انى اعتذر

تحليل سياسى : محمد لطيف

تلقيت عتابا ..ثم تقريعا .. على منهج تناولى للتطورات السياسية التى شهدها جنوب السودان مؤخرا وأفضت لإقصاء الدكتور رياك مشار .. وتقييد حركة باقان اموم السياسية .. وتحجيم كافة عناصر الحرس القديم .. إن جاز التعبير .. أما العتاب فقد جاء من زميلتنا الصحافية الجنوبية إستيلا قايتانو .. التى تناولت ضعف إلمام ومتابعة صحافة الخرطوم لما يحدث هناك .. ثم أشارت لتحليلاتى عاتبة على إتخاذى للتصنيف القبلى مدخلا لمناقشة الصراع السياسى هناك .. وقد عزمت حينها على الإعتذار لإستيلا .. ولرهطها على ما بدر منى … ثم دارت الأيام .. وأشارك فى منشط بنيروبى قبل اسبوعين هدفه المعلن بحث دور الإعلام فى التعاون بين السودان وجنوب السودان .. ونستمع لإفادات مهمة ومداخلات أهم .. من هنا ومن هناك ..وفجأة يطلب الإذن .. الزميل ماثيان شريلو .. رئيس تحرير صحيفة المصير – جنوب السودان .. ويقول ضمن إفادات أخرى .. أننى .. يعنى أنا محمد لطيف .. من معوقات تطور العلاقة وإستقرارها بين السودان وجنوب السودان .. أصلو أنا الطيب مصطفى ؟… وقال الأخ شريلو .. إننى ابتسرت الصراع السياسى فى الجنوب فى محض تدافع قبلى بحت .. ثم مضى لآخر الشوط .. حين اعلن على رؤوس الأشهاد أنه لا يمكن أن يكون فى أى منبر يكون فيه محمد لطيف .. مستدركا.. مع حيدر المكاشفى ممكن .. !!!!!
لحظتها .. ورغم حدة لغة .. صديقى لاحقا .. شريلو .. غير أن الإحساس بضرورة الإعتذار قد تنامى داخلى .. كان طبيعيا .. أن احصل على فرصة .. للرد ..فأعترفت مباشرة أننى ذهبت فى جزء من تحليلى لهذا المنحى .. وإن نفيت أن اكون قد وضعت الصراع القبلى اساسا للصراع السياسى هناك .. واكدت لشريلو اننى وعدت إستيلا .. وأجدد وعدى له الآن بالإعتذار .. ولم تنته مفاجآت ذلك اليوم ..حصل الزميل الصحفى غابريال شدار من منسوبى بعثة الأمم المتحدة بجوبا على فرصة الحديث .. فإذا به يخصصها للدفاع عنى .. قال جزاه الله عنا خيرا .. إن رئيسته فى العمل .. وهى غربية .. ابدت عظيم دهشتها أنه .. أى غابريال .. باق فى جوبا لم يغادرها .. بإعتباره من القبيلة المستهدفة .. حسب فهمها .. وانه بذل جهدا عظيما ليقنعها أن جوبا ستمضى ليلتها وقادم أيامها فى هدوء طبيعى .. ثم يضيف شدار مفاجأة أخرى لصالحى حين يقول .. إن المحرر الرئيسى فى صحيفة الغارديان البريطانية ذائعة الصيت .. قد بنى كل تحليله للأحداث فى جوبا على الصراع القبلى ولا شىء غيره .. لحظتها ..أبلغت المنصة .. أننى قد سحبت نيتى فى الإعتذار .. بل وطالبت شريلو بالإعتذار لى عن ما بدر منه تجاهى ..!!
والآن … وقد تدبرت الأمر .. فقد عدت الى موقفى الأول .. ضرورة الإعتذار .. لماذا .. ؟ .. لأن الغربيين سواء كانت (الخواجية ) رئيسة غابريال .. أو محرر الغارديان .. ستظل رؤيتهم لنا .. كأفارقة .. أننا ما زلنا أسرى للتاريخ وللصراعات القبلية والإثنية .. وان التطور السياسى ما زال بعيدا عن شعوبنا .. فما بالنا نحن..؟ كيف ننظر لأنفسنا .. بل كيف ننظر لبعضنا البعض .. وهل نحن راغبون فى .. قادرون على .. مغادرة محطة الصراع الإثنى هذه ..؟ فى تقديرى أن ما حدث فى جوبا .. ثم مسار الأحداث بعد ذلك .. وحتى اللحظة .. قد اكد .. أن ذلك بالإمكان .. وأن رئيسة غابريال كانت مخطئة .. ومحرر الغارديان كان مخطئا .. وأنا محمد لطيف .. كنت مخطئا .. مضاعفا .. لأن خطئى يصنف من ظلم ذوى القربى .. رضى المنبريون أم أبو .. عليه .. فإنى أعتذر .. لصديقى شريلو .. ولزميلتى استيلا قايتانو .. ولشعب جنوب السودان .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ياسلام ياراقى فهمك واحساسك…….ليت منك الكثيرون…..ماتفرق السودان والارثة الى اكثر من جنوب

  2. ما كان يجب عليك إبتداءا الخوض فى أمور الإخوة فى دولة الجنوب،، وهل نحنا إنتهينا من المشاكل،، صحفيو السودان غريبين بالجد كلما يحصل شيئ فى دول الجوار تراهم يولولون أكثر من أصحاب القضية نفسها يعنى ملكيين أكثر من الملك،، وكمثال على ما يحدث فى مصر،، يا جماعة خلونا فى همنا وفكونا من هبالتكم دى ولا تدسوا أنوفكم فيما لا يعنيكم،،

  3. خلاص حسيت بي انو نسيبك البشير ايامو قصرت قلت تكسر تلج لي ناس الجنوب ، والله انت اكبر معوق للصحافة الحرة في السودان وفي كل مكان… قرف

  4. يا سلام عليك يا محمد لطيف ( خجلت كل القراء الجنوبيين لاسلوبك الجميل ) أنت بقين احسن من مثاينق شريلو . لكن للحقيقة ليس هنالك من يستطيع تحليل الموقف السياسي في جنوب السودان بدون الموازنات القبلية , لكن القبيلة ليس اساس العمل السياسي في جنوب السودان ونحن كجيل جديد نعمل في الدراسات للتلاشي القبيلة ويكون اساس التناول للموضوعات السياسية علي اساس ( جنوبي سوداني ) . والعنصرية ظهرت الان حتي في السودان رقم السكون عنها في الاعلام لكن موجود في المجتمعات

  5. دى خرمجة شنو دى
    مرة اعتذر ومرة ما اعتذر
    التحليل المفروض مبنى على حقائق لا تقبل الجدل
    ممكن تعتذر عن راى ولكن لا تعتذر عن حقيقه
    هل الجنوب به صراع قبلى؟
    انا طبعا لا املك الاجابه لانى غير متابع بصورة جيده
    بس انت ما ممكن تقول ان هذه حقيقه ولاجل الجنوبيه تعتذر ثم صحفى غربى يتكلم ترجع عن الاعتذار ثم بمزاجيه تعتذر
    اكتب عن الطيب مصطفى افضل هنا لا تحتاج لذكر حقائق

  6. أستاذ محمد لطيف….

    أعتقد ما حصل…. ينبهك…. إنو مستقبلاً…. ما تعتمد كلياً في تحليلاتك…. على نشرة سونا..و..الجهاز!

    لازم…. تقرأ شوية…. من الصحف البريطانية….والكينية….. وصحف جنوب السودان!!

    لأنو الصحف دي…. عندها مصادرها….. داخل الجنوب نفسه…. حال بعض صحف الخرطوم!!!

    لكن الأخيرة دي أبعد منها…. لأنو هدفها دائماً…. ليس الحقيقة!!!!

    التحية لك ولاستيلا الجميلة….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..