كردي البليد وزير خارجية والله دى ما يستاهل يمفلقطيع غنم فى مزرعة الله ينتقم من الكيزان فى اي ذمان ومكان السقطو حجر البلد وحهلو الشعب و تركو الامية تسود كل شاب وكذلك تجار الدين الامة والاتحادي وغيرهم من الاغبياء والمرتزقة والمنتفعين من وراء جهل الشعب
نحن فى السودان نحب البحرين من قلوبنا حيث انها الدولةاالتى تميزت بالمعاملة الكريمة لابناء شعبنا الذى فر من جحيم الحكومة على الرقم من مطاردة الحكومة لهم بالخارج وكونت جهاذ لزلك الغرض .عموما لن ننسى هذا الجميل للبحرين حكومة وشعبا
********* مقال رائع حقا ******** شكرا اخي مهدي ابراهيم ******* نتمني ان يعود السودان الذي نعرفه و يعود ابناء من شتات المهاجر ******** لك التحية مرة اخري ********
ايها الكاتب لما لايعجبك على كرتى !!!اليس دبابا كان مميزا ومقدرا من الله سبحانه وتعالى؟؟؟فنزلت الملائكة والقرود والمفترسات تقاتل معه ضد الحشرة اقصد الحركة الشعبية؟؟؟
الم يرجع على كرتى والاطهار الذين يصلون الصبح حاضرا برئاسة البشير ومحمد عطا والترابى والصادق وولديه والميرغنى وصبيه السودان لعهد النبوة و(العمرين) فأمن الفرد منا على نفسه وماله من النقرز والعصابات واخيرا الجن جويد (الجنجويد)؟؟؟ مالكم اخى كيف تحكمون؟(بضم التاء والسكون على حرف الحاء وعلامة الفتح على حرف الكاف)!!!
اخى سجلت اضابيرالكتب تاريخيا حريق روما وخراب سوبا وفى هذا القرن خراب السووووودان
مشكور اخى على ذكرياتناالجميلة لكن مافيش فايدة انا لله وانا اليه راجعون فيك ياوطن الجدود نفديك بالارواح نجود…وطنى وطنى – رحمة الله عليك يالشفيع
تشكر الاخ مهدي ابراهيم على هذه اللغة الرصينةالتي كتبت بها تحسرا على الماضي … لاننا اصبحنا نتكلم عن الماضى لانه لا يوجد شي نكتبة عن الحاضر … اما المستقبل فنسال لله ان يلطف بنا وبالسودان والشعب السوداني … لانني اري شجرا يتحرك وما حميدتي ببعيد عن الخرطوم .
انا نصحت البنية البحرينية اذا أرادت أن تعرف حاضر السودان وثقافته وموروثاته الجيوسياسية. .والانثربولوجية والديمغرافية. ..فعليها بدراسة تاريخ السودان وعادات وتقاليد الشعب السوداني والتركيبة السكانية والنفسية للمجتمع السوداني ﻻني ﻻحظت أن الكثير من اﻻخوة العرب معلوماتهم عن السودان هي معلومات سماعية. .ووعي تناسلي موروث بامتياز. ..عليك اختي بثينة بدراسة تاريخ السودان اوﻻ ثم بعد ذلك يمكنك فك تشابكات العناصر التي تشكل السودان الوطن والديمغرافيا. ..والله الموفق
حتما سيعود السودان قويا شامخا عزيزا كما كان بل و افضل لاننا قد جربنا كل شئ فى الحكم: الطائفيه , العسكريه و الاسلاميه و الشيوعيه و لم يبقى لنا إلا ان نعود للديموقراطيه الحقيقيه مع سلام اجتماعى .. لقد وصلنا الى مرحلة نضج الوعى الجمعى و قبول الآخر و الاعتراف بمكوناتنا الاثنيه و الاجتماعيه … و العتره بتصلح المشيه . هناك دول عظمى كثيره مرت على اسوأ مما مرت به السودان ثم تجاوزتها و ارتقت و الامثلة كثيره لا تحصى و على رأسها امريكا التى بدأت من لا شئ بل من اسوأ شئ و اصبحت اعظم شئ .
تعايشت من خلال عملي مع جنيسيات غبية و افريقية كثيرة يذكرون لي دائما عن السودان اشياء حميد مستغربة و محيرة لايرونها في بلدان اخري رغم تسفارهم الكثير
اذا السودانيين حالة ربانية فريدة لا تبحثو كثيرا في حل طلاسمهاو نشكر كثيرا للاخوان من خارج القطر