أخبار السودان

وزير الطاقة والتعدين السابق د. عادل علي إبراهيم في أول حوار له بعد المغادرة( 2-2):

سأظل جندياً (وفياً) لخدمة هذه الثورة المجيدة

إذا استمرت إدارة ملف الكهرباء بهذه الطريقة فسيتعرض لتذبذب بين الصيف والشتاء
هذه وصيتي (….) لوزير الطاقة القادم … ومشورع كهرباء الفولة (إستراتيجي)
الوقود التجاري مبادرة ابتدعتها لتخفيف الأزمة وتقليل الدعم

** خلال (300) يوم قضاها وزير الطاقة والتعدين السابق د. عادل علي إبراهيم بين ردهات وزارة الطاقة والتعدين، وبالرغم من الملفات الشائكة والعقبات والمطبات التي ورثتها الوزارة من النظام السابق، استطاع إنجاز العديد من الملفات فى مجال النفط والكهرباء والتعدين.. (السوداني الدولية) استطاعت استنطاق الوزير السابق الرافض لفكرة أي حوار خلال هذه الفترة، نسبة للأوضاع المعروفة للجميع، واستطاعت الصحيفة إقناعة بالحديث بعد أن كان ممتنعاً.. ونشكر له استجابتة للحديث حول عدد من الملفات التي تهم المواطن السوداني
• د. عادل استطاع إنجاز وإكمال بعض المشاريع ووضع خطط لمشاريع أخرى واعدة، ففي مجال الكهرباء استطاع بجهود المهندسين الوطنيين صيانة وتشغيل توربين سد مروي وتربينات الروصيرص، ولأول مرة يدخل سد مروي طاقته القصوي بإنتاج (1250)، كما فرغ من إعداد ملف مشروع قري (3) ومشروع كهرباء الفولة، ليكون مشروعاً متكاملاً لإنتاج الكهرباء من الغاز بطاقة (500) ميقاوات ستشكل نهضة اقتصادية وزراعية وصناعية بالمنطقة، وأيضاً الإعداد المتميز بواسطة مهندسي ومدراء شركات الكهرباء لخط الكهرباء بمراحلها الثلاث، كما استطاع إعداد تقرير عمل وأداء لمصفاة الجيلي يشمل برنامج محترف وميزانية للصيانة الشاملة بواسطة لجنة كفاءات هندسية، كما شدد من خلال الحوار على ضرورة البناء على الخطط والمشاريع التي تم وضعها باعتبارها مشاريعاً قومية تهم الدولة .. طرحنا على الرجل مجموعة من التساؤولات مشكوراً أجاب عليها برحابة صدر عالية، فإلى مضابط الحوار :-

حوار: بكري خليفة/طاهر المعتصم

* حدثت ملحمة كبيرة فى إصلاح أنبوب النفط في الفترة الماضية بسبب تجمد الخط؟
– دعني أشيد بالخبرة السودانية في إصلاح الأنابيب و مجال النفط عموماً، معظم حقول النفط التي تنتج النفط السوداني تعمل بأيدِ سودانية تصل إلى 100% خبرة السودانيين في التعامل مع الأزمات الكبيرة جداً، وعدد الأجانب قليل فى المصفاة وحقول النفط، والسودانيون اكتسبوا خبرة كبيرة في مجال الإنتاج، فنصيحتي للحكومة الالتفات للاكتفاء الذاتي من النفط، لأنه يخفف من حدة رفع الدعم على الاقتصاد والمواطن .
*رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب هل يساعد في دخول التقنية الأمريكية؟
– التقانة الأميركية مهمة، خاصة للحقول التي قل فيها الإنتاج بسبب الضغط، وهذه يمكن الاستفاده من تقنية تحسين الإنتاجية الأمريكية ووسائل محلية أخرى يتم استخدامها لسحب البترول عن الماء، بالإضافة إلى أهمية الاستثمارات للشركات الغربية والأمريكية، لكن دائماً ما أشجع الشركات المحلية، وأرجو من المدير القادم ان يكون على اتصال مع المحفظة الوطنية .
* صيانة مصفاة الجيلي (قري) راج الحديث عن أنك لم تخطر الجهات الرسمية بمواعيد الصيانة الدورية؟
– هذا كلام غريب ورواية غريبة لا أدري مصدرها، ومعروف وقت الصيانة الدورية للمصفاة، ففى أول أسبوع لي طلبت برنامج صيانة المصفاة، وحسبنا كل التكاليف للوقود، لأن المصفاة تتوقف مدة (72) يوماً، وطوال هذه الفترة حسبنا ما هو مطلوب منا، وأخطرنا وزارة المالية بكل المتطلبات فى وقتها، و لما تم التعديل الثاني لأسباب لا داعي لذكرها (دي اترفدوا فيها ناس) من (مارس إلى يوليو أغسطس) تم التعديل ومخاطبة المالية مرة أخرى بخطاب آخر عن البرنامج المعدل، وخاطبت اللجنة الاقتصادية وسارسلها إلى رئيس الوزراء حتي لو لم أكن موجوداً، ومعروف سلفاً الرأي الفني للمهندسين أن شهر (10) تتوقف المصفاة إجبارياً للصيانة، ولدي مقترح لكيفية التغطية لهذه الفترة والاستفادة من المحفظة، ومعروف أن من الأشياء الروتنية مع وزراة المالية البرنامج الشهري للوقود، لذلك ما أثير شيء غير غريب وغير منطقي.
من خططنا التي وضعناها توسعة مصفاة الجيلي وبناء مستودعات ضخمة استراتيجية فى بورسودان، أرجو متابعتها، ولا ننسى علاقتنا مع إثيوبيا في الكهرباء والبنزين والزيوت (فوكس) والإثيوبيين طلبوا استيراد الغاز عن طريق بورتسودان، وافقنا لهم، ويجب النظر نظرة مستقبلية لمصلحة البلدين، هذه من المؤشرات التي يجب أن يحافظوا عليها .
*ماذا عن الوقود التجاري ؟
– ابتدعنا أيام الأزمة بمبادرة مني بفتح مجال الوقود التجاري، حسبنا سعر معقول سميناه مجازاً تجارياً كتجربة، وعندما وجدت القبول عملنا على تعميمها وأسقطنا عن كاهل الحكومة عبء دعم الوقود من 90 % إلى 44%، والتجربة وجدت القبول من الشعب السوداني، وهي تجربة ناجحة، والآن عممت على كل المحطات، أيضاً اقترحت على القطاع الخاص والشركات والبنوك استيراد الوقود، وصدرت ضوابط استيراد الوقود الخاص عن طريق المحفظة، ويجب الاهتمام بالضوابط للاستيراد الخاص والتوزيع الخاص، ونحن اخترنا المحطات المؤهلة فمن (33) شركة (4) شركات فقط هي المؤهلة، وقد ترتفع إلى (6)، وأرجو ان يتم السماح للشركات المؤهلة بأن تتولى عملية التوزيع التجاري بالتضامن مع المستوردين، كما أتمنى أن تندمج هذه الشركات مع بعض، وكان هنالك تشجيعاً منا للاندماج حتى تزيد أهلية هذه الشركات، فوجود (6) شركات قوية أفضل من (33) شركة ضعيفة .
* ملف الكهرباء ملف شائك وعادت القطوعات والبرمجة؟
– أقول إذا استمر ملف الكهرباء بهذا الشكل سيتعرض لتذبذبات بين الصيف والشتاء، التوليد المائي يشكل أكثر من النصف، ففي أوقات يكون التوليد ممتازاً بعد الخريف، فالتعاون بين مهندسي الري والطاقة يجب أن يكون في أرقى حالاته كما حدث فى الشهور الماضية، أيضاً سد النهضة بعد اكتماله سينظم العملية، بالنسبة للكهرباء المستوردة من مصر فهي تمدنا بـ(80) ميقاوات، كما يجب العمل علي تحسين الخطوط الناقلة وترقية العلاقات مع مصر .
*سد مروي لم يكن فعالاً بطاقتة القصوى؟
– واحد من العشر توربينات كانت متعطلة، عملنا على إصلاحها بجهود سودانية خالصة، أسميناها إدارة الأزمة بما هو متاح من إمكانيات، وما يقدمه المهندسون السودانيون، وعملت على تشجيعهم من السلطات العليا، وأعدت الثقة إليهم، كان الوقت ضيقاً للطلب من الشركة الفرنسية التي صنعت التوربين أن تقوم بإصلاحه، سألنا السودانيين ما الحل؟ قالو يمكن إصلاحة بدون الخواجات، وقد كان، تم إصلاح التوربين وانتج سد مروي (1250) ميقاوات بطاقته القصوى، ودخلنا به شهر رمضان وكان استقراراً كبيراً، وأيضا عملت على تشغيل محطة قري وأم دباكر، كما تمت صيانة توربيات الروصيرص، شباب سودانين أثبتوا مهارة عالية لصيانة (ريش) التوربيات داخل الماء، وهذا شغل دقيق جداً، تحملوا المشاق من خراطة وصنفرة أثبتت الكفاءة السودانية بمهارة عالية .
*حدثنا عن مشروع كهرباء الفولة الذي حدث به تلاعب كبير فى النظام البائد ولم ير النور؟
– من المشاريع التي أتمنى متابعتها لأنها مشروع استراتيجي ويجب على الحكومة أن توليه اهتماماً كبيراً، لأن به خمس فوائد للبيئة، فبدلاً من حرق الغاز(الهدر) في حقول النفط، يمكن الاستفادة منها فى توليد الكهرباء، سيتم عبر شركة سودابست السودانية، بالإضافة إلى شركات أمريكية ونرويجية، والقائمة بالأعمال الأمريكية شجعت على المشروع، وأكدت على دعم أمريكا لهذا المشروع، ويتوقع منه إنتاج (540) ميقاوات، ويدخل كل مدن دارفور في شبكة الكهرباء، ويشجع الصناعة المحلية كما أطالب رئيس الوزراء بتنمية الصناعة بمناطق الإنتاج فى دارفور وكردفان، أيضاً هنالك (3) مشاريع لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية تم الاتفاق مع شركة إماراتية على إنشائها، وستكون في غرب أم درمان، وهي تنتج (500) ميقاوات، وهو من المشاريع الواعدة جداً، وأيضاً مشاريع أخرى لإنتاج الكهرباء بالرياح والمصادر المتجددة، ومشاريع الطاقة الشمسية انخفضت أسعارها بسبب فرض الرئيس الأمريكي قيوداً على الصين التي تنتج شرائح الطاقة الشمسية، وأشجع مصانع الأسمنت وأسواق التعدين للاستفادة من الطاقة الشمسية حسب حوجتها .
* ماذا عن رفع كفاءة مركز التحكم والعروض التي قدمتها ألمانيا لقطاع الكهرباء ؟
– أوصي الوزير القادم بأن يهتم بأولوية التعاون مع ألمانيا فى الكهرباء، وبالتحديد فهم أبدوا استعداهم من بداية الثورة، وهم من أوائل الدول التي زار رئيسها السودان، والسفير الألماني من أوائل السفراء الذين تواجدوا فى اعتصام القيادة العامة، وأنا زرت ألمانيا وعقدنا عدداً من الاتفاقيات معهم لترفيع مركز التحكم القومي ليستوعب المستقبل للسودان .
* هل كانت هنالك إرهاصات عن إقالتكم عن الوزارة ؟
– خرجت من الوزارة يوم الخميس 9\7\2020م بعد أن طلب منا رئيس الوزراء تقديم استقالتنا وقبل ستة منها، وأقال السابع، تساءلنا هل نسلم الوكلاء أم ماذا؟ لكن في نفس اليوم عرفنا أنه تم تكليف بعض الوكلاء بتسيير الأعباء، بعدها أعددت مستندات التسليم والتسلم بصورة ممنهجة لتكون دليلاً ومرشداً لمن ياتي بعدي، واسمحوا لي أن أؤكد على أني سأكون جندياً وفياً فى خدمة هذه الثورة المجيدة فى أي مكان أتواجد به وأقول إن (300) يوم لم تكن كافية لمعرفة قدراتنا، ونغادر وتركنا عدداً من الاعمال غير المكتملة، وأقول ليتني أرى هذه المشاريع يكملها غيري لأهميتها للدولة، ولمباديء الثورة، وسأظل باقياً في السودان أعمل من أجل التغيير ومن أجل أهداف الثورة من أي مكان وفي إي موقع كان .
* بعد (300) يوم من التعب والسهر هل عاد مهندس الجيلوجيا د. عادل إلى عائلتة وتمتع بدفء العائلة ؟
– في البيت معي ابني أحمد فقط، البقية خارج الوطن اسميته (الود المؤجر معانا) وقد لا ألتقيه لأربعة أيام أو خمسة أيام، والحمدلله الرهق قل عن أيام الوزارة وأسمح لي في ختام اللقاء أن أوجه الشكر لصحيفة (السوداني الدولية) على إتاحة هذه السانحة لأطلل على القاريء السوداني.

السوداني الدولية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..