إنفانتينو يحكم قبضته على الفيفا وطريقه ممهد نحو فترة رئاسية ثانية

بعدما سارت الأمور بشكل ربما يكون مثاليا خلال الاجتماع رقم 68 للجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (كونغرس الفيفا)، اختار السويسري جاني إنفانتينو اللحظة المناسبة لبدء حملته الانتخابية لفترة رئاسية جديدة، عبر الإعلان عن نيته في الترشح مجددا بانتخابات العام المقبل.
وشهد الكونغرس الذي عقد عشية انطلاق كأس العالم بروسيا، فوز الملف المشترك لأمريكا والمكسيك وكندا بحق استضافة مونديال 2026 متفوقا في التصويت على الملف المغربي.
وفاز الملف الذي كان يفضله إنفانتينو، كما حظي السويسري بإشادة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب التحية التي حظي بها من الحضور لدى إعلانه الترشح لرئاسة الفيفا لفترة جديدة، لتبدو الأمور مثالية له. وفي لحظة الترحيب بالرئيس الروسي، توجه إنفانتينو توجه في اتجاه خاطئ في القاعة التي احتضنت الكونغرس، لكنه سرعان ما هرع نحو بوتين رافعا ذراعيه في إيماءة اعتذارية، قبل أن تنهال عبارات الإشادة عليه من الرئيس الروسي. وقال بوتين في حديثه عن إنفانتينو: «لقد تولى مسؤولية الفيفا في أوقات شديدة التعقيد لكنه أدى دورا رائعا للغاية، كمحارب حقيقي».
وبادل إنفانتينو الرئيس الروسي عبارات المجاملة، قائلا: «من أعماق قلوبنا، نتقدم بخالص الشكر للسيد بوتين لأنه جعلنا نشعر بأننا جزء من فريق واحد.» كذلك بدت السعادة على إنفانتينو عند فوز ملف أمريكا والمكسيك وكندا باستضافة مونديال 2026، حيث يراه عرضا مغريا ومربحا لما يتضمنه من عائدات متوقعة تصل إلى 14.3 مليار دولار.
وكان إنفانتينو (48 عاما) تعهد بالفعل بزيادة دخل الاتحادات الوطنية الـ211 الأعضاء، عندما ترشح لرئاسة الفيفا في 2016، كما تعهد بأن تتضمن الميزانية الخاصة بالبرامج التطويرية للأعوام الأربعة بين 2019 و2022 ارتفاع نصيب كل اتحاد من خمسة إلى ستة ملايين دولار. واستعرض أمام ممثلي الاتحادات الأعضاء، استعادة الفيفا مصداقيته وموارده من جديد تحت قيادته، والتي جاءت بعد حقبة رئاسية طويلة لمواطنه جوزيف بلاتر الموقوف حاليا. وقال إنفانتينو: «الفيفا توفي سريريا كمنظمة. ولكن الفيفا اليوم بات حيا وبحالة جيدة ومليئة بالبهجة والحماس والرؤية المستقبلية».
وأكد على دوره في التغييرات الإيجابية التي طرأت على الفيفا بعد أعوام عانى خلالها الاتحاد من أسوأ أزمة في تاريخه، إثر قضية الفساد. وقال: «القائد يجب أن تكون لديه رؤية، ولدينا رؤية للفيفا»، مضيفا أن «الوضوح والحسم والشجاعة والحماس والتواضع» هي العناصر الأساسية لحقبته.
ومع ذلك، يرى البعض أن السياسة الاستبدادية لبلاتر ربما تبدو أضعف إذا قورنت بسياسة إنفانتينو الذي يتجاهل أي نقد بشكل سريع، مثلما كان موقفه عند الإطاحة بمسؤولي لجنة القيم السابقين كورنيل بوربيلي وهانز يواكيم إيكرت وكذلك الإطاحة بميغيل مادورو من رئاسة لجنة الحوكمة. وأثار إنفانتينو علامات التعحب حوله أيضا من خلال موقفه إزاء العرض المزعوم الذي تبلغ قيمته 25 مليار دولار من أجل نسخة معدلة لكأس العالم للأندية وكذلك إقامة دوري عالمي للمنتخبات، إلى جانب التوسع في كأس العالم لتشمل نهائيات البطولة 48 منتخبا اعتبارا من نسخة 2026 .ومن بين الأصوات الناقدة لإنفانتينو، ذكرت صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» الألمانية: «الرجل اثبت خلال عامين فقط أنه كارثة على كرة القدم».
وكالات



