ضحايا الأفارقة في ليبيا لا وجيع لهم

صوت من الهامش

ضحايا الأفارقة في ليبيا لا وجيع لهم

إبراهيم سليمان
[email protected]

تحليلي الأخير لتداعيات الثورة الليبية على الثورة الدارفويه أثار ضجة كبيرة لدى المهتمين بهذا الشأن والمتابعين للإفرازات السياسية للتحول الليبي على دول الجوار، وأتوجه بالشكر لكل الذين إتصلوا بي أو راسلوني في هذا الخصوص واخص بالشكر الأخ يحى العمده والذي اخصص هذا التعليق على مضمون ما جاء في صدر رده القيم وإضافته الثرة لواقع تعامل الأخوة الليبيين عموما والثوار على وجه الخصوص مع الأجانب على اساس عرقي بغيض، ومن أفادته يبدو الأخ يحى قد عاش في ليبيا وسنحت له فرصة الوقوف على واقع التعامل الليبي مع الأفارقه على ذلك النحو المؤسف.
في مستحل مقالنا المشار إليه أوردنا أن قتال الأفارقة في صفوف كتائب القذافي ضد الثوار جاءت بقرارات فردية حسب إفادة رئيس المجلس الإنتقالي السيد مصطفى عبد الجليل، وقد إتضح لنا أن هذه العبارة غير دقيقة حيث أن كلمة “مشاركة” قد تفيد وجود الرغبة لدى المشاركين في القتال، ولكن بالتأمل في وضعية هؤلاء والبحث عن الدوافع المحتملة لتورط الإرادي في القتال مع كائب العقيد ضد الثوار نجدها غير منطقية والأرجح أنهم غرر بهم وأن كتائب العقيد زجت بهم في أتون المواجهة وهم مسلوبو الإرادة لا حول لهم ولا قوة.
فإن كان دافع هذه المشاركة الارتزاق كما وصمهم الثوار، فحب المال ليس مقصوراً على الأفارقة دون سواهم ولوجدنا ضمن الكتائب جنسيات اُخر، وبتفكيك هذه الفرضية يتبين خطلها، فما هو المبلغ الذي يغري الأفارقة على المغامرة بأرواحهم في ظل قاذفات النيتو التي تسد افق ليبيا والتراجع المستمر للكتائب منذ تفجير الثورة؟ وماذا عن كيفية الدفع؟ إذا إفترضنا أن الدفع مقدما لمن سيسلم والأفارقة جميعاً غير مستثنون من المشاركة، وإن كان الإتفاق يقتضى الدفع بعد إجلاء الثوار ما هي ضمانات إنتصار الكتائب ومن يضمن إيفائهم بالسداد؟
كل هذه الفرضيات غير مهضومة ولم تقبله العقل أو المنطق السليم وكان الأجدر بالسيد مصطفى عبد الجليل أن يكون شجاعاً ومنصفا ويقر بأن مشاركة هؤلاء مع كائب العقيد كانت غصباً عنهم، ويعترف بتجاوزات قواتهم في حقهم لأن هذه الحقيقة إن لم يفصح عنها المجلس الثوري الإنتقالي بالضرورة ستكشفها التحقيقات الدولية التي لا مفر منها، وحينها صورة ليبيا الثورة ستكون باهته وفارغة المضمون بالنسبة للشعوب الحرة والإيام دول.
وإن كان العقيد يتوسم فيهم الإقدام والفروسية، توجد بليبيا من هو اشرس من الأفارقة، وإن افترضنا أن حافز هؤلاء الذود عن حياض العقيد المنحاز سياسياً تجاه افريقيا، فإن ثمار هذا التوجه حصدها زملاء العقيد من الحكام وليس هؤلاء “الغلابى” البسطاء، وفي هذا الخصوص يرى الكثيرين من المراقين أن التوجه الأفريقي للعقيد مبعثه الشعور بالأفضلية وليس الإحساس بأصالة الإنتماء الغاية منه الحصول على لقب ملك ملوك افريقيا بعد إن ضمن لقب عميد الحكام العرب، ومن يتصور أن هؤلاء أحرص على نظام العقيد من قبائل القذايفه المقارحه التي تخلت عنه القبيلة تلو الأخرى؟
وعليه مما لا شك فيه أن مشاركة هؤلاء في القتال جاءت تحت تهديد السلاح، واي شخص عاقل إن وضع في محك الموت الحتمي برصاص الكتائب وإحتمال الموت في خطوط المواجهة بلا تردد سيختار الأخير عسى ولعل أن يأتي الفرج من الفرّاج.
حقيقة الأخوة الأفارقة ظلموا ظلم الحسن والحسين من العقيد والثوار والمجتمع الدولي بأسره في زلزال ليبيا الأخير، كتائب العقيد غررت بهم وسلبت إدارتهم، والثوار قضوا على الرافضون القتال مع كتائب العقيد بطرق وحشيه وأساليب بربرية تحت سمع وبصر المجتمع الدولي.
وعلى المهتمين بحقوق الإنسان وأصحاب الضمائر الحية من الحقوقيّن والعارفين بدروب المنظمات الدولية الفاعلة تقع عليهم مسئولية جسيمه في تحريك هذه القضية الشاذة والمؤلمة لأناس أبرياء فرضت عليهم ظروف الجغرافيا كما أشار الأخ يحى العمدة وجور حكام بلدانهم تحمل مرارات البقاء وسط مجتمع عنصري وساسة همجيون لا خير في سلفهم أو خلفهم إن كان ما نراه هو آخر ما في جعبتهم من الفهم والإنصاف وإحترام الغير، ونناشد كل صاحب نخوة قانونية التحرك الفوري لجمع الأدلة المتوفرة على قارعة الطرقات في تونس وتشاد والنيجر ودارفور ورفع دعاوى جنائية إلى الجهات الدولية ذات الإختصاص ضد العقيد والثوار معاً ولا ينبغي أن تمر تلك الأحداث الجسام مرور الكرام بحجة أن المنظمات الدولية والإعلام الغربي وقناة الجزيرة “المريبة” قد غضت الطرف عنها لأسباب يصعب فهمها.
اما ما جاء في تعليق الأخ يحى العمدة بخصوص السيد عثمان البشرى طالما أنه لم ينفِ عضويته في اللجان الثورية ولم يميط اللثام عن تفاصيل الإتفاق الذي بموجبه عاد السيد البشرى للخرطوم، فليس من المصلحة الخوض في تفاصيل علاقته بنظام العقيد والمشير في الوقت الراهن، مع إحترامي وتفهمي لوجهة نظره لما ورد في مقالي عن السيد البشرى الذي لا أستطيع ان اميزه من بين اثنين.
آفاق جديدة/ لندن

تعليق واحد

  1. الاخ ابراهيم سليمان ,, نقترح عليكم التنسيق مع العمده للترتيب مع نقابة المحامين لعمل جمعية لدعم المتضررين ونصرتهم ( نصر أخاك ظالما او مظلوما)

  2. الاخ الاستاذ ابراهيم سليمان
    بعد التحية والسلام
    لا يفوتنى فى المقام الاول وانت فى عاصمة الضباب ، ان تهتم بمعاناة الاخوة الافارقة ومدى الظلم الفادح الذى وقع عليهم ؛ وفق عمل ممنهج وكراهية ليست امرا عارضا بل موغلة فى القدم امتد اثرها الى سكان جنوب ليبيا من السمر ؟ ما اود تصويبة ان عثمان البشرى لم يتدعى يوما انتماؤة للجان الثورية بل له رؤية تتقاطع مع عضويتها ورؤيتة يشاركة فيها اخرون ، فهو لم يعارض باسمها بل لنتهج دربا اخر تعلمة جيدا ولنتجاوز ذلك من الاهداف العليا الواجب تحقيقها عبر حوار موضوعى وبناء
    ولينصب تركيزنا فى البحث عن اليات تعيد لهؤلاء الغلابة والمسحوقين ممن اجبرتهم ظروف الحياة ضمن مشوار البحث عن حياة كريمة من العيش فى بلد هى من غابر الازمان لا يعرف انسانها من التطور غير تلك البدل التى تصنع فى تركيا او ايطاليا ، انسان لا زال يعيش بعقلية العصور الوسطى لا يعرف للقانون منطقا ولا لحقوق الانسان مفهوما ، فهو لا زال متاثرا بذهنية اسلافة وتراث الغزوات
    نامل تضافر جهودكم فى تحريك منظمات المجتمع المدنى فى الدول الغربية لتقوم بدورها فى عمليات الضغط على هؤلاء الهمج من اجل ايقاف المذابح واطلاق سراح الابرياء ممن تم اقتيادهم من الطرقات العامة والاحياء السكنية لا لشىء الا لسواد بشرتهم
    وفى نفس الاطار ابراز حجم الضرر المادى والمعنوى والنفسى فهناك اعداد غفيرة اجبرت على الخروج وتركت كل ممتلكاتها كما تعرض البعض للنهب والقرصنة ، لغياب الدولة وتحول كل من بيده سلاح الى سن قانونه الخاص فى مجتمع لا يعرف كلمة عيب دا غريب ،
    كما نعلن استعدادنا للتعاون معكم فى هذه القضية الانسانية العادلة وفضح الممارسات لهذا الفاقد الانسانى والذى يشكل خطرا على البشرية جمعاء
    ولك ودى
    يحيى العمدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..