الخير (الساعاتي).. الموبايل (عملا فينا)…!!!

الخرطوم : يوسف دوكة
تغزلت اغاني البنات في الثمانينات في الساعة والشخص الذي يرتديها فظهرت مزيج من الاغنيات على شاكلة (كلمني الساعة كم)..و(حبيبي بريدو ابقى ساعة في ايدو)..وغيرها ، اما اليوم ومع ظهور التكنلوجيا اضحت ساعة اليد شيئا ليس له اهمية بعكس الماضي حينما كانت ساعة اليد لها (شنة ورنة) ، ولكن رغم هذا التقدم الذي طرأ ودثر اشياء كثيرة في مجتمعنا السوداني ومن ضمنها (الساعة)، الا ان البعض لايزال يمارس مهنته في العمل كـ(ساعاتي) ومنهم العم (الخير الطيب) الذى لم يصبه اليأس برغم هجمة التكنلوجيا الشرسة، التقينا به بالكلاكله وهو يجلس على طاولته الشهيرة، والتى تراصت عليها مختلف انواع الساعات، بعضها يعمل بنشاط، وغالبيتها يعاني من نقص حاد في فروق التوقيت.
(1)
في بداية حديثه معنا قال لنا الخير: (تعلمت صيانة الساعات منذ عام 1983 وحينها كنت طالباً وكانت تدر لي اموالا كثيرة، والساعات في ذلك الزمن شيء مهم، لاسيما عند الشباب حيث كانوا يتباهون بها في المناسبات، وكانت الفتيات تتغزل في ساعات الرجال.)..ومازلت اذكر بعض تلك الاغنيات التى اختفت تماماً مؤخراً.
(2)
أما عن ممارسته للمهنة في ظل انتشار الموبايلات قال الخير : (صيانة الساعات ليست مهنتي الاولي فأنا اصلا كنت اعمل بحقل التدريس، فأنا معلم بمدرسة الشقيلاب الخاصة وامارس هذه المهنة في الاجازة لان بعد انتهاء العام الدراسي بالمدارس ليس لدي عمل اعيش به غير هذه المهنة البسيطة ويضيف: (في الايام الدراسية اقوم بالتوجه الي الى السوق لامارس عملي بعد انتهاء اليوم الدراسي، وانا مرات بشتغل 12ساعة مابتجيني ساعة واحدة اصلحا ولكن نحمد الله) .
(3)
طلبنا منه عقد مقارنة بين عمله في الماضي والان، فرد علينا بإبتسامة بائسة: (والله الموبايلات عملتا فينا.. والشغل طبعا انخفض منذ ظهورها وسبب آخر وهو ان الساعات اصبحت ليست جيدة وصار معظمها (شغل تجاري) و بلاستيكية وليست بمواصفات الساعات السابقة ولا تستحق ان نطلق عليها ساعات، وكل الساعات الموجودة في السوق (مضروبة).. وغير قابلة للصيانة..(يعني اذا دخلتها نقطة “موية” لا تستطيع صيانتها الى ان يتم تغيير مكنة الساعة بأكملها.. واضاف: (هناك سبب غريب آخر لتراجع المهنة وهو ظهور ساعات تسمى بـ”برشام” وهذه المكنة ليست بها مسمار ولا ترس.. واذا كان مافيها كل هذه الاشياء…. نحنا نصلح شنو تاني …؟

السوداني

تعليق واحد

  1. لي صديق عزيز كنا معه في جلسة ونسة وتطرقنا لموضوع الساعات والموبايل فحلف صاحبنا بالله انه لم يتشر ساعة منذ عام 1985 وطيلة هذه المدة عايش اوانطة فسألناه: عرفناك ما اشتريت ساعة كل هذه المدة ولكن كيف عايش اوانطة؟ فقال عندما يصحى مع الصباح يصحى عن طريق منبه واحد زميله يسكن معه في نفس الغرفة وعندما يركب سيارة واحدة صاحبه في طريق للعمل يعرف الساعة كم من ساعة صاحبه او من ساعة السيارة وفي الطريق مرة مرة يلمح ساعة البلدية في الشوارع العامة فيعرف الوقت وفي المكتب ساعة الكمبيوتر تقوم بالواجب

  2. .. ناس بتلبس ساعة اوتوماتيك .. وناس بتظبط بالزمبلك .. وناس فوق حميره دوام تلكلك ..!!
    .. ساعة النسمة .. ساعة الغروب .. ساعة المسا .. ساعة ال(.)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..