ضد ما هو محبط? يعاني القطاع الصناعي من عدد من المشكلات المنظورة ومع ذلك تصر وزارة الصناعة على قيام معرض ?صنع في السودان?

الخرطوم ? نازك شمام
بينما كان وزير الصناعة الجالس على كرسيه حديثا د. موسى كرامة يقدم في البرلمان بيان أداء وزارته للعام الماضي وتقرير الربع الأول للعام الجاري ويستعرض ملامح خطة العام 2017 كان في ذات الوقت وزير الدولة بذات الوزارة د. عبدو داؤود في مكان آخر يقف على آخر الاستعدادات لافتتاح معرض (صنع في السودان) السنوي ويقدم تنويرا للإعلاميين عن معرض هذا العام؛ وبالنسبة لكثير من المواطنين فإن معرض (صنع في السودان) الذي تقيمه وزارة الصناعة والشركة السودانية للمناطق والأسواق الحرة بالتعاون مع اتحاد الغرف الصناعية كل عام فرصة للحصول على منتجات غذائية بأسعار منخفضة لمجابهة احتياجات شهر رمضان، فالمعرض الذي اعتادت الحكومة أن تقيمه سنويا بأرض المعارض في بري يعد فرصة لتعزيز الثقة في المنتجات الصناعية الوطنية رغم المعوقات التي تجابه القطاع الصناعي.
الموارد الهائلة التي يمتلكها السودان تؤهله لأن يكون إحدى الدول الصناعية العظمى حال استفادته منها، ولكن لسنوات طويلة ظل القطاع يعني ما يعاني من مشكلات تحاول وزارة الصناعة جاهدة أن تجد لها حلا لاسيما ارتفاع تكلفة الإنتاج المؤرقة لجميع أصحاب المصانع. ولكن يأتي المعرض السنوي باسم (صنع في السودان) كأحد الحوافز التشجيعية لأصحاب الشركات والمصانع بإتاحة عرض منتجاتهم في خطوة تعريفية بالمنتجات السودانية في مجالات عدة ولا تقتصر بالطبع على المنتجات الغذائية فقط، بل تتعداها إلى المنتجات الهندسية والوقوف على أبرز ما أنتجته الصناعة الوطنية في هذا المجال.
خلافا للمعارض السابقة أعلن داؤود في مؤتمره الصحفي الذي أقامه بأرض المعارض في بري عن وجود منتجات مختلفة في هذا المعرض عن سابقيه دون أن ينسى تذكير الإعلاميين بأن هذه الدورة السابعة للمعرض وبأن المعرض ومنذ انطلاقته لم يغب واستمر طيلة السنوات الماضية وعدّه نجاحا وتمسكا من جانب العارضين بإقامة المعرض في كل عام، وفي كل عام تقوم الجهات المنظمة بإحداث تطوير في المعرض، ويتمثل جديد هذا العام في إتاحة عرض الاختراعات والابتكارات المقدمة من الجامعات بإشراف معهد الاستشارات الصناعية، علاوة على مشاركة 193 شركة غذائية و48 شركة هندسية علاوة على الولايات المشاركة و80 جامعة و85 عارضة من وزارة الضمان والرعاية الاجتماعية لعرض منتجاتهن، وأشار داؤود إلى أن هنالك جهات تقدم خدمات للقطاع الصناعي وتتمثل في المصارف والبنوك بالإضافة إلى جهات اخرى ذات صلة تتمثل في الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس وديوان الضرائب.
الاختراعات والابتكارات التي ستعرض خلال أيام المعرض الذي سيستمر أسبوعين منذ انطلاقته تتنوع بين ابتكارات لسيارة تعمل بالطاقة الشمسية واستخراج البايوديزل من نبات الترجوما، جهاز تحكم وربورت لاسلكي من جامعة وادي النيل، قدرة فول أحادية الخط بالإضافة إلى جهاز لمساعدة المكفوفين والعداد الذكي للكهرباء، فضلا عن كسارة للثلج تعمل بواسطة موتور وغيرها من الاختراعات التي تقوم على أمرها الجامعات وفقا لاتفاقية أبرمتها وزارة الصناعة مع وزارة التعليم العالي.
بيد أن أكثر ما يهم المواطنين هو تلك الأسعار التشجيعية التي اعلنها داؤود للمنتجات الاستهلاكية والتي قال إنها ستكون منخفضة بنسبة (30 %) عن الأسعار الجارية بالأسواق وهو ما يحفز المواطنين على الذهاب للمعرض والذي سيتيح للجمهور البيع المباشر مساء اليوم بعد الافتتاح على يد النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح والمتولي لزمام الأمور الاقتصادية في البلاد، وسيتخلل حفل الافتتاح خلافا للمخاطبات، فقرات فنية وألعاب نارية وتفقد لأجنحة المعرض من قبل التنفيذيين والدبلوماسيين على أن يفتح المعرض أبوابه للجمهور من خلال فترتين صباحية من العاشرة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر وفترة مسائية من بعد صلاة التراويح وحتى الواحد صباحا.

اليوم التالي